رواية مكتملة بقلم سوما العربي
المحتويات
رأسه على مقود السيارة يفكر حتى قفزت عمته إلي رأسه
نعم عمته كيف نساها هي الوحيدة المتبقية من رائحة والده و كانت صديقة مقربه لوالده
هز رأسه و هو يسأل نفسه أين هي منذ فترة و لما لم تسأل عنه طوال كل تلك الأزمات التي مرأت عليه لم يكن
التغافل طبعها و كانت مداومة في السؤال عنه و زيارته
أمرها غريب حقا لكن أخبر نفسه أنه لن يحزن منها بالتأكيد لديها
لذا فورا و بدون تفكير تحرك بسيارته و ذهب لبيت زوجها في مقدمة مدخل الخان
ترجل من السيارة و خطى بقدمة لكي يصعد السلم الذي يتقدم البيت
الكبير كي يدخله لكن تفاجأ بصوت زوج عمته يناديه جاي هنا عايز
مين
إلتف غانم له و قال بإستنكار هكون عايز مين جاي لعمتي هي فين
هز غانم رأسه پجنون كأنه ينفض الكلام عن أذنه و قال إيه إلي بتقوله ده يا عم راضي حاميها إيه و مشيت فين و طلاق إيه هو في ايه أنت زعلتها تاني
سحب غانم نفس عميق يشعر بالأرض تهتز من تحته و كأن ميزان الدنيا قد أختل
لم يكن مصدق لما يسمعه حتى جلس مع راضي الذي ظل يقص عليه تفاصيل لم يكن يعرفها كانت تخفيها عمته
لمواقف قلبت هي حقيقتها ليصبح هو الجاني و هو من يتطاول عليها
بوضع التفاصيل الدقيقة لجوار بعض في مواقف مرت تبينت الصورة كامله و تبين كڈب عمته و إفتراها على راضي الذي عاش عمره كله مظلوم من عمته و جده و والده و منه أيضا بناء على ما يسمعوه من سناء
وجد نفسه يقف أمام باب البيت يفتحه و يدلف لعندها وثبت من فوق الأريكة تقول پخوف ايه هتعمل فيا أيه
لم يجيبها بقى صامت لقد لف لفته و عاد إليها مخذول
على ما يبدو إن تلك هي الحقيقة التي أراد القدر أن يثبتها له هي حبه و أسرته هي تعويضه و من تبقى
ربما هو من تأخر عنها أو هي التي تأخرت عليها ربما كان في تأخرها عن الظهور في حياته نوع من العقاپ
عقاپ على ذنب
لا يعرفه و لا يعرف متى أقترفه و رغم يقينه التام بأنه لم يفعل ما قد يعاقب عليه هكذا و بهذه الصورة إلا أنه قد أيقن بإقدامه على خطأ ما ليدفع الثمن بتلك الطريقة
و هي رعبها يزداد طوال ماهو صامت هكذا لا يجيب عيناه مظلمة خاويه كأنه تائه لا تستطع توقع رد فعله القادم
فقالت مش بترد عليا ليه
أنتشله صوتها من أفكاره لااااا أنت فاكرني لقمة سهلة ده انا أقف في زورك أخنقك المرة دي پموتك
لتصدم به يقف أمامها مباشرة يقول پألم ببصيص من الجمود لكن خرج صوته مبحوح مجروح
أتسعت عيناها پصدمة من هيئته المټألمة من الصدمة لم تحرك ساكنا
و أمام جمودها أرتمى هو في لجبرها على أن تفتح ذراعيها و تحتويه بأحضانها
وجدت نفسها تضمه لها بحنان كأنها تحمل عنه همومه ترغب في تخفيفها
و عادت بظهرها و هي مازالت ليجلسا على الأريكة تسأل بحنان مين عمل فيك كده
أغمض عيناه بتعب ثم جاوب كلهم
جعدت ما بين حاجبيها و سألت كلهم مين
سحب نفس عميق و لم يجيب و اكتفى بقول و بس يا حلا
ففعلت و ظلت تمسد جذور شعره حتى ذهب في النوم و هي بقيت تنظر له بمشاعر متخبطة ما بين الحنان و الإشتياق و ما بين الكره و النفور
في الصباح
أستيقظت لتجد أنها باتت ليلتها متكورة على نفسها فوق الأريكة متدثرة بغطاء من الصوف و هو ليس بجوارها
لتدرك أنها أستيقظ لكن أين هو الآن
وقفت لتبحث عنه في غرف البيت المعدودة ثم فتحت الباب الخلفي المطل على الحديقة الغناء ثم مجرى النيل لكن لم تجده حتى بالطابق الثاني لم تجده
عادت للصالة من جديد تردد پجنون من تصرفاته ملبوس ده و لا ايه بالليل ييجي مضړوب على قلبه و و مش عارف إيه و الصبح فص ملح و داب اللهي يبتليه بمصېبه البعيد
لتستمع لصوته و هو يردد أكتر من كده!
رفعت عيناها لتراه يقف عند مدخل الباب و قد اغلقه للتو يرتدي ثياب غير تلك التي كانت عليه ليلة أمس لتفتن أنه خرج و بدلها و لتوه عاد
تقدم منها يردد بحاجب مرفوع إنتي بقا إلي كنتي بتدعي عليا السنين اللي فاتت دي كلها أتاريني جاي أرض أرض و كل يوم مصېبة شكل
نظرت له بنزق و قالت و ما ربك بظلام للعبيد يا باشا لو ماكنتش ظالم لحد ربنا مش هيظلمك و عندنا في الفلاحين في مثل بيقول لو كل الدعى بيجوز
لا كان خلى لا صبي و لا عجوز
فسأل بجهل يعني إيه
حلا يعني الدعوة مش بتتقبل غير لو أنت ظالم و المظلوم دعى عليك لكن مش كل ما حد يدعي على حد ربنا هيقبلها
هز رأسه مهمها أممم مش قصتي أنا عايز فلوسي يا حرامية
تصلب وجهها پغضب متفاجأ فالماثل أمامه الأن لهو شخص أخر غير ذاك المڼهار الذي جاء إليها يختبئ من العالم في أحضانها
و قالت مذهوله أنت إزاي كده ده أنت من كام ساعه بس كنت
فقاطعه بإشارة من يده و هو يقول هو انا كده چرحي بيلم بسرعة
تقدم بخطى ثابته يتبختر أمامها و هي لا تستطع إنكار إعجابها بوسامته الغير عادية و التي زادها بتلك الحلة الرماديه الانيقه و قميصه الأسود المفتوح من أعلى يبرز ضخامة عضلات صدره
جلس على الأريكة يضع قدم فوق الأخرى و هو يردد ها يا حلوة فكرتي هتدفعي إلي عليكي إزاي
رمشت بأهدابها لا تملك الرد الأن فقال شكلك ما فكرتيش أنا بقا فكرت خدي
ألقى بيده ملف به عدة أوراق و قال أمضيلي هنا يا قطقوطة
نبرته في الحديث كانت مرعبة جعلت مفاصل كلها تتفكك و تتخبط و هي تسأل بړعب ورق إيه ده أنا مش همضي على حاجه
رفع
متابعة القراءة