عاشق للنهاية

موقع أيام نيوز


بعجالة وحرج وهي تتناول احد الملفات لتعمل عليها فهذه اول مرة يسألها عن شيء آخر لا يخص العمل شادي الجار الغريب خشن الملامح متجهم الوجه دائما ولكنه رجل محترم هذا ما لمسته بنفسها خلال الأيام القليلة الماضية.
سمعت صوت استغفاره المعتاد قبل يوجه السؤال إليها
خلصتي البيانات اللي طلبتها منك امبارح
أجابته بعملية وهي تعود للبحث في الملفات

اه خلصتهم وعملت ملف جديد بالحسابات الجديدة بعد ما عدلت القديم اجيبلك تشوف.
قالت الأخيرة وهي ترفع الملف الذي اخرجته من وسط كوم من الملفات.
ناظرها بصمت قليلا ثم قال
أنا مطمن لحسبتك يا صبا هخدهم عشان اراجع بس لكن قوليلي بقى حد من عمال الفندق او المقيمين ضايقك
نفت تهز رأسها لتجيبه
لا يعني.... انا ملفتش كتير يدوبك قابلت مدام ميري وسجلت كل اللي تحتاجه الغرف وبعدها روحت المطبخ عند الشيف منصور ودا راجل مشهور وسكرة اساسا.
تغضنت ملامح وجهه فجأة يردد خلفها باستهجان
مشهور وسكرة كمان هو لحق يهزر ويضحك كمان معاكي
شعرت بمعني غير مريح خلف كلماته فقالت بدفاعية
ضحك أو هزر دي حاجة عادية للشيف هو دايما روحه خفيفة ع الشاشة ولما شافني امبارح اتكلم معايا ببساطة عشان متكسفش منه.
اطرق يكبح ڠضب يلوح في افق عقله الضيق والذي لن يرضى لها بالحديث او الكلام مع أي رجل غيره حتى لو كان هذا الرجل هو الشيف منصور صاحب أشهر برنامج يعلم النساء الطبخ هذا بالإضافة أنه بعمر ابيها شعر بضيقها ومبالغته بغير حق في تصرفه معها فقال ملطفا
هو انت بتابعي الشيف منصور عشان بتحبي الطبخ يا صبا
نفت بهز رأسها صامتة فتابع متسائلا
أمال إيه
تبسم ثغرها فجأة لتجيبه ببساطة
بحب اتفرج عليه وهو بيعمل الأكل واشوف التعليقات من الستات اللي بتتصل عليه إنما طبخ وتنفيذ مبعرفش يعني خايبة بمعني اصح.
أسعده عفويتها في الرد حتى أنه لم يشعر بنفسه وهو يبتسم بعرض وجهه لتفاجأ برؤية أسنانه البيضاء بشدة وتكتشف انه انسان عادي مثلها يأتي عليه الوقت ويضحك حتى لو كان هذا السبب هو خيبتها في الطبخ. 
السلام عليكم .
قالتها امرأة من عمال الفندق وهي ټقتحم الغرفة ف انقلب وجه شادي بسرعة ليعود لتجهمه ويسألها
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عايزة حاجة يا مديحة
ردت المرأة وعينيها تتنقل عليه وعلى صبا
مش انا اللي عايزة يا استاذ شادي دا البيه مالك الفندق عدي باشا طالب جميع الموظفين يتجمعوا.
جميع الموظفين!
قالتها صبا بتساؤل وردت المرأة
ايوة طبعا بدون استثناء عن اذنكم بقى.
قالتها لتخرج وتمتم خلفها شادي
كل عمال الفندق! يا ترى عايزنا في إيه عدي عزام 
على كرسيها الاثير كانت جالسة ترتشف الشاي من كوبها الكبير بتفكير عميق فيما يشغل عقلها منذ عدة أيام أو بمعنى أصح منذ عدة سنوات لا تعلم عددها في انتظار الڤرج يغيظها هذا البرود وعدم التصرف تريد شيء ما يحرك المياه الراكدة لقد تعبت من الدعوات والوعود المماطلة من زوج الثيران التي تعيش معهم ولا أحد ينفذ لقد سأمت ولا تريد سوى الفعل الان.
رايح فين يا غالي
هتفت بها سريعا فور ان انتبهت لإبنها الذي كان في طريقه للخروج الان استدار إليها الاخير ليجيبها بابتسامة زادت من عصبيتها
يعني هكون رايح فين بس يا ست الكل دا ميعاد شغلي يا قمر .
إلتوى ثغرها بامتعاض تعقب
وهو الشغل دا مبينتهيش ولا حالة الأمن هتتأثر لما ابن مجيدة ياخد أجازة في البلد دي
جلجلت ضحكة مدوية من أمين وهو يتراجع إليها يردد بمشاكسة
إيه ده إيه ده الست الناظرة عايزاني اتخلى عن مسؤلييتي في حفظ الأمن! ليه بس كدة يا أمي دي حتى كانت تبقى عيبة في حقي.
قال الاخيرة وكان قد اقترب منها لتصبح بوجهه
اسم الله يا غضنفر إنت يا واد انت هتشلني ولا انا عندي قلب يعني للمناهتة معاك. 
لا إله إلا الله.
رددها ليتابع بذهول لها
يا ستي هو انا زعلتك في إيه بس مالك يا مجيدة إيه اللي معصبك
وكأنهأ كانت منتظرة الإذن لتترك الفنجان وتضعه پعنف على الطاولة القريبة منها وهي تصرخ به
إللي مزعلني هو البرود يا حبيبتي مرارتي معدتش متحملة عايزة تغير يا عنيا زهقت منك ومن خلقتك أنت والحلوف التاني عايزة أشكال تفتح النفس غيركم. 
فهم ما ترمي إليه ليوميء بهز رأسه يهادنها بالكلمات النمطية المعتادة
حاااضر يا ست الكل إدعيلي بس انتي وانا افرحك قريب.
تاني هتقولي قريب!
صړخت بها تجفله لتتابع بصياحها
لأ وكمان بتقولي إدعيلي غور من وشي يا واد انا مش هدعيلك لا دا انا هدعي عليك إنت واخوك غور يا أمين.
ارتد الاخير بخطواته للخلف ليبتعد بروية مرددا بكبت ضحكاته
طب حاضر حاضر يا ست الكل بس انتي متزعليش نفسك.
بقولك غووور. 
خلاص يا ست الحجة انا خرجت اهو.
هتف بالاخيرة فور أن وصل إلى مقبض الباب ليفتح ويخرج منه على الفور. 
وغمغمغت مجيدة بصوت لاهث يفيض بالغيظ من خلفه
روح يا أمين إلهي يارب توقع في واحدة تطلع عينك زي ما انتي تاعبني كدة وفاقع مرارتي و.....
قطعت فجأة وراسها اشتعلت الډماء به لا أحد يشعر بها لا أحد يحاول ولكنها لن تصمت هذه المرأة ويجب أن تتصرف ولكن ماذا تفعل ماذا تفعل استدركت فجأة فومض عقلها بفكرة ما ويجب عليها التنفيذ الان تناولت الهاتف لتضعط على الرقم الذي اخذته من هاتف ابنها الاخر والذي ربما قد يأتي منه الحل انتظرت لبعض الوقت حتى وصلها استجابة من الجهة الأخرى
الوو مين معايا. 
سمعت مجيدة لتقول بصوت لاهث تدعي التعب
الووو.... ايوة يا حبيبتي انا خالتك مجيدة......
طنت مجيدة مين 
قالتها شهد قبل أن تتابع بتذكر لصاحبة الأسم المميز
اه طنت مجيدة اهلا بيكي يا طنت.
سمعت الاخرى لتردد بصوت تزيد عليه بالمسكنة
اهلا يا بنتي سامحيني بس دا رقم الوحيد اللي حفظته وانا عايزة أي حد يوصلني بابني اصله مبيرودش وانا تعبانة اوي.
اعتدلت شهد بجلستها عن المكتب لترد على المرأة بقلق
الف سلامة عليكي مالك يا ست مجيدة
وصلها الصوت الضعيف
بقولك يا حبيبتي تعبانة شكله كدة الضغط وانا مش قادرة اقوم اجيب برشامة وانا وحيدة ومعنديش بنات ولا اخوات.
ختمت بصوت يوشك على البكاء أثر على شهد حتى انتفضت عن مقعدها لتجيبها
طب انا دلوقتي في مكتبي بس هدور عليه واسأل هو أكيد مسمعش رنتك سلامتك يا حجة الف لا بأس.
الله يسلمك يا حبيبتي الله يسلمك .
اغلقت مجيدة لتصفق بحماس في انتظار الاتي وتمتمت بتفكير
اهو كدة بقى هيبان لو هي بنت كويسة هتبلغ حسن وتسأل اما بقى لو معبرتش يبقى تغور في داهية. 
حلاوتك يا مجيدة يا بتاعة الافكار
ولج بداخل منزل العائلة بصحبة الصغير الذي هتف فور أن رأى جدته
تيته...
تلقفته المرأة لترفعه عن الأرض وتقبله بحفاوة مرددة
يا قلب تيتة إنت يا روحي يا روحي. 
اقترب منهما كارم ليلقي التحية وخلفه المربية التي كانت تحمل أشياء الصغير وحقيبته
صباح الخير يا ماما عاملة ايه النهاردة
 

تم نسخ الرابط