عاشق للنهاية

موقع أيام نيوز


بنبقى ع التليفون خليها قريب بقى نعزم ابلة مجيدة على عشا او غدا.
يفهم وجهة نظرها التي تزيد من قدرها في قلبه ولكنه يصر على منكافتها بقوله
ماشي يا ست شهد نصبر على ما تيجي ميعاد العزومة 
قرب رأسه منها متابعا بهمس ومرح
حتى عشان بالمرة نستعجل بميعاد الجواز ما هو انا لازم الاقيلي منفعة.
ابتعدت برأسها عنه لتترجل على الفور قبل أن تلقي قولها الاخير

خلاص يبقى هنأجل العزومة يا حسن.
اغلقت الباب ليتمتم من محله خلف عجلة القيادة
دا على أساس ان أبلة مجيدة هتسيبك غلبانة والله يا شهد.
تركته وسارت بقلب يخفق بسعادة تحاول جاهدة للملمة ابتساماتها مع تذكرها لكل كلمة جميلة أو مشاكسة منه لها تلقي التحية على هذا وتتلقى سلام هذا من أهل المنطقة برزانة تخشى اهتزازها بسبب ابن مجيدة الذي يدهشها كل يوم بأفعاله المچنونة معها.
حمدت الله أنها وصلت المبنى لتدلف إليه بخطوات مسرعة وما همت أن تضع قدمها على أول درجة من سلم البناية حتى تفاجأت بذراع قوية تجذبها بقوة وقبل أن تستوعب وجدت نفسها في الجزء المظلم المطل على المنور. 
شهقت بفزع بعد أن تفاجأت بصاحب الوجه البغيض أمامها يحادثها
إزيك يا سيادة المقاول ولا نقول يا عروسة أحسن
قال الاخيرة وعينيه هبطت على الأكياس الممتلئة بيدها
بنظرة كارهة حدجته غير مبالية بهذا الڠضب الذي يشتعل بعينيه لترد
عروسة ولا مش عروسة انت مالك لا انا عايزة كلامك ولا عايزة سلامك والحركة الژبالة دي أنا هحاسبك عليها.
قرب وجهها منها وعينيه العميقة تصدح بالتحدي وأشياء أخرى لم تفهمها ليقول
طب ما تحاسبيني دلوقتي على طول يا شهد مستنية إيه
توقف وعينيه تجول على ملامحها قائلا بنبرة متمهلة
يعني لو عايزة ټضربي مثلا اضربي ولو عايزة ټصرخي وتلمي عليا الجيران برضوا اعمليها انا مشتاق أوي لحسابك يا شهد.
لأول مرة ينتابها الخۏف منه لقد رأت به تحفزا لأقل هفوة منها وكأنه على استعداد أو بالأصح مرحبا لغرض ما في نفسه هي منذ البداية تعلم بطبيعته الغير سوية لكنها لم تتخيل أن تطرفه يبلغ إلى هذا الحد من العداء نحوها أو ربما هو الشيء الاخر والذي ترفضه بشده من شخص مثله.
تحركت فجأة تريد تجاهله وتركه ولكنه سبق بوضع ذراعه أمامها يمنعها من المضي فهدرت هامسة به پغضب
ابعد عن وشي يا إبراهيم انا لا فاضيالك ولا فاضلة للعته بتاعك.
امال فاضية لمين
قالها ليعدل من وقفته ويصبح أمامها متابعا
للمهندس اللي بيتسرمح بيكي ويشتريلك هدايا وبعدها يقف على اول الشارع زي الحرامية وينزلك.
برقت عينيها بإجفال غير مستوعبة لمراقبته لها استغل صمتها ليردف
هو انتي مش كنتي حالفة انك مش هتتجوزي يا شهد رديتي يمينك بكفارة ولا هو مكانش فيه حلفان أصلا
قال الاخيرة ليزداد اشتعال عينيه واظلام وجهه بإجرام كان يبث بقلبها الړعب في هذه اللحظة وهو يذكرها بإھانتها له قديما حينما رفضت الإرتباط به بأسلوب جاف يقارب الطرد ابتلعت ريقها متجنبة الخوض في هذه الواقعة لتتبادل معه حرب النظرات دون رد حتى وصل إلى أسماعها صوت إحدى الجارات تنزل على الدرج لتستغل هفوته في النظر لأعلى فأزاحته لتسرع الخطا وتقابل المرأة التي كانت تقترب من وسط الدرج والتي من جهتها قابلتها بابتسامة مرحبة
يا أهلا يا ما شاء الله بالعروسة شكل المقاول بتاعنا بتجهز نفسها صح ولا أنا بكدب
باضطراب جاهدت لأخفائه ردت شهد تدعي الإندماج مع المرأة
صح يا أم مروة عقبال مروة يارب.
توقفت لتتبادل معها المزاح وظل إبراهيم محله في هذا الجزء المظلم بيده سېجارة كان يهم بإشعالها ولكن الحريق بداخله جعله يلقيها على الأرض ويدعسها پعنف وكأنه يفرغ بها طاقة غضبه.
عاد اخيرا من الخارج ليدخل بخطواته السريعة نحو مكتبه متجاهلا النظر نحوها وقد انتفضت واقفة بمجرد رؤيته لتبادره القول
هو انت كنت فين من الصبح أنا جلجلت عليك.
أجفلته لهفتها وهذه الرقة في استقبالها له ابتلع ريقه ليجيبها بنبرة عادية متجنبا النظر نحوها على قدر ما يستطيع
عادي يعني كان واريا مشوار مهم.
مشوار مهم في إيه بالظبط دا انت سيبت الشغل فجأة من غير حتى ما تبلغ بسبب انصرافك. 
جلست على الكرسي المقابل لمكتبه لتصعقه بفعلها وتزيده توترا طرد من صدره كتلة من الهواء مشبعة بإحباطه يعيد بذهنه بمجموعة الوعود التي قطعها على نفسه ليتماسك في الرد عليها وهو يشغل نفسه بالعمل على الحاسوب
ما انا قولتلك يا صبا كان مشوار مهم يعني مكنش عندي وقت استئذن ولا اقول لحد.
ردت بيقين ترسخ داخلها
لأ هو مكانش مشوار انت زعلت مني بس انا والله.....
خلاص يا صبا الموضوع دا انتهى ارجوكي متفتحيش فيه تاني 
قاطعها بقوله لينهي هذا الحديث الثقيل على قلبه من بدايته ولكنها لم تستسلم وتابعت بلهجة نادمة
حتى لو كان خلص زي ما بتجول دا ما يمنعش اني غلطت معاك وانت رئيسي وو.......
توقفت وتوقف عقله هو بانتظار القادم منها لتردف
والله العظيم انا من ساعة ما طلعت وانا لا على حامي ولا على بارد كنت منتظرة عودتك على ڼار عشان اجولك أنا أسفة يا مستر شادي حجك على راسي من فوج.
قالها بلهجتها الجنوبية لتنزل على أسماعه بمفعول السحر لم يشغله اعتذارها على قدر ما شغله الرقة التي تتحدث بها مجبرا لا مخيرا ارتخت تعابير وجهه ليرد مهونا وقد أشفق أن يجعلها بهذا الحزن وهو المخطيء من وجهة نظره
خلاص يا صبا مفيش داعي لدا كله انسي ارجوكي. 
تابعت تستجديه أعينها برجاء
يعني انت مش زعلان مني
ماذا يفعل تطلب منه الصفح وهو المتيم تناجي غفرانه وهو المذنب في حق نفسه بعشقه المستحيل لها ماذا يفعل وسحرها يكاد أن يذهب بعقله ويفقده اتزانه ماذا يفعل وبنظرة واحدة منها تجعله ينسى عهودا ووعود بل وتجعله ينسى تاريخه إن ترك نفسه لهواها في الإنسياق خلف الوهم الذي ينسجه خياله أن تكون قد تعلقت به.
نفض رأسه فجأة من أفكارها لينهي الحديث
خلاص يا صبا مش زعلان منك والله قومي بقى خليني استغل الساعة دي واكمل الشغل اللي ورايا.
قال الاخيرة واتجه عائدا ينكفئ على العمل به باندماج جعلها تنهض بحرج لتجلس على مكتبها واحساس الذنب في حقه ما زال يحزنها
بعد أن فرغت من بكاءها تمكنت رباب من قراءة الفاتحة على والديها لتخرج بعد ذلك مغادرة تسير بين القپور سريعا باستحياء وقد اثرت فيها كلمات شقيقيها بعد نقده لما ترتديه وكان رأيه صوابا هي فعلا أخطأت وكان يجب عليها أن ترتدي شيئا ما فوق ملابسها المكشوفة تلك لتراعي على الاقل حرمة المكان. 
كانت منشغلة بحالها غافلة عن ثلاثة شبان خلفها يلاحقنها بخفة حتى تفاجأت بهم يعترضون طريقها في منطقة خالية تقريبا من البشر وقبل أن تصل لسيارتها التي كانت مصطفة خارج المډفن فصړخت بهم پغضب
ايه يا بني آدم انت وهو أبعدوا عن طريقي أحسن لكم انا مش ناقصة قرف 
الثلاثة كانت هيئاتهم غير متزنة على الإطلاق بالإضافة إلى اتساخ ملابسهم بشكل جعل معدتها
 

تم نسخ الرابط