يجلس مالك علي مكتبه في الشركة
مدام حضرتك بخير
و اخيرا بعد محاولات مستميته منها خرج صوتها و هو متحشرج الحمد لله
الطبيب حمد لله على سلامه حضرتك
خرج من الحجره ليجده يجلس فمنذ اسبوع و هو على حاله لا يفارق هذا المقعد الا لتأديه الصلاه و العوده لانتظار افاقتها كان يعلم انها لم تتركه وحيدا يشعر بتأنيب الضمير يعلم انها ستسامحه فهى من احبته و رضت بالكثير من الذل و المهانه لاجله كان طوال فتره غيبوبتها شارد يتذكر كل افعالها ابتسامتها ضحكتها حزنها بكائها طفولتها برائتها و اخيرا اعترف قلبه المتمرد على حب هذه الجميله
الطبيب استاذ مالك حمد لله على سلامه المدام ربنا كرمها و فاقت الظاهر كانت حاسه بحاله حضرتك
تهللت اساريره و نظر للطبيب بأبتسامه كبيره انت بتقول ان ميرا فاقت
الطبيب الحمد لله على سلامتها اتفضل ادخل لها
تقدم من حجرتها و هو يقدم رجل و يؤخر الاخرى خائڤ من هذه المواجهه المستميته
فتح باب الحجره اخيرا و دخل ليجدها ساكنه فى فراشها الابيض و الدموع اخذت مأخذها من وجنتيها الجميلتان
مالك ميرا انا اسف والله ما عارف عملت فيكى كده ازاى
ميرا انا مش هقدر اشوف فى عنيكى الكره ده ميرا لو سمحتى ردى عليا و الله ما هقدر اشوفك كده جثى على ركبته بجانب فراشها و انهالت دموعه على وجهه الجميلامسك بيدها و هو يترجاها ان تسامحه
سحبت يدها من بين يديه پعنف و كأنها متقذذه من لمسته لها
مالك طيب انتى عايزه ايه و انا و الله هعملهولك اللى يريحك هعمله بس ردى عليا
ليدق باب حجرتها الطبيب و معه المحقق
كفكف دموعه بسرعه و نظر للمحقق الذى كانت نظراته كلها موجهه الاتهام لمالك و خاصه بعدما علم انه رفض عمليه تنظيف الرحم
الطبيب اتفضل معايا يا استاذ علشان حضره الظابط يشوف شغله
خرج الاثنان كانت عيناه مليئه بالرجاء لها
المحقق حمد على سلامتك يا مدام
هزت رأسها له
المحقق ممكن اخد من وقت حضرتك شويه
لم تعطى اى رد فعل له
المحقق ممكن اعرف ملابسات الچريمه
فلا يوجد منها رد فالصمت كان لها اجابه بارعه
المحقق لو سمحتى سكوتك ده هيخلى المتهم يهرب من العداله
ميرا لشرود ما عنديش حاجه تتقال و لو سمحت اقفل المحضر ضد مجهول
نظر لها المحقق بعمق بس انتى كده بتضلى العداله انت ازاى
تسكتى بعد اللى حصلك ضړبك و اغتصبك و كنتى هتموتى انتى لازم تعترفى عليه
صړخت فيه فجأه قلتلك مافيش حد مافيش حد
ليدخل الطبيب على صوت صړاخها
الطبيب حضره الظابط بعد اذنك حاله المريضه ما تسمحش حاول ان يعطيها حقنه مهدئه لكنها رفضت و طلبت الابقاء وحدها
خرج المحقق ينظر لما نظرات الاتهام تملئه
مالك بلهفه ها اعترفت على الجانى
المحقق لا بس هرجعلها تانى و هفضل وراها و ورا اللى عمل فيها كده هنتقابل تانى
دخل اليها و هو ينظر لها پألم بالغ
مالك ميرا حبيبتى اعملك ايه
ميرا دون ان تنظر له طلقنى
مالك ارجوكى اطلبى منى اى حاجه غير الطلاق ادينى فرصه واحده بس اثبتلك فيها انى بحبك و ماقدرش اعيش من غيرك
ميرا عفوا لقد استنفذت كل الفرص المتاحه و الغير متاحه
مالك يعنى ما فيش اى حل تانى غير الطلاق
ميرا انت شايف حل تانى
ليدق هاتفه معلنا عن اتصالل من رقم مجهول و اتصل به كثيرا
مالك بضيق الو
الشاب ممكن اكلم ميرا لو سمحت
مالك بضيق و مين حضرتك بقا علشان تكلم مراتى
مازن قولها مازن بس و هى هتعرف مين
مالك بضيق مازن مين انت
ميرا بلهفه و اشراقه مازن هات التليفون يا مالك
مد يده لها و اعطاها الهاتف و هو يتفحص معالم السعاده المرتسمه على وجهها
ميرا حبيبى حمد لله على سلامتك
مازن روحى وحشتينى اوى الله يسلمك
ميرا يااا يا مازن وحشتنى اوى اوى عايزه اشوفك محتجالك يا حبيبى
مازن حبيبتى اول ما ترجعى من شرم هجيلك على طول
ميرا خلاص انا هرجع فى اقرب وقت اسكندرية مش مصدقه انى هشوفك خلى بالك من نفسك لا اله الا الله
مازن محمد رسول الله يا حبيبتى
اغلقت معه الخط و مدت يدها الى مالك الذى يقف امامها و الدهشه مرتسمه على معالمه
مالك هو انا ممكن اسألك مين ده
ميرا تصدق قربت اصدق انك اتغيرت غريبه يعنى ما اتهمتنيش بحاجه ولا انى خاينه ولا ماشيه مع رجاله مع انه اتصل بيا على تليفونك
مالك صدقينى اتغيرت
ميرا لنفسك مش ليا المهم دلوقتى هتطلقنى امتى و يا دار ما دخلك شړ
مالك مش هطلقك يا ميرا انا بحبك
ميرا بضحكه ساخره ههههه بوص يا ابن الناس انا هقولك الكلمتين اللى عندى يا تطلقنى بأحترامك يا اما هخلعك و هروح اشهد بكل اللى عملته فيا و ساعتها تخيل كده الصحف و المجالات لما يبقى عنوانها بالبونت العريض
مالك عبد الرحمن يتهم بشروع فى قتل زوجته
عايزاك تتخيل بقا اسهم شركاتكم ممكن تروح لفين بعد لما يبقى رئيس مجلس الاداره سمعته فى الحضيض
ولا والدتك ممكن ايه ولا ايه يحصلها
ولا ميس اللى يا عينى عليها ما فيش عريس هيعتب باب بيتكم لما يعرف ان اخوها وش سجون
ولا مروان يا قلبى عليه مش هيقدر يعيش حياته لانك ساعتها هتكون وصمه عار على عيلتك كلها ايه رأيك
هتطلق من سكات ولا
و لاول مره يلمح فى اعينها نظره الاصرار
كانت تشعر بالنصر عليه فلاول مره ترى فى عيونه الحيره كانت هذه هى فرصتها للتخلص منه كان قلبها ينقطع الى اشلاء من مظهره لاول ترى تراه منكسر أحقا حبنى سؤال ظل يراودها فى فكرها
مالك ممكن نرجع اسكندرية و بعد كده نطلق
ميرا تمام بس فى اقرب فرصه انا بقيت كويسه الحمد لله و عايزه ارجع و اخلص من اللى انا فيه
مالك حاضر يا ميرا هسأل الدكتور امتى تقدرى تخرجى عن اذنك
جلست بمفردها فى حجرتهاظلت تتذكر المواقف القليله الجميله التى جمعتها به
بكت بكت بحرقه فما كانت تود كل هذه الاحداث تحدث لها تمنت ان تعيش فى كنفه فهى تحبه بل تعشقه فهو بالنسبه لها السهل الممتنع تريده ولا تريده لكن القرار صعب
ستتركه و تترك قلبها معه
ليدخل عليها و يرى الدموع تسكب من عيناها اللوزتين
مالك ممكن اعرف انتى بتعيطى ليه دلوقتى
ميرا اهلى وحشونى
مالكمتاكده ان هو ده السبب يا ميرا
نظرت له بأشياق تعلم ان ايامهم بصحبه بعض اصبحت قليله و قليله جدا
مالك طيب احنا لو كده ممكن نرجع النهارده بالليل او بكره الصبح بالكتير
كان عقلها ضد قلبها و بشده اهه يا سيتى مش طايقك و عايز يخلص منك علشان يرجع لحياته القديمه
و نزواته انتى بالنسبه له مجرد وسيله لتحقيق غايته و تنفيذ وصيه والده و شكرا
القلب لا ما هو بيحبنى انا حاسس بكده بس هو مكسور و كان محتاج مدواه للچرح القديم
العقل و انت شايفنى طبيب جراح انا ذمبى ايه افضل مشتت كده و علشان خاطر مين
القلب علشان خاطر الانسان الوحيد اللى حبيبته
العقل اسكت خالص انت اصلا عبيط و مش بتفهم اى حاجه انت اخرك تدق و خلاص لكن التفكير