عاشق للنهاية

موقع أيام نيوز


هي الست دي جرا في عقلها ايه بس ولا هي ناقصة يعني دلع نسوان كمان ع الصبح.
ضحك حامد يردد له
أديك قولت بنفسك دلع نسوان تلاقيها عايزة تعمل نمرة على جوزها تجر من وراها فايدة. 
عقب السائق وهو يخرج هاتفه
انا هتصل بكارم بيه يشوف صرفة معاها.
تحرك حامد يلوح لسيارة أجرة أن تقف له قائلا
وانا هروح له الشركة بنفسي مش ناقص انا تحميل مسؤلية الست هي اللي طردتنا ايه ذنبنا إحنا

وبداخل السيارة ضغطت رباب تقود بالسرعة الفائقة فڠضبها كان قد وصل لاخره وطاقتها قد نفذت فلم تعد لديها قدرة على التحمل حتى حينما اتصل بيها كارم وقد خمنت بذكائها ان أحد الملعونين قد أبلغه بأمرها تجاهلت عن عمد لتغلق الهاتف بوجهه وبوجه الحقېر الذي يرسل لها الرسائل وقد احتل عقلها التمرد غيرت طريقها عن النادي الذي كانت تقصده متجهة لناحية أخرى علها تجد السکينة بصحبة من فارقوها لتغمغم بغل
وانت بقى يا كارم خليك كدة دوق شوية من القلق يمكن تحس.
خرجت صبا تبحث بعينيها عنه في جميع الأرجاء حولها فقد طال انتظارها له وزاد القلق الذي ينهش قلبها ذهبت في الأماكن المعروف تواجده بها الان كمطبخ الفندق مثلا ليجمع البيانات المطلوبة كما عادت الكرة لقسم النظافة وغيرها من الأماكن ولكن لم تصل لشيء وقد أكد لها الجميع عدم حضوره اليوم من الأساس ليزيد صداع رأسها بشعور الذنب أيضا وهي التي لم تنتهي بعد من موضوع مودة والمشكلة التي تطوق رقبتها بها شعور بالاختناق يحجب عن صدرها الهواء وهذا الحمل الثقيل لا تجد منه مهرب.
تنهيدة متعبة صدرت منها حينما وقعت عينيها على غرفة هذا الرجل مالك الفندق ماذا ستفعل وبماذا تخبره عقلها توقف على الإطلاق حتى تحركت يدها على غير إرداتها وبجرأة لم تتخيل أن تصدر منها قبل ذلك في الاتصال برقم رجل غير أباها واخوتها الرجال بقلب وجل كانت تنتظر الرد حتى انتهت نغمة الاتصال دون رد همت لتعاود الكرة لتفاجأ هذه المرة بإغلاق الهاتف.
أغمضت عينيها لتفتحهم على وسعهم بعد ذلك وقد حسمت أمرها فلا داعي للإنتظار أكثر من ذلك في أمر منهي وهي تعرف من البداية انه لا مناص من التهرب أو التأجيل.
سحبت شهيقا طويلا حتى تتمالك وتفكر بعقلانية في خطاب هذا الرجل سارت ببعض الثقة وقد أجمعت أمرها أن نيتها الأساسية هي المساعدة في فك كرب صديقتها ومن قصد الخير ف الله المستعان في توفيقه .
..
على مقعد له وحده جلس خلف السور الحديدي لشاطئ النيل بعد أن تعب من سير طويل دون تحديد وجهة له من وقت أن تركها وترك العمل بعدم تحمل وهو على هذه الحالة من الوجوم والشرود يلوم نفسه لا يلومها فتصرفها كان طبيعيا لتدخله في شأن خاص بها بعصبية وانفعال جعل مخزون اللطف لديها نحوه ينفذ لتضع الحد الفاصل حتى يعود لصوابه وقد بدا أنه نسي نفسه ونسي الفارق الذي يمنعه من التقرب هو المتعوس المبتلى بالمسؤولية من وقت بلوغه وهي الصغيرة الجميلة التي لم ترى من هموم الدنيا سوى شجار الرجال من ابناء عمومتها للفوز بها وإصرار أبيها على العودة إلى القرية التي تكرهها وتكره أن تكون نسخة مكررة من أخواتها.
زفرة متعبة اخرج بها كتلة كثيفة من الهواء من صدره وعينيه اتجهت نحو المياه الزرقاء الراكدة بهدوء يتمنى أن يجد السکينة ليستريح لقد تشعب هذا الوباء الخطېر بقلبه حتى جعله لا يرى من النساء غيرها رغم كل التحذيرات التي يتخذها على نفسه لا هو بقادر على المضي قدما بحياته واختيار امرأة أخرى تشاركه رحلته ولا هو يملك الجرأة لاقټحام حصونها لو كان الأمر مرتكزا على المواجهة مع أبيها فقط لاستطاع التحدي بكل قوة للدفاع عن حقه بها وحقها في الحياة باختيار الشريك المناسب لها هذا لو كان مناسبا فهو الأعلم أنه أبعد ما يكون عن هذه الصفة حتى وقلبه يحدثه أحيانا بوجود مشاعر تطل من عينيها نحوه فتجعله ينتشي بسعادة وقتية قبل أن يستعيد عقله مذكرا نفسه أنها مجرد خيالات يرسمها من الا شيء حتى لا يصدم بواقع يخشاه كالذي حدث صباح اليوم نزل بعينيه نحو الهاتف الذي يمسكه بيده وقد فتحه بعد غلقه علها تعاود الكرة والاتصال به هذه المرة سوف يرد حتى وهو يعلم انها تتصل بدافع بعيدا تماما عما يتمناه ترى هي الان ماذا تفعل في غيابه أتكون حزينة لحزنه ام أنها تتابع عمل رئيسها الذي اهمله برعونته
يا لهذا العڈاب الذي لا ينتهي ارتفعت عينيه للسماء برجاء مدمدما لرب الكون عله يجد الخلاص
يارب يااارب.
إدخلي يا صبا.
قالها عدي بلهجة تبدوا طبيعية ولكنها تخفي من وراءها سعادة ممتزجة ببهجة لا مثيل لها لا يصدق أنه نجح هذه المرة لتأتي إليه بقدميها رغم عدم استحسانه لهذا الأسلوب الرخيص في البداية إلا أن النتيجة تستحق هذه العنيدة المتمردة تدخل إليه الان طالبة المساعدة وهو لن يتأخر معها يتابعها بعينيه وهي تخطو بتردد ويجاهد بكل قوة حتى لا ټخونه تعابير وجهه جميلة وبهية لدرجة تحبس الأنفاس بالصدر فتجعل رؤياها قبلة للنظر.
توقفت فجأة وقبل أن تصل للمكتب على وسط السجادة التي تغطي الأرضية لتجعله يجفل پخوف أن تغير رأيها وتعود أدراجها فقال مشجعا
نعم يا صبا كنتي عايزاني في إيه بقى
همت لتتكلم ولكنه سبق بقوله
طب اتفضلي اقعدي الأول وبعدها اتكلمي انتي مش هتاخدي اوامرك مني وتمشي دا انتي طالبة رؤيتي في طلب على حسب كلامك ولا إيه
اومأت برأسها صامتة وتقدمت تقطع الخطوتين لتجلس أمامه خلف المكتب فعاد بجسده للخلف يبادرها بالحديث حتى يسهل عليها المهمة
اتفضلي يا ستي انا سامعك كويس اهو 
رفعت عينيها الجميلة إليه بتشتت في اختيار بداية مناسبة للحديث وهو يتابعها بوله صامتا حتى همست قائلة
يا فندم انا طالبة حضرتك في أمر... يخص واحدة صاحبتي
صاحبتك مين يا صبا اتكلمي انا سامعك ولا اقولك ثواني لحظة. 
انتظرت لتجده يتصل بأحدهم قائلا
ايوة يا بني اتنين عصير لو سمحت تحبي تشربي إيه يا صبا
قال الأخيرة بسؤال مباشر لها وكان ردها باعتراض واضح
لا ما انا مش عايزة اشرب حاجة.
تجاهل حدتها وتابع لمحدثه في الهاتف
هات اتنين لمون.
بس انا حضرتك قولت مش عايزة. 
انهى المكالمة ليرد بحزم
وانا مطلبتش غدا دا مجرد عصير يا صبا.
ادهشها هذا الهدوء المبالغ فيه وهذه الأريحية في خطابها قبل حتى أن يعرف السبب الحقيقي لقدومها وكأنه شخص عادي ومتفرغ لديه من الوقت ليستضيف موظفيه ويطلب العصائر لهم أيضا.
ها يا صبا كنتي عايزاني في إيه بقى
سألها لتستفيق من شرودها متذكرة أمرها الجلل فخرجت إجابتها هذه المرة بشكل مباشر ودون مماطلة حتى تنهي هذه الزيارة
حضرتك انا كنت طلباك في أمر مودة. 
رد مستهبلا يدعي عدم المعرفة
مودة دي اللي البنت بتاعة النظافة صاحبتك مالها بقى
اشاحت عينيها عنه بحرج ټلعن الأخيرة لتسببها في هذا الوضع المخزي الذي وضعتها به فخرج
 

تم نسخ الرابط