أحكام القلب
يشوفنى ضرورى
هزت رأسها بالإيجاب فانسحب من المطبخ فوضعت
يدها تحت الماء بسرعه تغسل الډماء وهى تقاوم
الصړاخ بأعلى صوت من الالم
فى صباح اليوم التالى
جاءه صوت عبد الرحمن الجهور وهو ېصرخ
عليه ويقول
مفيش حل تانى
فقال مصطفى پغضب لا اكيد فى انت
عايزنى أودى مراتى فى دهيه
عبد الرحمن لا طبعا كلها فتره مؤقته
وتسديد القرض ومحدش هيعرف بحاجه حتى هى
مصطفى افرض ما قدرناش تسدد القرض زيه زى اللى قبله
عبد الرحمن ششش وطى صوتك انت عايز تدوينا فى دهيه
مصطفى لا بس مش هنفضل هربانين من
القروض على طول اكيد فى حد من الناس
اللى نصبنا عليهم واخدنا القروض باسمهم
هيكشفونا ونتمسك وانا مش عايز اجرح
جهاد ومش عايزها تعرف حقيقتى
وكمان مش عايز ادخلها فى لعبتنا دى
عبد الرحمن انا شريكك ولازم تفهم
انك هتنقذ اللى بقوله انا عرفت أن مراتك
مش متعلمه
يعنى سهل تضحك عليها وتمضيها على ورق القرض
مصطفى بس انا مش فاهم ليه نعمل كده
عبد الرحمنعلشان واحد من اللى احنا نصبنا
عليهم طلع من البوليس وهو لحد دلوقت ما
يعرفش أننا ڼصابين فلازم نرجعله فلوسه
قبل ما نروح فى دهيه ويشم خبر عننا وما
تنساش انك أخدت الفلوس دى علشان
تصرفها على فرحك
مصطفى ماشى بس ضمانات البنك اللى
هيطلبها علشان يوافق على القرض
عبد الرحمندى عندى انا يا معلم
أبتسم بحزن واغمض عيونه وهو
يقول سامحينى يا جهاد ...
صعد صابر الى طائرته المتوجهه إلى مدينه دبى حيث
يعمل وهو يشعر بشعور غريب للغايه كما لو ان شئ
سئ سوف يحدث
شعر ببعض الوخزات تنتاب قلبه
وهو يحاول ان ينسى أنه أحبها يوما ما لأنها أصبحت
ملكا لشخص آخر لا يستطيع أن يحب زوجه صديقه
لقد كان يراها فى كل مكان وهو ملازم لصديقه
الذى يشاركه فى كل شى
ومستعد أن يضحى بالغالى والنفيس لأجله
حاول ان يطمئن نفسه ويكون فى أحسن حالاته وهو
يفكر أنه مستقر فى حياته بعيدا عن كل شئ ولم
يعود سيبتعد قدر الإمكان حتى ينساها ويسيطر على
شعوره بالغيرة من صديقه لأن هذا ليس طبيعيا
انها زوجته
وفى نفس التوقيت عاد مصطفى مثقل القلب يفكر
فى طريقه ما لجعلها توقع الأوراق المطلوبه لاتمام
القرض
بعد تناولهم العشاء وضع الأوراق بجانبه ونادى عليها
جاءت بسرعه وهى تمسح يدها بالمنشفه
جهادنعم
مصطفى تعالى اقعدى جنبى
جلست بهدوء إلى جواره فكر ان استفزازها أنسب
طريقه للحصول على التوقيع دون ان تعرف شئ
مصطفىجهاد انتى تعرفى تكتبى اسمى قطبت
جبينها پغضب من طريقته وقالت هو انت فاكرنى
جاهله للدرجه دى صحيح انا ما كملتش تعليم غير لحد
رابعه ابتدائي بس بعرف اكتب
شعر بكم الاهانه التى تسبب به لها ورغم تألمه من
أجلها لكنه ضغط على نفسه وقال اثبتى
أشار إلى الأوراق بجانبه وقال اكتبى اسمك هنا
واشار إلى مكان مخصص للتوقيع
أخذت منه الأوراق بتحدى وأخذت القلم
ثم....
..يتبع
الجزء الثاني
رواية رائعة للكاتبة علا عبيد الجزء الثاني
الفصل الخامس
إنها بريئه جدا ومهما بلغ ظن السوء عندها بشاعه لن
تفكر أنه يخدعها ويستغل جهلها حتى ينقذ نفسه من
السچن المؤكد
لذلك أمسكت بالقلم وبكل عفوية كتبت اسمها على
الأوراق
لتسمعه يتنهد براحه
مصطفى انا آسف حبيبتى
جهاد خلاص مش مشكله
وقفت بسرعه متجهه إلى المطبخ
مصطفى رايحه فين
جهاد هنضف المطبخ
جذبها من زراعها حتى وقعت على رجليه
مصطفى بس ممكن يتأجل المطبخ شويه وتهتمى
بجوزك
ابتسمت له بيأس وهى تعرف جيدا ما يحتاجه زوجها
منها
كانت سماح تجلس بجوار راويه على سريرها وهى
تحاول اقناعها بالزواج بنفس الكلمات المعروفه لدى
الأمهات
يا بنتى عمرو بيحبك وأمه طيبه وأهله طيبين
هيعاملوكى زى بنتهم
راويه بس يا ماما انا لسه صغيره على الجواز
سماح ومين قال انك هتتجوزى بكره احنا هنعمل
خطوبه الأول سنه ولا اتنين
راويه طيب ولازمتها ايه ما نستنا السنتين دول من
غير خطوبه ولا غيره
سماح هو علشان بيحبك عايز يربطك بيه من دلوقتى
فهمتى مافيهاش حاجه لما تبقى مخطوبه
راويه بس ده مش متعلم يا ماما
سماح بس بيشتغل شغلانه مضمونه وكمان عنده محل
ملابس كبير ما انتى عارفه
راويه بس انا عايزه اتعلم
احتضنتها برفق وقالت يا بنتى يا حبيبتى انتى عارفه
ان كل بنت آخرها الجواز هتتعلمى وتقعدى فى البيت
يبقى لازمتها ايه جربى بس فتره كده معجبكيش
نفركش كل حاجه
راويه سيبينى افكر
سماح ماشى
جلس صابر فى شقته بد لى شارد الذهن يفكر فى
أيام قضاها يراقبها مع صديقه دون أن يعرف ان
صديقه يفعل المثل ولكنها لم تكن تراه هل كانت
تشعر بصديقه ام انها لم تفكر فى يوم من الأيام ان
يكونا هذان الشبان يحبان نفس الفتاه
فكر بهدوء هل هى سعيده الآن
نظراتها فى يوم زفافها وتعبيرات وجهها كانت جامده
كليا ولم تبتسم حتى
هل يتصل بصديقه بحجه السؤال عن احوالهما
لا هكذا سيخون صديقه وهو يفكر بزوجته الأفضل ان
يبتعد بتفكيره بقلبه عنهما
أمسك هاتفه پغضب واتصل بمديره بالعمل أمين هو
ليس فقط مديره بل أكثر من صديق أيضا
صابر السلام عليكم
أمين عليكم السلام
صابر أمين كنت عايز دوريه شغل بالليل
امين هتشتغل نهار وليل وهترتاح امتى
صابر مش مهم ارتاح المهم ما افكرش فيها
امين هى مين دى
صابر مش مهم هتشغلنى ولالا
امين خلاص ماشى ممكن تبدأ من دلوقت لو عايز
صابر كويس خالص
كانت الأيام تمر تباعا وبسرعه لم يشعر بها مصطفى
انتهت المده المسموح بها لتسديد القرض ولا يعرف
ماذا يفعل قد تدخل زوجته السچن قريبا جدا وها هو
يحتضنها ببرود كما لم يكن هو السبب
وهو يفكر بعمق كى يجد اى طريقه لانقاذها
إنقاذها وهل هذه كلمه تصلح الأفضل ان نقول يصلح
خطأه قبل أن تعرف كل شى ويخسرها فهو من
ألقى بها فى الهاوية
تململت جهاد فى نومها فلم تجده بجانبها
كان قد خرج إلى الشرفه يستنشق بعض الهواء العليل
لأنه يشعر بالاختناق
خرجت تبحث عنه وجدته مستند بيديه على حافه
الشرفه ويزفر پغضب ويقول بصوت شبه مسموع
سامحينى يا جهاد
سمع صوتها يقول بهدوء على ايه
صډمته يتمنى ألا تكون قد سمعت اى كلمات أخرى من
كلماته لنفسه لأنه اعترف بكل شئ
لم يكن يتوقع انها قد تخرج تسمعه بعد ان تأكد من
نومها
مصطفى ايه ده انتى صحيتى
جهاد لا لسه نايمه شايف ايه
مصطفى لم يعرف ماذا يقول لكنه دقق النظر إليها
عله يعرف ما يدور فى بالها من نظراتها لكن نظراتها
كانت عاديه
ارتاح قلبه قليلا وبدأت دقات قلبه المتسارعة تعود
لطبيعتها
حاول ان يعرفها عن التفكير فى سؤالها
في سحب يدها وقال تعالى نتفرج على النجوم
استغربت أكثر من حالته فهو لم يكن رومانسى معها
هكذا من قبل
مصطفى ايه اللى مصحيكى لحد دلوقتي
جهاد وانت ايه مصحيك
مصطفى مش عارف
جهاد وانا كمان مش عارفه
مصطفى هو انا لو زعلتك فى يوم ممكن تسامحينى
جهاد ليه بتقول كده هو انت عايز تزعلنى بالسرعه
دى
مصطفى لا طبعا بس زى ما بيقولوا فى كل علاقه
زوجيه لازم يحصل مشاكل
جهاد ابتسمت بهدوء وقالت وهى تميل كى تستند على
الشرفه صح بس بالنسبه لى كل حاجه ليها حدود
حتى المشاكل
تلاشت ابتسامته بتوتر وقد أدرك بالفعل ان المشكله
التى أوقع نفسه فيها تعدت كل حدودها وليس
حدودها هى فقط بل حدود الادميه والإنسانية
فضل ان يضمها إلى صدره بقوه فهو لا يعرف متى قد
تبتعد عنه
كانت راويه تمشى بين صديقاتها المقربات فقالت
إحداهن