قلبي وعيناك

موقع أيام نيوز

أني محتاجة الشغل كنت مشيت من هنا من تاني يوم....ما ترديش عليها وخلصي شغلك من سكات وابعدي عنها وهي مش هتكلمك ..... تساءلت ليلى بحيرة _ هي بتكلمني كده ليه ! زي ما أكون عملت حاجة غلط ! أنا أول مرة أشوفها حتى !! أجابت بثينة بسخرية _ هي مش بتحب الصغيرين يشتغلوا معاها .... غيرة حريم هتعملي ايه ! مع أن الحاجة أمينة في الدور اللي تحت اكبر منها وزي السكر ....الكل بيحبها هنا مۏت ...ياريتنا كنا شغالين معاها بس الشغل هنا مش بالمزاج للأسف ..... اضافت بثينة وهي تربت على يد ليلى برفق _ هسيبك دلوقتي ...غيري بسرعة وحصلينا ..... بأحد المطاعم ....... ارجع يوسف ظهره للمقعد وهو يربت على بطنه بابتسامة راضية ...وقال _ اتعشيت تمام...محتاجين بقى نهضم بالماتش .... ضحك الأطفال ببراءة وهم يلتهمون الطعام بشهية بينما ابتسمت له بوسي وقالت بصدق _ أنا مبسوطة جدا أني معاكم..... ياريت كان عندي أخوات زيكم ... همس لها جاسر بنظرة ماكرة وقال _ وأنا برضو من ضمن الأخوات ! ضحكت بوسي ضحكة عالية ثم نهض رعد قائلا بحماس _ يلا بقى عشان نلعب ماتش تمام .... أشار جاسر للنادل ليأتي بحساب الطعام .... وانتهى من المحاسبة بوضع كل ما في جيبه من نقود بهذه الوجبة ! ثم خرجوا أمام المطعم ونظر جاسر حوله جيدا ودقق النظر......وجد أحد الشوارع الجانبية البعيدة عن مرور السيارات فأشار لهم قائلا _ هاتوا الكورة اللي أشتريناها وتعالوا ورايا يا رجالة ..... بس الجو ما يطمنش شكلها هتمطر ! قال رعد بنظرة واثقة _ حلو الجري في البرد ده ...طاقة ... أخرج آسر الكورة الذي ابتاعها قبل دخولهم للمطعم وهم خلفهم راكضا.......استندت بوسي بظهرها على أحد السيارات وشاهدت بدء تحركاتهم ....تحت مصباح خاص بالطرقات...وضحكات الأطفال الصاخبة الخالية من الزيف والنفاق.... والمشهد الخالي من المجاملات وتزيين الرفاهية .... كان المشهد رائعا.....رائعا ببساطته ....بمجمل الأشخاص فيه .....تفاجئت أنها ابتسمت لمدة عشرة دقائق كاملة بمنتهى الصدق !! لن تكن الابتسامة صافية تماما وسط زحام النفاق ! ضړبت يديها ببعضهما في ضحكة وحماس وهي تشجع أحد الضصغار الذي سرق الكرة من قدم جاسر ومررها إلى يوسف بهتاف وضحكة ..... كانت الضحكة معدية وتسللت لأفواه الجميع ......حتى استطاع يوسف أحراز الهدف الأول ورفع يديه مصيحا والتف حوله الأطفال بضحكات مرتفعة صاخبة ...... عدة دقائق بسيطة جدا....كانت كفيلة أن تنبذ رفاق النفاق التي كانت تعرفهم من قبل....دقائق بسيطة كانت گ الممحاة التي تزيل الشوائب من رؤيتها ...لترى أن جمال الحياة يكن بمنتهى البساطة ....ولا تكن البساطة إلا مع الصدق .. دلفت سما بمنزل خالها العمدة بالقرية الريفية وبيدها كوب شاي دافئ.....سومت جميلة بنظرة ضيقة متعجبة ....بينما كانت جميلة تجلس على فراشها شاردة وتحمل ملامحها وعينيها هم وضيق شديد......جلست سما بجانبها وارتشفت من الكوب ببطء ....ثم قالت بضحكة _ بقى واحدة يتقدملها عريس حليوة وتبقى مهمومة كده يا فقر ! ده أبن المرتشح للعمودية جديد يابت !! نظرت جميلة لها بنظرة جانبية وقالت بحدة _ ده فلتان وعينه تندب فيها رصاصة !! كفاية أنه مطلق مرتين وسمعته زي الزفت ! قالت حميدة وهي تطوي كومة من الملابس وتضعها بترتيب في الخزانة _ الغريبة أن الحج توفيق أبوه محترم وطيب ومحبوب من الكل !! مطلعش لأبوه خالص !! بس خالك قلقان منهم معرفش ليه ...وحاسة أنه قلقان يرفض ...!! تدخلت رضوى قائلة _ عشان العريس اللي اسمه نبيل ده مفتري ولسانه عايز القطع ....البت فاطمة مراته الأولانية ....بت تتحط على الچرح يطيب ....وشاطرة وبتاعت عيشة ولما اتطلقت منه بسبب طبعه الزفت بقى يتكلم عليها وخلى سيرتها على كل لسان بالظلم .....اكيد خالك مش خاېف منه بمعنى الخۏف يعني ...بس خاېف من لسانه والناس مابتصدق تمسك سيرة حد ..... تفاجئت سما واتسعت عينيها على آخرهما بدهشة...ثم قالت _ يا مصېبتي !! ده أنا بحسبه أخوه مش هو نبيل ده !! طب يبقى يتكلم نص كلمة على جميلة وأنا همسك لسانه أولع بيه فرن الحامية وأخبز عليه كمان ..... قالت حميدة بثقة _ متخافوش...خالكم مش سهل وهيعرف يتعامل معاه.... بغرفة مجاورة لغرفة الفتيات بمنزل العمدة ...عبد السميع دخل الرجل لغرفة خصثها لشقيقته التي عجزت عن الحركة منذ ۏفاة زوجها منذ سنوات ماضية ..... نظرت له وداد المتشحكة بالسواد ولاحظ الدموع بعينيها ....جلس على أريكة أمام فراشها وقال _ لحد أمتى يا وداد هتفضلي ماسكة على البكاء والحزن ده ! صحتك هتروح واللي راح مش هيرجع ! مسحت وداد عينيها وقالت پألم _ كان نفسي يفضل عايش ويجوز بناتنا ...يشوف خلفتهم ويفرح بيهم .... سابني مقهورة على فراقه ...... قال شقيقها بحزن صادق ظهر بعينيه _ كان طيب وأصيل...... كفاية أنه كان حاطك في عنيه من وقت ما خدك وبقيتي على ذمته ..... ساب الغنى والعز وكل حاجة وأشتراكي .....الله يرحمه مصطفى ..... اغمضت وداد عينيها بحزن شديد...ولكنها تماسكت بحضرة شقيقها الكبيرة وقالت _ عملت إيه في موضوع العريس اللي متقدم لجميلة بنتي يا حج ....أنا معتمدة عليك في الموضوع ده ...ماليش غيرك بعد ربنا يا كبيرنا وسندي ... رقت نظرة الل لشقيقته وقال ليطمئنها _ مټخافيش يا وداد....والله مافي بنت من بناتك داخلة بيت راجل إلا لما يكون راجل بجد وعليه القيمة ..... دول بناتي برضه.... طب والله لو أبني كبير شوية لكنت جوزته لجميلة ولا
لواحدة فيهم بس للأسف صغير عنهم الأربعة.....والموضوع ده هحله بس بالعقل عشان الواد نبيل ده قليل الرباية ومحدش عارف يحكمه ومش عايزه يطلع يتكلم علينا ..... ربك هيحلها يا وداد توكلي على الله .... رفعت وداد يديها بالدعاء وبقلب صادق رفعت دعواتها لرب العالمين أن يحفظ بناتها من كل سوء...... أخذت ليلى وقت كبير في ارتداء المقاس الآخر من زي المشفى....حتى تتقبله ...ولكنها لم تتقبل أن ترتدي هذا الرداء الذي يناسب فتاة أخرى معها ....!! حاولت التحرك به ولكن البنطال كان مقاسه أكبر من مقاس خصرها برقم كبير ....بل وكادت أن تتعثر به أيضا أثناء السير !! نفخت بعصبية وقررت أرتداء الزي الأول وانتهت بعد دقائق قليلة وخرجت من الغرفة أخيرا ...... تعمدت عنايات أن تتركها ولا تنذرها بالخروج كي يتثنى لها التعنيف لتأخرها بالوقت تجد مبرر كاف للڠضب ...! تفاجئت ليلى بالذي تقف وتلف يديها حولها بنظرة ضيقة غاضبة ....وهتفت عنايات فور خروج ليلى من الغرفة وهي تتفحصها _ من أولها كده تأخير وقرف !! وبعدين مش ده المقاس اللي اديتهولك !! تجنبت ليلى نصف الجملة الأولى نظرا لسن هذه المرأة الكبير .....وقالت _ قيسته ومعرفتش اتحرك بيه خالص !! وبعدين اللي أنا لبساه مناسب جدا عليا ومش ضيق خالص !! وهذا ما رأته عنايات أيضا ولكن خالفت
تم نسخ الرابط