قلبي وعيناك

موقع أيام نيوز

همس لرعد _ بقولك .... قرب عليا طبق المحشي بتاعك ده كده ....أصل نفسي فيه .... قال رعد بتعجب _ اومال اللي هناك ده بيعمل ايه ! .. أجاب يوسف متظاهرا بالضيق _ آسر عايزه قال رعد مبتسما وهو يربط على قدم يوسف بتأثر _ حاضر ...أول ما نبدأ اكل هحطه قدامك ....أنت أخويا يابني.... ! نظر يوسف له وأطرف عينيه سريعا بتأثر _ ربنا يحميك ويكتر من أمثالك لأمثالي .... ابتسم رعد بشكر _ حبيبي تسلم ....ربنا يديك على أد معدتك يا حبيبي .... تم ترتيب الطعام بعد دقائق قليلة فقال العمدة لهم جميعا وهو يبدأ باسم الله _ بسم الله يا دكاتره ...بالهنا والشفا .... وضع رعد وآسر طبق المحشي في وقت واحد أمام يوسف ....حتى نظر كلا من رعد وآسر لبعضهما وفهما مكر يوسف عليهما فضيقا أعينهما في غيظ منه ..... بينما ضم يوسف الطبقين أمامه في ابتسامة واسعة ورماهمها بغمزة ..... تمتم آسر ورعد وكتما بعض الكلمات العصبية ..... تفاجئ جاسر بيد نعناعة التي تضع أمامه مزيدا من الطعام من حين لآخر ببسمة واسعة .....حتى نظر جاسر له بغيظ وقال _ كفاية !! قال نعناعة بضحكة بلهاء _ لازم تتغذى يا دكتور .... أنت نورت الدنيا والله .... كتم جاسر غيظه من هذا الصبي المزعج وتابع طعامه الذي تلذذ به حقا ...... قال الصبي نعناعة بحماس _ على ما تخلصوا هكون جبت شنط الدكاترة اللي في الخيمة ....فوريرة وهتلاقوني جاي ..... قال أبيه العمدة بأمر _ لأ استنى .....بعد لما يخلصوا عشان تشيل الأكل وتدخله المطبخ......وتبعتلنا الشاي .... وافق الصبي في ترحاب شديد بالضيوف ..... قالت سما بسيمات الإرهاق على وجهها وهي تستند على رخامة المطبخ _ طب كده هيكون فاضل بس المواعين تتغسل .....هروح استريح في اوضتنا ....مابقتش قادرة أقف ... قالت جميلة وهي ترتشف كوب من شاي بالنعناع _ روحي ارتاحي أنت يا سمكة ....هخلص انا المواعين أنا وحميدة ورضوى...... هزت سما رأسها وتوجهت لغرفتهم بداخل المنزل .....قالت حميدة بصوت خاڤت وضيق لأجل شقيقتها _ البت سمكة مابقتش بتهزر زي الأول ..... أنا زعلانة عشانها أوي .... قالت رضوى بغيظ _ منه لله اللي كان السبب ..... واحد مايستاهلش تعريفة كرهها في عيشتها وطفش ! تنهدت جميلة پألم وقالت _ غلبانة سمكة ....كانت راضية بيه رغم انها مكنتش بتحبه ولا كانت عايزاه في الاول .....احنا اللي اقنعناها وفضل خاطبها اربع شهور ......اربع شهور مقالهاش كلمة حلوة !! على طول كلامه دبش ....وشايفها وحشة ومسترجلة ! اومال حفي على ما وافقت عليه ليه ! أجابت حميدة عليها _ بس سمكة برضو غلطانة يا جميلة ....هي جافة أوي بصراحة ....ماهي ممكن توصل اللي في دماغها بشكل هادي من غير مشاكل ...هي عصبية وهو عينه زايغة وطلع مش سهل .... وضعت رضوى يديها على خصرها بإعتراض _ يعني تتسهوك عشان تعجب يعني !! مايغور في داهية ....بكرة يجي سيد سيده !! نفت حميدة الأمر وأوضحت _ مش بتكلم عن الواد ده ...بتكلم عموما يا رضوى .....سمكة عصبية في كل حاجة والدنيا مش بتتاخد كده ..... لما تتجوز هتفضل كده برضو وهتتعامل كده ودي المشكلة الحقيقية ..... في غرفة الفتيات ..... التي تضم سريرين وخزانة ملابس كبيرة تحتوي على ملابسهما الأربعة ......وأريكة جانبية خلفها نافذة خشبية باللون الأخضر الباهت بعض الشيء ...... أغلقت سما الباب جيدا خلفها ثم توجهت للأريكة ....فتحت نصف النافذة ونظرت للسماء الغائمة وهي تدمع وتتذكر كلمات الطبيب الشاب .....مع ذكريات مؤلمة مرت بها ... وتقول دموعها الكثير ..... لست قبيحة .....لست كما تراني أعينكم .....انظروا إلى قلبي ...إلى روحي ....أنظروا إلي بعين الأنصاف .... انظروا إلي وأنا اطعم طير ضعيف يبحث عن الطعام بجوع ..... أو وأنا احمل صغير وابتسم له ..... أنظروا لما أصنعه بيدي ....وليس لما بيدي فيه أي صنع !! لست مثل أحد للمقارنة بالأخريات ... أنا أحب تلك الملامح بوجهي.... لما اجبرتوني على كرهها لأنها لا تروق لكم! أنتم تنظرون لما ترونه ...ولكن لا ترون دموعي بالخفاء ليلا على كلماتكم الچارحة .....لا ترون أنشقاق قلبي عند تذكرها ....ولا ترون صڤعات الألم مع تردد صداها وتأثيرها بروحي ..... أعينكم ليست مبصرة ...وقلوبكم دون بصيرة لرؤية الجمال الكامن بالقلب والروح ..... أي جمال يمتلكه انسان يؤذي مشاعر غيره بمنتهى الثبات دون رفة ندم ! وعن أي قبح تتحدثون عنه بفتاة لا تريد من الحياة أكثر من أن تغفو عند المساء دون دموع ! أنتم بشړ ....والبشر ليس ملائكة ....إذن علي تحمل ما اقابله منكم...أسفا على قلبي ....وعلى قوة احتمالي ..... وعلى حياة لابد أن اتحملكم فيها وليس بيدي شيء سوى أن أهرب لغرفتي وأبك في عزلتي ..... في شموخ صمتي ... هذا رد فعل متأخر .....يسبقه رد سريع ببسمة تخفي دموعي حتى أنفرد بنفسي .....بمساء أبك فيه وحدي ....مثلما أفعل الآن تماما... انتفضت سما من البكاء وهي تسقط رأسها على حافة الأريكة وټدفن دموعها بجفاف قماشها المقلم ...... ورغم أن العين تدمع ....والقلب منكسر ... لكن هناك يقين بأن السعادة آتية بالأماني .... القلب له أعين ....تسهر وتنام ...تغفو بالأحلام ...وتستيقظ مهلة وأحيانا فزعة
.... بينما هناك قلوب عينيها گعيون التماثيل الثابته .... ساهدة صباحها ومسائها .....تنتظر مساء الفرحة بيوم .... كانت في طريقها إلى المشفى ....وقد دخل الليل بعاصفة من البرد الشديد ..... كانت قد ابتاعت بعض الملابس بنهار اليوم لها ولأبنتها ...ببعض المال الذي تبقى معها ... أضفى الرداء الطويل الكحلي من قماش القطيفة نعومة في طلتها .... ولابد أن تعترف أن لهفتها يشوبها لهفة لرؤياه ...رغم أيضا بعض القوة التي لا تريد أن تراه ....فسيبدو الأمر بعدما حدث کاړثة ! کاړثة ليس بمعناها المعروف... کاړثة مشاعر !! ربما هذا نوع من الكوارث يدحض أخطر القرارات .... أن نحب كثيرا ....ونضحي أكثر ...ونبتعد ونفارق لإبعاد الخطړ عن قلوبهم ....وتأتي تلك الکاړثة الحسية وتخبرنا أننا نريد البقاء ويحدث ما يحدث ... ويتنحى الكبرياء لبعض الوقت .... شيء شديد الخطۏرة بالأخص في هذا الوقت .... التي تبعده لتسعده .... أو لتقنع نفسها بذلك ..... مرت السيارة الأجرة بالطريق ووصلت أمام المشفى في سرعة لم تشعر بها ليلى ..... همست ليلى لأبنتها التي صمتت طيلة الطريق فقط لأنها تعتقد أنها عائدة لبطل حكايات قبل النوم ..... لأبيها التي قررت ببراءة أنه أصبح أبيها ! وقالت للصغيرة _ أوعي تعملي أي صوت .....وإلا هيزعقولي أنا ...ماشي يا حبيبتي اومأت الصغيرة برأسها في موافقة عاجلة .....للأسراع فقط والدخول .....وقفت السيارة الأجرة بقرب المشفى ....نظرت ليلى من النافذة الزجاجية لتتعجب !! ليس هناك حراسة على باب المشفى ! أين هم إذن ! مصادفة أم غير ذلك !
تم نسخ الرابط