عاشق للنهاية

موقع أيام نيوز


بزواج الأخرى وحق الاخر في لمسها لقد غلى الډم في عروقه واشتعلت رأسه بلهيب الغيرة لا يتصور ولن يتقبل بحدوث ذلك مرار حلقه من شيء بوغت به كالصاعقة التي نزلت عليه لتفقده اتزانه لقد كان على وشك ارتكاب چريمة ولولا احتفاظه بالقليل من عقله لكان فعلها وخسر معها حياته قرار الإنسحاب ومغادرة الحفل جاء في الوقت المناسب قبل أن يتهور ويحدث ما لا يحمد عقباه.

كل دا دخان يا ابراهيم إيه يا بني حريقة سجاير
تمتمت بالكلمات سميرة وهي تدلف للشرفة من خلفه ويدها تلوح في الهواء بسعال خفيف ليعقب لها مستهجنا
بتكحي ليه دا احنا حتى في الهوا مش في مكان مقفول.
ايوة يا خويا بس انا صدري ما بيستحملش.
اردفت بالاخيرة تسحب السېجارة من بين أصابعه ثم تدعسها تحت قدمها مستطردة
وانا عايزاك في موضوع مهم
هتف مستنكرا فعلتها مرددا بذهول
موضوع ولا هباب انتي ازاي تعملي كدة اساسا وتدوسي ع النعمة
اقتربت سميرة بكرسيها لتجلس مردفة بعدم اكتراث
هما دقيقتين وهكلمك فيهم اتصبرهم شوية وبعدها نيل اللي عايز تنيله
تقلص وجهه بامتعاض ليرضخ مستسلما لإلحاحها والتقطت هي الإشارة لتدخل في حديثها مباشرة
بقولك ايه ابوك كلمني دلوقتي وعايزك تتلم انت وأمنية في اقرب وقت هيخلص الباقي من شقتك وهيكمل الناقص من جهاز البت عشان نخلص بقى.
نعم يا غالية 
تفوه وبها ومال بوجهه نحوها يطالعها بنظرة كاشفة ليتابع بفراسة
دا مش كلام ابويا يامة دا اقتراحك اللي انتي اقنعتيه بيه صح ولا انا غلطان
ارتفع حاجبها لترد على سؤاله بإصرار وتصميم
لا يا خويا مش غلطان وانا عاملة كدة مخصوص عشان نختصر بقى ونقفل الصفحة اياها اللي انت عارفها كويس.
قلب عينيه بسأم وقد فهم ما ترمي إليه وهو قصته مع شهد لينكر بكذب مفضوح يدعي عدم الفهم
هتقولي بقى صفحة ونحزر ونفزر قاعدين في فوازير شريهان احنا!
بحنق يسري بداخلها فاجئته بأن امتدت يدها لتقبض على ذقنه پعنف فتضع عينيه ڼصب خاصتيها وتردد پغضب
بقولك ايه يا واد متلفش وتدور عليا انتي فاهمني وانا فهماك لازم تشيل البت دي من دماغك يا ابراهيم كفاية اللي حصل زمان وربنا ستر عليه مش نقلب في المدفون من تاني فوق بقى واصحى لنفسك ولا انت عايز المېت يصحى من قپره
نزع يدها ليهدر پغضب عاصف كازا على أسنانه بهمس حذر
مېت مين اللي ېخرب عقلك انتي عايزة توديني في داهية يامة
استدركت لوضعهما بداخل الشرفة وخوف ابنها المبرر إذا سمعهم أحد ما من الجيران فتنقلت انظارها للخارج بقلق لتعود اليه بمهادنة بعد ان فقدت حكمتها منذ قليل تعطيه الحق في غضبه منها لتربت بكفها على صدره مرددة
معلش يا حبيبي سامحني انا بس هاممني مصلحتك عايز اطمن عليك يا بني ريح قلبي ووافق بقى نفرح بيك مع بنت خالتك تتهنى معاها وتخلف عيال دي بتتمنالك الرضا ترضى يا حبيبي. 
ظل على تجهم وجهه يناظرها بصمت وسخط غير متقبلا لما تفوهت به وزلة لسانها التي كادت ان تفصح بها لتكشف عن المستور وما ډفن بسره منذ سنوات.
بداخل غرفتها وقد كان يصلها صوت والدتها وهي ترحب مهللة بمجيء شقيقيها الاثنان تصيح بعفويتها وفرح الأم برؤية الأبناء بعد فترة طويلة من الغياب .
يا نور عيني يا حجازي عامل ايه يا حبيبي انت وعيالك وانت يا فراج بناتك كبروا ولا لساهم لسة صغيرين يا واد
اغلقت صبا فتحة الباب الصغيرة لتعود إلى صديقتها التي ما زالت تلازمها في الغرفة تتمتم بهمس حذر
ابويا حسه مش طالع وخواتي نفسهم حسهم واطي مع امي مش بيهزروا زي عادتهم.
عقبت مودة تخاطبها بدعم
قوي قلبك وخليكي واثقة في نفسك زي ما قال مستر شادي وافتكري هو موصيكي وقايلك ايه
أومأت برأسها تتذكر النصائح التي كان يشدد بها على اسماعها منذ قليل حينما حدثته في الهاتف بناءا على رغبته كما قالت لها مودة ليعطيها شحنة مكثفة من الدعم والمؤازرة ودفعة من الكلمات المشجعة كي تنفض عنها غبار الضعف وتأثرها بما تناقلته الصفحات المغرضة من بهتان واثم في حقها فتستعيد شخصيتها الواثقة وتجهز نفسها لمواجهة الإعصار القادم.
يا صبا بت يا صبا تعالي سلمي على خواتك. 
جاءها الصوت البعيد كمحفز لخلاياها العصبية ومنشط قوي لذهنها تحضيرا للنزال الشرس 
تمتمت بالأدعية قبل أن تتوجه بالسؤال نحو مودة
طب انتي هتمشي ولا هتستني
ردت بجرأة جديدة على طبيعتها المسالمة
انا معاكي ومش همشي غير لما اطمن عليكي وحتى لو فيها طردي برضوا مش ماشية. 
ابتسامة ابتهاج ارتسمت على وجه صبا مع زفرة مطولة تسحب به شهيق مكثف ثم تطرده لتخفف به توترها وتعيد التمتمة بالأدعية وهي تفتح الباب ذاهبة نحو تحديد مصيرها
انت المعين يارب .
كما كانت تتوقع حينما خرجت لتستقبلهم مرحبة كانت الهيئة الظاهرة لهم لا تبتعد ابدا عن الجمود والتجهم وقد ذهب عنهما المرح المعتاد ليحل خلفه عبوس بتماسك واهي وأعصاب على وشك الانفجار كما بدا وقع الخبر على والدها جليا وبوضوح وبسكون ما يسبق العاصفة
مساء الخير حمدلله ع السلامة يا حجازي حمد ع السلامة يا فراج. 
جاء رد الاخير بلهجة متهكمة
يا أهلا بست الحسن والجمال اللي مشرفانا ورافعة راسنا في الدنيا كلها.
تغاضت صبا عن الرد عليه وتركزت ابصارها نحو والدها تخاطبه پألم يحز بقلبها رؤيتها له هكذا خاليا من حيوته
مالك يا بوي جاعد ليه ساكت
تدخل حجازي متكفلا بالرد عليها
بتسألي وتتعبي نفسك ليه دا حتى الراجل فرحان بيكي مش انتي برضوا يا ست صبا اثبتي وجودك دلوك وبقيتي حاجة يفتخر بيها زي ما كنتي بتوعديه دايما
فردت ظهرها وامتدت ذقنها للإمام لترد بثقة وشجاعة في مواجهة الموقف
بجولك ايه يا حجازي خوش في الموضوع على طول وبلاها منه تلجيح الكلام يا واد ابوي.
وه دي حسها عالي وعينها جوية كمان
تفوه بالكلمات مندهشا فراج شقيقها والذي لا يفرق سوى سنوات قلائل عنها أي أنه قريبا إلى حد ما من عمرها ليجعلها تواجه بندية على عكس حجازي الأخ الأكبر والذي تكن له احتراما كأبيها
وميبجاش عيني جوية ليه وانا صاحبة حج انا مغلطتش يا فراج ولا انت عندك شك في تربية ابو ليلة
تمتمت زبيدة بارتياب وعدم فهم لما يحدث من نقاش محتدم
وهو فيه إيه مالها صبا ولا عملت ايه
استنى يامة معلش دلوك بعدين هنفهمك.
تفوه بها حجازي أما فراج فقد صفق بكفيه ساخرا ليرد على شقيقته محتدا وقد نهض عن مقعده ليقابلها
الله عليكي وعلى تربيتك يا بت دا انتي النهاردة اسمك مسمع في مصر كلها بتتجابلي مع رجالة غريبة في المطاعم وتتصوري كمان يا صبا هي دي شغلتك يا بت ابو ليلة
قابلت تهكمه بصيحة المظلوم تدافع عن موقفها
خلي بالك من كلامك يا فراج وافتكر كلام ربنا ع المحصنات دا انا اختك ان ما كنتش انت تدافع عني جصاد الغريب مين هيدافع
يدافع عن مين يا بت
هدر بها غاضبا وقد كان على وشك
 

تم نسخ الرابط