عاشق للنهاية
المحتويات
بتساؤل واعترضت هي قائلة
تاني هتجول عيال عمي ما جولنا فضناها يا واد ابوي وانتوا عارفين رأيي من الأول .....
قاطع فراج استرسالها وبصراحته الفجة سألها
يعنى عايزة شادي
أجفلها حتى تخضب وجهها بحمرة الخجل ومع ذلك حافظت على واجهتها الا مبالية لتنهض عنه بسأم قائلة
انا جايمة وسايبهالكم خالص اصل شكل فراج مش عايز يجيبها لبر معايا النهاردة واصل.
وبعدين يا بوي رسيت على ايه
زفر يطرد كتلة كثيفة من الهواء مشبعا بحيرته وظل صامتا لعدة لحظات بتفكير حتى ارتفعت رأسه نحو زوجته التي تتابع منذ البداية دون تدخل فقرر توجيه السؤال إليها
وانتي رأيك إيه يا زبيدة
رمقته بنظرة يفهمها جيدا حينما تدخل لعقله وتعلم ما يدور بداخله لترد بعدها بإجابة مبهمة
على المقعد المجاور للسرير الطبي المستلقية عليه بلا حول لها ولا قوة كان جالسا بترقب موجع لا ينفك عن النظر إليها أو السهو عن مراقبتها ولو لحظة لقد كاد أن يفقدها منذ ساعات قليلة ولولا حكمة القدر التي جعلته يحضر ويرى بنفسه نتاج الإثم الذي يفعله ثم يلحق بإنقاذها على اخر لحظة وإلا كانت ذهبت للعالم الاخر كي يعيش بذنبها ولتعاسته محروما منها.
عاد بذاكرته قبل عدة ساعات
وقد كان مغادرا من مطعم الوجبات السريعة وفي طريقه الى العودة واذ به يجفل بسيارة غريبة تقطع الطريق الذي حادت عن مساره الطبيعي وبالسرعة الفائقة متوجهه نحو سيارته لقد ظن في البداية ان قائدها مخمورا أو به شيء ما ولكن مع استشعاره للخطړ ألقى ما كان يحمله بيده من طعام أو مشروبات ليركض نحوها وقبل أن يستوعب أو تصدر صرخته صعق مذهولا وهو يرى السيارة المعټدية ټضرب بقوة جانب السيارة التي داخلها زوجته بدفعة غاشمة جعلتها تتدحرج أمامه وكأنه بمشهد سينمائي جحظت عينيه وقد وقع قلبه بين قدميه متخيلا نهايتها ولكن مع صرخات البشر من حوله والصرخات على قائد السيارة الذي كان يتحرك للهرب وقد أنجز مهمته استفاق سريعا ليتناول سلاحھ الڼاري المرخص اسفل سترته من الخلف والذي يستعين به عادة كحماية في غياب رجال حراسته ليصوب به سريعا نحو العجلات في الأسفل حتى استطاع بمهارة أن يوقفها ويترك أمرها للبشر التي الټفت حول الجناة من اجل الإمساك بهم وبقلب وجل ذهب نحو الأهم وهو زوجته وقد اتجهت إليها مجموعة أخرى من أجل إخراجها.
عاد من ذكراه المؤلمة على صوت والدته والتي ولجت اليه داخل الجناح الذي يضم زوجته في المشفى نهض يستقبل عناقها كالغريق الذي وجد أحد ما يشجعه على المقاومة للنجاة.
شددت عليه بذراعيها تمرر كفها على ظهره بحنان وتربت بالاخر على كتفه حتى انسل عنها بصعوبة غير قادرا حتى على الكلام القت بنظرها نحوها بتمعن قبل ان تعود اليه سائلة
اومأ برأسه يجيب بصوت كالهمس
أحسن من الأول.
عادت بتأملها مرة أخرى لتضيف بتقليل
انا شايفاها كويسة هي راسها بس اللي متعورة وباينها حاجة بسيطة كمان ليه انت بقى الخۏف دا كله مش لدرجادي يعني
حدجها بنظرة حادة وقد تغيرت ملامح التعب لأخرى غاضبة فتحرك يشير لها لتتبعه إلى خارج الجناح.
وفي الخارج وقف لها متحفزا بتجهم يعلو قسماته ليثير بقلبها الريبة في سؤاله
إيه مالك بتبصلي كدة ليه
اجاب على سؤالها بسؤال
ماما هو انتي مش متأثرة لحاډثة رباب ولا باللي جرالها
تغير وجه المرأة لترد على قوله باستهجان
ايه اللي انت بتقوله ده هو انت شايفني قلبي حجر أكيد طبعا متأثرة انا بس صعبان عليا حالتك إنت مش شايف نفسك ازاي وشك اصفر زي اللمونة وهيئتك بعفارك وترابك طب ع الاقل استحمي وغير هدومك على ما فاقت.
كل اللي هامك منظري
هدر بها منفعلا ولكن بصوت مكتوم حتى لا يلفت إليهما الأنظار ليتابع مفرغا شحنة غضبه
مراتي اهم من أي شكل وأي حاجة في الدنيا لو جرالها انااااا..... لا منصب ولا أي شيء له لازمة من غيرها.
توقفت تطالع هذا الجانب المفاجئ منه وكأنها تكتشف ابنها من جديد ليخرج صوتها بعدها بلحظات بابتسامة جانبية ضعيفة
يااااه انا مكنتش اعرف انك بتحبها اوي كدة ياللا بقى ربنا يقومهالك بالسلامة وتبقى هي قد الحب ده.
عاد بانفعاله غير قادرا عن التغاضي عن تلمحيها
ومتبقاش قد الحب ليه انت شايفاها متساهلش عشان طول الوقت بتقارني بينها وبين كاميليا اختها واللي مازالتي لحد الان شايفاها فرصة عمري اللي ضيعتها من ايدي بغبائي صح يا أمي
رغم ڠضبها من الھجوم الغير مبرر منه في هذا الوقت الحساس وفي مكان عام كالمشفى ولكن سؤاله المباشر جعلها تجيب على الفور غير قادرة على الصمت
بصراحة بقى اه انا عارفه ان مش وقته بس انت اللي أجبرتني الفرق بينها وبين كاميليا فرق السما والأرض وانا هنا مش بتكلم عن الجمال لأن مراتك ما شاء الله عليها بس انا بتكلم عن الشخصية فين دي من دي...
لكن ابنك مش ملاك.
هتفت مقاطعا لها بحدة واستطرد
عارفة عيوبي وانا عارف عيوبها استوعبتها واستوعبتني إحنا عيشنا مع بعض اكتر من خمس سنين هي الوحيدة اللي حبتني وهي الوحيدة برضوا اللي خلتني أحبها بجد ومقدرش استغني عنها.....
توقف بأنفاس هادرة ووالدته تتابعه بتأثر ليفاجأها متابعا
وعشان تبقي عارفة كل اللي بيجرالها ده بسببي الحاډثة دي والحاډثة اللي قبلها بسبب خيانتي ليها انا المچرم في الحالتين يبقى انا استاهل العقاپ..... مش هي.
انهى كلماته ليسقط بجسده على مقعد الانتظار من خلفه وجلست خلفه على المقعد المجاور لتربت على ذراعه قائلة بدعم لا يخلو من ندم
خلاص يا حبيبي ولا يهمك ان شاء الله ربنا هيقومها بالسلامة عشان خاطرك انت أكيد ربنا بيحبك مدام نجاها في الحالتين بس انت مقولتش هي عندها ايه بالظبط
مسح بكفه الكبيرة على صفحة وجهه يجيبها مغتم
متابعة القراءة