هويت رجل الصعيد للكاتبة نور زيزو
المحتويات
واحدة أنانية كيفك مهترعاهاش في مرضها وأنا لازم أرعاها يبجى لازم تتبرعى ليها بكبدك
سقط الهاتف من يد عهد ليلتف الأثنين وصدم نوح عندما رأها تقف هناك وتستمع لحديثهما فترك عليا وسار نحو عهد بقلق وهو يقول بهمس
عهد أسمعينى
دمعت عينيها پخوف وأرتجفت يديها مما سمعته أصابها حالة من الذعر والخۏف فقبل قليل كانت تشعر بأنها بخير تماما حتى سمعت عن مرضها منه لتشعر بأن جسدها بأكمله مريض وأصابه الخمول والضعف وضع نوح يده على رأسها يمسح عليها بلطف وحنان ليقول هامس بعد أن رأي خۏفها
أتاه صوت عليا من الخلف تقول بانفعال شديد
بس أنا مش هتبرع بكبدي لحد
كاد أن يستدير لها بوجه غاضب تحول للأحمرار الشديد من غضبه وغيظه من هذه المرأة ولا يعرف كيف أحبها أخاه وتزوجها وهى تشبه الحية التي تبخ سمها في الجميع لكن استوقفته عهد عندما مسكت يده بضعف ثم قالت
يلا نمشي يا نوح
يلا يا نوح
سار معها وهو يدرك أن قوتها أضعف من جذبه ليغادر بها من المنزل وتهرع عليا نحو باب الشقة وتغلق بأحكام...
_____
__منزل الصياد__
في المطبخ كانت سلمى تقف مع حسنة تجهز الغداء حتى قطعهما صوت فاتن تقول
خططتى ونفذتى يا سلفتى
أستدارت سلمى لها ليتراها تقف على باب المطبخ تشتاط غاضبا لكنها تكبحوا بداخله فقالت
أنهت جملتها وألتفت تكمل تقطيع البطاطس في الطاجن لتتحدث فاتن پغضب ولهجة غليظة
طبعا ليكى نفس تطبخى وهتأكلى كمان ما هو اللى في عب ولدك فحجرك يا سلفتى وعاملالى فيها شيخة ومبتجوميش من على سجادة الصلاة طب جوليله أن بيأكل مال حرام وسارج حج عمه
تأففت سلمى بضيق شديد وهى تقول
غادرت فاتن وهو تقول بجدية
والله أنا اللى ماسكة حالى عليكى يا سلفتى أنت وولدك
تنهدت سلمى بضيق بعد أن غادرت فاتن لتربت حسنة على كتفها بلطف
متزعليش حالك يا ستى وكله هيبجى تمام
كان نوح واقفا أمام باب غرفة النوم فى الفندق مرتدي بنطلون أسود وقميص رمادي فاتح ودق الباب برفق وهو يحدثها قائلا
لم تجيبه سوى بصمت فتنهد بضيق وألتف لكى يغادر لكن أستوقفه صوت فتح الباب فألتف مسرعا بهلع ليراها تقف كما هى بملابسها منذ الصباح لم تبدلها ووجهها شاحب وحزين وقد تمكن الضعف والخۏف من روحها شعرها فوضوي على الجانبين يحيط بوجهها الصغير وأتاه صوتها المبحوح تسأله بضيق
أنت عرفت أمتى لما كنت فى المستشفى صح
عشان كدة بقيت مهتم بيا وعلى طول جنبي والشفقة باينة عليك وأنا اللى كنت مغفلة فكرت للحظة..
صمتت ولم تكمل ليقترب نحوها وهو يرى الخذلان بها وهى تتحاشي النظر به وتنحى رأسها للأسفل بإنكسار ليأخذ يدها بلطف فنفضتها پغضب وهى تصرخ به وتسير نحو الشرفة
أبعد عنى يا نوح
تحدث وهو يسير خلفها بقلق قائلا
اسمعينى بس
صړخت وهى تستدير له وتفتح ذراعيها أمامه قائلة
اسمع ايه!! أن كل المعاملة دى ولطفك وحنيتك كانوا شفقة عليا عشان مرضي
صمت أمام حديثها فهو يعاملها هكذا خوفا من تكرر الماضي ولم يكن لها أى مشاعر ذرفت الدموع من عينيها بضعف وخوف من المړض والجراحة أقترب نحوها بهدوء وأخذ يدها فى يده بحنان وقال
أطمني يا عهد طول ما أنا جارك وفى ضهرك أطمنى وأوعى تخافي من حاجة واصل أنت هتعملى العملية وهتخفي
جهشت باكية وهى ترفع يدها الأخرى لتضعها على عينيها بحزن وضعف تخفى دموعها وعينيها عن نظره وما زال يحتضن يدها الأخرى بيديه رفع يده إلى يدها ثم أشاحها عن عينيها وقال
متبكيش
أومأت له بنعم ليجفف دموعها بأنامله بحنان وهو ينظر لعيني العسلية التى تلوثت بأحمرار شديد من كثرة بكاءها وتورمت قليلا وجهها شاحب لا يعلم أهو من الحزن أم المړض منذ أن علمت بمرضها وظهر التعب والأرهاق عليها أكثر من السابق تمتمت عهد بضعف وهى تنظر بعينيه السوداء قائلة
أنا خاېفة!!
أربت على يدها بيده بحنان وهى تشعر بدفئه يمتص حزنها وۏجعها رفعت نظرها مع يده التى تمر من أمام أعينها ليضع خصلات شعرها خلف أذنيها بلطف ناظرا بعينيها لتشعر بضربات قلبها تتسارع وحرارة جسدها ترتفع من نظراته المسلطة عليها هذه النظرات المليئة بالدفء بمثابة السحر الذي يسكب على قلبها وعينيها تحدث نوح بخفوت
مټخافيش أنا وياكي ومههملكيش واصل....
لعنت نفسها وقلبها الذي تسارع أكثر بعد كلمته وهذا الرجل يربكها بكل شيء نظراته وأنفاسه الدافئة وكلماته وغير كل هذه وسامته التى تسعى جاهدة لتجاهلها لكنه يفشل كل محاولاتها لم تتحمل البقاء أمامه أكثر حتى لا تفقد وعيها من سحره ففرت هاربة من أمامه إلى غرفة النوم.....
تنفست الصعداء بأرتباك وهى تقف خلف الباب وتضع يدها على قلبها محاولة الشعور بضرباته أكثر لتتمت بحزن شديد
أهدا بقى كل دا شفقة عليك
دمعت عينيها بخذلان فهى أعتقدت بأن الحياة من الممكن ان تبدأ بينهما ويتقبلها زوجة له لكنه لم يراها سوى فتاة مريضة على حافة المۏت ووحيدة لا تملك من يعتني بها...
أستيقظ نوح صباحا من النوم ولم يجدها بالغرفة ليدب القلق فى عقله من أن تكون هربت منه مريضة وعندما أتصل بها كان الهاتف مغلق ليشتاط ڠضبا ممزوجا بالقلق ودخل يبدل ملابسه ليستعد من أجل الخروج والبحث عنها...
فى كافى فى وسط البلد كانت عهد جالسة على طاولة بعيدة بجوار الحائط الزجاجى الذي يفصلها عن الشارع ومعها ليلى حزينة وتبكى على حال صديقتها بحزن وخوف صادق لتمتم عهد بهدوء وهى تنظر إلى صديقتها
ممكن تهدي أنا مجتلكيش عشان تقضيها عياط
أخذت ليلى يدها بين كفيها پخوف وقالت وسط بكائها
أنا مستعدة أتبرع لك بس متمرضيش ومالكيش دعوة بعليا لأنها أنانية ومتستاهلش أنك تعتمدى عليا
أربتت عهد على يدها ببسمة خاڤتة منكسرة ثم قالت
أنا مبحكلكيش عشان تقولى تتبرعي ليا أنا ممكن أستنى متبرع عادى نوح قال أن حالتى مش خطېرة أوى
جففت ليلى دموعها بأناملها مبتسمة رغم خۏفها من فقد صديقتها ثم قالت
نوح!! شكل راجل جدع من اللى حكيته عنه
أومأ عهد بالموافقة وهى تشرد فيه ثم قالت بهيام
جدع بس دا جدع وشهم ووسيم أوى يا ليلى
ضحكت ليلى على صديقتها وهى تلوح بيدها أمام أعين عهد ثم قالت
ايه يا عيونى روحتى فين إحنا بنحب ولا ايه
تنحنحت عهد بخجل ثم قالت
لا حب أيه أنا بس معجبة بشهامته ورجولته لو شوفتيه وهو بيضرب ابن عمه عشانى ولا وهو بيشخط فى مرات عمه الحرباية
قهقهت ليلى ضاحكة وهى تأكل قطعة من الحلوى ثم قالت بعفوية
وأنا اللى قاعدة قلقانة ومېتة من العياط
تنهدت عهد تنيهدة مليئة بالخيبات وثغرات الۏجع ملأت طريق قلبها لتتعجب ليلى من تنهيدتها الضعيفة وقالت بأستغراب
ليه التنهيدة دى! أنت تعبانة ولا حاجة
تحدث عهد بعفوية وصدق مليء بالحزن
الحياة معاندة معايا أوى يا ليلى أول ما أنجح فى مشوارى ألاقي نفسي أتجوزت وبقيت مدام بالأسم أختى أنانيتها بتزيد ضحكت عليا وفهمتنى أن أول ما يكتشفوا أن أنا العروسة هيطلقنى ويرمينى عشان هم كل همهم يونس حفيدهم وبس ولو مطلقنيش هتساعدنى أهرب لكن أول ما مضيت فص ملح وداب ونوح مطلقنيش زى ما قالت وبقت زوجة ومضطرة أعيش فى مكان غريبة مع ناس معرفهمش وپيكرهونى وكل واحد من سكان البيت دا نفسه يخلص منى دلوقت قبل كمان ساعة ولما لاقيت الراجل اللى معايا طيب وراجل يتسند عليه قولت خلاص قدرى وأتقابله طلع كل دا وهم وشفقة بسبب مرض ظهر بين يوم وليلة
وقفت ليلى من مقعدها لتجلس جوارها وهى تربت علي يديها بحنان ولطف وتقول بنبرة ناعمة
كله هيبقى تمام يا عهد المهم دلوقت نعالج المړض دا
رفعت عهد نظرها إلى صديقتها بضعف وعيني دامعة ثم قالت
بس ليلى أنا موجوعة ومش قادرة أدارى أكتر من كدة أنانية أختى وجعانى وشفقة نوح تعبانى لكن ڠصب عنى بيرجع له لأن فعلا ماليش غيره أتسند عليه فى ضعفى ودا قاهرنى يا ليلى
جففت ليلى دموعها بسبابتها وهى تقول مبتسمة
بس أنا معاكي يا حبيبتى
عانقتها عهد بإنكسار وقد رفعت الستائر عن أوجاعها الكامنة داخلها وهذا الرماد الذي ملأها وهى تخفيه ببسمتها وروحها العفوية أمام الجميع لتمسح ليلى على ظهرها بلطف فتابعت عهد بتلعثم شديد من كثرة شهقاتها
كله فاكر أن الشهرة والمتابعين والفلوس كفاية يعيشونى سعيدة وأنا فى الحقيقة أتعس إنسانة فى الدنيا واللى يزيدنى تعاسة أن مبقدرش أقاوم نوح وخاېفة أسيب نفسي ألاقينى بحبه وهو فى عالم تانى عايش مع حب مراته المېتة زى ما بنت عمه قالت
أخرجتها ليلى من بين ذراعيها لتنظر لعينيها فنظرت عهد لها بضعف فتمتمت ليلى بانتصار وقد أعترفت صديقتها بما تخفيه منذ بداية اللقاء
يعنى اللى مخوفك ومولد الړعب جواكي هو أنك تحبي نوح مش الوحيدة والمړض يا ست هانم
أتسعت عيني عهد على مصراعيها بهدوء مما تفوهت به دون قصد ثو وقفت بأرتباك تقول
أنا هروح أغسل وشي
هربت من أمامها سريعا لتبتسم ليلى بمكر وهى تكمل أكل الحلوى لتخطر فكرة على عقلها الخبيثة ثم نظرت إلى حقيبة عهد الموجودة على الطاولة....
وسط الجبال ووعورتها ورجالها المجرمين وكل منهم يقف حامل سلاحھ ويراقب الطريق كان حمدى يجلس مع كبيرهم ويرتشف القليل من الشاي مستمعا إلى هذا الرجل
خلاص يا حج حمدي متجلجش أدينا بس خبر أول ما يوصل الصعيد وأنا هخلي الرجل تنفذ على الطريق
وضع حمدى الكوب من يده وهو يقف متكأ على نبوته ويقول
دايما عامر يا حج وأستن منى اتصال
غادر من الجبل وهو يتمتم پغضب كامن بداخله
خلي عنادك ينفعك يا ولدى أخويا
____________________
خرجت عهد مع ليلى من الكافى ووقف ينتظرا سيارة أجرة وكل سيارة تمر ترفض ليلى الركوب فتعجبت عهد من رفضها وقالت بانفعال
وبعيد يا ليلى كل ما أوقف عربية تمشيها إحنا هنروح فى يومنا دا ولا هنبات هنا
أومأت ليلى لها بنعم وهى تقول
أكيد هنروح
تمتمت بخفوت وضيق قائلة
هو اتاخر ليه كدة
أتاهما صوت نوح من الأمام يناديها
عهد
ألتفت له بدهشة من معرفته لمكانها بينما حدقت ليلى به وهو يترجل من السيارة مرتدي بنطلون أسود وقميص أسود يرفع أكمام إلى ساعده لتظهر عروق معصمه البارزة ويرفع شعره الأسود الكثيف إلى الأعلى فتنهدت ليلى وهى تهمس بأذنيها من الخلف
أوعى تقوليلى أن
متابعة القراءة