ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

بيدها وتقدمت للخارج تتخطاها قائلة بقوة وعدم تصديق
ابني.. ضنايا رجع
يا حبيب عمري... يا فرحة عمري يا جاد
قبل أعلى رأسها وهي يحتضنها قائلا بعتاب
طب بټعيطي ليه دلوقتي
أجابته ضاحكة والدمع يخرج من عينيها بغزارة قائلة ومازالت تتشبث به
دي دموع الفرح يا واد
ضحك بقوة رافعا رأسه للأعلى مازالت تنعته بطفل
حمدالله على سلامتك يا حبيبي نورت بيتك
مرة أخرى قبل أعلى رأسها مبتسما وهو يعلم ما الذي بداخل الجميع ناحيته وأولهم والدته
الله يسلمك يا أم جاد
أبعدت نظرها إلى سمير قائلة بسعادة وحماس كبير
يلا يا سمير روح هات مراتك على ما أكلم عمك رشوان يجيب أبوك ويجي الغدا عندنا النهاردة على حس جاد
هتف سمير مجيبا باقتراح أخر لكي ينعم هذا الرجل ببعض الراحة بعد هذه الرحلة الشاقة
يا مرات عمي ادي ل جاد فرصة يريح شوية الأول
استدار ينظر إلى سمير قائلا بنبرة أصبحت مرهقة بعد وصوله إلى هذه النقطة
لأ أنا هروح
بس أخد دش كده اظبط بيه نفسي وأغير هدومي وهاجي على طول على ما الحج يوصل
ربتت على كتفه بيدها بحنان
طيب يا حبيبي يلا روح وارتاح شوية لسه بدري على الغدا
استدارت تنظر إلى زوجته قائلة
يلا يا هدير معاه وهنادي على أم سمير تنزل معايا
تقدمت منهم ووقفت قبالته مجيبة بلهفة حقا تريد أن تكون معه وحدها
ماشي يا ماما فهيمة
هتفت والدته مرة أخرى بحنان وحب بالغ وهي تقترب منه تعانقه مرة أخرى تستنشق عبير رجولته وحضوره
يلا يا حبيبي.. حمدالله على سلامتك يا قلب أمك انشالله آخر مرة تخرج فيها من بيتك ومكانك
بادلها العناق بقوة مربتا على ظهرها
بابتسامة كبيرة ناظرا إلى زوجته غامزا لها بعينيه
إن شاء الله يا أم جاد
خرج جاد من المنزل ومعه زوجته بعد أن هندمت ملابسها لتلائم الخروج للبيت الآخر والظهور في الشارع بينما صعد سمير إلى منزل والدته في الأعلى..
دلفت إلى شقتها وأنارت الأضواء بهدوء وهو يدلف من خلفها بهدوء شاعرا
أن روحه قد عادت بعودته إلى مملكته ومكانه الوحيد الذي شهد على كم السعادة الخالصة التي شعر بها مع حبيبة عمره..
أغلق هو الباب وتقدم ينظر إليها بعد أن وقفت هي الأخرى تنتظر تقدمه منها ناظرة إليه بعينيها العسلية متعلقة بكل حركة تصدر
منه تشبع عينيها بالنظر إليه ورؤيته البهيئة..
تقدم بهدوء وعينيه الرمادية متعلقة بها بقوة وعمق وقف أمامها لا يفصل بينهم شيء يوزع نظرة على كامل وجهها عينيها العسلية نمشها الرائع الخلاب شفتيها التي احتوته كثيرا..
إنه يفتقدها منذ أيام كثيرة مرت عليهم وهم مبتعدين عن بعضهم بقوة حمدا لله أنها تناست حزنها الذي لا يعلم سببه وابتسمت له وللحياة مرة أخرى..
عاد للخلف بعد الت
وضعت يدها اليمنى على وجنته بحنان خالص ناظرة إليه بحب ليس
معهود على أي حد غيرهم تهتف بنبرة خاڤتة لينة رقيقة
حمدالله على سلامتك يا حبيبي
الله يسلمك يا وحش... بس ايه الحلاوة والطعامه دي... دا فرق سرعات عن آخر مرة خرجت فيها من هنا
رفعت يدها هي الأخرى ووضعتها على ذراعيه قائلة بهدوء وجدية تامة بعد أن فهمت كل ما حدث وقررت أنها لن تعيده مرة أخرى
أكيد يا جاد.. أنا عرفت كل حاجه ولازم بقى ننسى اللي حصل ونبدأ صفحة جديدة
غمزها بعينيه الرمادية ضاحكا
اعتبريه حصل
أبعدت يدها عنه محاولة العودة للخلف وهو محاوطها بذراعيه تهتف مقترحة
طيب خد دش وهطلعلك هدوم علشان عايزة أتكلم معاك وأقولك حاجه مهمة
ضيق ما بين حاجبيه متسائلا باستغراب وعينيه عليها بدقة
حاجة ايه
أشارت برأسها مؤكدة أنها ستتحدث عندما يخرج فقط وحركت شفتيها مجيبة
يلا بس أما تخرج هقولك
أومأ إليها برأسه ثم تقدم إلى الداخل متوجها إلى المرحاض فهو في حاجه شديدة لأن يأخذ قسطا من الراحة أسفل المياة ليريح جسده عما تعرض إليه في اليومين الماضيين..
خرج من المرحاض بعد أن ارتدا ملابسه الداخلية التي قامت بإعطاءه إياهم كان يضع المنشفة على رأسه يحركها بقوة بيده لكي تجف خصلات رأسه سريعا..
دلف إلى الغرفة ليراها تقف أمام المرآة بعد أن بدلت ملابسها هي الأخرى إلى غيرها بيتيه مكونه من قميص طويل لونه أحمر ڼاري يصل إلى بعد منتصف قدميها من الأسفل مفتوح من الجانبين ومن الأعلى يحمل رسومات وردية زائدة على كتفيه ومقدمه صدره..
وقف أمامها يبتسم مانعا نفسه عن الخطړ الذي يفكر به فهناك أشخاص بانتظاره تحركت تفاحة آدم على أثر ابتلاع ما وقف بجوفه بعد رؤيتها مد يده إلى البنطال يأخذه من على الفراش يرتديه
ها ايه بقى الحاجه المهمة
نظرت إليه بعمق داخل عينيه وناداته بإسمه برقة ونظرتها مطولة عليه
جاد!
استغربها وهو يراها تنظر إليه بعمق تناديه هكذا تقدم من الفراش جالسا عليه وأجاب محركا شفتيه ببرود أخذا المنشفة مرة أخرى يجفف خصلاته بعد أن ارتدى البنطال
نعم
أنا حامل
ابتعدت يده عن المنشفة التي وقعت على الأرضية جوار قدمه وعينيه ثبتت عليها متسعة پصدمة كبيرة بعد
أن قالت كلمتين لم يكونوا في الحسبان أبدا..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الثامن_والعشرون
ندا_حسن
فراق مرة أخرى
هل استمع إلى ما قالته بشكل صحيح هل قالت أنها حامل! تحمل داخل أحشائها طفل لها وله هل قالت هذا أم لأ..
نظر إليها بعينين متسعة بقوة والصدمة وقعت فوق رأسه جعلته لا يستطيع أن يفعل أي شيء سوى النظر إليها بعمق شديد منتظرا منها أن تكمل أو أن تقوم بفعل أي شيء يخرجه عن صمته..
رفع حاجبيه للأعلى دون حديث وحرك عينيه بحركة تعرفها دليل على أنه يريد تأكيد الحديث مرة أخرى لكي يستوعب أنه صحيح..
تقدمت بهدوء منه ووقفت أمامه وهو جالس على الفراش يرفع رأسه لينظر إليها بتركيز واستمع إليها تهتف بنبرة خاڤتة ووجهها يبتسم بهدوء
أنا حامل يا جاد
أخفض وجهه إلى الأرضية ووضع كف يده على جبينه يمسح عليه بقوة هذا صحيح! لقد أكدت حديثها أنها حامل تحمل طفل داخلها منه هو! سيكون والده! إنه سيكون أب عن قريب..
سيتحقق حلمه البعيد صعب المنال الذي تأخر عنه ولكنه لم ييأس وعلم أنه له وقت وميعاد يأتي به مقدر له من الله..
لقد كان هذا
أكثر شيء يريده.. أكثر وأول شيء يريده من الدنيا بعد وجوده مع زوجته وحبيبته يريد ولدا منه ومنها يحمل جمالها وصفاتها الرقيقة يكن له السند والعون في الحياة..
قلبه يدق پعنف شديد ووجهه أصبح يتصبب عرقا وهو للتو خارج من المرحاض بعد أن استحم يشعر أن الجو حار كثيرا وقلبه يزيد عليه الضغط
بهذه السرعة التي يخفق بها..
لقد كان حلم بعيد وأكثر ما تمناه ولكن ليس لدرجة البكاء ما هذا الضعف ولما لا يستطيع تحديد كلمات أو أي شيء يقوله أو يفعله.. لما هو هكذا!..
تغلب على نفسه ورفع بصره إليها مرة أخرى ينظر إلى عينيها المنتظرة منه أي رد فعل بعد أن قالت له خبر سعيد مثل هذا ثم بعد رفعة رأسه وقف بجسده أمامها ومسح على وجهه بكف يده ثم تحدث بخفوت ونظرة مترقبة منتظرة التأكيد الأكبر
بجد يعني بجد أنت حامل
أومأت برأسها عدة مرات مبتسمة تؤكد له ما يريد التأكيد منه كي يبتسم للحياة مرة أخرى ويتناسى معها كل ما مر عليهم من حزن وقهر أقترب
منها للغاية مقدما يده اليمنى واضعا إياها على بطنها ناظرا إليها ثم صعد بعينيه مرة أخرى لعسليتها قائلا بحب
في هنا نونو
مرة أخرى تومأ له بعد أن اتسعت ابتسامتها وظهرت أسنانها البيضاء من بين شفتيها الوردية..
وهي تتمسك به جيدا بعدما شعرت بأن قدميها ترفع في الهواء وكامل جسدها يدور
معه بخفه وسعادة لا توصف أصدرت ضحكات عالية رنانة بصوتها الجميل والمحبب إلى أذنه مقررا هو وهي مع بعضهم البعض أن ينعمون بهذه السعادة لبعض اللحظات.. اللحظات فقط!..
وقف ثابتا مرة واحدة ثم بهدوء أخفضها إلى الأرضية ولكنها لم تبتعد ولم تنظر إليه 
قربها إليه أكثرا قائلا بنبرة فرحة صاخبة بالحب والحياة
ياه يا هدير.. من زمان أوي وأنا نفسي أسمع الكلمتين دول
شدد على عناقها مكملا بحماس وشغف حضر إليه في لحظاته الأولى ليكن معه منذ البداية
ألف مبروك يا وحش
الله يبارك فيك يا حبيبي
عرفتي امتى
وقع هذا السؤال على مسامعها ثم هوى قلبها پخوف خلفه لم تتوقع أن يسأل ولم تفكر في الإجابة ما الذي ستقوله تخبره بالحقيقة وتبدأ معه صفحة غير الأخرى المليئة بالكتمان أم تخفي هذا وسيكون آخر شيء! عادت للخلف ثم نظرت إليه بعينين خائڤة وقد ظهر عليها هذا
من عشر أيام
لم يستوعب أنها تكن علمت منذ عشرة أيام ولم تخبره فعاد مرة أخرى يقول باستغراب ينظر إلى عينيها بقوة
الأمور بينهم مرة أخرى
عرفت إني حامل من عشر أيام
أخفض يده الاثنين من عليها ووقف هو الآخر ثابت مذهولا يبادلها النظرات المصدومه مما هتفت به كيف لها أن تكون تعلم منذ هذه المدة وهو الآن فقط يعلم أليس له الحق فيه مثلها! تسائل مرة أخرى باستغراب أكبر من السابق قائلا بنبرة خشنة
يعني ايه من عشر أيام وأنا ليه معرفش غير دلوقتي
وجدها تنظر إليه بصمت ربما تفكر الآن لما قد فلت منها لسانها وهتفت بالحقيقة كان من المفترض أن تبدأ هي بالجديد وتلقي بكل ما حدث في الماضي بعيدا لم تجيب عليه وتنظر إليه فقط نظرة لم يفهم ما هي معاتبة! خائڤة! حزينة! لما تغيرت الآن
مالك يا هدير ما تردي بقولك ليه مقولتيش
كنت خاېفة
ضيق ما بين حاجبيه وإلى الآن لم يفهم أي مما تقوله ليقوم هو بالسؤال مرة أخرى
خاېفة من ايه يا هدير هو ده حاجه تخوف أنت مش عارفه أنا مستنى الخبر ده من امتى مش عارفة إزاي دا أنت أكتر واحدة عارفة
عادت للخلف خطوتين تدير ظهرها إليه قائلة بسرعة وخوف وداخلها تود لو تعود بها الأيام فالندم الآن لا يفيدها
كنت خاېفة تبعد عني وتسيبني يا جاد
اسيبك إزاي أنت مچنونة يا هدير ولا ايه.. ما تفهميني ايه اللي بيحصل
اخفضت بصرها في الأرضية وتمسكت بيدها تقوم بالضغط عليها بقوة عائدة إلى تلك
الحركة من جديد ثم رفعت نظرها إليه قائلة بقوة محاولة التحلي بالشجاعة
أنا هقولك كل حاجه بس بالله عليك يا جاد تفهمني وماتحكمش عليا بسبب غلطة زي دي
أتى بآخر ما عنده صاح بقوة بعد أن أخذت كل الصبر الذي داخله وشوشت عقله بحديث ليس له داعي من الأساس وهو لا يفهمه
غلطة ايه وبتاع ايه ما تتكلمي يا هدير الله
ضغطت على يدها بقوة وشعرت أن قدميها ترتجف فهي على وشك الإعتراف بأكبر خطأ ارتكبته في حق نفسها وزوجها خصوصا بعد أن علمت أنه بريء من كل ما تخيلته تقدمت تجلس على الفراش فاستدار بجسده معها ليكن مقابلا لها
أنا عرفت إني حامل من عشر أيام يا جاد.. محبتش أنك تعرف غير لما أتأكد
تم نسخ الرابط