هويت رجل الصعيد للكاتبة نور زيزو

موقع أيام نيوز


يأخذ يدها بلطف فى راحة يده والأخرى على رأسها زادت بسمته وغادر الغرفة تاركهما وحدهما خرج من الغرفة ليرى سلمى قادمة پخوف وقلق على ابنها فهى لا تكترث كثيرة على حال هذه الزوجة وما زالت لا ترضي به ولم تقبلها زوجة ابن لها تبسم وهو يأخذ زوجته من يدها ليعودان معا وهو يقول
تعالى بس يا حجة 
أخذها للخارج وهى تقول بجدية

اسيبنى أطمن على ولدى
نظر لها بدهشة وقال
هو ولدك ماله اللى أعرفه أن مرته هى اللى مريضة عموما تعالى وهما هيعاود بكرة
أخذها وذهب فى سيارته
_________________________
فتحت عهد عينيها تعب فى المساء وكانت الممرضة رفعت عنها أنبوب الأكجسين والمحلول لكن الكانولا ما زالت فى يدها ووجدت نفسها فى غرفة مختلفة وتذكرت ما حدث وهى تنظر فى السقف لتتنفس الصعداء بإرتياح لبقاءها على قيد الحياة فهى أعتقدت أنها ستموت من الخنق هناك حاولت وضعت يدها على عينيها الدامعة لتشعر بثقل فى يدها وعندما نظرت رأته يجلس جوارها ويمسك يدها فى راحة يده ويغلقها عليها بإحكام وينظر فى الهاتف يشاهد شيء لكنه عندما حركت يدها شعر بها ليترك الهاتف وهو ينظر إليها بلهفة ويقترب نحوها وهو يقول
حمد الله على السلامة حاسة بحاجة بټوجعك لا أستنى هنادى الداكتورة
أغلقت يدها على يده قبل أن يتركها وقالت بصوت مبحوح
أستنى بس أنا كويسة 
عاد للجلوس مرة أخرى وهو ينظر إلى يدها المتشبثة به فقالت بتعب وهدوء
أنا نمت كتير
أجابها وهو ينظر فى ساعة يده بجدية ويقول
8ساعات و دقيقة
تبسمت بخفوت من دقته وهو تحاول الجلوس ليمسكها من أكتافها يساعدها فنظرت له بخجل ثم وضع يده خلف ظهرها والأخرى تضع الوسادة لها خلفها وهى تشعر بخفق قلبها يتسارع مجددا لقربه حتى تركها ترتخي على الوسادة وحدها وعاد للجلوس على المقعد وظل الصمت بينهما قليلا لتقطع هذا الهدوء بصوت مبحوح تقول باحراج
أنا أسفة 
رفع نظره بها مرة أخرى وقال مستغرب كلمتها
على أيه
تنحنحت وهى تشبك أصابعها ببعضها وتتحاشي النظر له بحرج ثم قالت
عشان قولت أنك كذاب وعشان كمان تعبتك معايا طول الساعات دى وشكرا
هز رأسه بصمت فهو لم يغضب منها ونسي هذا الأمر بل هى من كانت غاضبة وتتنجبها بخصامها شعر بأن الموقف محموم بينهما وكأنهما يمسكان بأسلاك كهربائية فمن يراهما سيتوقع أى شيء إلا كونهما زوجان عاد لصمته مرة أخرى وتحاشيه للنظر بها فقالت مرة أخرى
كنت بتتفرج على أيه
أعطاها الهاتف بحرج فتعجبت حرجه ووجنته التى أحمرت خجلا وكأنها مسكت به متلبس بالچريمة نظرت للهاتف بتساؤل عما يشاهده ويجعله محرج هكذا أمامها لتدهش عندما رأت فيديو لها على اليوتيوب متوقف فدخلت على سجل المشاهدة لتراه شاهد أكثر من نصف الفيديوهات الخاصة بها فى هذه الساعات التى نامتها ضحكت بخفة وصوت مهموس رفع نظره بها عندما سمع صوت ضحكاتها ودهش من رؤية وجهها مليء بالفرح والضحكات لتظهر غمازاتها ولأول مرة يدرك بأن زوجته تملك غمازات أعتاد على رؤية العبوس والضيق والمشحنات الكهربائية تبث من وجهها لكن الفرح والضحك رأهما بالفيديوهات فقط والأن سنحت له الفرصة برؤيتهما على الطبيعة أعطته الهاتف ليبعد عينيه عنها بخجل قال بخفوت
حاولت أعرف عن مرتى على الأجل اللى الناس تعرفه
ضحكت بسعادة أكبر على ربكته وتحاشيه للنظر بها....
تأفف حمدي بضيق وهو يقف فى غرفة خالد غاضبا ثم قال
أدعي أنها متجولش لنوح أنت جولت هتعلم عليهم بس متجبش بالغباء دا وتحط نفسك مباشرة
أجابه خالد بنبرة قوية غليظة
مكنش جصدى يا أبويا 
رمقه حمدى بضيق شديد ثم قال
أستعد لڠضب نوح وحاول تدور على مبرر تجوله عشان ميجتلكش
أستدار لكى يخرج ليستوقفه خالد بجملته قائلا
أنت رايح فين ومهملني لحالى
أجابه حمدى ببرود شديد
عمك جال أنه هيعاود بمرته النهاردة خلينى أطلع جبل ما يعاود
غادر الغرفة وتركه خلفه ليتصل خالد بصديقه ويقول
بجولك ايه أنا طالع يومين الأجصر جاى.. خلاص هعدي عليك كمان نصية..
أتسعت عيني نوح پصدمة قاټلة وهو يحدق بالطبيبة ثم نظر إلى عهد الجالسة على الفراش بالداخل ثم قال
وهى تعرف الحديد دا
أجابته الطبيبة بنبرة هادئة ووجه عابس
معتجدش إلا لو كانت بتشك فى الإغماءات اللى بتحصلها
تركها وعاد إلى الغرفة مصډوما لا يصدق ما سمعه فنظرت عهد له مبتسمةفتبسم بخفوت محاولا أخفاء صډمته عنها.....
يتبع....
هويت_رجل_الصعيد 
نور_زيزو 
نورا_عبدالعزيز
هويت_رجل_الصعيد 
الفصل الخامس 5
___ بعنوان فتح الوصية ___
خرجت عهد معه من المستشفى وهو شاردا ووجه شاحب يمسك يدها بيده والأخري خلف ظهره كانت تتعجب اهتمامه ومساعدته رغم أنها تلتزم الصمت فتح باب السيارة وأدخلها ثم أقترب نوح أكثر يغلق حزام الأمان لها لتحدق به بدهشة أكبر صعد جوارها ليقود السيارة وينظر عليها من تارة لأخري حتى وصل أمام المنزل نزل وهرع نحو السيارة من الجهة الأخرى لياخذ يدها فقالت بخجل
أنا كويسة يا نوح
هدأ من روعته بإحراج فتجاهلت يديه الممدودة لها ودخلا معا للمنزل أستقبله على وهو يقول
حمد الله على السلامة طلع مرتك ترتاح وحصلني على المكتب عشان هنفتح وصية جدك دلوجت وعمك مستعجل جوى
أومأ له بنعم فى صمت وأخذها للدرج فقالت بحرج
روح لعمه يا نوح أنا هعرف أطلع لوحدي
تشبث بيدها أكثر بإصرار على مساعدتها لتحاول جذب يدها فضغط أكثر وهو يحدق بعينيها يقول
هشش هتسمعى الكلام ولا هشيلك لحد السرير بنفسي
تبسمت بسخرية وهى تصعد الدرج معه وتتمتم قائلة
فاتح صدره وكأنه هيقدر محسسنى أنى متجوزة فاندام
لم تنهى جملتها لتخرج منها صړخة خافنة عندما حملها على ذراعيه بسرعة البرق فأتسعت عينيها بذهول على مصراعيها ثم قال
بعون الله أجوى من فاندام كمان بعدين متحسسنيش أكدة أنى معملتهاش جبل اكدة
تنحنحت بحرج منه وهى تتحاشي النظر له يصعد الدرج بها متطلع إلى ملامحها التى تزداد حمرة من خجلها ليقطعه صوت أسماء من الأعلي تقول بغيظ وغيرة
خير رجلها أنشلت!
رفعت عهد نظرها لها پغضب وتلاشي خجلها وكزت على شفتيها بضيق لكنها تبسمت بمكر وهى تعلم بأن هذه الفتاة ترغب بزوجها وتعشقه بجنونه فلفت ذراعيها حول عنقه بدلال ثم قالت بعفوية مبتسمة له
أوعاك توقعنى مفهوم!
تبسم بلطف وأومأ لها بنعم لتشتاط اسماء ڠضبا وغيرة من رؤيتها بقرب حبيبها هكذا وهو يدللها أمام الجميع دون خجل أو حياء مر من جانبها لټضرب أسماء قدميها بيديها من الغيظ وتقول متمتمة
أنا اكدة ھموت مجلوطة بالجلب
دخل نوح الغرفة بها لينزلها على الفراش ثم قال
هبعت لك الوكل مع حسنة تأكل زين
أستدار لكي يرحل لتقف بسرعة وهى تسير خلفه وتقول
وأنت مش هتأكل!!
استدار لها ثم قال ببسمة خاڤتة
لما أعاود هأكل بس المهم تأكلي أنت زين عشان متتعبيش تاني
أومأت له بنعم فمسح على شعرها بيده ثم غادر لتبتسم وهى تشعر بضربات قلبها تتسارع وتضع يدها على رأسها بخفة وتملأها السعادة من لطفه ومعاملته الطيبة لها...
فتح المحامي الوصية وعرضها على حمدي واخاه الاصغر على ونوح وصدم الجميع عندما وجدوا كل التركة تعود إلى نوح وليس أحد الابناء بل سجل الجد كل شيء باسم الحفيد والابناء لا يحق لهما شيء حتى منزل العائلة اصبح ملك نوح فثار حمدي پجنون وهو يقف ويضرب المكتب بيده ويقول
لا أبويا شكله أتجن ومكنش فى عجله وهو بيسجل الوصية دى
كان على مصډوما مثله تماما فأجابه بهدوء وهو يتكأ بيديه الأثنين على النبوت
اتحدد عن ابوك زين أبويا مېت وهو بعجله وعجله يوزن بلد كمان
صاح حمدي پغضب أكبر وهو يلوح بيديه فى الهواء
طبعا ما هو ابنك يورث يبجى انت ورثت وأطلع أنا وعيالى من المولد كله
تحدث المحامى بنبرة خشنة وقوية يقول
يا أستاذ حمدى والدك رحمه الله كتب الوصية دى من سبع سنين وهو فى صحته وفى عز شغله وهو واجف على رجله
تركهم وخرج من الغرفة وهو يثور وېصرخ بتهديدات واضحة
الله يجحمه فى جبره أنا مهسكتش وحجى هأخده من اتخن تخين فى الدار والبلد كلتها أبجى جاعد فى بيتى ويتجالى مالكش فيه
خرج نوح خلفه وهو يخرج عن صمته وكأنه كان على علم بالوصية فلم تصيبه الدهشة أو الذهول ليقول بضيق
أتحدد عن جدي زين وحجك اللى بتحدد عنه دا مالكش فيه دا عدل ربنا المحجر والتجارة والاراضي أنا اللى بسهر ليالي عليهم وبسافر عشانهم عملت ايه يا عمي انت ولا ولدك اللى مجضيها صرمحة وسفر وراء السياح والغوازي عشان تكبره  لتكن فاكر أن جدي كان عنده أطيان واتولد بمعلجة من دهب
استدار حمدي له پغضب سافر وهو ينكزه بعكازه الخشبي فى كتفه ويقول
دا بجى الحديد المسمۏم اللى رميته فى ودن جدك عشان تضحك عليه مش أكدة يا واد اخوي
نزلت عهد من الاعلى على صوت شجارهما وخرجت فاتن وسلمىمن المطبخ غادر المحامى المنزل وتركهم فى شجارهم انزل حمدى عكازه ارضا وهو يقترب نحوه أكثر ثم قال بتحدي وعينى تبث شرارة وڼار
أنا مهسبش حجى يا نوح لو على مۏتي
لم ترجف عيني نوح بل وضع يديه خلف ظهره ببرود وهو لا يخشي شيء استدار حمدى لكى يصعد الدرج فرأى عهد أمامه فدفعها بقوة وهو يمر لتكاد أن تسقط فتشبث نوح بها بهلع ثم نظر إلى حمدى وهو يصعد پغضب نظرت عهد إليه پخوف فمسح على رأسها بلطف وقال بنبرة ناعمة تبدلت فى الحال لأجلها
مټخافيش كله تمام
هزت رأسها بلطف له وهى لا تفهم سبب الشجار لكنها علمت به عندما دخل نوح إلى المكتب مع والده وتركها تبسمت بلطف وهى تجلس جوار سلمى على الأريكة ثم قالت
ممكن أقعد جنبك
نظرت سلمى لها ببرود ثم قالت
ما أنت جعدتى ولا تحبي تجعدى فى حجرى بالمرة
هزت عهد رأسها بخفوت وقالت
أنا اسمى عهد
رفعت سلمى حاجبها بدهشة مصطنعة وقالت بسخرية
تصدجى مكنتش اعرف
ضحكت عهد وتابعت حديث عن نفسها
ومعنديش ام بصراحة مشوفتش أمى عشان اتوفيت وهى بتولدنى وبابا ماټ وهى حامل فيا مشوفتوش برضو أختى عليا هى اللى ربتنى وعمرها كان سبع سنين وعلمتنى وبصراحة كنت شاطرة جدا فى المدرسة وعلى طول من الأوائل يمكن لأن التعليم كان وقتها السبيل الوحيد ليا لعيش حياة مرتاحة
نظرت سلمى لها بصمت وهى تقصي لها قصة حياتها بدون مقدمات أو أن تفرض عليها سؤال تابعت عهد بعيني دامعة تقول
لما أختى اتجوزت نادر بقى يساعدها فى مصاريفي خصوصا ان كلية أعلام مصاريفها عالية شوية ومن أول سنة وأنا بدأت اقف على رجلي وأشتغل لوحدى كنت مبسوطة أوى بأول مرتب ليا عارفة جبت بيه ايه شيكولاتة عشان بحبها جدا بس كنت دايما بتحرج أطلبها من نادر لأنه جوز أختى وكفاية عليهم مصاريف تعليمي
ضحكت سلمى بخفوت على هذه الفتاة الساذجة والبساطة تظهر فى طباعها وتصرفاتها تذكرت حديث حسنة عندما أخبرتها أن عهد جلبت كتب للدراسة لأبنتها تابعت عهد بهدوء
 

تم نسخ الرابط