هويت رجل الصعيد للكاتبة نور زيزو

موقع أيام نيوز


دا الصعيد اللى متجوزاه يا عهد
حدقت عهد به وهى تنكز ليلى فى بطنها بساعدها وتقول
أنت عرفت مكانى منين
قطعهما ليلى وهى تقترب له وتمد يدها نحوه لكى تصافحه وعينيها ثابتة على وجهه الوسيم وقالت بشرود
أنا ليلى مديرة أعمالها أوعى تقولى أن الصعايدة كلهم حلوين كدة وبعضلات
وضعت عهد يدها على فم صديقتها باحراج منه ومما تفعله وقالت ببسمة محرجة

معلش ليلى بتحب تهزر بس
هز رأسه ببرود إليها ثم نظر إلى عهد يتفحصها بنظره وهو يقول
أركبى
تركتها عهد وذهبت لكى تركب السيارة معه وليلى تكاد تطير الفراشات من عينيها خلفه وتقول
يا واد يا تقيل 
صفعت وجنتها بخفة وهى تقول
أيه اللى بعمله دا أنا لازم أشوف أول قطار رايح الصعيد أمتى... تاكسي
أشارت إلى سيارة أجرة وغادرت أنطلق نوح بسيارته وهى صامتة تنظر إلى الشارع وتفكر بصمت دون ان تبرر له سبب خروجها دون أذنه أو غلق الهاتق وهو كاد ان ېموت قلقا لولا أتصال ليلى به وخطتها الماكرة.. 
كانت ترتب أفكارها فى عقلها وبعد يوم طويل من التفكير وحدها قررت أن تعود للعمل والدراسة وتبحث عن طريقة لعلاجها فهى لن تستسلم للمۏت بسهولة وأخطر قرار توصلت له كان طلب الطلاق منه ولن تكمل هذه الحياة المزيفة أكثر فهو ليس زوجها وهى ليست زوجة سوى بالاسم وفى الأوراق فقط
____________________
فى اليوم التالى خرجت عليا من مبنى العمارة وطفلها فى يدها لكى تأخذه للحضانة أولا ثم تذهب لعملها أوقفت يونس أمامها وهى تترك يده لكى تفتح باب السيارة وبسرعة البرق جاءت دراجة ڼارية عليها رجلين ليحمل الرجل الجالس فى الخلف يونس عن الأرض ويهربوا لتصرخ بهلع وهى تركض على قدمها خلف الدراجة الڼارية لكن لا جدوى من الصړاخ والهلع....
___________________
خرج نوح من غرفة النوم بعد أن رأها نائمة فى الفراش ليتحدث فى الهاتف ويقول
تسلم يدك المهم تأخد بالك من الواد زين وتوكل وترعى وأنا متوكد أن على المساء هجولك هاته
أغلق الهاتف وهو يغادر الغرفة ونول إلى الطابق الأول يتناول الإفطار منتظر قدومها له راجية ان يعيد طفلها وفور أنهاءه الإفطار وأثناء شربه للشاى وحديثه فى الهاتف مع والده يقول
مجلجش يا حج أنا بكرة المساء هكون عندك 
جاءت عليا مع أحد موظفين الفندق ليشير الموظف عليه فهرعت نحوه پغضب وعينيها لا تكفى عن البكاء ومسكته من قميصه بنيران مشټعلة بداخلها وهى تصرخ به قائلة
محدش عملها غيرك يا نوح ابنى لو مجرعليش 
قطع ټهديدها وهو ينزل يدها عنه پغضب مكبوح بداخله هو الأخر وقال بأشمئزاز وټهديد
مش جولتلك لو مجتيش بالرضا هتيجى بالڠصب أنا مهضحيش بعهد 
ترك يدها بضيق وعاد للجلوس لتجلس على المقعد المجاور له ثم قالت
أنا هسجنك وهبلغ عنك
تبسم لها بغرور شديد وقال
أثبتي يا مرت أخويا أنى عملتها ولا يكنش البوليس هيلاقي ولدك فى أوضتى مثلا أنا راجل مرتى مريضة وجايبها القاهرة أكشف عليها 
مسحت دموعها بضعف ثم قالت
أنت مش هتأذي ابن أخوك
عاد بنظره لها ببرود يتطلع بثقتها فتبسم بعيني شيطانية كالصقر الذي على وشك ألتهم فريسته فأرعبتها نظرته لتزداد خوفا منه عندما قال
أخويا الله يرحمه لكن مرتى حية والحية أبجى من المېت وأن مدخلتش اوضة العملية أنا عندى دكتور نجس ممكن بالفلوس أعيش مرتى العمر كله بكبد ولدك
أتسعت عينيها على مصراعيها پصدمة ألجمتها ومنعتها من الحديث من قسوته وجبروته فى أخذ كبد طفل فقط لينفذ زوجته رغم زواجهما المزيف والمدون على الورق عاد نوح لشرب الشاى وهو يضع قدم على الأخرى ببرود كاد أن ېقتلها أمامه ويلتزم الصمت تاركها تتطلع به بعينيها بعد أن كسر ثقتها القوية بتهديده لتتمتم بتلعثم شديد وجسد مرتجف
وهتسيبنى بعدها فى حالى وترجعلى ابنى
نظر لها بحماس وهى على وشك الموافقة وهتف بجدية
وأمضيلك تنازل كمان أن محدش من عيلتى هيتعرض لك أنت وولدك مدي الحياة 
تعجبت من رده فقالت بقلق
وأهل الصعيد هسيبوا حفيدهم ولا دا كلام عشان مصلحتك
ألتقط علبة السچائر بصمت ليشعل سيجارته قبل أن يجيبها وكأنه يتعمد أثارت توترها أكثر ثم قال وهو ينفث دخان سيجارته بعيدا
أهل الصعيد عندما ولد تانى اسمه نوح يجبلهم بدل الحفيد عشرة فكرى وبيتى فى الصعيد أنت خابرة طريجه زين دا لو عايزة تشوفى ولدك تانى
غادر من أمامها وتركها فى حالة من الخۏف والذعر القاټل على ابنها....
____________________
أستمع حمدى لحديث على فى الهاتف مع نوح وعلم بأنه سيعود غدا ليرسل رسالة إلى رجال الجبل لكى يستعدوا ويكونوا فى أستقبال نوح وزوجته...
يتبع....
هويت_رجل_الصعيد 
نور_زيزو 
نورا_عبدالعزيز
هويت_رجل_الصعيد 
الفصل السابع 7 
___ بعنوان لين___
صعد للأعلى بعد أن أنهى فطاره وټهديد عليا وعندما فتح باب الغرفة وولج رأها تجلس في غرفة المعيشة بصحبة ليلى ومعدات التصوير موجود يبدو أنهما كانوا يصوروا فيديو جديد لم ترفع أيهما نظرها به وهن غارقات في العمل تركهما ودلف على غرفة النوم حتى لا يسبب لهما إزعاج وقفت ليلى تمسك الكاميرا ثم قالت
مستعدة
أومأت لها بنعم ليبدوأ التصوير وقبل أن تنهى عهد المقدمة ذعرت ليلى وهى تلفظ أسمها وتنزل الكاميرا بعيدا
عهد!!
نظرت عهد لها لتقترب ليلى منها پذعر وهى تمسح أنفها الذي سال الډم منه فنظرت عهد ليد صديقتها وقد لوثتها الډماء لتجلس في الأرض پخوف وهى ترتعش..
كان نوح جالسا على الفراش بأسترخاء ويقرأ عن مرضها أكثر على الأنترنت حتى سمع صوت صړاخ ليلى فألقى الهاتف على الفراش ووقف ليسرع بالخروج فرأهما جالستين على الأرض وزوجته بين يدي صديقتها فهرع نحوها يأخذها منها وهو يقول
ما لك
كانت تشعر بدوران شديد وإرهاق أقترب لكى يحملها لكنها وضعت يدها على صدره وقبل ان يسألها عن سبب منعها له أستفرغت ما بداخلها فزعت ليلى من رؤية حالة صديقتها تتدهور هكذا وذرفت الدموع من عينيها بصمت أم هو لا يبلى بما يحدث وحملها على ذراعيه بالقوة رغما عنها وأخذها إلى المستشفى وليلى معهم ټحتضنها بذراعيها أثناء قيادته للسيارة فحصها الطبيب ونوح يقف في الخارج مع ليلى بأنتظاره حتى خرج الطبيب وأخبره أن جسدها ضعيف وحالتها تسوء ومن الأفضل أن تجد متبرع لها سريعا دون أنتظار متبرع متوفى أخذها في سيارته شبه نائمة وعاد للصعيد ليصدم حمدى عندما فتح باب المنزل ودلف بها فكان يجب أن يعود غدا وليس اليوم وكأن مرضها سبب الفضل في إنقاذ حياتهما من مكر عمه..
ساندها حتى وصلت للفراش ووضع الوسادة خلف ظهرها لتتمتم بتعب قائلة
أنا ھموت يا نوح
هز رأسه بالنفى وهو يمسح على رأسها بلطف يطمئنها ويهتف بحنان
لا بعد الشړ عنك أنت هتعملي العملية وهتبجى زينة وأحسن منى كمان
صمتت وهى تنظر إلى عينيه في هدوء وهو يبادلها النظر ليقطع نظراتهما الصامتة صوت طرقات على باب الغرفة وعندما فتح كانت والدته والقلق واضح عليها وتقول
خير يا ولدى 
أدخلها وهو يشير على عهد بذراعه وقال
عهد تعبانة هبابة يا أمى 
ذهبت لكى تجلس جوارها وكان وجهها شاحب ومقلة عينيها صفراء بجسد هزيل وضعيف والنعاس على وشك هزيمتها مسحت سلمى على جبينها بلطف فتبسمت عهد بتعب وهى تقول
دايما بلاقى الحنان لما أتعب 
أجابتها سلمى بعيني دامعة بنبرة جادة
متتعبيش بس وأنا هغرجك حنان بس من غير مرض
وضعت عهد رأسها على صدر سلمى لتطوقها بذراعيها فأغمضت عينيها مستسلمة للنعاس مهزومة أمامه نظر نوح لها وشعر بوخزات في قلبه ليقول
خليكى وياها يا أمى 
غادر الغرفة بأختناق شديد في صدره وشعره بالعجز عن مساعدتها ربما ېقتله فذهب لصديقه عطيه
كان حمدى يشتاط غيظا وڠضبا مما حدث وفشل خطته لتقول فاتن
أحسن أنها باظت أنا من البداية جولتلك تبجى غبي لو جتلته لو نوح ماټ مراته وأبوه اللى هيورثه مش أنت
ضړب ركبته بيده وهو يقول پغضب نارى
ومين جالك يا أم مخ تخين أنى كنت هجتل نوح أنا كنت هخطف منه مرته وأساومه
جلست فاتن جواره بحماس ثم قالت
ما هي متلجحة في الأوضة جارى أدينى أنت الموافجة وأنا مش أخطفهالك دا أنا أخلص عليها وأرتاح 
نقر رأسها بأصابعه بأشمئزاز من غباءها ثم قال
ونوح هيهملك أكدة تدخلى أوضته ولا ټأذي مرته في داره بغبائك دا
ضړبت كف على الأخرى وهى تقول
ااااه لو يسيبونى عليها 
كان نوح جالسا فوق العشب تحت نخلة في أرضي زراعية وشاردا في عجزه عن إنقاذها ومعالجة مرضها فسأله عطيه بقلق
ومرت أخوك دى هتوافج
أجابه بنبرة شړ وڠضب مكبوح بداخله
لازم توافج يا عطيه معنديش خيار تانى الفكر والخۏف من المړض هم اللى هيموتوا عهد لأنها جبانة وأنا مههملهاش ټموت أكدة
نظر عطيه له بحيرة ثم قال
أنت حبتها يا نوح
نظر نوح له بدهشة من سؤاله وتنهد تنهيدة طويلة معبأة بالكثير من المشاعر المختلطة ثم قال
مش حب أنا جوايا أحساس أنى مسئول عنها وأنها مسئوليتى أنانية أختها ومكرها مولدين جوايا الحنية والطيبة عليها 
سأله عطيه سؤال ماكر قائلا
شفجان عليها يعنى
سؤاله الماكر أثار ڠضب صديقه فأجابه نوح بسرعة وهو ينظر إليه پغضب
لا مش شفجة أنا بشفج على الغلابة والمحتاجين وبساعدهما لكن هي مش شفجة أنا بجد خاېف عليها تعرف أنى جرأت عنها كتير وكتير من التعليجات كانت بتجول أنها عنيدة ومتمردة على كل حاجة حتى ألوان الهدوم بتتمرد عليها لدرجة خلتنى عاوز أشوف عنادها دا كيف وعامل معاهم كيف أنا من يوم ما عرفتها ومشوفتش غير ضعفها وحزنها 
أربت عطيه على كتفه بلطف وجمع شجاعته وهو يقول
هجولك حاجة ومتتعصبش عليا ولا تسبنى وتجوم اللى بيحاول يكتشف واحدة ويعرف عنها ويدخل يبحث عن صفحاتها ويوصل أنه يجرأ تعليجات الناس عنها دا واحد بيحب يا نوح 
نظر نوح له بوجه عابس على وشك أن يطلق العنان لغضبه في وجهه فتابع عطيه بشجاعة
بطل تنكر دا وصدج وأبجى أسال حالك وانت باصص في عينيها بتحس بأيه ولو جرالها حاجة بعد الشړ موجفك هيكون ايه وأفتكر يا صاحبى أن الحب مهوش عيب ولا حرام وأن اللى في البيت دى مرتك وحلالك والصخرة اللى في صدرك من حجها تلين وتحب 
وقف نوح غاضبا من حديث صديقه وينفض الغبار عن عباءته وهو يقول بتذمر
أنا ماشي عشان أنت خرفت على المساء
نادهعطيه وسط ضحكاته فهو كان يعلم بأن صديقه سيهرب
خد هنا يا نوح طب مهتصليش الفجر 
لم يجيب عليه وغادر المكان عائدا للمنزل وعندما دخل غرفته كانت عهد نائمة بالفراش ووالدته غادرت لغرفتها تاركة هذه الزوجة الضعيفة وحدها ولج للمرحاض ووقف تحت صنبور المياه لفترة طويلة يفكر في حديث عطيه ويتكأ بذراعيه على الحائط لم يشعر بالوقت الذي قضيه تحت المياه الباردة وعندما خرج لم ينام على الأريكة بل أخذته قدمه إلى الفراش  وجلس جوارها يتطلع
 

تم نسخ الرابط