نوفيلا
المحتويات
وتختار الهروب
بلل أمير طرف شفتيه وقال
متين قلبي يؤلمني بسبب ما فعلته
تساءل متين بحذر
هل احببتها أمير
وهل ما فعلته تقول انها افعال تصدر من عاشق
تردد متين قائلا
لكن !!
رفع أمير ببصره وهو يقرر انتهاء ذلك الحديث الذي لن يقدم ولن يؤخر شىء بل سيجلب الحزن فقط واعادة اختراق النصال الحادة نحو قلبه
نظر له متين بأسف بالغ وهو يخرج من المنزل .. لم يصدق هيئته حينما رآه رجل فقط يعيش لأن هناك نفس يدخل ويخرج منه .. توقف عن العمل توقف عن الحياة توقف عن السعي وراء زوجته توقف عن إصلاح خطئه .. وهو من كان يقرر أن يتزوج عن حب لكن عدل قراره يختار زوجه تكون مناسبه له لن يجعل القلب من يختار بل عقله ..
انسالت الدموع ولأول مرة من جفنيه همس پتألم وهو يضرب بكف يده على موضع قلبه
مخادع وكاذب ومنافق لم استطيع ان احافظ علي حبك نور .. أنا آسف حبيبتي آسف
تسير بخطى واثقة رافعة رأسها بشموخ .. مطلقة نعم الاسم الذي اتلصق خلف بطاقتها منذ سبعة أشهر لكن لم تعبأ بأحد ولا الهمز واللمز من جيرانها ولا لنظرات الصدمة والشفقة لأحدهم
وكأنها أصبحت أرملة وليست مطلقة .. لكن لا يهم رأيها بأحد .. ابتسمت محية السكرتيرة مريم وهي تخبرها بأن المدير يطلبها في مكتبه .. طرقت الباب بهدوء وهي تستمع اليه يأذن لها بالدخول .. دلفت ببطء وهي مرتسمة ابتسامة عملية
ابتسم هاشم بهدوء وقام من مجلسه وهو يحثها علي الجلوس
اهلا يا نور اتفضلي
يتعامل مع الجميع وهو يخلو الألقاب وتحديدا هي .. يرفض ذكر مدام قبل اسمها .. إن كانت في زمن آخر لكانت عنفته .. لكن هذا يجعلها تنسي او تتناسي قليلا انها كانت متزوجة .. جلست علي المقعد أمام مكتبه ليجلس هو مقابلها وهتف بنبرة عملية
ابتسمت بهدوء وغمغت
شكرا يا فندم
دقق النظر الى عيناها لحظة جعلتها تشيح ببصرها عنه .. قال بنبرة رزينة
المرة ديه الوفد اللي اتعاملتي معاه من شهرين طالبك بالأسم
اتسعت عيناها صدمة وفرحا وهتفت بعدم تصديق
بجد
ضحك بخفة وقال بنبرة ذات مغزى
حسنا كل ذلك كان يستطيع أن يخبرها في الهاتف او ان يضع ملف لها في الصباح على مكتبها .. لاحظت التردد وهو يهم بقول شيء لكن يبتر عبارته سريعا ويتحدث عن العمل .. ضيقت نور عيناها وقالت بإبتسامة هادئة
تمام يا فندم في حاجة تانية
سحب هاشم نفسا عميقا وزفره علي مهل قائلا
الصراحة ايوا بس ياريت متستعجليش في ردك
هزت راسها بإيماءة خفيفة
اتفضل
لا يصدق ان بعد كل تلك الايام والشهور أنه سيفعلها هتف بهدوء رغم ثوراته الداخلية
بصراحة ومن غير لف ودوران انا معجب بيكي من اول يوم شفتك فيه في الشركة .. لو سمحتي انا لسه مكملتش كلامي
قالها وهو يراها تهم بمقاطعته .. لكن ليس الآن تلك هي اللحظة المناسبة لاحظ جحوظ عينيها بل كتمت شهقتها وهي تضع يدها على ثغرها .. تابع وهو يخرج ما يعتمل داخله
احساسي وانا اول مرة اتعلق بواحدة في فترة بسيطة وترني جدا ولم عرفت انك متجوزة بعدت وقټلت الحب اللي بينمو جوايا
هتفت بوهن
استاذ هاشم
تمعن النظر نحو عينيها وقال بإبتسامة تزين ثغره
لكن بعد فترة رجعتي وعرفت انك انفصلتي عن جوزك حاولت اشيلك من دماغي معرفتش عشان كده قررت افاتحك واقلك تقبلي تتجوزيني
هل تحلم أم هي في ارض الواقع .. تريد أن يقرصها أحد لكي تعلم أن ما يحدث حقيقة وليست هراء.
همست بسخرية
استاذ هاشم انا مطلقة مش آنسه
هز رأسه مقاطعا وتابع بثقة
كل ده ميهمنيش
ازدردت ريقها وهي ترى أن حججها مبتذلة ... ما المشكلة الآن لقد جاء عريس لها بعد طلاقها يجب أن تفكر .. فرصة ذهبية لن تعوض .. وسيم صاحب جاه ومتمسك بها .. ما المشكلة إذا !!
طب وعيلتك
لمع عيناه وهتف بإبتسامة
لطالما انا اختارت الانسانة اللي حابب تكمل معايا حياتي فهما موافقين
أطرقت رأسها ارضا وهي تفرك يديها .. تلعثمت قائلة
ممكن احتمال انا يعني مقدرش أكون أم
لم يتردد ولم يفكر وكأنه لم يتسمع إليها بل قال بحزم
احتمال مش مؤكد وبعدين انا قلت انا عايزك انتي ذاتك انتي
هزت رأسها يائسة وقالت بجمود
انا اسفه عرضك مر..
قاطعها وقال بحدة طفيفة
متكمليش خدي وقت وقرري وانا هنتظر الاسبوع الجاي رأيك
..............................
مع استمرار إلحاح رنين الهاتف التقط هاتفه وقال بجفاء
ما الأمر يا متين
تردد اخيرا في قولها لكن حسم امره .. في كلتا الأحوال كان سيعلم ..هتف مترددا
أمير .. نور سيعقد قرانها الاسبوع القادم
اظلمت تعابير وجه وقال پحده
ماذا هل تتحدث بجدية
ازدرد ريق متين ورد متعلثما
نعم لقد علمت ذلك من احدي الصحف المصرية
حسنا
رفع حاجبه باستنكار
حسنا ماذا
زفر أمير بحنق وقال
سأغلق الهاتف متين
رمى هاتفه بعيدا وهو يتوجه نحو المرحاض .. دقيقتان كان جامدا متبلدا .. لكن حان الآن وقت الثوران .. لم يشعر بنفسه سوى أن يحول مرحاض وغرفته إلى هيئة مزرية .. تنفس متنهدا بعمق وهو يكيل الضړب للحائط بجواره
اللعڼة اللعڼة اللعڼة
رنين جرس المنزل جعله يلتقط أنفاسه قبل أن يتوجه نحو باب المنزل .. فتح الباب وتطلع الي ظافر بلا ادني ملامح
هز رأسه يائسا وهو يتجه الى غرفته
أمير
صاح بها ظافر وهو يسير خلفه ..
اڼصدم من منظر الغرفة وهو يشعر كأن اعصار قلب غرفته رأسا على عقب تمتم بذهول
الله الله ماذا حدث الغرفة
لا دخل لك
ثم تابع بنبرة واهنة
ستتزوج
اذا هذا هو سبب تغيره .. وتحول الجمود الي اڼهيار .. إنهار الجبل اخيرا هز كتفيه بلا علامة مغمغما
اذا
أطاح بالمزهرية ارضا وهي الشيء الوحيد السليم الذي لم يمسه في الغرفة المدمرة
اللعڼة يا رجل هل صرت جمادا اخبرك انها ستتزوج
صاح ظافر ببرود
لم تعد زوجتك بعد الآن أمير
هز رأسه نافيا
بلي
عقد ظافر حاجبيه بضيق
الله الله !! هل جننت يا هذا
أجاب بنفاذ صبر
نعم جننت تخبرني ان زوجتي تتزوج رجلا غيري وتريدني ان اهدأ
لم تعد أمير لم تعد لقد مرت شهور عديدة وهي حرة الآن
ليست حرة يا ظافر ليست حرة .. انها لي يا رجل لي أنا فقط
بدأ يتصاعد القلق علي معالم وجه ظافر وردد بحذر
أمير ماذا تقول
زفر بحنق وهو يضم قبضته ويحاول أن يتحكم في اعصابه قائلا بنبرة لا تقبل النقاش
اقول انها لي يا ظافر مهما بعدت ستكون لي
.........................
توقفوا جميعا عن معاقبتي
هتفت بها فريدة بنفاذ صبر وهي تهب من مجلسها وقد شعرت بملء معدتها ولا رغبة لها في
متابعة القراءة