رواية مكتملة بقلم سوما العربي
المحتويات
بشړ و مش هقعد أتفرج على البنت الوحيدة إلي حبيتها و هي بتضيع من أيدي
مرت لحظة صمت و كل منهما ينظر للأخر ليقول أخيرا أنتي هتفضلي هنا في الأوضة دي مش
هتخرجي منها
أبتعد كي يخرج لكنها قفزت خلفه تقول پصدمة هتسجني يعني
نظر لها بوجه جامد و ردد أيوه أعتبري نفسك سجينة غانم صفوان و ده أقل
عقاپ ليكي
تشتد و هي تستمع لصوت المفتاح في قفل الباب تناديه لكنه لم يجيب
هبط الدرج بوجه و جسد منهك كأن على أكتافه ثقل سنوات
ليجد العم جميل يقف في نهاية الدرج ينظر له بعدم رضا و باشر على الفور في شن حملة مضادة عليه
فأخذ يسأل إيه إلي حصل و البت الخدامة دي فين
لكن جميل كان و كأنه على مشارف الجنان بلا داعي و سأله علمت لها إيه رد عليا عملت فيها حاجه
غانم دي حاجة خاصة بيا بلاش تتدخل في إلي مالكش فيه
كظم جميل غيظه و حاول رسم إبتسامة على مهتزة على شفتيه و اقترب منه بهدوء يردد أول مرة تقولي حاجة زي دي ده انا جميل إلي مربيك هان عليك تقولي كده
أنا مش قصدي بس أنا
جميل أنت إيه أنت بتضيع البت دي خطړ عليك و على بيتك و على إبنك الجاي مافكرتش أنك متجوز مافكرتش في سلوى لما تعرف هتعمل معاها أيه أفرض قالت لك ننفصل إيه هتهد بيتك و بيت إبنك الي لسه ماشفتوش
تنهد غانم يغمض عيناه هو بالفعل يتهرب من التفكير في تلك النقطة أسرته ماذا عنها
ربما أتاه الشخص الصحيح في الوقت الخطأ لكنه أتى و هو لا يملك القوى على التوقف عن حبه
نظر جميل للكدمة التي بدأت في الظهور على جانب عينه و سأل ضربتك
زاغت عينا غانم يمينا و يسارا يتجنب المواجهة أو السؤال فقال جميل و ما ضربتهاش ليه ده أنت فيك عافية تكفي قبيلة بحالها
جلس غانم على طرف الأريكة من خلفه يضع رأسه بين كفيه يردد و هو بهم و قلة حيلة أيوه و مش عارف أعمل أيه
جلس جميل قرب إذنه و همس تعمل الصح دي خطړ عليك أنت ماقدرتش عليها ماقدرتش تبقى غانم صفوان عليها و لا قدرت تأذيها ده أنت إلي بيرشك بالميه بترشه پالدم و إلي يخربشك خربوش بتفلقه نصين و هي جيت عندها و لانت أيدك
فشعر أنها فرصته و بدأ يتحدث خليها تمشي أنت أتعلقت بيها أوي و بعدين شكلها عينها من عزام
انتفض غانم ينظر له پغضب فقال جميل مش راحت تقابله يبقى عينها منه
صمت غانم يدرك أن بحديثه الصواب أطبق جفناه و هو يشعر بالوحدة و الألم ألم ينهش قلبة و
معدته مقبوضة
لا أحد له كي بتكلم معه و من له لن يستطيع الحديث معها فيكف سيشكو إليها منها
فلم يجد سوى جميل بجواره نكس رأسه لأسفل و هو يردد بعجز واضح مش هقدر أبعد عنها لما بتغيب عن عيني روحي بتروح مني مش هقدر أخليها تمشي ما أقدرش أتحرم منها
جميل تتحرم منها و لا تتحرم من إبنك و عيلتك
رفع غانم عيناه له بقلق فقال جميل أمام فكرك إيه الست سلوى مناخيرها في السما و مش هتقبل بالي حصل خصوصا لما تبقى فضلت عليها خدامتها
جميل هات المفتاح يا ولدي
عاد غانم يهز رأسه رافضا و هو يتألم كأن روحه تزهق منه
ليقول جميل بصوت قوي يخيره مرتك و ولدك و لا البت دي
رفع غانم رأسه يجاهد دموعه يطبق جفناه بقوة يتنهد و هو يسأل ربه الخلاص لا يستطيع الإبتعاد عنها و لا يستطيع چرح سلوى و خسارة إبنه
فتقدم جميل يمد يده من كف غانم المقبوضة على المفتاح يربط عليها ثم يحاول فتحها و هو يقول هتحب إبنك اكتر منها ده جاي بعد جوع و عطش أفتح يدك و هات المفتاح
يا ولدي هات يالا ربنا يهديك
بقوة رهيبة و بشق الأنفس فتح كف يده أخيرا يعلم أنه هكذا يسحب
روحه من جسده و يكتب شهادة ۏفاته بخط يده
لم يتوامى جميل لثواني و التقط المفتاح و ذهب سريعا لحلا التي وقفت معه بلهفة لا تسأل كيف أو لماذا
لكن جميل قال يالا معايا بسرعه لو فضلتي مش هيعتقك
خرجت معه و هي تهرول لم تركض كأنها تنتظره عند البوابة الرئيسية يرفض خروجها ربما تمنت
لكنها صدمت بالحرس الذي سبق و رفض خروجها حتى أنه رفض طلب سلوى يوافق الآن على خروجها
وقفت عند البوابة و جميل يعطيها متعلقاتها نظرت لها بإستغراب فهو و كأنه قد حضرها لها
نظرت پألم شديد و مشاعر مختلطة ناحية نافذة غرفة مكتبه التي يقضي بها ثلاث أرباع يومه لا تعلم لما هي الأن مترددة في الرحيل بعدما كانت تريده و كأنها أستلذت تعذيبه لها و هوسه بها
ليلاحظ جميل كل هذا فيقول پحده أمشي يالا و ما تبصيش وراكي أنا عملت البدع عشان امشيكي من هنا
نظرت لجميل بإستغراب و سألت غريبة ده غانم ده زي إبنك يعني
جميل أيوه بس انتي بنت و ربنا يستر على ولايانا شكلك بنت ناس أخرجي من هنا بسرعة قبل ما يرميكي هو بس و أنتي مش نافعة لحاجة أنا إلي مربيه و عارفة كل فترة بيعمل كده زي العيال الصغيرة بس إنتي شكلك بنت ناس أجري من هنا و ماتبصيش وراكي أنا ماصدقت طلعتك
وجدها مازالت تقف كأنها موافقة على العيش معه حتى لو عاشت بالحجيم فقال بنبرة بها من الغلظة و الحسم المزيد عايزه ترجعي أرجعي بس ساعتها نا تبقيش ټعيطي و تقولي يا ريت إلي جرى ما كان في حاجات لو حصلت عمرك ما تعرفي ترجعي زي ما كنتي و إنتي فاهمه قصدي
رمشت بأهدابها كأنها تصفع نفسها
حركات القوة التي صمم والدها عليها أن تتعلمها
لولا ذلك لاصبحت كرنا بل أبشع فرنا فعلت كل ذلك بإرادتها حتى لو وهمها بالحب أما هي فستكون و هو لن يرف له جفن كيف يرف له جفن و قد نسى رنا لا و يقول إنه لم يحب مطلقا و لا يملك أي حساب على فيسبوك ممثل بارع و
قد صدقته و صدقت تصريحه المزيف بالحب الذي لم يكن بالتأكيد سوى فرشة وثيرة لطريق نهايته مأساوية لها هي فقط بعدما تستسلم لكذباته
لذا ألتفت بقوة و پغضب بخطوات واسعة ثم تحولت لهرولة إستحالت للركض
تركض مبتعدة عن حب سيغرقها بالوحل رغم الألم المتزايد في أيسرها و كأن قلبها
متابعة القراءة