قلبي وعيناك

موقع أيام نيوز

في عصبيتها فلها كل الحق في ذلك ..... لتقل الأخرى بحدة _ لو سمحتي .... اللي شوفته ده ما يتكررش تاني .......... قالت ليلى بهدوء وشعور يصفعها بتأنيب ضمير _ أنا أسفة .....بس أنا ..... قاطعتها جيهان في ڠضب _ أنا مش مستنية مبررات ! ..... أنا مش هسمح لحد يسرق مني جوزي ...لو ده اتكرر تاني هطردك من هنا ..... أنت فاهمة ! رمتها جيهان بنظرة محتقرة شرسة .... كأن تلك المخلوقة التي حدثتها قبلا تبدلت كليا الآن ! ومع ذلك أعترفت ليلى أن جيهان محقة في ڠضبها ....لو كانت بموقفها لفعلت ما فعلت دون تروي... ويشتعل بقلبها النيران ..... قالت ليلى بثبات _ أنا لسه عند كلامي ..... لما أبويا يقوم بالسلامة هبعد عن هنا ..... لو في نيتي أتقرب لدكتور وجيه كان في إيدي حاجات كتير اعملها في الساعات اللي فاتت ....واعتقد أن لسه في إيدي برضو ..... ومع ذلك ماينفعش حتى أفكر اقرب أو افكر في حد ...... جزت جيهان على أسنانها بغيظ وكره ....من تلك التي تتحداها بهذا الشكل !! الأمر ليس عراك على رجل ! المرأة تأخذ اهتمام زوجها أو حبيبها بامرأة أخرى هو اعتراف صريح أنها ليست أنثى تلفت نظر أي رجل .... ضيقت جيهان عينيها وهي تجيب _ أنا حذرتك .... ولو عايزة فعلا تثبتي حسن نيتك ...عندي اقتراح يرضي جميع الاطراف ...... والدك هيتنقل مستشفى تانية ...تكاليف علاجه كلها على حسابي ...ده غير أني اقدر أشغلك في شركة كبيرة بتاعت حد من معارفي .... ولو معندكيش مكان تسكني فيه الشركة هتتكلف بالأمر وده عرض حصري جدا مش لأي حد ....أظن لو رفضتي تبقي بتأكدي ظنوني ! تاهت ليلى في حيرة كبيرة ....ليس لشيء سوى أنها تريد بالفعل أن تبعد عنه الخطړ...أن بقيت هنا سيظل الماضي يتردد أمام عينيها حتى لم تستطع ألا تخبره بكل شيء .....وماذا بعد الأعتراف كثيرا من الحب ....كثيرا من الأمال والحلام التي ستتحقق امام عينيها ....وكثيرا من الخطړ والخۏف بكل لحظة ستمر !! وربما تضع بطريق النهاية لحياته غدرا ... قالت جيهان بمكر وهي ترها تفكر _ هسيبك تفكري يا ليلى براحتك ....بس صدقيني أنا مش هسيب حد يبعدني عنه ...ومصلحتك أنك ماتتحدانيش ..... وبأكدلك تاني ...أنا مش وحشة أو شريرة ...انا بحافظ على بيتي وأظن من حقي !! ....وأنت اللي بتحاولي تخربي البيت ده ....لو ده حصل عمري ما هسامحك ..... التمعت عين جيهان بدمعة كتمتها ثم تركتها وغادرت ......فأمتلأت عين ليلى بالألم ....يكفي ما تعانيه ... سيكن الأمر شاق أن انعكس شعورها بالظلم إلى ظالمة ...! وبالطريق إلى القرية الريفية ..... اسرعت الحافلة التي تحمل الفريق الطبي في الطريق ..... جلس جاسر بجانب النافذة وشرد قليلا ..... رمقه آسر بنظرة سريعة وهو جالس بجانبه وتساءل _ سرحان كده ليه يا جاسر ....أنت لسه مضايق من حكاية القافلة برضو ! ....يا عم هنتعود وبصراحة جو الريف أصلا يجنن ...هينسيك زعلك وممكن جدا تغير رأيك كمان ..... نفى جاسر الأمر وفسر سبب ضيقه _ مش موضوع قافلة ولا ده سبب كافي يضايقني اساسا..... عمي مش مبسوط بجوازته يا آسر ! ....من امبارح وأنا بسأل نفسي هو ليه رجع لطليقته طالما اصلا مش بيحبها !! ..... أنا بضايق لما بشوفه كده .... تنهد آسر وقال موافقا رأيه _ عندك حق ...أنا فعلا حسيت بكده بس مش في إيدينا حاجة ....أتمنى أني أشوفه فرحان بجد من قلبه قريب .... بس أنا مقتنع تماما أن السعادة الحقيقية هي اللي بنصنعها لنفسنا ....مش بظهور حد في حياتنا ! رفض جاسر الأمر وقال ببعض الشرود _ لأ...أنا مقتنع أن الانسان مش بيفرح بجد غير لما يلاقي نصه التاني اللي بيكمله .... أحنا محتاجين نحب ونتحب ....محتاجين حد جنبنا يبقى عنده استعداد يكون السند لو وقعنا .... شرد آسر في قصة حبه أيام الجامعة...قصة تتكرر كثيرا بين الطلاب .... شاب خجول يحب فتاة ويحاول الأقتراب منها بحذر ...ولكنها أخيرا تختار بسعادة من ينشر نظرات الأعجاب لجميع الفتيات حوله .... كأن قلبه للجميع ! قال بغصة حاړقة مرت بحلقه _ الحب !! ..... مش دايما نظرتنا بتبقى صادقة في بعض الناس .... اسوأ شيء لما نختار غلط ...ونحاول نقنع نفسنا أنه صح ...!! نظر له جاسر ولمح نظرة عينيه الحزينة وقال _ أنت لسه فاكرها ! رد آسر بصدق _ مش فاكرها هي تحديدا .....بس بيبقى شيء صعب أنك تتعاقب عشان كنت محترم وبتحب بصدق ! عشان حبيت ومالفتش وعملت حوارات ! عشان كنت عايز أحبها براحتي بس بالحلال ! قال جاسر بتأكيد _ اللي تكره الحلال ....تستحق الحړام ! يعني هي معجبهاش أنك محترم ! ....بس كسبت إيه من ابو عين زايغة ....ما هي اتطلقت يا آسر !! غير آسر دفة الحديث وقال _ أنت جبت السيرة ....بما أنك شايف أن ابو عين زايغة نهايته سودة كده ....ليه بتعرف بنات كتيرة كده ! ده غلط ! أجاب جاسر موافقا _ بصراحة عارف أنه غلط ....صدقني حاولت أبقى ملتزم بس مش بعرف ! ....أنا علاقتي بيهم مجرد خروجات بسيطة مش اللي في دماغك والله بس بقيت بحس أن البنات كلها بنت واحدة !! ....بنت شايفة واحد حلو وأمور وغني ...بتجري وراه وشيفاه كنز علي بابا اللي
هيحققلها أحلامها !! شرد جاسر بابتسامة وقال _ تعرف أنا نفسي بجد الاقي بنت أبقى متأكد أني لو فقدت كل شيء هتفضل تحبني بنفس الدرجة.....ابص في وشها ارتاح كده وأحس أني مش عايز حاجة تاني من الدنيا !! في ظل حديثه وقع على كتف جاسر قطعة من الخيار المخلل فقطبت ملامحه ونظر للأعلى فوجد يوسف يستند على رأس المقعدين ويبدو أنه كان بستمع للحوار بأنسجام وهو يأكل من ساندوتش الفول أشار لهم يوسف وقال وهو يحرك فمه بالطعام _ كملوا ....كملوا ...انتوا مسليين جدا ... أشار له جاسر بقبضته بټهديد وقال وشيء من المرح يمر بعينيه _ هتقعد ولا ! جلس يوسف على مقعده ثانية دون نقاش..... في القرية الريفية..... وسط الحقول والمراعي ...يوجد فرن لطهي الخبز مصنوع من الطين الأسود مخلوط ب قشرة نبات القمح التبن .... يتوسطه لوح من معدن الحديد يوقد أسفل اللوح الأخشاب وقش الأرز والروث الجاف للماشية ... غذت سما الفرن بفروع الأشجار الخشبية فتعالت السنة الدخان منه ....قالت وهي جالسة أمامه على قالب من الطوب الأبيض يديها تفرد عجين الفطير على صينية فضية واسعة _ الحمد لله أن الجو رايق النهاردة من الشتا وعرفنا نقعد قدام الفرن يابت يا حميدة ... رققت حميدة بين يديها خبز الفطير لتصبح دائرة واسعة وقالت وهي تبتسم بابتسامة واسعة _ والله الواد نعناعة كان نفسه في الفطير
تم نسخ الرابط