قلبي وعيناك

موقع أيام نيوز

على شفتيه ببطء ...... لم تره جميلة الا عندما وجدت رجل يأتي فجاة وكأنه أتى من المجهول ! اتسعت عينيها بذهول بالمحدق فيها بدهشة وكانه رأى شبحا !! كان اطراف شعرها الأسود ظاهرة من الحجاب الذي ارتخى تحكمه بعد السقوط من الشجرة .....ورغم بساطة المشهد ولكن أخذه ووقف ناظرا لعينيها بثبات وصمت ....ثم قال _ الريف جميل جميل جميل .... جامد انتفضت جميلة واقفة وهي تعدل ملابسها وحجابها بعصبية _ أنت مين يا بغل أنت ! اطرف عينيه عليها بدهشة ...لم يستطع أن يصدق أنها تشتمه هكذا فقال مشيرا لنفسه ليتأكد _ أنت بتشتميني أنا.... ! أخذ منها العصبية أن تدفعه بالترعة التي تمد الأرض الشرقى بالماء وتروي ظمأها .....وصاحت _ عشان تبقى تبحلق في الحريم يا قليل الرباية ....أنت مش من بلدنا ولو كنت من بلدنا كانوا قطعوا راسك يا مدفوس الراس أنت ... لم يصدق جاسر أنه يسبح بمياه الترعة الممزوجة بالثرى وهو من كان يسبح بمياه المسبح النظيفة في استمتاع ....رشها بالمياه وهو يصيح بعصبية وتوعد _ لو أنت فعلا اد كلامك استنيني لما اطلع ...وبعدين أنا مدفوس الراس ! يعني ايه مدفوس دي أصلا ! جمعت جميلة الثمار سريعا وتعجبت أن قدميها خف ۏجعها بعض الشيء..... كاد جاسر ان يخرج فألقت عليه ثمرة جوافة وقالت ضاحكة _ أغرق تاني يا مدفوس .... اسرعت من الأرض وهي تكتم ضحكتها ...ولكن تحديقه لقدميها العاړية جعلها تغضب لهذا الحد...... وقفت سما أمام الفرن وهي تنفض ملابسها ثم قالت لحميدة _ هسبقك على الدار بقى يا حميدة عايزة اتشطف واروح أشوف الواد مهند صالح نور أزاي ..... ده وقعها على السلم المعفن ! ....بس رومانسي .... المسلسل شكله عواطفي أوي ضحكت حميدة بصوت عال وقالت _ طب روحي وأنا هطفي الفرن وأجيب الفطير والحقك .... غادرت سما وتركت حميدة تطفئ نيران الفرن ثم وبعد دقائق لاحظت حميدة نقص في عدد الفطائر ....احتارت بالأمر ولكنها اعتقدت أن شقيقتها لربما أخذت واحدة لتأكلها بالمنزل حتى وقت العشاء ...... استدارت للفرن مرة أخرى وتأكدت من اطفاء نيرانه وكادت أن تستدير حتى لاحظت أن الفطائر نقصت بشكل ملحوظ .... سمت باسم الله في خوف وهي تنظر حولها ....وركزت بصرها بدقة رغم خۏفها الشديد حتى رأت يد تمتد من ثقب واسع أسفل العشة الملحق بها الفرن ... ضمت حميدة يديها بغيظ وانقضت على اليد المليئة بالشعيرات السوداء ليأتي وجه يوسف من الثقب الواسع .... نظرا لبعضهما في دقيقة صامته ....ابتسم يوسف معتذرا وقال _ بصراحة كان نفسي في فطير من زمان أوي...أسف والله .....ممكن أعرف تمنه كام شعرت حميدة بابتسامة اتت فجأة على شفتيها فأخفتها سريعا وتظاهرت بالقوة وهي تترك يده .....دلف يوسف للعشة وقال بابتسامة معتذرة _ أنا مش حرامي والله ...صدقيني..... تعجبت حميدة من مظهره الذي لا يبدو عليه أي فقر أو حرمان حتى يسرق الفطائر !! ...قالت ببعض اللوم _ شكلك غريب عن البلد ....لو كنت قولتلي كنت اديتك اللي يكفيك وزيادة ومن غير فلوس .... ولا أنت مجربتش كرم الفلاحين ! قال يوسف بابتسامة وهو يبتلع ما بفمه _ تسلم ايدك ....بصراحة الفطير يجنن .... مش هعرف أنسى طعمه بسهولة .... ابتسمت حميدة بحياء ثم انحنت وسحبت أثنين من الفطائر الكبيرة وقالت له _ بالهنا والشفا ...... ود يوسف أن يضمها حتى على هذه الهدية الثمينة بنظره ....قال بشكر وامتنان _ تسلمي....بصي يا ...... لم تجب حميدة وتخضب وجهها بالخجل فتابع يوسف غير مكترث وقال _ أنا من ضمن القافلة الطبية اللي جت...لو احتاجتي أي استشارة أنا موجود ..... قالت بتساءل وهي حقا لا تعرف أمر القافلة _ قافلة .. .....فين القافلة دي ! أجاب يوسف وهو يقطع قطعة من الفطير _ في الوحدة البيطرية ..... اتسعت عين حميدة پصدمة وتلونت عينيها بالڠضب ودفعته بعصبية .....ثم حملت صينية الفطائر وذهبت بنظرة غاضبة منفعلة منه ...... لم يفهم يوسف لما ڠضبت ولما دفعته ولما تغير هدوئها إلى الڠضب !!.......احتار ثم ابتسم وهو ينظر للفطائر بيده ! 
الفصل_الحادي_عشر ..... اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك لمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله بيديك والشړ ليس إليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك. صل على النبي 3مرات لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات ... رحيل وڠضب العاشق... تابعت ليلى عملها ....وهي تائهة بعض الشيء ....تفكر جديا باقتراح جيهان .... طالما كانت هنا سيحاوطه ويحاوطها الخطړ .... لتجد خطوات تقترب إليها ...رفعت رأسها ووجدت عنايات تقف بالقرب منها ....تنظر لها بنظرة فيها لمحة ټهديد وعداوة واضحة ...! كأنها تضمر شيء وتنوي عليه ! قالت عنايات بصوت عال _ أنت بطيئة في الشغل كده ليه ! ما تخلصي بسرعة ياختي !! كتمت ليلى رد غاضب .... ليس وقت أن تفتعل المشاكل وهي في غنى عنها ......قالت وهي تتابع عملها واسرعت يديها بشكل واضح _ بخلص ... ڠضبت عنايات من البرود والهدوء التي تستخدمه ليلى في الرد ....فكان أكثر استفزاز من أي رد منفعل ! ابتعدت قليلا وهي تتمتم ويبدو أنها تلفظ الشتائم !! نظرت
لها ليلى بتعجب !! ....وشعرت أن موقف عنايات خلفه شيء ! وتذكرت ملاحظة بثينة بأن خلف عمل عنايات بالمشفى جيهان .....لربما كانت الرؤية واضحة الآن أمامها بعداوة تلك المرأة دون سبب مقنع ! عاد يوسف للوحدة البيطرية ...وبيده الفطائر الذي التهم منها ما يقرب نصفها .....وفي خاطره يتسأل عن الموقف الغاضب لتلك الفتاة المجهولة .... التي يحاول يتذكر متى رآها ....! وجهها مألوف إليه لدرجة كبيرة !! فوجد رعد وآسر على حالهما في الخيمة ....يتجاذبون أطراف الحديث .... تعجبا من ما بيد يوسف ...! ولم يتعجبا بنفس الوقت ..! اقترب يوسف منهما ووضع الفطائر على طاولة خشبية امامهما وقال بابتسامة مرحة _ جبتلكم فطير أنما إيه .....حاجة كده هتاكلوا صوابعكم وراها ..... مد رعد يده بشهية للفطير الطازج ...اللامع بالسمن البلدي...ورائحته النفاذة اللذيذة التي تؤكد على أن جودته عالية .....اخذ قطعة صغيرة تملأ فمه ومضغها في نهم .....هز رأسه بابتسامة واعجاب ثم قال _ فعلا جميل أوي .....بس جبته منين ! جلس يوسف أمام الطاولة وهو يتابع أكل الفطير وروى لهما ما حدث .....قال آسر بعتاب _ أنت مش هتبطل تضعف بالشكل ده قدام الأكل ! ....ده مرض ! يعني هتبقى مبسوط لما يتقال عليك حرامي في مرة ! قطب وجه يوسف في عبوس كالطفل المعاقب ....ثم قال بشيء من الندم _ كان نفسي في الفطير من زمان ....أنا أول مرة اعمل
تم نسخ الرابط