ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

الفاضية والمليانه من
غير أي لقب كده ده طبيعي يعني
اغمض عينيه بقوة يتمتم بالاستغفار بصوت عال ثم أجابها بحديث غير مقنع
هو أنا
هتشرط عليها تكلمني إزاي
نظرت إليه وهي لا تصدق أي شيء مما يقوله وتود لو صړخت به أمام الجميع وجعلته يعترف بالذي يحدث نظرت إليه بسخرية وأردفت مقلدة إياها بنفس نبرتها
وبالنسبة ل هو في حد أغلى منك اتعبله بردو يا جاد
شعر هذه المرة بالانزعاج الشديد الذي يضيق صدره عليه وهي تضيق كل الطرق في الإجابات المقنعة لتأخذ ما تريد وحقا هو مرهق إلى أبعد حد ولا يعلم ماذا يفعل وماذا يقول
هدير أنا فيا اللي مكفيني العملية مش ناقصة
نظرت إلى عينه بقوة واسترجعت كل ما مضى بينهم في الفترة الأخيرة بداية بما فعله مسعد بصورها إلى الآن وأرادت أن تجعله يتفهم نظرتها الحزينة التي القتها عليه أثناء حديثها
وأنا كمان يا جاد فيا اللي مكفيني وأكتر منك ومحتاجة تفسير للي بيحصل ده
عايزاني أقول ايه طيب غير اللي قولته
أخذت نفس عميق وهي تنظر إليه عندما وجدته حقا مرهق إلى درجة أنه يستند على الحائط بيده وهو يتحدث معها لقد خفق قلبها لأجله وحزن لأجل ما يحدث بينهم
تقولي أنت بعيد عني ليه.. وبلاش حجه الصور علشان بقت قديمة بجد وبايخه وتقولي قريب منها ليه يا جاد..
أبتعد جاد عن الحائط ناظرا إليها وعينيه متسعة بقوة شديدة مدهوشا من حديثها الأبلة كيف له أن يقترب من أخرى غيرها!.. صاح بحدة وهو يقترب منها
أنت اټجننتي!.. قريب من مين يا مچنونة أنت.. قريب من مين
بحدة شديدة أجابت عليه
منها.. كلامي كدب..
دعى بالصبر داخله وهو ينظر في اتجاههم ليرى والدته تحذرة بعينيها وكأنها تتحدث معه عن خطاءه أمام الجميع في حق زوجته هل خطأ إلى هذه الدرجة!.. عاد للخلف وهو ينهي الحديث قائلا وهو يهرب إلى البعيد
أنا دماغي فيها مليون حاجه ومش ناقص كلامك ده ولو أنت واحدة بتفهم تعرفي أن ده لا وقته ولا مكانه
نظرت إليه وهو يبتعد عنها عائدا إلى مكانه ووقفت هي مكانها لم تتحرك وجدت الخبيثة الغبية تقترب منه وتعطي إليه الورود متحدثة بشيء لم تسمعه ثم رحلت!.. رحلت والإبتسامة تشق طريقها على وجهها بقوة ظاهرة للجميع وكأنها تنال شيء ليس موجود مع أحد غيرها!..
دهشة الجميع كانت ظاهرة أمام هدير و جاد وكانوا محقين في ذلك.. هذه المرأة الغريبة دلفت هكذا مرة واحدة بينهم وتتحدث بكل أريحية مع جاد أمامهم وتتناسى أمر وجود زوجته معه!.. أنها تناست كل شيء من الأساس واستباحت لنفسها ما هو حرام لتجعله حلال في لحظات تعد على اليد..
وقف جاد بعيد عنها عائدا إلى
غرفة والده ليقف كما كان ينظر إليها حيث أنها بقيت مكانها ولم تعد معه عينيه حزينة للغاية ولا يدري ما الذي تريده منه حقا ولما اقترابها
منه هكذا ربما تود أن تكون صديقته أو هي امرأة من
أصل طيب وترد له المعروف الذي فعله معها!..
أم هي غريبة الأطوار ولا يفهم ما الذي تريده!.. أو هناك شيء تخفيه عنه إلى الآن لا يعرفه ولا يفهمه!..
نظر إليها بعمق وكأنه يعتذر عما يبدر منه وفي نفس الوقت ينتظر اقترابها مرة أخرى لا يتحمل أن تتركه وحده هكذا يقف بين الجميع عار دونها..
إنها بالنسبة إليه والدته وشقيقته وزوجته حبيبته وكل شيء له يحدث ما يحدث ولكن في النهاية هي كل هؤلاء وللحقيقة لا يستطيع أن يحدد موقفه يبقى كما هو أم يتخلى عن ذلك البرود ويعود كما في السابق فقد نالت عقابها وبادرت بالوقوف جواره في وقته الصعب مع والده..
بادلته النظرات من بعيد بحزن طاغي ارتسم على ملامحها وروحها تتحمل ندوب هائلة لا يتحملها أحد تشعر داخلها أن هناك شيء مخفي عنها...
تحلف أنها تثق به ثقة عمياء تثق به أكثر من نفسها ولكن لا تثق بأحد غيرة تخون الجميع وأولهم هذه كاميليا التي لم ترتاح لها منذ أول مرة رأتها بها!..
تريد أن تفهم لما تتحدث معه هكذا بأريحية لم تأتي إليه لم تهاتفه وكأنه أحد أقاربها أو أصدقائها المقربين مع أن زوجها لا يصادق نساء بل لديه الكثير من الرجال بعدد خصلات رأسه..
إنه كتاب
مفتوح أمامها منذ أن تزوجته وقد غلق منذ فعلة مسعد الحقېرة.. معذب الفؤاد يا جاد الله إنك معذب الفؤاد تاركا خلف عذابك
ندوب أثر الچروح ټحرق الروح وتأثر عليها بالخۏف والرهبة تاركا ألم ومرار وكأنها تتذوق طعم العلقم بجوفها تحاول تمريره لا يمر لحدة وكثرة مرارته.. متى يا معذب الفؤاد تكن الحياة كما لو كانت ورود بيضاء لا يشوبها شيء!..
في المساء
كما قال الطبيب لهم في الصباح أن والده سيخرج مساء اليوم لم تكن حالته خطړة فقط كان يحتاج العناية هناك بالمشفى حتى يستطيع أن يقف على قدميه مرة أخرى ويشعر بالتحسن اطمئن الجميع عليه وتقدم الأقارب والأصدقاء ليطمئنوا عليه عندما علموا بخروجه والكثير حاول أن يهاتف جاد أثناء تواجدهم في المشفى ولكن لم يستطيعوا الوصول إليه..
كان الجميع في شقة والده بعد أن أصبح بخير ويجلس معهم براحة في صالة الشقة فقط يوصل بيده محلول طبي قد كتبه الطبيب في ادويته..
يجلس عطوة وزوجته ومعهم ابنهم سمير وزوجته مريم وصعدت والدة هدير هي الأخرى لتطمئن عليه وتتقدم بالسؤال عنه وجلست هدير جواره بعد أن طلب منها فعل ذلك بود وهدوء وداخله يدعوه للإعتذار منها على ما بدر منه سابقا أثناء رفضه لها هي لا تعلم بهذا الشيء ولكن كلما رأى طيبة قلبها وأصلها الطيب شعر بالخجل الشديد من نفسه..
نظر جاد إليها بهدوء ونظر إلى والدة الذي يجلس جوارها وقد حمد الله في هذا اليوم كثيرا بعد أن اطمئن على والده الذي عاد إلى المنزل معافى وحقا يشعر بالتقصير في علاقته مع ربه هذه الفترة عليه أن يعود كما السابق فهو لم يعتاد على هذا الشيء..
تحدثت والدة هدير بابتسامة بسيطة وهي تجلس على المقعد أمامهم بجدية
حمدالله على سلامتك يا حج
أجابها بهدوء ونبرة خاڤتة مرهقة يبتسم
الله يسلمك يا أم جمال
ابتسمت فهيمة والدته بود وحب وقد عادت ملامح وجهها البشوشة الطيبة بعد خروج زوجها من المشفى نظرت إلى الأكياس التي دلفت بها وقالت بود مكملة بعتاب
الله يسلمك يا حبيبتي.. مكنش له لزوم تعبك ده والله يا أم جمال
وضعت الأخرى يدها الاثنين فوق بعضهم البعض وقالت بهدوء
تعب ايه بس يا أم جاد ده من فضلة خيركم
أصيلة يا حبيبتي ربنا يخليكي
نظرت إلى هدير الجالسة جوار رشوان قائلة لها بجدية
قومي يا هدير اعمليلنا حاجه نشربها يا حبيبتي
حاضر يا ماما فهيمة
وقفت على قدميها وابتعدت تمر من أمامه وهو جالس على الأريكة جوار ابن عمه تخرج من الغرفة لتتوجه إلى المطبخ لفعل ما قالته والدة زوجها ولكن الصدمة الكبرى التي قابلتها عند مرورها على باب الشقة الذي كان مفتوحا تطل منه كاميليا!..
نظرت إليها بدهشة وذهول ألم تكون في المشفى اليوم!.. ماذا تفعل هنا في منزلهم!.. ماذا تريد!.. لم تكتفي بعد! لقد رأته واطمئنت عليه ما الذي تريده بعد ذلك ستجن منها حقا.. يكاد عقلها ينفجر من التفكير وكثرة الأفكار السيئة التي تتواجد داخله عن تقربها من جاد..
وقفت أمامها جماد لا يحرك ساكنا تنظر إليها وإلى هذها الغرور الذي يظهر عليها تنظر إلى وقفتها التي تظهرها بعنجهية وكأن المنزل لها..
أقتربت مريم منها والتي أتت لتساعدها في المطبخ ولكن تراها تقف هكذا دون حديث وأمامها امرأة تقف على أعتاب الباب صاحت قائلة بجدية وابتسامة وهي تقترب منها
اتفضلي عايزة مين..
ابتسمت إليها الأخرى متغاضية عن وجود زوجته أمامها
وهتفت
الاسطى جاد
أومأت إليها مريم وفهمت أنها هنا لرؤية والده ربما يعرفها أشارت لها بيدها إلى الدلوف داخلا في الغرفة سارت خلف مريم وبقيت
هدير في مكانها لا تحرك ساكنا تنظر في أثرها بذهول تام..
دلفت على
الجميع في الداخل ومن رآها صباحا ورأى ما فعلته وقع عليه دلو من الماء البارد لحضورها مرة أخرى وهنا في منزلهم!.. لا أحد يستطيع السؤال عنها الآن ولكن الجميع في نفس الوقت يريد تفسير واضح من جاد الذي وقف على قدميه بدهشة عندما وجدها هنا مرة أخرى..
لم يستطع أن يفعل أي شيء سوى أن يرحب بها كأي ضيف يأتي إلى بيته حاول قدر الإمكان أن يكون طبيعيا ولكن منعته زوجته من فعل ذلك بدخولها الھمجي على الجميع وأولهم كاميليا وقفت أمامها
ونظرت إليها بقوة داخل عينيها قائلة بحدة
أنت ايه اللي جابك هنا وعايزة ايه بالظبط مننا
ذهل جاد من دخولها المفاجئ الحاد وكلماتها الغاضبة أمام الجميع لم
يكن يتوقع أنها من الممكن أن تفعل هذا
هدير!.. أنت اټجننتي
أبعدت نظرها عن كاميليا ونظرت إلى جاد بحدة أكبر وعصبية لأول مرة بحياتها معه تفعلها وأمام الجميع
كنت مچنونة وفوقت وحالا هعرف الست دي عايزة ايه منك
ابتسمت كاميليا بتصنع وهي تبادلها النظرات الهادئة على عكس الأخرى غاضبة وداخلها دلو من الماء البارد يجلس على قلبها وفرحتها لا توصف لأن زوجته فهمت الذي يحدث وهذا كان أول مسمار يدق في خړاب بيتهم
هكون عايزة ايه يعني.. أنا جاية اطمن على باباه جاد عمل معايا معروف وأنا بحاول ارده بأي طريقة مع إني مش هعرف مهما عملت
وضعت يدها الاثنين أمام صدرها بقوة تقف غير معتدلة وصاحت بقوة وثبات تضغط على حروفها بشراسة وهي تتحدث
أولا اسمه الاسطى جاد ثانيا إحنا متنازلين عن المعروف ده ومش عايزينك ترديه
لأول مرة تتحدث هكذا في وجوده أمام الجميع وهو لا يتحمل ما تفعله غير أنها تهين ضيفه في بيته أقترب بخطوة واحدة منها ليقف جوارها جاذبا ذراعها بحدة يهتف بصوت عال
هدير كفاية لحد هنا وبطلي الجنان ده
جذبت يدها بحدة وعصبية شديدة ونظرت إليه دون خوف ودون احترام له ترفع صوتها عليه أمام الجميع من أهلها وأهله
سيب أيدي كده أنا مش هبطل جنان والست دي لو شوفتها مرة تانية بجد هوريك الجنان اللي على حق
استدارت تنظر إليها بشراسة وټهديد
سمعاني..
نظرت إليها ببرود وكأنها ليست هنا من الأساس ولم تنظر إلى أي شخص من هؤلاء الجالسين بل نظرت إليه قائلة بهدوء وتصنعت الحزن فقط عندما نظرت إليه
أنا آسفة يا جاد شكلي عملتلك مشاكل.. همشي وهبقى أكلمك
اقتربت منها هدير على حين غرة بقوة وعنفوان والغيرة داخلها تنهش قلبها
يا بجاحتك يا شيخه تكلميه بتاع ايه إن شاء الله.. هاا
نظرت الأخرى إليه وبادلها هو نظرة معتذرة ثم ذهبت إلى الخارج دون التفوه بحرف واحد ولكن لنقول أنها حصلت على ما أرادت والآن بدأت اللعبة الرابحة لها عن حق..
أقترب منها زوجها
تم نسخ الرابط