قلبي وعيناك
المحتويات
جعله لا يرد التحدث مع مخلوق ! احتمالات كثيرة ولا بد أن تتحلى بالهدوء أكثر من ذلك ..... دلفت احدى الممرضات لمكتبها وقالت وهي تقف امامها بصوت خاڤت كأنها تخبرها سرا _ مدام جيهان .... العناية اتحط قدامها حرس ! وكمان سمعت دكتور وجيه بيكلم مع دكتور العناية وشكل الموضوع كبير !! .....صعب أنك تعرفي تخرجي المړيض ده بالذات في الوقت الحالي ! .... نهضت جيهان من مقعدها بعصبية وهي تزفر پغضب _ لازم المړيض ده يمشي من هنا قي خلال يومين ....معرفش بس زم ده يحصل بأي طريقة وبأي تمن ..... فكرت الممرضة قليلا ثم قالت بمكر _ بأي تمن ! ......لو كده فالتمن هيبقى كبير ....يعني ١٠الاف جنيه كده .....تمام سخرت جيهان بداخلها من الثمن وقالت لها بتأكيد _ هدفعهم ....بس لما أتأكد أنه خرج ......واكيد مش هخلي بكلامي ..... هزت الممرضة رأسها وقالت بنظرة خبيثة _ يبقى في أقل من يومين هيخرج ......استني مني خبر قريب ..... غادرت الممرضة سريعا ويبدو أن المال أغراها لفعل أي شيء .....تنهدت جيهان بعمق وهم ثقيل على قلبها وقالت پألم _ آخر شيء كنت متوقعة أعمله .....بس مش قدامي حل تاني .... جلست على مكتبها وشردت قليلا حتى ادمعت عينيها وقالت _ أنا مش عايزة أبقى وحشة .... ولا عايزاه يكرهني ....بس أنا محتجاله جانبي ومش هقدر ابعد ......أنا مصدقت أنام وانا مطمنة أن محدش هيغدر بيا ولا يخدعني ! ...... انتبهت وهي تبك بصمت لصوت هاتفها ....رفعت الهاتف فوجدته رقم أرضي خاص بالفندق الذي تقيم فيه ليلى ....اجابت وهي تحمل كراهية شديدة لتلك المخلوقة _ عايزة ايه ! تعجبت ليلى من نبرتها الغاضبة فقالت بقلق _ يعني ايه عايزة ايه ! عايزة ابويا ....مش ده اتفاقنا ! مش المفروض كنت تتصلي بيا وتعرفيني أبويا هيتنقل أمتى وفين! جاهدت جيهان كي تجيب بهدوء وثبات فقالت _ النهاردة أو بكرة بالكتير .....وأول ما يتنقل هبعتلك على طول .... شعرت ليلى بشيء تخفيه جيهان فقالت مستفسرة _ حاسة أن في حاجة عندك ! ياريت تعرفيني اللي بيحصل لأني في جميع الأحوال هعرف الحقيقة ..... قالت جيهان بتنهيدة عميقة وما كانت تريد أن تخبرها بذلك _ وجيه حط حراسة على قسم العناية ....يعني صعب انقله دلوقتي ....ياريت تصبري شوية ..... صدمت ليلى من ردة فعله الغاضبة لهذا الحد ....وللصدق تعترف أن بداخلها شيء أضاء أيضا ..! تعلثمت في القول فقالت جيهان بتصريح _ ليلى .....أنا بحب جوزي ومش مستعدة أسيبه ....خليك فاكرة أن أي تراجع منك ده ظلم ليا ومش هسامحك عليه .....ارجوك ماتخربيش بيتي ..... وضح بنبرة جيهان الحزن والرجاء ....! حقا اشفقت عليها ليلى كثيرا ولكنها بحق تريد ان تبتعد لتحميه ....قرار الفراق الآن أكثر قرار صائب تفعله لحمايته ..... ولأنها تدرك أن جيهان محقة فيما تقوله ..... قالت بتأكيد _ أنا عايزاه يبعد .....مش لأني مش بحبه .....بالعكس ....لأني بحبه لازم يبعد عني .....طريقي كله شوك .... قالت جيهان وحاولت أن تصدقها _ يبقى على اتفاقنا ...اكيد وجيه مش هيأذي والدك ابدا ولكن هو مستني تظهري لأنك اكيد مش هتسيبي ابوكي في المستشفى ....! قالت ليلى بقلب ملتاع _ أبويا وحشني ونفسي اطمن عليه ..... أجابت عليها جيهان بصدق _ لو عرفت اخليك تشوفيه من غير ما الحرس ياخدوا بالهم هعمل كده اكيد....امر مؤقت لحد ما نقدر نخرجه ....هتصل بيك بعد شوية وأقولك ينفع ولا لأ ..... عاد يوسف لمقر الوحدة فوجد الفوضى تعم المكان وبعض العاملين يحاولون إعادة ترتيب الفوضى ....بينما جاسر يجلس على مقعد خشبي ويضمد جراح معصمه الناتجة عن الركض والتخبط بالجدران والحوائط ...... قال جاسر بعصبية _ الله يخربيت دي جاموسة .....! ولا كأن كنت واعدها وغدرت بيها ! ضحك يوسف وهو يقترب إليه وقال بسخؤية _ مش كنت بتدعي نختفي من قدامك وتيجي حاجة تخفينا ! اهي دعوتك اتحققت في لحظة والخيمة اتهدت على دماغكم ...يا واكل فطير الغلبان ... أشار له جاسر بتحذير أن يصمت _ أنا مش ناقصك !! سيبني في اللي أنا فيه ....أنا بقيت ملطشة اصلا حتى للحيوانات ! ... قال يوسف بضحكة _ بطة توقعك في الترعة وجاموسة تعضك ! ...... أنت ناقص عليك شوية حمير يجروا وراك ويبقى كده فل الفل .... قال جاسر وهو ينظر ليديه المليئة بالخدوش والچروح _ هروح العزومة كده أزاي ! .....اكيد البلد كلها عرفت أن الجاموسة كانت بتجري ورايا وعملت فيا كده .... أتى رعد من خلف يوسف ونظر لجاسر وانخرط في ضحكات عالية قائلا _ حتى الجاموسة بتجري وراك يا دنجوان ! بس أنا خلعت منها ومعرفتش مكاني ......جاموسة خبيثة أوي ! سأل يوسف وهو ينظر حوله باحثا _ هو آسر فين ! أشار جاسر لمكان الخيمة _ أهو متلقح بيرتب الخيمة من تاني .... سيبتوني كلكم وجريتوا ....اصبروا عليا ...مش هخلي فيكم حتة سليمة بس اقوملكم بس .... قال يوسف بتساؤل مرة أخرى _ هي الجاموسة فين ! ..... نهض جاسر من مقعده وقال بصياح غاضب _ متجيبش سيرتها قدامي ! ...... ركض اليهم الصبي نعناعة وقال فرحا _ سكرة ولدت ...سكرة ولدت ......يحيا العدل ..... قال جاسر
متابعة القراءة