قلبي وعيناك

موقع أيام نيوز

قطعة كبيرة من الحلوى بفمه _حاسس أني متفائل ... اغتاظ جاسر منه أكتر وقال في حيرة _ طب والمكان اللي احنا فيه هعرف اسمع منه الماتشات وفيه نت وكده ولا هتنيل اسمع الماتش فين ! اقترح يوسف ببساطة _ اسمعه في الراديو .....تخيل أن الزمالك جاب جون .....ده العادي يعني أنك تتخيل !! فهم جاسر قصده فضم شفتيه بغيظ وخطڤ منه طبق الحلوى بنظرة اڼتقامية ....أشار يوسف له بتوجس وقال _ بهزر معاك .....بهزر معاك .... يابني ده قلبي أبيض مش أحمر من وأنا صغنن !! هم جاسر بالأنقضاض عليه حتى ركض يوسف مبتعدا عنه ......حتى اصطدم وهو يركض بمن يجلس على مقعد بالحديقة ويدون بعض الكلمات في مدونته الورقية ...... هتف آسر وهو ينهض بعصبية ويهتف _ بتجري كده ليه يا بني ! قال يوسف پخوف _ جاسر بيجري ورايا ....هيضربنا كلنا صدقني .....هيحبسنا في الچيم تاني .... تحدث آسر بعصبية وقال باعتراض _ هو كل ما يزهق يجي يلطش فينا ! أجري أنت أما أشوف أخرتها ايه معاه .... انتبها لجاسر وهو يأتي من بعيد فقال آسر بتراجع _ شكله هيفرمنا للأسف..... أجري يا يوسف .... ركض يوسف ومعه آسر حتى ركض خلفهما جاسر ....وبعد لحظات كان القاهم الثلاث بحمام السباحة وهو يضحك بشدة _ شكلكم أهبل أوي ......قولت مليون مرة محدش يستفزني ! أشار رعد له بتحذير وهو بعمق المياه ببدلته السوداء الأنيقة التي أصبحت جزء لا يتجزأ من عمق المياه _ ما تفتكرش أننا خايفين منك !! أنت بس عشان الكبير فينا مش بنرضى نكلمك .....ماتخلنيش استخدم الغباوة .... قال جاسر وهو يتحسس أذنه قائلا _ تستخدم إيه قول وسمعني تاني .... أشار له يوسف ليقترب وقال _ هقولك أنا ....تعالى كده.... اقترب جاسر من المسبح فتمسك الثلاث شباب بقدمه وأوقعوه بالمياه ضاحكين بأصوات عالية ....القى جاسر بغيظ المياه عليهم وقال _ الماية ساقعة يا أغبية !! سبح يوسف بظهره على المياه وهو يجدف بقدميه في ابتسامة _ السباحة في الساقعة خير....زي الحلم كده يا جسورتي .... ضحك جاسر رغما عنه وبدأ الرباعي يقذفون المياه على بعضهم البعض في مرح ...... نظر الجد رشدي من غرفته لهم في ابتسامة محبة ..... فقد أكتفى بحضور عقد القران والمباركة ثم صعد لغرفته سريعا....طالما أن يشعر بعد سعادة ابنه ....لم يستطع المكوث طويلا ويشاهده بهذا الحزن الذي يخفيه ....... ذهب المدعوون وأنتهى الحفل ...... انهمر المطر قبيل الساعة الأخيرة من ثلث الليل الأخير.....ورغم ذلك خرج وجيه لشرفته وهو يرتدي روب نومه الثقيل .....انقضت الساعات الأخيرة الماضية رغما عن ارادته بالرفض لكل شيء....ولكن كان قد تعهد بأن يقيم حياته من جديد ...مع امرأة على الأقل يعرف أنها تحبه .... وأرضى رغباته كرجل مع رفض قلبه لما يحدث كليا...... نظر أمامه بشرود....وبثبات ...للاشيء...ويفكر للبعيد....للمشفى وما يسكنها .....تفاجئ بيد ناعمة تحاوط كتفيه وطل وجه جيهان بابتسامة رقيقة بها بعض المكر وبرداء الثقيل ورغم ذلك فاتن ومثير...همست برقة له _ خارج الڤراندا في البرد ده ليه ! أخذ نظرة سريعة لها ثم نظر أمامه مرة أخرى وقال _ متعود أصحى في الوقت ده ....ارجعي نامي تاني يا چيهان ... هزت چيهان رأسها بأعتراض ونظرة رافقها ابتسامة مرحة _ لأ..... هقعد معاك ...في أي زقت ...وفي أي مكان...معنديش أعتراض خالص على أي شيء متعود عليه .... ابتسم بشيء من السخرية وقال _ مكنتيش كده زمان !! اجابت بنظرة قوية وكأنها تؤكد ما ستقوله _ وتفتكر عشر سنين مش كفاية أني اعقل وأفكر بشكل أنضج ! وكأنها تعاتبه بهذا الأجابة أو توجه اجابتها بسؤال له ...فقال شاردا بلمحة مؤلمة بعينيه _ أحيانا مش بيكونوا كفاية..... بس الذكي اللي يقدر يلحق نفسه قبل ما يضيع السنين دي كلها من عمره .... لم تفهم ما يقصده فتساءلت بقلق _ تقصد إيه ! نظر لها بمكر يعرف أنه سيرضيها فقابلت نظرته بابتسامة خجولة ... أنتشر الخبر بالمشفى بهذا المساء ..... كان الجميع يتهامسون ومن ضمن الهمسات علمت بأمر الزواج .....ومن بعض الهمسات كان البعض يؤكد أن هذا أمر متوقع منذ سنوات .....بل تم تأليف مواقف غرامية كاذبة للثنائي وجيه وجيهان حتى يستعرضوا فقط حصرية الأخبار لديهم ويتميزون عن غيرهم .... وكل هذا ولا أحد يعلم ...أو يدري ...بالذي ينشق قلبها كل لحظة .... والذي ظرفت المدوع حتى ما باتت عينيها تحمل المزيد.....أتت ساعة راحتها من العمل ....وذهبت للغرفة التي ترقد فيها صغيرتها .... وجدت الصغيرة جالسة على الفراش وتبدو سعيدة لشيء....اقتربت ليلى منها وقالت وهي تجاهد ليبدو صوتها طبيعي وتنقيه من الدموع _ بحب أشوفك بتضحكي ... اتسعت ابتسامة الصغيرة ووضعت رأسها على صدر أمها وهي تقول بفرحة _ حلمت بالشاطر وجيه ....بيحضنا احنا الاتنين كده .... لفت ريميه ذراعيه الصغيرة حول كتف امها فلم تستطع ان تحتويها ....ولكنها استطاعت أن تعبر عما رأته بحلمها ......أغمضت ليلى عينيها في دمعة سقطت رغما وقالت لتثنيها عن الحديث والمتابعة بهذا الأمر _ هروح اجيبلك أكل ...تاكلي قبل ما تنامي .... ابتعدت خطوتين فقالت الصغيرة وهي تنظر أمامها في مشهد وحيد لا ترى غيره...وهو لوحة مظلمة تلونها بأحساسها ومشاعرها ...بالأفراح والأحزان....مشهد حسب الشعور ! قالت برقة وببراءة _ ماما....أنت قولتيلي لما نحلم بحاجة وعايزينها تتحقق ...نسجد ونقول يارب ....... قالت ليلى وهي تمسح عينيها _ آه
... سجدت الصغيرة على الفراش وقالت ببراءة _ يارب ...يارب ....الشاطر وجيه يفضل معانا على طول يارب ......يارب ارتعشت ليلى من دعوة ابنتها ...واقتربت لها حتى اعتدلت الصغيرة من جديد ...ضمتها ليلى وهي تبك بقوة ولم تستطع تفسير بكائها بأي كلمة ! ......سوى أنها تردد على دعوة صغيرتها التي لم تجرأ على التفوه بها ....ولكن الله استمع لأنين قلبها ....ودموعها .....وما كانت تخشى قوله والقلب صړخ به ..... وفي الصباح .....ودع وجيه وزوجته جيهان والجد رشدي الشباب الأربعة وهم يحملون حقائبهم للسيارة التابعة للقافلة ...... قالت جيهان وهى ترى الشباب يبتعدون أمامها _ أظن أنت النهاردة عندك أجازة لحد العشا ! قال وجيه ووجهه لا يعبر عن أي شيء _ لأ ....في شغل كتير مستنيني مش هقدر أأجله .....دلوقتي من بليل مش هتفرق كتير.... قالت دون أعتراض _ خلاص هاجي معاك .....باي يا بابا أشارت لوالد وجيه الذي هز رأسه بابتسامة بسيطة ...... ثم اختفت ابتسامته وهو يراقب ابنه وجيهالذي يبتعد الى سيارته وكأنه يريد الهرب من الجميع ...! وبالمشفى ...... كان استقبال الجميع لوجيه بعد معرفتهم بالزفاف حافلا....فقرروا أن يحتفلوا بالفعل وااوا بحلوى كبيرة وارغموا وجيه أن يقطعها لقطع ويده بيد زوجته چيهان ...... تم ذلك بالفعل حتى أتت منى قائلة له بمباركة ونظرة عميقة _ الف مبروك يا دكتور ....على فكرة رميه سألت عنك
تم نسخ الرابط