هويت رجل الصعيد للكاتبة نور زيزو
المحتويات
ملح وياكى من نفس الوكل والطبج
تلاشي الڠضب من وجهها وظهرت بسمة خاڤتة بخجل على شفتيها ثم قالت
لا مش لدرجتى
__________________
وافق الطبيب على التبرع من عليا وحدد ميعاد للجراحة قبل نهاية الأسبوع ليأخذها نوح للغرفة وتركها مع الممرضة لتجهزها إلى الجراحة وعندما دخل للغرفة كانت تجلس في الفراش وترتجف پخوف ووجهها شاحب أخذ يدها في يده بلطف ليجد جسدها بارد كقطعة ثلجية فتحدثت بنبرة دافئة
رفعت نظرها له بضعف ولم تتفوه بكلمة واحدة فمسح على رأسها وقال
أنا هستناكى أهنا
أومأت له بنعم وكأنه يخبرها أنه بالانتظار فلا تجرأ على الرحيل بعيدا دلفت ليلى من باب الغرفة هادئة ثم قالت
خلاص
نظر الأثنين لها ليروا الممرضة تدخل بالسرير المتحرك الترولى لكى تأخذها فساعدها نوح وهو يمسك يدها للصعود وسار بها للخارج ويدها متشبثة بيده حتى بلغت باب غرفة العمليات فأنفصلت يديهما عن بعض وأغلق الباب عليها ليقف مع ليلى ووالده وسلمى بأنتظارها لمدة تصل إلى ستة ساعات وبعد طول انتظار خرجت ممرضة له أعطاها بعض النقود من قبل مبتسمة وتخبره بأن العملية أنتهت بخير نص ساعة أخرى وفتح باب الغرفة الثنائي ثم خرج الترولى وهى به نائمة ليسرع نحوها وهو يضع يده على رأسها فوق طاقية زى العملية ولحظة تتطلعه بملامحها شعر بأن قلبه هدأ وحرب القلق الذي نشب بداخله تلاشي بعد أن أطمن عليها وخروجها سالمة ليأخذوها إلى الغرفة ولم يدخل لها أحد لتظل بالمستشفى أسبوعين تحت العناية جلس نوح مع الطبيب قبل أن يصرح لها بالخروج ثم قال
متشكر يا داكتور
غادر المكتب ليعود إلى غرفتها وكانت ليلى بالداخل تجهز الحقيبة بعد أن ساعدتها في تبديل ملابسها لترتدي فستان أزرق اللون طويل وفضفاض بنصف كم أقترب نوح فوضع خصلات شعرها خلف أذنها من الجانبين ليضع القناع الطبي الكمامة على وجهها ثم مد يده إليها ليقول
أومأت له بنعم وهى تضع يدها في يده وحملت ليلى الحقيبة ثم غادروا المستشفى وتذهب ليلى معهم إلى الصعيد...
____________________
__منزل الصياد__
كانت فاتن جالسة على الأريكة وعلى قدمها طبق من التفاح وتمسك في يدها سکين تقطع وتأكل وهى ترمق سلمى بعينيها ببرود فجاءت حورية وجلست جوارها
هو في ايه
تمتمت فاتن وهى تعطي التفاح إلى حورية
وضعت حورية يدها على رأسها وهى تتكأ بساعدها على الأريكة ثم قالت
مريضة فالحة مش كيف بنتك الموكوسة اللى جاعدة تحب لي فيه وهو مع غيرها أنا حاسة ياما أن بنتك ناجص تجعد تراعها في مرضاها
أقتربت فاتن من حورية لتهمس في أذنها بمكر قائلا
متجلجيش أبوكى منتظرهم على الطريج وأن شاء الله يعاود من غير مرته المرة دى ...
هويت_رجل_الصعيد
نور_زيزو
نورا_عبدالعزيز
هويت_رجل_الصعيد
الفصل الثامن 8
___بعنوان قرار أحمق ___
كانت عهد نائمة بمقعدها في السيارة وهو يقود ناظرا للأمام بينما تجلس ليلى في المقعد الخلفى وتنظر في هاتفها دون أهتمام للطريق توقفت السيارة بمنتصف الطريق فنظرت ليلى بتعجب وهى تقول
في أيه
أجابها نوح وهو يفتح باب السيارة ليترجل منها قائلا
تجريبا في عطل
ترجل من السيارة ثم فتح الصندوق الأمامى ليرى الدخان كثير يتصاعد فعاد للسيارة وهو يغلق النوافذ جيدا حتى لا يتسرب الدخان للداخل لأجل عهد ووقف بالخارج يتصل ب عطيه ويقول
أنا على أول البلد المهم متعاوجش يا عطيه
أغلق الخط ووقف ينتظر صديقه وفى أقل من نصف ساعة كان عطيه أمامه بسيارته السيدان السوداء فتح نوح باب السيارة وقال بنبرة خاڤتة هادئة
عهد جومى
فتح لها حزام الأمان ثم ساعدها في النزول وأخذ عطيه الحقيبة من ليلى وهو يمازح صديقه
حمد الله على السلامة يا نوح نورت البلد
نظر نوح له ليراه ينظر إلى ليلى لكنه يواجه الحديث له فهز رأسه بضجر من صديقه وهو يقول
أفتح العربية يا عطيه
أدخلها نوح في الخلف بجوار ليلى وصعد جوار صديقه لينطلق بهم وهو يحاول أن يفتح الحديث مع نوح لكى تجيب أو يقدمها نوح له فبالتأكيد ليست زوجته فزوجة صديقه مريضة لمح نوح بعض رجال الجبل يجلسون على الطريق ويحملون الأسلحة فلم يعرى أي أنتبه حتى رأي خالد في الخلف ليعلم بأن هذا فخ صنع له وعطل سيارته إنقاذه هذه المرة ليتواعد لهما بالكثير من الأنتقام فبعد أن أطمن على زوجته لن يجد ما يمنعه عنهم وصلوا للمنزل فترجل وأخذ بيد عهد أسرع عطيه لها وهو يقول
عنك الشنطة
رفعت حاجبها له بحدة ثم قالت
شكرا
لم تعطيه الحقيبة فنظر لها بذهول من حدتها الصارمة ثم ذهب إليها مرة أخرى وهو يحاول أخذ الحقيبة فقال
عنك والله
صاحت به بضيق شديد قائلة
ما قولنا شكرا دا أيه الغتاتة دى
أتسعت عينيه بدهشة من ردها وتذمرها ليقول بتمتمة خاڤتة لم تسمعها
أيه البت أم لسان طويلة دى
غادر من المنزل دون أن يودع صديقه فتحت حسنة باب المنزل ودخل بها وخلفهما ليلى هرعت سلمى لهما بسعادة وهى ترحب بهما قائلة
حمد الله على السلامة يا ولدى نورتى الدار يا عهد
تبسمت عهد لها بخفة وقال نوح بجدية
حضري أوضة للضيفة يا أمى
أومأت له بنعم ثم أخذت ليلى وصعدت فنظر نوح إلى فاتن وابنتها حورية وهو يشتاط ڠضبا من مكرهما ثم أخذ عهد إلى الأعلى هرعت فاتن پصدمة من رؤيته حي ولم يصيب شيء هو وزوجته وقالت
أتصلى بأبوكى يا بت وجوليله ان نوح وصل
كزت حورية على أسنانها بضيق وأومأت لها بنعم
____________________
وضع الغطاء علي قدميها لتقول عهد بجدية
ممكن أروح لعليا أطمن عليها
جاءها صوت سلمى من بعيد تقول بهدوء
هي زينة جوى وفى الأوضة اللى جارى والله لأجل عيونك أنت يا عهد أتحملت على نفسي ورعيتها في غيابك مع أن خيتك لسانها طويلة
نظرت عهد لها بأحراج وقالت
حقك عليا أنا يا ماما
جلست سلمى جوارها وهى تمسح على رأسها بلطف ثم قالت
ولا يهمك يا حبيبتى المهم أنك بخير وكتر خيرها جوى أنها أتبرعت ونجتك
غادر نوح الغرفة ونزل للأسفل لير حورية تتحدث في الهاتف فقال پغضب شديد
أيه يا بت عمى لحجتى تبلغى أبوكى
أستدارت حورية له بضيق شديد ثم قالت
جرا أيه يا نوح أنت بدور على المشاكل وخلاص
أكمل نزول الدرج وهو يقول ببرود سافر
والله نفسي يا حورية بس أنا مانع نفسي عن المشاكل لحد دلوجت أصل بعيد عنك أنا بمۏت في المشاكل جوى والست الوالدة خابرة كدة زين ولا أيه يا مرت عمى
قالها وهو ينظر إلى فاتن فتلعثمت في الحديث وهى تقول
في ايه يا نوح راجع بتشاكل دبان وشك ليه
سار نحو المكتب متحاشي النظر لهما وهو يقول بټهديد ونبرة غليظة
أنا لسه هشاكل والله يا مرت عمى بس يا رب عمى وولده يبجوا جد اللى بيعملوا أصل اللون الأسود مهيبجاش زين فيكى
تحدث وهو يهددها پقتل أحدهما بطريقة غير مباشرة لتزدرد لعابها پخوف شديد من تفكيره ثم دخل للغرفة وأغلق الباب
يا عم أنا عاوز لودر وعربية إيجار وهدفعلك اللى تطلبه
قالها رجل في الخمسينات من عمره ليقول حمدى بغرور شديد
جولتلك مبنأجرش أيه أطرشت ولا مبتفهمش
تحدث الرجل بترجى شديد قائلا
بس نوح بيه جالى أنه هيدينى وأنا بأخد منه دايما دا أكل عيش يا حج
ذكر اسمه نوح جعله يشتاط ڠضبا فوقف حمدى من مقعده تحت المظلة ومسك نبوته لينكزه في كتف الرجل بقوة وهو يقول
لما أجولك مفيش يبجى مفيش وغور من اهنا بجى
أتاه صوت عطيه من الخلف يقول
بس هو هيأخد يا حج حمدى
هرع الرجل له بسعادة وهو يشكره بحماس قائلا
متشكر جوى جوى يا ولدى
أربت عطيه على يده وتركه يأخذ ما يريد ليتأفف حمدى بضيق شديد وهو يستدير إلى عطيه ويقول
أنت بتكسر كلامى يا عطيه وكأنك واجف في ملك أبوك أهنا
وضع عطيه يديه في جيب عباءته البنية وقال بثقل يثير غضبه أكثر ويرد الأهانة له بإتقان
وملكك يا حج حمدى وعلى ما أعتجد انه ملك نوح وصاحب الملك جالى أديله وأن جينا للحج أنا واجف في شغلى لكن حضرتك واجف تأمر وتنهى أهنا بصفتك أيه ... عم صاحب الشغل .. صفة مبنأخدش بيها في شغلنا
تركه وغادر ليشتاط حمدى ڠضبا وهو يضرب نبوته في الأرض بقوة ويحاول كبح غضبه قدر الإمكان قبل أن يفلت منه الڠضب وېقتل أحد للتو..
تبسم عطيه وهو يغادر بعد أن أثار ڠضب حمدى
____________________
دخلت عهد إلى غرفة عليا لتراها جالسة في التراس وفى يدها كوب من العصير وتتنظر للخارج تنحنحت عهد بهدوء ثم قالت
عاملة أيه يا عليا
نظرت عليا لها ببرود ثم عادت بنظرها للخارج لتجلس عهد أمامها وتبسمت بعفوية أمام وجه أختها الكبرى ثم قالت
أنا كنت قلقانة أوى عليكى ومبسوطة أنك بخير
تركت عليا كوب العصير على الطاولة الصغيرة أمامها ثم قالت ببرود حاد
متتبسطيش أوى يا عهد لأن للأمانة أنا كنت مجبورة على العملية بسبب جوزك المتوحش ولولا خطفه لابنى أنا مكنش هيفرق معايا تلاقى متبرع ولا لا تعيشي بكبد مريض أو تموتى مكنش من أولويات حياتى للعلم بطل تتعاملى على أنك أم قلب طيب وبريء وتعيشي دور الساذجة اللى مش فاهمة اللى حواليها أنت عارفة أنى رميتك هنا وضحيت بيكى وأنا متأكدة أن نوح مكنش هيطلقك وأنى أنانية بس حقى أكون أنانية وأفكر في نفسي عشان خاطر ابنى
كانت كلماتها كالخڼجر يغرس في قلب أختها رغم مرضها وهى لم تتعافى جيدا لتدمع عيني عهد بحزن شديد من جراءة أختها في الأعتراف بأنانيتها ولم تخفيها فتحدثت عهد بضعف تعتذر منها
أنا أسفة يا عليا
أومأت عليا لها بجدية تقول
لازم تكونى أسفة وتعتذرى منى وتشكرنى لأنك عايشة دلوقت بفضلى أنا وأهو دين جديد أضف على ديونى اللى في رقبتك بس لحد هنا وأنا مش عاوزة منك تردى أي دين ليا أنا عاوزاكى تتطلعى من حياتى وبس ويبقى كتر خيرك
أنهمرت الدمعة من عينى عهد من قسۏة أختها التي لم ترأف لحالة أختها المړيضة وجرحها الذي لم يشفى تماما هزت عهد رأسها بضعف وهى تضع يدها على بطنها مكان الچرح وقالت
أنا مكنتش فاكرة أنك بتكرهنى أوى كدة بس حقك عليا أنا مش زعلانة منك
وقفت عليا پغضب
متابعة القراءة