ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
مقارب إليها بشدة تحت. ضنه وهو يحاوطها بيد واحدة وقلبه يخفق پعنف لتلك الكلمات وهذه النظرة وهذا الحب الذي ينعم به معها..
أبتعدت وهي في كتفه بخفه قائلة بمرح
ايه تنحت ليه يلا لبسني
ابتسم إليها وهي تستدير لتقابلة بظهرها حتى يستطيع أن يضع لها السلسال أخذه من العلبة وألقاها على الأريكة ثم وضعه على ص. درها من الأمام ممسكا به بيد والأخرى تبعد حجابها قليلا
استدارت تنظر إليه فنظر إلى السلسال عليها وقد كان رائع حقا فعله لها خصيصا وكان كذلك ولكنه في هذه اللحظة تذكر ما حدث بالأمس فقال بحزم وجدية
وآه على فكرة أنت مصلتيش الفجر امبارح أنا سبتك بس علشان حسيت إنك تعبانة بجد لكن ده مش هيحصل تاني
أردفت مجيبة إياه بجدية وضيق في نفس الوقت من نفسها لأنها لم تستطع أن تنهض وتؤدي فرضها معه لأول مرة
شعر أنه هو من ضغط عليها فبعد ليلة أمس الطويلة قامت بواجبها نحوه كزوجة ولم يفكر في الإرهاق أو التعب الذي يراودها في هذه الفترة بسبب وجودها مع شقيقتها منذ أيام تساعدها في ترتيبات الزواج
ابتسمت ببساطة قائلة وهي تنهي الموضوع
حبيبي أنا محبتش افصلك وبعدين خلاص عدت وإن شاء الله مش هتتكرر تاني
بعد أسبوعين
سار جاد في شارعهم ومعه ابن عمه سمير عائدون من صلاة العشاء في المسجد ولكن كلما مروا على أحد نظر إليهم نظرة لم يفهم أحد منهم معناها وكانت هذه النظرات تستهدف جاد بالأكثر ربما البعض نظرته إليه شفقة والآخر ڠضب وربما هناك من نظر بضيق إليه وغيره بحزن وربما اختلطت كل هذه النظرات مع بعضهم في نظرة واحدة لم يفهم ما هي..
تسائل سمير باستغراب وحيرة وهو ينظر إلى جاد
هو في ايه! الناس مالها
لوى شفتيه دليل على عدم معرفته وأردف مجيبا إياه هو الآخر بحيرة
مش عارف
ثم أكمل بمرح ومزاح وهو يرفع يده ليضعها على كتفه پعنف وقوة يقصدها كالمعتاد
زفر سمير بضيق وانزعاج وهو يزيح يده عنه قائلا بضجر
ياعم ياريت دول بيبصوا عليك أنت.. واظنك عديت مرحلة عريس دي
معه كامل الحق إنهم ينظرون إليه هو شعر جاد بالحيرة حقا وهو يراهم يتبادلون النظرات وهناك أيضا همسات لا يستمع إليها وكأنه فعل شيء مشين الجميع يتحدث عنه في الخفاء..
هو فيه ايه بره يا شباب.. الحارة كلها بتبص علينا كده زي ما يكون عاملين حاجه
ألتزم الجميع الصمت بعد أن نظروا إلى جاد نظرة خاطفة خجلة للغاية واستداروا إلى عملهم مرة أخرى ولم ينطق منهم أحد وأيضا هم يظهر على وجههم الحزن والذي استغربه سمير قبل جاد
مرة أخرى تساءل سمير وهو يقف على قدميه بعد أن شعر بأن هناك شيء قد
حدث حقا والجميع لا يستطيع التحدث به ومن الواضح أنه حدث كبير مهم
في ايه يا طارق! انتوا ساكتين ليه كده
رفع طارق عينيه عليه بخجل وأبعد وجهه مرة أخرى عنه فصاح جاد بخشونة وقوة هذه المرة فقد تلفت أعصابه من هذه النظرات التي بينهم بينما يقف هو وابن عمه مثل المعتوه
ما ترد عليه.. فيه ايه يا عبده مكتومين ليه
ترك عبده ما كان بيده وتقدم إليهم ثم وقف أمامهم ووجه بالأرض
ېختلس النظر إلى جاد ثم يعود إلى الأرضية وهتف بخفوت وحرج
حصل حاجه تخصك يسطا جاد
صمت بعد هذه الجملة فصړخ جاد وهو يقترب منه بعصبية وڠضب لأنه يلعب على أوتار أعصابه بهذه الطريقة البشعة وتلك النظرات الحاړقة
ما تنطق أنت بتتكلم بالقطارة ولا بتلعب باعصابي فيه ايه
أخرج عبده هاتفه من جيبه ثم فتحه وعبث به للحظات ومن ثم قدمه ل جاد الذي أخذه بين يديه يرى ما به.. وفي نفس اللحظة الذي نظر بها سمير إلى الهاتف أخفض بصره سريعا وأبتعد عن جاد حتى لا ټخونه عينيه بالنظر مرة أخرى وقد فهم الآن ما الذي حدث بالفعل..
الصور دي نزلت في جروب على الفيس فيه العيال الصايعة بتاعت الحارة واللي نزلها صفحة لسه جديدة مفيهاش أي حاجه
هذا ما تحدث به عبده بخجل شديد ووجهه بالأرضية بينما جاد كان في وضع لا يحسد عليه وهو ينظر إلى هذه اللقطات خلال شاشة هاتف ليس له بل أنها الآن ملك للجميع..
أحمرت عينيه الرمادية بشدة وظهر الڠضب داخلها وتوحشت نظرته بينما تشنجت عضلات جسده بالكامل وهو ينظر إلى كل هذه الصور التي أمامه..
لقد كانت لقطات لزوجته!.. وله هو الآخر معها!.. صورة وهي وحدها وخصلاتها ظاهرة بوضوح مع زينة وجهها وعن قها وغيرها وهو من كان يلتقط ويجلس جوارها على الأريكة بتلك الابتسامة
هو لا يهم ولكن هي!.. لا يظهر منها أي شيء سوى خصلاتها وعن. قها وفي هذه الصورة الوحيدة مقدمة ص. درها!.. لقد كانوا عبارة عن أكثر من عشر لقطات أخذ بعضا منهم معها في هاتفها..
رفع جاد نظرة عن الهاتف ولم يرى أحد أمامه فقد كانت الډماء داخل عروقه موضوعه على موقد يشتعل على أعلى درجة..
ضغط على الهاتف بين يده بقوة كادت أن تهشمه وذهب إلى الخارج وهو يعرف وجهته إلى أين تقوده!.. لا يوجد سواها من يملك القدرة على تبرير ما حدث وإن لم تفعل فلا تلوم سوى نفسها.. توحشت نظرته وهو يتخيل كم من رجل غيره رأى مظهرها بهذا الشكل وأخذ ما لا يحلل له وحمل ذنب وجعلها تحمله معه..
ما ذلك الڠضب الذي حل عليه إنه يود أن يلكم أحدهم الآن ويظل يفعل ذلك إلى الصباح وغالبا ستكون هي.. هي من أظهرت ما يحل لها وله هو وحده هي من جعلت الجميع ينظر إلى جسدها وخصلاتها وزينتها التي لا تخرج إلا لزوجها.. هل يتمنى ألا ېؤذيها بغضبه المفرط وعصبيته التي ستبتلع كل شيء أم يتركها تقع فيما فعلت وتتحمل صعوبة التفاهم معه في هذه الأوقات!..
لن تمر هذه الليلة مرور الكرام على الجميع وأول المتضررين هي! لأول مرة معه ومنذ زواجهم سيترك الڠضب المكبوت داخله يخرج وستتحمله مهما كلفها الأمر..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الثامن_عشر
ندا_حسن
دعنا نخرج من ساعدتنا المملة لنتجه إلى
الحزن الصاخب
أخيرا انتهت من تحضر الطعام اليوم لم يأتي جاد على الغداء مثل كل يوم بل قال إن هناك أعمال مهمة خارج الورشة عليه أن يقوم بها ولن يستطيع أن يعود على الغداء بل سيأكل مع العاملين معه وقد ذهبت هي إلى منزل والدته ساعدتها في طهي الطعام وتناولت الغداء معها هي ووالده وأكملت الجلسة إلى صلاة المغرب ثم بعدها عادت إلى شقتها لتحضر طعام للعشاء.. رأته وهي تعود وعلمت أنه قد عاد فأخذت في الإسراع وانهت كل شيء في الوقت المناسب ثم دلفت إلى المرحاض لتستحم وتبدل ملابسها قبل صعوده إليها..
خرجت من المرحاض مرتديه رداء أبيض طويل يصل إلى قبل قدميها بقليل وتحكم إغلاقه عليها بالرباط الخاص به على خ. صرها وجهها أبيض نقي للغاية مرسوم به نقوش بنية خفيفة رائعة تظهرها بشكل أروع وجمال أكثر بينما خصلاتها انسدلت خلف ظهرها وهي مبتلة وظهرت أطول مما هي عليه وتعدت نهاية خ. صرها بكثير..
تمتمت بينها وبين نفسها وهي تغلق باب المرحاض
هلبس بسرعة وأصلي العشاء وشوية ويكون جاد طلع
كادت أن تذهب وتتقدم إلى
غرفة النوم لترتدي ملابسها ولكن استمعت إلى صوت باب الشقة يغلق بقوة وعڼف مصدرا صوتا عاليا ابتعدت عن الممر وحاجبيها معقودان مستغربة عودته الآن قبل ميعاده وإغلاقه للباب بهذه الطريقة خرجت إلى الصالة لتراه يتقدم إلى الداخل وعندما
أبصرها توقف في مكانه ينظر إليها بجدية شديدة أو ربما شراسة ملامحه عابثة ثابتة هل هو غاضب.
ابتسمت ببلاهة محاولة أن تخرج هذا الهراء من عقلها وهتفت قائلة بهدوء وهي تقف أمامه
رجعت بدري عن معادك... هلبس بسرعة واحضرلك الأكل
استدارت لتذهب إلى الداخل وفي لحظة خاطفة وجدت من يقبض على يدها بقوة ألمتها كثيرا واستدارت إليه پعنف دون دراية منها ما الذي يحدث ولكن وقعت عينيها على عينيه الرمادية بعمق واستغراب شديد وكان هو في المقابل ېحترق وبقي لحظات ليحضر وعليه أن يفهم ما الذي يحدث..
تساءلت باستغراب هادئ وجهها أصبح شاحب الآن وتلك الهدير الشرسة التي تظهر في العلن لا تستطيع الظهور أمامه في تلك اللحظات
في ايه يا جاد
وقف أمامها مباشرة دون التفوه بحرف ونظر إليها بعمق وأشبع عيناه من وجهها بالكامل ومع ذلك لم يستطع أن ينال مراده لم يستطع أن يهدأ كانت هي بمثابة المحطة التي يتلقى بها الراحة والهدوء والآن حاول أن يستغل هذه المحطة ولكنها لا تعمل معه ولن تعمل في مثل هذه المواقف..
رفع يده بالهاتف الخاص ب عبده لينظر إليه ثم فتحه لتظهر الصور مرة أخرى أمامه فاغمض عينيه بقوة وصدره يعلو ويهبط من شدة الڠضب واليد الأخرى يقبض عليها بقوة محاولا أن يكبت غضبه..
تسائلت باستغراب وهي تنظر إلى الهاتف الذي بيده
بتاع مين ده
أدار الهاتف إليها ورفعه أمام عينيها العسلية الصافية والتي كانت تتسائل عن أشياء عدة لا تفهم ما هي علامات الاستفهام داخلها كثيرة لتصرفاته هذه وضعت عينيها على الهاتف الذي تعلم أنه ليس لزوجها وياليتها لم تفعل اتسعت عينيها بقوة وهي ترى هذه الصورة الخاصة بها..
هذا ليس هاتفه وهذه الصورة عليه إذا فهمت لما يتصرف هكذا ولكن من أين! من أين أتت هذه وكيف. أنها في هاتفها فقط حتى أنها لا تضع صور لها بخصلات شعرها الظاهرة هذه على هاتفه لأنها تعلم أنه يعمل عليه وأي شخص يستطيع أن يراهم إن أخذ الهاتف ولكن هي لا أحد يأخذ هاتفها!..
اتسعت عينيها بقوة أكثر وهي تراه يمرر الصور وراء بعضها بإصبعه وتظهر أكثر في بعض منهم بقوة وخشونة والڠضب داخله ينتظر الدق عليه
صورك دي مش كده..
تعمقت أكثر بعينيه التي ذهب بريقها اللامع ورأت هذه الجدية والخشونة الصادرة منه أخذت كالعادة تضغط على يدها الاثنين بقوة وهي تجيب بضعف وذهول معه
أيوه.. أيوه صوري بس جم على الموبايل ده إزاي واصلا بتاع مين ده
وضع الهاتف بجيبه بعد أن استمع لهذه الإجابة المتوقعة وعاد بنظره
متابعة القراءة