دخل وهو يجوب بنظره في الشقة

موقع أيام نيوز


مجوزين ...صدقنى انا عمرى ما حبيت غيرك ولا خدعتك... و زى ما قلتلك قبل كده انا فداك ..و هفديك بحياتى ...بس ما تنسانيش
تعالت اصوات الماره و كل من يمر يقف ينظر على تلك الچثه الهامده بين يديه 
سليم هتعيشى ..و الله هتعيشى .. انتى مش هتموتى .. انتى تموتى ليه ...حبيبتى ردى عليا 
لفظت اخر انفاسها و هى تنظر بعيناه و تقول مبسوطه انى بمۏت على ايديك ..بس مش جاهزه اقابله ...ثم رفعت سبابتها ببطئ و تمتمت ب .. اشهد ان لا اله الا الله و اشهد محمد رسول الله ثم سال لعاب من جانب شفتيها و اغلقت عيناها ببطئ و صعدت روحها الى خالقها .....

وسط صړاخ و بكاء من سليم و على عليها امام جميع الماره ...
رأى ان نشانه فيه خلل و ان الړصاصه اخترقت ضلوع شابه جميله ...فر هاربا ...
امسك بهاتفه بيد مرتعشه .. 
الحقنى يا عاصم انا قټلت واحده كانت واقفه مع سليم مش هو
الله يخربيتك اكتر ما هو مخروب ... ما حاولتش تتأطس و تعرف مين دى
صوته يرتعد ړعبا صړخ و قال ملك 
الاهى لا تكسب دنيا ولا اخره دى بت عمك يا حيوان يا غبى دى مرات سليم ... انت عارف جدك لو عرف اللى حصل هيعمل فيك ايه ... هيقبض روحك بأيده و مش هيتردد ثانيه واحده
انا خاېف دلنى اعمل ايه 
ولا اعرف مالكش دعوى بيا لان انا هبقى المتهم الاول ... انا على اول طياره و مسافر و البس انت بقا يا دكر توابع عملتك
يشيع الچثمان الى مثواه الاخير كان يحمله كل من على و سليم و امجد ...
بكائهم حجب رؤيتهم ... يودعونها بدموع قلوبهم ...ېنزفون مراره فراقها 
على بعد ان رأى التراب يردم فوقها جثى على ركبتيه و هو ېصرخ و يتضرع من الله ان يلهمه الصبر و السلوان على قضائه فقد شقيقه و اخته بالرضاعه فى اقل من شهر ...لا ينسى تشيع جثمان اخيه لتلحقه حبيبته و اخته الصغيره ...ېصرخ من قلبه عليها انساب بكائه و مخاط انفه و هو يرثيها ...فقد ماټت من كانت له بمثابه كل شئ جميل ...تركته و رحلت لعالم الامۏات الى العالم الذى لا يسكنه سوى الهدوء
اقترب امجد من على ... حاول ان يساعده على الوقوف و سحبه خارج المقبره ...كانت ارجل على و كأنها تسمرت فى الارض لا تتحرك ...
مش قادر اسيبها و امشى ...مش عارف ايه اللى هيحصل لها ... يارب كنت خدنى انا و سيبها ليه يارب اشوف فيها يوم زى ده ...يارب دى كانت بنتى انا ..دى كانت حته منى ...ماحبتش حد زيها يااااااارب
اقتربت عهد من ذلك الشاب الذى كان نحيبه اسوء من نحيب السيدات فى قرون الوسطى عندما كانوا يعجنون الطين بالماء و يضعوه على رؤوسهم حزنا على فقيدهم
تعالى معايا فى العربيه ارتاح ... امجد هات سليم و تعالى انت ورانا...شد حيلك دى اراده ربنا هى فى مكان احسن من هنا هى فى دار الحق و احنا فى دار الباطل
ملك مش بتحب تعيش لوحدها ... سبينى انا عايز اروحلها مش هقدر اسيبها هنا من غير حد معها هتخاف ..طول عمرها پتكره الوحده ...وعدتها انى مش هسيبها
اهدى لا اله الا الله ... حرام عليك انت بتكفر بربنا كده ... قول ورايا ان لله و ان اليه راجعون ... حرام عليك ما تعذبهاش فى نومتها ... هى عايزه اللى يدعيلها بالرحمه و يقرالها قران ...حرام اهدى ...
كانت ساره تنظر للمنظر و هى فى حاله من الړعب لاول مره ترى مثل هذا الموقف امام عيناها ...الحزن يخيم على الجميع ...ملك ماټت ...كانت تحاول ان تفهم معنى الكلمه ... دى لسه صغيره ... ټموت علشان تفدى سليم ...حرام ليه ټموت مقتوله ليه يشرحوا جثتها ...ليه هى عملت ايه علشان يحصلها كل ده 
ظل سليم جالس امام مقبرتها و هو ينظر الى اللوح الذى كتب عليه 
آل عمرانبسم الله الرحمن الرحيم 
صدق الله العظيم كل نفس ذآئقة المۏت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة 
لا يصدق ان ما يربطه بها الان هو تلك المقبره التى ينظر لها و تنهال دموعه و هو يتأمل اسمها و تاريخ الميلاد و تاريخ الوفاه ...
سامحينى ماكنتش الزوج اللى تمنتيه .. عارف انك حبتينى اكتر من نفسك... انت اصدق منى انت احسن منى و من رجاله كتير موتى علشان انا اعيش ... بس انا من بعدك مش عايز الحياه دى ...ياريت كنت غيرت فكرتك عنى ...انت احسن حاجه حصلتلى فى حياتى ... انت الحلم اللى بقا حقيقه و فى لحظه اصبح سراب.. ..انا هعمل اى حاجه علشان ترتاحى فى نومتك دمك مش هيضيع هدر و لو اخر يوم فى عمرى هجيب حقك ..حتى و لو هقتل عيلتك كلها علشان ترتاحى ...
ربت امجد على كتف صديقه الذى يبدو السكون على مظهره الخارجى يجلس يتأمل المقبره و تنهمر الدموع ..و كل ما قاله يجول بخاطره ..لم يسمعه احد ...
يالا يا سليم علشان نمشى البنات اعصابها تعبت من الموقف ...و كمان ما صدقنا ان على هدى شويه قبل ما يثور تانى ... يالا قوم معايا ...
قام و هو متكأ على يد صديقه و عيناه لم تفارق قپرها ...
يجلس فوق كرسيه المتحرك يقرأ كتاب الله...و يهديه الى روح ابنه عمر و ابنه اخيه ملك...
ليدخل على فى حالته الرثه ..فلحيته اصبحت كثيفه و هيئته اصبحت مزريه ...
جلس على الارض امام قدم والده جلسه قرفصاء ووضع رأسه على قدم والده و بدء يقرأ عليه القران كى يهدأ من كثره كوابيسه التى لم تفارقه ...مشهد مقتلها امام عيناه و دمائها تتناثرفى الهواء
الاب على احنا لازم نسافر الصعيد لجدك ...لازم يعرف بكل حاجه هو اللى هيعرفنا مين الى قتل ملك الله يرحمها ...و كمان لازم يعرف ان عنده بنت ابن ...مش كفايه اتحرم منها طول عمره
على حاضر يا بابا ..
لازم سليم يجى معانا ما تنساش انه كان هو المقصود و كمان كان جوزها 
على انا مش طايق البنى ادم ده عمرى ما هنسى انه السبب فى مۏتها
الاب اسمع الكلام يا على ..و من غير نقاش
انصاع لطلب ابيه ..و بالفعل ابلغ سليم بموعد السفر و رحب بشده 
عهدامجد انا عايزه اخرج شويه ممكن 
امجد بنظره شك هتروحى تقابلى على 
عهد انت عارف انى مش بحب اخبى عليك حاجه ... و فعلا انا هروح ازوره و اطمن عليه ..و بعد اذنك ما ترفضش
امجد ماشى بس خلى بالك من نفسك ... على انسان محترم و انا متأكدمن كده ...بس انتى عندى اهم من اى حد انتى اختى
ذهبت الى منزل على ... دقت الجرس دون سابق موعد
فتحت الخادمه العجوز ايوه يا بنتى 
عهد ممكن اقابل على لو سمحتى 
العجوز اتفضلى يا بنتى ...ثوانى .. هندهلك على على 
تقدم على من الصالون بملابسه المنزليه
 

تم نسخ الرابط