قلبي وعيناك

موقع أيام نيوز

بترت أحد جناحيه .... دلفت سمر لأحد الغرف الخاصة بالممرضات ووضعت حقيبتها في حركة عصبية.... تفاجئت بها الممرضة منى وابتسمت عندما رآتها ....توجهت لها مرحبة حتى لاحظت مدى الضيق على وجه سمر ..... خمنت منى السبب وقالت _ د أمجد ولا د محمود ... واحد فيهم اللي بيخليكي كده ! نطقت سمر بغيظ وهي تنفخ بعصبية _ المستفز اللي اسمه أمجد ! كل ما يشوف وشي يديني محاضرة في حبه وأحلامه ...أنا مش فاهمة أزاي لسه عنده أمل وأنا خلاص هتجوز بعد كام يوم ! ابتسمت منى ببعض اليأس من تراجعها بامر زواجها وقالت لصديقتها _ عشان بيحبك ..... وياريتك كنت هتتجوزيه هو.... بصراحة أنت عارفة أني مش بطيق د محمود وعمري ما شوفته مناسب ليك أنت بالذات ..... رمتها سمر بنظرة غاضبة وهتفت _ أنت كمان يا منى ! ماله محمود مش فاهمة ! ما في بنات كتير اتجوزت واحد أكبر منها بكتير وعايشة مبسوطة فين المشكلة ! لا حرام ولا عيب...... وبعدين أيه أنت بالذات دي ! أجابت منى وهي ترتب بعض أوراق تقرير طبي خاص بأحد المرضى _ هو في نماذج فعلا ناجحة وعايشين مبسوطين ....بس نسبة كبيرة برضو يا سمر عايشين في مشاكل ....بس مش هو ده السبب برضو.... اللي كلنا شايفينه وأنت رافضة تشوفيه ..... د محمود بتاع بنات من الدرجة الأولى...هتستحملي ده يبقى كملي ...مش هتستحمليه فكري قبل ما تدبسي ...... وأضافت بتوضيح _ أنت بالذات بقى لازم تاخدي بالك ....عارفة أن اللي هقوله جارح بس حالنا من بعضه يا سمر.... أنت زي حالاتي ....لأ أب عايش ولا ليك أخ ولا حد يوقف في ضهرك لو في يوم جوزك هانك ..... يعني لما تختاري لازم تفكري الأول أنه أبن حلال وهيصونك وهيتقي الله فيك....زوج يبقالك كل اللي اتحرمتي منه ...مش يحرمك حتى من وجوده في حياتك ! عارفة يعني إيه تبقي متجوزة وحاسة أنك لوحدك ومالكيش حد ! ده احساس مش بيجي غير نتيجة اختيار غلط ...خلي بالك ... جلست سمر على مقعد بالغرفة أمامه طاولة بيضاء معدنية وقالت بتنهيدة عميقة والقلق يحوم بنظراتها _ مش هخبي عليك وأقولك أني مش خاېفة .... بس كل ما أجي أفكر ألاقيه بيضحك عليا بكلمتين حلوين ..... الغريبة أنه مش سايبلي فرصة حتى أني أفكر في ارتباطنا قدام.... ! تعرفي ...لما مرة أجي اتكلم معاه في بكرة....الاقيه بيكلمني عن دلوقتي.....كأنه مش شايفني معاه في اللي جاي .... بيحسسني أن وجودي فترة في الوقت اللي بنيت أحلامي كلها بوجوده معايا ! فقالت منى أخيرا قبل أن تخرج من الغرفة _ فكري تاني وتالت ....قدامك شهر تقدري تاخدي فيه قرارات كتير..... فكري الف مرة قبل ما تغلطي مرة واحدة .... وقفت السيارة الأجرة عند مدخل مبنى راقي من عدة طوابق عالية ...مبنى أشبه بناطحات السحاب..... وحدة سكنية راقية بأحياء القاهرة ..... نظرت ليلى لشقة الطابق الرابع بالمبنى وتمنت أن يكن ظنها صحيح ..... تعرف أن صالح لا يعرف الأختباء فهو مثل الحاكم الظالم ..... يستبد في حكمه بمنتهى الجبروت .... خرجت من السيارة سريعا واقتربت من حارس المبنى وسألته ....تنفست الصعداء عندما أخذت الإجابة المرجوة بأن صالح أتى مع صغيرتها منذ دقائق ..... تركها الحارس تدخل للمبنى فهو يعرفها حق المعرفة ولم يأخذ إذن بمنعها من الدخول..... ركضت إلى باب أحد المصعدين المتجاورين حتى دخلته ...ولحظات قصيرة وكان يرتفع للأعلى حتى شقة الطابق الرابع ..... بداخل الشقة ..... دفع صالح الصغيرة الباكية إلى داخل أحدى الغرف بقسۏة كأنه خاطڤها وليس أبيها ! بينما شاهده الجد صادق وهو يجلس على أريكة من القطيفة بلون ذهبي .....يرتدي عباءة سوداء ثقيلة على كتفيه ويجلس بنظرة للأسفل ولكنها تبدو شاردة بعيدة..... جلس صالح وهو يضع سېجارة بفمه ويشعل أطرافها بابتسامة شامته ....لم يتحدث .... نفث دخان سيجارته وقال بنظرة انتصار والسېجارة يهرب منها السنة الدخان بين أصبعيه _ هتجيلي لحد عندي....تترجاني .... هحط رجل على رجل وتنفذ شروطي ..... وضع صالح ساق على ساق بغرور ...رفع الجد صادق رأسه ونظر له في ثبات وقال _ وأخرتها يا صالح ! ما تنساش أنها حفيدتي واللي بيحصلها مش راضيني ...! وضع صالح السېجارة بفمه مرة أخرى وهو ينظر لجده في نظرة ضيقة حادة...كأنه ينذره أو يحذره ...أو بالأصح يهدده ! ثم نفخ الدخان باتجاه جده وقال بنبرة بها تحذير _ خليك فاكر يا حج صادق أن اللي بيعارضني بيخسر.... وما تنساش أن كل اللي عندك اتحول باسمي ....يعني بكلمة مني أطرد العيلة كلها في الشارع ومحدش ليه عندي جنيه ...ومن حقي .... من حكم في ماله ما ظلم ....يا حج ! أكد صالح على كل كلمة ....فنظر له الجد بنظرة بها ندم رجل لم يندم على شيء مثل ندمه على تسليم الأمر كاملا لذلك المخادع الماكر....الذي استطاع أن يحول جميع ثروة العائلة منذ عقود باسمه !! قال صادق بصوت حاد _ حقك يابني ..... أنت مش غلطان ..... الغلط مني أنا .... أنا اللي ربيت تعبان لحد ما كبر ونهشني ..... ياريتك طلعت زي أبوك الله يرحمه .... كان زيك في كل شيء إلا أنه يتحداني ويهددني ....لولا أني مش هقدر على شماته الكل فيا مكنش همني اللي هتعمله .... وأضاف الجد بحسرة _ حتى ولادك اللي قولت هيعوضوني عنك ...ماتوا .....السوالم فضلت ورايا لحد ما كسروا ضهري تاني !! جز صالح على
أسنانه پعنف وقال _ ما أبنك السبب .... هتف الجد بعصبية _ اسمه عمي ...مش أبنك ! أبني ده اللي ادالك بناته الاتنين اللي اتسببت في اڼتحار واحدة ....والتانية كانت هتحصل أختها لولا ستر ربنا ....لولا أني مش راضي الڤضيحة كنت عرفت الدنيا بحالها أن صافية اڼتحرت ...مش ماټت مۏتة ربنا زي ما الكل فاكر! دث صالح عقب سيجارته أسفل حذائه ودهسه بغلظة ....وبنظرة عڼيفه لجده ثم قال بتحذير له _ أنت قولتها ياحج صادق ....أنت ربيت تعبان ....أنا تعبان ... تحذيري لوحده سم ....مش هفكرك أني مش ببقى على حد .... ولا حتى هبقى عليك أنت....تربيتك وشربت منك اللي أنا فيه نقطة نقطة .... جاي تلومني على شيء أنت ربتني عليه في الأصل يبقى لوم نفسك ! خشي الجد من نظرات حفيده الشرسة ...الذي يعرف أنه على أتم الاستعداد لفعل أقبح الأشياء دون رمقة ندم ! نهض صالح من مقعده وقال وهو يحكم الشال الثقيل حول كتفيه جيدا _ أنا خارج ....هقابل المنصوري في مكتبه عشان طلبية الخشب اللي بقالها أسبوع متعطلة .... توجه صالح بعد ذلك في اتجاه باب الشقة ثم غادرها ...... دخل المصعد وبعد نصف دقيقة خرجت ليلى من المصعد الآخر الجانبي وهرعت إلى الشقة رقم ١٠ ..... دقت
تم نسخ الرابط