ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
نظر إليها وتسائل بقلق ولهفة ظاهرة على ملامحه
مالك
أشارت إلى باب الشقة وتحدثت بصعوبة وهي تضع يدها على فمها
أفتح الباب
وضع المفتاح بالمزلاج سريعا وهو يراها تضع يدها بقوة على فمها فتح الباب فدلفت تركض إلى المرحاض بسرعة كبيرة ذهبت من خلفه في لمح البصر فشعر بالقلق الشديد وهو يغلق الباب بعد أن أخذ منه المفتاح ودلف خلفها بسرعة يهتف بلهفة
دلفت إلى المرحاض والباب مفتوح وأخذت تتقيء بقوة وعڼف فدلف خلفها ليقف جوارها فتحت صنبور المياة لتغسل وجهها بالمياة الباردة وهي تهتف بقلة حيلة
مش عارفه
أردف بعد أن لاحظ أن هذه ليست المرة الأولى في هذه الفترة
القصيرة
دي مش أول مرة تحصل أنت محتاجه تروحي لدكتورة تشوف مالك
شعرت هي أيضا بوجود خطب ما ربما ستحبه كثيرا وتشعر به حقا!.. أومأت إليه مؤكده
أمسك بيدها يحثها على السير إلى الخارج وهو معها بهدوء وراحة
طيب تعالي.. تعالي ارتاحي شوية
اردفت وهي تسير جواره بعد أن فكرت فيما تريده الآن بالتحديد نظرت إلى جانب وجهه وقالت بهدوء
أنا عايزة حاجه حادقة
ابتسم بهدوء وتحدث بجدية ونبرة رجولية هادئة
اجبلك ايه طيب
عايزة مانجا
استنكر طلبها ونظر إليها باستغراب وأردف مجيبا إياها
جلست على الأريكة وأردفت بقوة
أنا عايزة مانجا وخلاص
الله
ابتسم بهدوء ومال على رأسها يقبلة بحنان وهدوء وقال ناظرا إليها بحب
حاضر.. هنزل اجيب مانجا حاجه تاني
ابتسمت إليه هي الأخرى شاعرة بكم كبير من الحب الذي يلقيه عليها دون مقابل منها
لأ..
تحرك ذاهبا ناحية باب الشقة ليهبط مرة أخرى يأتي بما طلبته ولكنها استوقفته قائلة
أجاب بهدوء وهو يستدير إليها وكل ما تفعله محبب إليه
نعم يا حبيبتي
ابتسمت بخجل وهي تخفي عينيها بوضوح وقالت بصوت خاڤت
عايزة تين مع المانجا
وكأنها تطالب بالحب منه وهذا ما يريده ليس إلا
حاضر.. غيره!
لأ كفاية كده
ذهب إلى باب الشقة وخرج منه بهدوء ذاهبا يلبي طلبها ويأتي بما تريد ونظرت هي في أثره تبتسم بسعادة على كم الحب هذا والحنان الذي يلقيه عليها من كل جانب دون انتظار منها أي شيء يقابله..
صباح اليوم التالي
استيقظ جاد في الصباح وجد أن والده ووالدته يجلسون في شرفة المنزل ليستمتع والده ببعض الهواء المنعش دلف إلى المرحاض وخرج إلى شرفة المنزل ليطمئن على والده ثم من بعدها هبط ليذهب إلى زوجته ليفعل ما تحدث به بالأمس مع والده..
مؤكد أنه قادها للجنون بفعله خاطئة فحدث ما حدث ولكن رد جاد بقي كما هو أنها تشعر بالغيرة فقط من إمرأة ليست تليق به بجميع الحالات فقط كان لديها عمل معه وفي مرة قام بمساعدتها لذلك مثل أي شخص طبيعي قامت بتلبية نداء الواجب أمامه على الأقل..
وادعى أن ما فعلته زوجته هو الذي كان خاطئ لأنها جعلته يبدو كدمية هي من تحركه ولم يكن له دور في أي شيء وبالخصوص أمام تلك السيدة التي اهانتها في بيته..
جعله والده يصمت بعد قول كل ذلك ولم يعطي إليه الفرصة ليكمل بل قال هو أن هذا البيت ملك
كان من الممكن أن تمتد يده إليها لقد جعله يشعر بالخجل من نفسه لأنه فعل كل هذا وفي حضورهم اعتقادا أن ليس هناك أحد يقف قبالته ويأخذ حقها منه ولكن والده ما زال حي يرزق ولن يرضى بأن يفعل أي من هذا بها لأنه منذ أن تزوج منها وهو يستمع عنها كل طيب يجعله يرفرف لأنها كانت من نصيب ابنه..
أكمل توبيخه جاعله يشعر بالخذلان من نفسه لأنه لم يعطيها حق الغيرة والخۏف عليه بل سلبه
منها وكأنها امرأة غريبة عنه لا يحق لها الحديث ولا التدخل في شؤونه لا يحق لها أن تشعر بالغيرة وقلبها ېحترق لأجل نظرة واحدة منه لغيرها أو العكس!.
وما جعله يحزن بشدة عندما تحدث عن أمر الصور التي كانت في الحارة قال بأنها لم يكن لها يد بما
حدث بل كانت ضحېة مثله تماما وكان من المفترض أن يكون هو الاحتواء والأمان لها في مثل هذا الموقف
وحقيقة لم يكن يتوقع منه تركها بل ومعاقبتها لقد تفاجأ من حديث والدته عن ما فعله
معها!..
خجل جاد بشدة من نفسه وهو يقلب حديث والده داخل رأسه إنها حقا لها كامل الحق في شعورها بالغيرة عليه مثلما يفعل هو تماما لما قد يسلب منها هذا الحق.. لما..
هو فقط ما ضايقه وقفتها أمام الجميع وصړاخها عليه ارتفاع صوتها وحركاتها الهوجاء الذي أظهرت كثير عنها أمام ابن عمه وهذا لا يجوز حديثها مع عبده دون خجل أو خوف منه..
إذا بحث عن أسباب تضايقه أكثر سيجد ولكن أيضا مهما حدث هي إمرأة وأنثى رقيقة ناعمة مهما أظهرت أنها شرسة وعڼيفة فهي ليست كذلك معه عليه أن يقوم باحتوائها والاعتذار منها عما بدر منه وأهم من
كل هذا أن يجعلها تطمئن من كاميليا ويبعد ذلك التفكير السيء عن رأسها..
فتح باب الشقة بمفاتحه ثم دلف إلى الداخل وأغلقه خلفه رفع نظرة إلى الصالة بعد أن خلع حذائه ليجدها تنام في الصالة!.. تنام في الصالة بملابسها منذ أمس حتى أنها لم تبدلها لأخرى بيتيه فقط قامت بخلع الحجاب عن رأسها!..
تقدم إلى الداخل بهدوء وهو ينظر إلى الساعة التي أصبحت الحادية عشر صباحا ذهب بهدوء شديد حتى لا يزعجها ويتأمل مظهر طفلة صغيرة نائمة في بيته قليلا..
اتكأ على يده ثم جلس على الأرضية أمامها أمام وجهها مباشرة ينظر إليها بعمق وقد أنتج ذلك حزن كبير في قلبه بسببه هو فقط!..
نظر إلى وجهها بدقة ليرى عينيها منتفخة بقوة جعلته يلاحظها من نظرة واحدة ووجهها على غير العادة يبدو مرهق إلى حد كبير لم تصل إليه معه من قبل ربما كانت تبكي هنا منذ أن تركها ورحل!..
هو لم يقصد أن يفعل أي شيء يجعلها حزينة بل قام في الأمس بمحاولة الحديث معها ورحل دون صړاخ أو أي شيء وشعر أن أمر مصالحتها سيكون سهل!..
يتأملها ولا يدري ما الذي حدث بينهم! لقد كانوا من أسعد البشر زوجين ولا أروع منهم تعطيه ما يريد ويبادلها بذلك حتى إنه من قبل الإعتراف بالحب لبعضهم كانوا أفضل من هذه المرحلة بكثير كيف وصل معها إلى هذا الطريق المغلق الذي علقوا به كيف يخرج منه من الأساس بعلاقة سليمة ليس بها ندوب تقهر!..
تنهد بعمق نافضا كل ذلك عن رأسه وضع كف يده على وجنتها بحنان يمرره عليها بلطف وهدوء ثم بهدوء ورفق حاول أن يجعلها تستفيق عندما هتف باسمها بشغف وحب..
فتحت عينيها العسلية بهدوء ووجدت نهر من اللون الرمادي المختلط مع درجاته ينظر إليها بحنان وضعف يتخلله الشغف الكبير
صباح الخير.. كل ده نوم..
أبصرته بقوة وهي تفتح عينيها أكثر عليه ثم استوعبت أنه هنا يتحدث معها بأريحية!.. اعتدلت في جلستها وهي تمسح على وجهها بكف يدها ثم نظرت إليه مرة أخرى بهدوء دون حديث..
ابتسم بوجهها بحب خالص وكأنه يقول لها مهما حدث بينا هنا الحب قابع داخل قلوبنا ومهما مر عليه لن يزداد شيئا إلا حبا اعتدل في جلسته على الأرضية ورفع جسده ليجلس جوارها على الأريكة ثم تقدم ممسكا بكف يدها الأيمن يرفعه إلى فمه بحنان وود
أنا آسف.. أنا مكنش قصدي إن يحصل أي حاجه من اللي حصلت دي
وجدها تنظر إليه نظرة لم يفهم ماهيتها ولكنها تفهمها جيدا وضع يده خلف رأسها يجذبها إليه ليقوم بتقبيل أعلى جبينها أيضا
أنا آسف على كل حاجه عملتها وزعلتك.. حتى موضوع الصور أنت مالكيش ذنب فيه وأنا اخدتك أول المذنبين أنا آسف
مد يده إلى كفها الأيسر وجذبه ناحيته ثم قبل إصبعها الحامل لدبلة زواجهم وهتف بنبرة رجولية هادئة رخيمة
مهما حصل أنا عمري ما ابص لواحدة تانية غيرك وعمري ما انسى اللي بينا.. وحتى لو مليون واحدة وقفوا قدامي علشان أشوف حد فيهم مش هشوف غير مراتي حبيبتي وأم ولادي إن شاء الله
ابتسمت بهدوء وعذوبة وطار قلبها يرفرف من السعادة المفرطة التي ألقاها عليه في لمح البصر وعلى حين غرة في الحقيقة لم تكن تتوقع منه أن يفعل ذلك بل توقعت أن يستمر فيما يفعل ويكمل الجفا بينهم إلى أن ينتهي..
وهي أيضا أن تجعل الأمر يأخذ أكبر من حجمه بينهم فيكفي ما حدث إلى الآن ستحاول باللين أن تفعل كل ما تريد بعيدا عن الشجار
والبعد فبعده أكثر ألما من چرح عميق يحتاج عملية جراحية..
بشدة وهي تتناسى كل ما مضى وتقوم بحذفه الآن من عقلها حتى تنعم بما أرادت مرة أخرى وهو عيش حياة طبيعية كما السابق مع زوجها ولكن!... لن تتخطى وجود كاميليا بهذه السهولة ولن تصمت إلا عندما تعرف ماذا تريد..
قابلها جاد بعناق كبير وكأنه يريد أن يبتلعها داخله ليشعر بتواجدها المستمر
جواره وكم كانت هذه سعادة مطلقة عندما قام باحتضانها بعد طول غياب لم يكن يفعلها إلا وهو
نائم ليلبي نداء جسده بقربها منه..
ابتعدت مبتسمة بلين ورقة فتحدث وهو ينظر
إليها بعمق ومرح
مش هنفطريني ولا ايه أنا مردتش أفطر معاهم واسيبك لوحدك يا وحش
أسرعت تقف على قدميها مبتعدة من جواره وهي تهتف بسعادة كبيرة تلبي ما يريده
هغير هدومي في ثواني وأحضرلك أحلى فطار
وقف هو الآخر وقال بجدية
أنا كمان هاخد دش على ما تخلصي
أومأت إليه بسعادة وتوجهت إلى الداخل وقلبها يرفرف فرحا وسعادة ومع ذلك فهناك من يجلس داخل عقلها لم تتناسى أمره ولن تتناسى مهما حدث..
تناول طعام الإفطار معها ثم هبط إلى عمله في الورشة ولكن قبل دخوله إليها إتجه إلى ركن بعيد قليلا عنها وأخرج هاتفه ثم فتحه وعبث به قليلا ومن بعدها وضعه على أذنه ينتظر الرد الذي أتى في لحظات لا تعد..
تحدث قائلا بجدية شديدة ونبرة رجولية خشنة لا ترى منها غير ذلك
ازيك يا مدام كاميليا
أتاه الرد من الناحية الأخرى بلهفة تظهر في صوتها الذي استغربه للغاية تقول
الحمدلله بخير يا جاد.. أنت عامل ايه
تجاهل سؤالها عنه ومنع استغرابه ثم أكمل حديثه بنفس النبرة والجدية
أنا بكلمك علشان اعتذرلك عن اللي عملته مراتي امبارح.. أنا بجد آسف بس هي بغير زيادة عن اللزوم
لم يكن هذا السبب
متابعة القراءة