عاشق للنهاية
المحتويات
الان.
كان هذا الحديث الدائر داخل مجيدة بعد أن استجابت لطلبهم قائلة
لا يا حبيبتي ولا عمري انسى خلاص يا حسن روح انت.
ذهب الاخير ليترك والدتها مع هذه الثلاث نساء لينا وشهد وأنيسة التي لم تكف عن الترحيب بها وإدهاشها بكم الحلويات التي تجيدها لتقضي معهن وقتا لا يستهان به من المرح وعقلها الدائر بالأفكار يتسائل كالمنبه يذكرها
تدراكت فجأة لتقول بمكر
يا لهوي صحيح أنا قاعدة معاكم وناسية نفسي عندي دوا لازم اخده قبل الغدا.
تطوعت أنيسة تجيبها
قولي إسمه يا ست مجيدة وانا اتصلك بالصيدلية تجيبه.
باعتراض سريع ردت مجيدة
واجيب غيره ليه ما انا اتصل بابني يجيبه معاه في طريقه وهو رايح على شغله حكم دا ميعاده تقبلي يا لينا بحضرة الظابط يجيبلي الدوا
اتصلي بيه يا طنت أكيد طبعا مينفعش تأخري الدوا بتاعك.
بابتسامة النصر تناولت مجيدة الهاتف على الفور تتصل بابنها
ألوو يا حضرة الظابط ممكن خدمة
..
في غرفة المكتب التي كانت تضمهم بعد الانتهاء من مناقشة عدد من الموضوعات الهامة والمطلوبة لشراكتهم ترك كل شيء ليجلس في الركن الخاص من المكتب كي يحتسي مشروبا باردا بذهن شارد يستجيب بردود مقتضبة على أسئلة كارم التي لا تنتهي حتى مل الاخر ليعبر عن اعتراضه
زفر الاخر بقوة قائلا بسأم
ملاين ولا ملاليم ما تتصرف يا كارم بالسلطة اللي في إيدك انا واثق فيك يا سيدي.
حتى لو واثق فيا انا برضوا عايز رأيك وخبرتك في العمل مع مصطفى اخوك دا جينيس يا بني بيتكسح في أي موضوع يدخله.
يا عم ما يكتسح زي ما هو عايز طالما بعيد عن مجالنا احنا مالنا .
مالنا بيه ازاي!
هتف بها كارم ليتابع وهو ينهص عن مكتبه لينضم معه في الركن الخاص
انت ناسي انه مشارك جاسر الريان والمجموعة بتاعتهم في المعمار بننافس اكبر الشركات في البلد ولا اكمن احنا لسة صغيرين مش حاسبها دي .
قلب عينيه عدي قائلا بعدم احتمال وقد فاض به
رد كارم بقنوط وهو يدفع القلم من يده ليعود بظهره على الكرسي
عارف ياسيدي عارف انا بس الحماس هو اللي واخدني وعايز احصلهم بقى.
قالها عدي وهو يعود لمشروبه بشرود مما جعل كارم الذي أنتبه عليه أن يسأله بفضول
شكل دماغك مش ريقالي خالص النهاردة أنا مش فاهم يا بني هو إنت إيه اللي شاغلك بس
تطلع إليه بنظرة فهمها كارم ليتابع بفراسة
البنت أياها صح يا بني ارسالك على حل معاها بقى انجز عشان تفوقلي النسوان بتروح وتيجي اهم حاجة الشغل.
سمع منه عدي وتغيرت ملامحه بنظرة مبهمة وكأن الكلمات لا يتقبلها أو هي عكس ما يريده!
قالت ميرنا وهي تدفع الباب الزجاجي للمطعم الذي حجزت به مسبقا للإحتفال بعيد ميلادها المزعم بصحبة الفتيات مودة وصبا التي ترافقهن على مضص
ادخلوا يا بنات ادخلوا خلونا نلحق ترابيزتنا.
عقبت مودة بالإنبهار كعادتها
يا لهوي يا ميرنا دا المكان باين عليه غالي أوي هندفع تمنه منين
بابتسامة واثقة ردت ميرنا
يا حبيبتي متشليش هم فيها دي انا متكلفة بكل الفلوس انتو بس عليكم تنبسطوا وتروقوا نفسكم.
صبا والتي كانت تتفقد المكان حولها بتفحص اثناء السير سألتها بتوجس
وانتي هتجيبي منين انا اعرف إن الاماكن دي بتبقى الأسعار فيها خيالية وانتي بتقولي حاجزة .
أيوة حاجزة ودافعة كمان دي هي ليلة شالله محد حوش.
قالتها ميرنا لتهلل مودة بمرح
أيوة بقى خلينا نهيص كدة ونفرفرش يا قمر.
برد سريع من ميرنا وهي تضمها من كتفيها
فرفشي وانبسطي على كيفك يا قلبى انتي انا بعتبركم زي خواتي يا بنات ربنا يخليكو ليا.
اغتصبت صبا نحوهن ابتسامة بصعوبة لتعلق بنصح
حلو جو الأخوة ده بس ياريت نقلل العواطف شوية واحنا داخلين الناس عيونهم علينا .
اجفلت ميرنا لفعل صبا الصارم رغم ابتسامتها لتزعن مضطرة تاركة مودة التي قالت متفكهة
اه صحيح يا ميرنا خلي بالك العسكري صبا معندهاش الكلام ده.
بابتسامة جانبية رمقتها الأخيرة لتغمغم ميرنا داخلها نحو الأعين المصوبة نحوهن بتركيز نحو صبا
عسكري! وهو في عسكري بيخطف عيون الناس كدة!
أمام باب المنزل وقف متأفافا ليزفر بضيق وهو يضغط على الجرس بعد أن أخبرته والدته بضرورة الدواء رافضة كل الحلول المقدمة لأن يأتي به أحد غيره إن كان عسكري الخدمة في سيارته أو حتى حارس البناية هنا وفي كل مرة لا تغلب في حجة حتى اضطرته للمجيء بنفسه.
وصل لأسماعه الصوت المألوف من داخل المنزل وهي تهتف من قريب
خلاص يا ماما هشوف أنا من ع الباب حاضر.
وصلت إليه العبارة قبل فتح الباب مباشرة ليجدها أمامه بهيئتها اللعېنة الجميلة رافعة شعر رأسها لأعلى بفوضوية لتظهر طول عنقها وملامحها الأوربية الفاتنة بملابس بيتية راقية تبا لها لقد كانت تتحداه بوقفتها صامتة حتى على باب منزلها
أهلا.
قالتها باقتضاب ليناظرها من تحت أجفانه من علو مرددا خلفها
أهلا.
اتفضل يا حضرة الظابط.
قالتها بتمهل تتكئ على أحرف الكلمات بشكل لم يعجبه ليرد عليها بنفس الوتيرة
شكرا.. يا انسة
هو أمين اللي وصل عندك يا لينا
صدرت بصوت والدته من الداخل ليسبق الأخرى بالرد
انا جيبتلك الدوا يا ماما تعالي خديه.
كدة ع الباب! ميصحش يا حضرة الظابط اتفضل .
قالتها لينا وهي تتزحزح من أمامه لتعطيه المساحة كي يدلف خطا خطوتين بعجرفة دون النظر إليها ليخفي حرجه حتى إذا وقعت عينيه على والدتة التي كانت جالسة بوسط الردهة لوح لها بالكيس البلاستيكي الذي يحتوي على علب الدواء لتهتف إليه بصوت واضح وهي تترك طبق المسليات من يدها على ذراع الأريكة
عايزني أجي عندك طب استنى دقيقة على ما اقدر اقوم.
قالتها لتهم بالنهوض ولكن أنيسة التي كانت خارجة من المطبخ تحمل بيدها طبقا كبيرا من الطعام أوقفتها
تقومي فين يا ست مجيد ما تقدم يا بني برجلك شوية هو انت غريب أتفضل يا حضرة الظابط.
تطلع نحو المرأة الشقراء ليستنتج مع هذا الشبه القوي بدون تفكير صفتها تحمحم يقول بحرج
يزيد فضلك يا هانم بس معلش خليها مرة تانية
اقتربت أنيسة باعتراض تجادله
لا طبعا مرة تانية دا إيه اتفضل يا بني حتى ولو دقيقة أنا أنيسة والدة لينا .
قالت الأخيرة وقد امتدت يدها لتصافحه على الفور بادلها المصافحة بابتسامة قائلا
أنا عرفتك اساسا من الشبه تشرفنا يا هانم .
الشرف لينا يا حضرة الظابط اتفضل بقى مينفعش التعارف ع الواقف.
ود تكرار اعتراضه وقد
متابعة القراءة