أحكام القلب
ليله زفاف عاديه جدا فى منطقه شعبيه
وعند ما تأخر الوقت ذهب العروسين إلى عشهما
لقد كانت متوترة جدا لا تشعر بقدمها
بداخلها الكثير من الاسئله ..هل سوف يتحملها او
العكس هل سوف تتحمله هى
هل سوف يتوافقان ويعيشون فى وئام
لن نقول حب لا الحب يحتاج مشاعر كثيره
غير التوافق والوئام
الفصل الثانى
الإنسان غالبا لا يعرف ما يعترى نفسه من مشاعر
فى كثير من الأحيان
فبعض الاوقات تجد الشخص فى قمة غضبه وفى
اللحظه التاليه تجده سعيد جدا
النفس البشريه حيرت الكثيرون
ولماذا لا وقد قال عنها الله عزوجل فى كتابهولقد
صرفنا فى هذا الكتاب للناس من كل مثلا وكان
الإنسان أكثر شئ جدلا
....فعلا هذا ما أشعر به والآن وفى بدايه حياتى مع
مصطفى كانت المشاعر بداخلى مزيجا من كل أنواع
المشاعر الجيده السيئه فى آنا واحد
لا أنكر الرجفه الشديدةالتى شعرت بها وهو يحملنى
إلى داخل المنزل كما لو كنت طفله صغيره
دخل فورا إلى غرفه النوم ووضعنى على السرير
برفق
وشرع فى خلع جاكيت بدلته المهندمه
وأنا أشعر بالخۏف مما هو قادم
ولم اشعر عندما جلس بجانبى وبدأ ينزع عنى طرحتى
لم أشعر إلا وانا ابدا بنوبه صړاخ وبكاء شديده
وضع يده على وجهى وهو يحاول ان يفهم ماذا يحدث معى
وقالششش إيه اللى حصل بس علشان العياط
رفعت نظراتى كى أخبره بصراحه إننى خائفه ...انا لا
أعرفه. ..لكن .لسانى لم يسعفنى فوجدت نفسى
اقول بتردد
انا اناانا...
أبتسم برفق وكأنه فهم ما يكمن داخلى وقال
استرخى. ..ما تخافيش انا مش مستعجل
نظرت له باستغراب هل بالفعل يعنى ما يقول
هل بالفعل أستطيع ان أثق به
لكن أجابه هذا السؤال كانت
سريعه جدا
فى تلك الليله حيث أدركت أنه إنسان يوعد ولكن لا يفى
عندما بدأت بالفعل تهدأ وتشعر بالأمان نوعا ما
عاودت محاولته مره اخرى ولكن هذه المره
لكنها دفعته وصړخت به انت قولت انك ...
لكنه قال پغضب بدأ فى الاندلاع داخله وهو يفكر فى
سبب مقنع على الأقل بالنسبه له كل تبتعد الزوجه
عن زوجها فى ليله زفافها
ولأن تفكير مصطفى فى هكذا أشياء كان سطحى
جدا متشدد ظن انها قد تكون فرطت فى شرفها
ومنحته لشخص آخر قبل الزواج
مما جعل الدخان يخرج من اذنيه
بالرغم من الذكاء والفطنه التى يتميز بها مصطفى
لكنه الآن أصبح فى قمة السذاجة والغباء والشك كاد
يفتك بها ڠصبا قبل أن يسمعها تقول
انا ما اعرفكش و وكمان انا. ..انا ما اقدرش. ..انا
ظلت تعيد فى كلامها مرار وتكرار إلى أن صړخ بها
انتى ايه
انتفضت كرد فعل على صراخه وقالت
انا خاېفه
مصطفى باستغرابخاېفه. ..من ايه
جهادخاېفه منك
مصطفى باستنكار منى
جهادانا عايزه أغير وانام بس فى اوضه تانيه
مصطفى اوضه تانيه ليه أظن أن النهارده ډخلتنا
جهادمعلش بس انا محتاجه وقت لحد ما أعرفك وناخد
على بعض
حاول ان يهدأ وقال بهدوء ماشى يا جهاد اعملى اللى
يريحك
جهادشكرا
ابتعد بنظره عنها لأنه يشعر لو نظر إليها مره آخر
سيحرقها بناره
اتجهت إلى غرفه صغيره بجوار غرفتهم وهى تحمل
بعض الملابس كى تبدل ثيابها
.........
فى أحد المناطق الشعبيه البسيطه
وفى أحد المنزل البسيطه أيضا
كان يجلس عمرو امام خاله ليطلب منه ان يتزوج ابنته
ذات الخمسه عشر عاما
نعم لا تستغربوا فهذا هو العرف المتبع فى هكذا
مناطق بسيطه تخاف على بناتها وتفضل أن يتزوجن
ما ان تأتى الفرصه المناسبه مهما كان السن
لن أقول أن كل الأهالى هكذا لكن القله القليله هى
من تهتم بسن بناتها لكنه على الأقل اهتم براى ابنته
وقالانت عارف يا ابنى ان ما عنديش مانع بس لازم
اخد رأى راويه الأول ولما توافق ممكن نتفق على
كل حاجه
عمروطبعا يا خالى انا هكون منتظر الرد
فقال معروفالشاى يا راويه
كانت راويه تقف خلف باب غرفتها متذمره على الوضع
وهى ترفض الدخول ..بينما كانت والدتها سماح تجلس
بجوارها وهى تحاول اقناعها بالخروج لتقدم الشاى
للضيوف
راويه لا لا يا ماما مش هطلع انا مش عاوزه اتجوز
سماحيا بنتى اسمعى الكلام ما حدش بيقولك اطلعى
اتجوزى بس هتقدمى الشاى
ضړبت راويه رجلها فى الأرض پغضب وهى تكررلا لا
ااهه
تألمت عندما شعرت بتلك الصفعه التى هبطت على
وجهها وأمها تأمرها بالخروج
كتمت دموعها بصعوبة أمام الغرفه التى يجلس بها
الضيوف ودخلت مجبره على الابتسام فى وجه عمتها
وزوجها وابن عمتها التى يرمقها بنظرات متفحصه وقحه
شعرت بالڠضب من نظراته وكانت علامه صفعه أمها
تزيد من لون وجنتيها الأحمر
الذى ظنه عمرو بدوره خجل...لكنه لم يكن كذلك
البته...
....
فى منزل والد جهاد
رأفت ايه اللى حصل بس ليه ما حدش اتصل لحد
دلوقتى
نعمهانا مش عارفه بس انت مستعجل ليه ده لسه ما
عداش غير كام ساعه بس
رأفتخاېف بنتك توطى راسنا قدام أهل جوزها
نعمهانا واثقه فى بنتى ومستحيل تغلط
رأفتكل حاجه هتبان
بدلت ملابسها وهى تمسح دموعها بحزن وتبرم
شفتيها تسيطر على شهقاتها
وهو تقولليه يا بابا عملت فيا كده
يعنى حرمتنى من التعليم وكمان حرمتنى من الحب
والأمان أعيش ازاى انا معاه وهو ...مش مراعى
حتى شعورى بالخۏف
جلست على السرير الصغير بالغرفه وهى تشعر بتعب
شديد وارهاق لا يوصف
لم تكد تضع رأسها على الوسادة حتى ڠرقت فى نوم
عميق
....كان يجوب الغرفه ذهابا وايابا
وهو يفكر هل يعقل أن يكون ظنه صحيح
ام هو ظلمها كى يتأكد يجب أن يعرف بنفسه
كاد أن يخرج من الغرفه عندما سمع رنين هاتفه
أجاب أهلا عمى
رافتايه اللى حصل يا ابنى
مصطفىما تخافش يا عمى كل حاجه تمام
رافتطيب خلينى اكلم جهاد
مصطفىحاضر يا عمى بس هى نايمه لما تصحى
هخليها تكلمك
رافتماشى يا ابنى تصبح على خير
مصطفى وانت من اهله
أغلق الهاتف وهو يكشرعن أنيابه وقد حسم أمره
ببطء دخل الى الغرفه التى تنام بها
السنين اللى فاتت دى كلها ...كنت دائما جنبك وبعيد
فى نفس الوقت بس خلاص مفيش مجال للبعد انتى
بقيتى مراتى
لم تجد حل آخر غير الاستسلام وأن تسمح لدموعها
لم تستطع منعه ومن هى كى تفعل
هى الآن أصبحت زوجته كما كان يرددفى اذنها طوال
ويظل يلقى على سمعها كيف كان يراقبها وهى
تمشى مع صديقاتها ...وهى تخرج من المنزل الى
اى مكان وهى تقف فى شرفه غرفتها
بينما هى تكون فى مكان آخر مع تفكيرها
تفكيرها فى ان حياتها لم تتغير كثيرا بل لم تتغير
أساسا
ما زالت كما هى مسلوبه الاراده ...
لا رأى لها فى اى شئ زواجهل ..حتى الطعام الذى تأكله
اعتادت رغباته وجموحه معها كل ليله وحتى مر
أسبوع على زواجهم وهى تفكر ألم يمل من ممارسه
سلطته عليها ..إلا يشعر پألم قلبها وهى تبكى بين
زراعيه بصمت
هل هذا هو حبه لها إذا كان هذا ما يسمونه حب فهى
لا تريده ابدا لا تريده منه او من غيره
فكرت أنه لم يخبرها اى شى عن عمله حتى الان
استمرت حياتهم لمده أسبوع كأى زوجين فى اول زواجهم
فى صباح يوم جديد استيقظت على طرقات خفيفه على
باب منزلهما
عدلت من مظهرها وفتحت الباب عندما سمعت صوت
أمها يناجيها
فتحت الباب وكان استقبال بارد