لا تتركني

موقع أيام نيوز

وانا هقوم اعمل الشاى عقبال م هى تقولك اللى عاوزاه ماشي...
ثم تركهم وغادر الى المطبخ حتى يعد اكواب الشاي ...نظر عمرو الى اهداء وهتف يسألها...
ايه عاوزة تقوليلي ايه...
عبثت بيدها قليلا واعتصرتهم بقوة تشجع نفسها على الحديث وهتفت...
انا كنت عاوزة اقولك حاجة بخصوص اهلى...
تهللت اساريره فها هى حبيبته تطمئنه من ذلك الجانب انها لن تكذب عليه بأى شئ مهما كانت الظروف واولهم ذلك الموضوع الحساس لديها.. والديها...
بدأت اهداء الحديث وهتفت...
انا والدي ووالدتي متوفيين ف حاډثة من وانا عندي حوالى 10 سنين وعمى رمضان اتولاني من صغري..اهل بابا مكانوش راضيين عن جوازه بماما بس هو وقف قدامهم واتجوزها لما ماتوا كانوا عاوزين ياخدوني ...عمى وجدي كانوا عاوزين يرجعونى عندهم تاني...وفعلا اخدوني وبهدلوني لمدة 3شهور لحد م عمي رمضان جه يشوفني ولقاني متبهدله واخدنى من عندهم ڠصب عنهم ولحد دلوقتي هما ميعرفوش عني حاجة..
هتف يسألها...
طب هما فين قرايبك دول..
ميهمنيش اعرف مكانهم انا اصلا مش عاوزة افتكرهم...كل اللى يهمني عمي رمضان وبس...وكمان هو اللى قالي اقولك على اهلي لكن انا اصلا مكنتش هقولك...
ابتسم عمرو على ما تقوله وتوترها من ذكر عائلتها الحقيقية الذي كان ظاهرا للغاية...
ماشي يا ستي وانا اصلا مكنتش هغصبك انك تعملي حاجة مش عاوزاها..المهم بقي دلوقتي انى عاوز الجواز كمان شهرين ..
لا...
هكذا ودون مواربة القتها بوجهه واتخذت قرارها دون مناقشة...
قطب جبينه باستغراب من حدتها ...
ليه!!..
تذكرت ما حدث مع صديقتها نتيجة تسرعها فى الزواج...غرتها المظاهر ولم تترك لنفسها الفرصة حتى تتعرف عليه..تذكرت تحذير اسراء لها من الوقوع فى نفس الخطأ...
انا عندي شروط...
ايه هي طيب...
عاوزة شقة لوحدي...وكمان عاوزة مهلة حوالي سنة عشان نتجوز...انا مش هتجوز بسرعة...
تبدلت ملامح عمرو الى العبوس وهتف...
طب الشقة تمام حقك...بس ليه كل المدة ديه عشان نتجوز...انت مش واثقة فيا..
هزت رأسها نفيا قائلة...
مش موضوع ثقة بس انا معرفكش عشان اتجوزك بالسرعة ديه...
سيطر على غضبه بصعوبه شديدة وهو يراها ترفض قربه منها بهذا الشكل المين لرجولته ثم هتف بهدوء...
طيب يا اهداء...بعد اذنك اندهى عمي رمضان...
فعلت اهداء ما امرها به وذهبت الي المطبخ حتى تقول لرمضان ان عمرو يريده...
ايه يا ابني انا جبت الشاي اهو...اقعد يلا...
ابتسم عمرو باصطناع وهتف...
ربنا يخليك يا عمي...انا بس عندي شغل ضروري...انا قولت لحضرتك كل ظروفي والباقي قولته لاهداء بس انا اعذني عندي شغل ضروري..
لم يشأ رمضان ان يضغط عليه اكثر فقد علم ان شيئا ما حدث بينهم من تغير اهداء وهو ايضا...
ماشي يا ابني..بس اعمل حسابك مش محسوبة ديه...
وخرج من المنزل بعد ان اوصله رمضان الى باب المنزل ثم الټفت الى اهداء يسألها...
عملتي ايه يا اهداء..
بشركة

الغيطي...
كانت دارين تجلس على مكتبها وترتشف من فنجان قهوتها وتتذكر وقاحته معها...رغم انها رفضت الاختلاط بجنس ادم جميعا
دلفت اليها السكرتيرة مي بعد ان دقت الباب...
فيه واحد برة عاوز يقابلك...بيقول انه اسمه عاكف سلام ...
ابتسمت دارين تلقائيا ثم محت تلك الابتسامة عن وجهها وهتفت...
طيب دخليه...
اومأت مي برأسها ثم خرجت من المكتب واغلقت الباب خلفها وبعد قليل كانت تفتح الباب مرة اخري وتشير الي عاكف بالدخول...
لم تقف دارين او ترحب به فقد كانت تنظر اليه من رأسه الي قدميه ...تغاضي عاكف عن نظرتها تلك وسار حتى جلس على المقعد امامها...
ازيك يا قليلة الرباية...
قالها عاكف لدارين بهدوء شديد والتي اشتعلت ڠضبا منه وعندما همت بالرد عليه بنخبه من اروع وانقي الكلمات اوقفها هو قائلا...
اوعي تقلي ادبك...المهم انا جاى هنا عشان العقد اللى ظافر بلغك بيه بما انك ليكي اغلبية الرأي ف العقود..الحاجة اللى بتفهمي فيها يعني...
تذكرت امر ذلك العقد الذي اخبرها به ظافر بالامس عن عمل عاكف معهم ومسئوليته عن ايجاد اتوبيسات لتقل السياح الى الاماكن السياحية بالجمهورية...
اومأت دارين برأسها بتعالى وهتفت...
اه ..عندي خبر..
امسك عاكف بقلم ما يهددها بقذفه عليها قائلا...
يا بت بطلي اسلوبك الزفت ده...انا جاي عشان امضي العقد بين شركتى الكبيرة وشركتك المتواضعه...قولتي ايه..
لم تستطع اخفاء بسمتها اكثر فابتسمت امامه وبادلها هو الابتسام قائلا....
يلا بقي نشوف بنود العقد كده ونتفق على كل حاجة...
اومأت برأسها ومازالت مبتسمة ثم بدآ بالعمل...
عاد ظافر من العمل ومنه الى غرفته...لا يعلم لم اشتاق اليها..افتقدها كثيرا بعد ما حدث بينهم...اعجبه ضعفها بين يديه وعدم مقاومتها...يريد تجربة هذا الشئ معها مرة اخري واخري...لم يكن يتوقع روعته بهذه الصورة ابدا...كان يعتقد انه سينفر منها ولا يقترب منها مجددا...لكن ما حدث كان العكس تماما...
مالك بتبصيلي كده ليه!!...مكسوفة مني مثلا!!..
ابعد عني لو سمحت...
بمنزل نعمة...
اكتأبت مريم بالمنزل لفترة لا بأس بها بعد ما حدث بينها وبين والدتها ورفضها لعبد الله جارهم...اعتكفت بالمنزل لمدة اسبوع لا تريد رؤية مصطفي يكفيها ما نالها من حب احد اطرافه غائب ...
دلفت والدتها اليها بالغرفة وبيدها صينية الطعام وجلست امامها على الفراش وهتفت...
يلا يا قلب امك كلي لقمة...انا عملتلك اكل زي الفل اهو دبحتلك فرخة لوحدك عشان ترمي عضمك كده وكفاية نكد بقي..قعدتك معايا وحشتني اوي قعدتك معايا يا بت...
ابتسمت مريم بتكلف لوالدتها تقديرا لمجهوداتها فى اسعادها حتى ولو ببضعة لقيمات وشرعت فى تناول الطعام معها لم ترد ان تردها خائبة..
تناولا طعامهما ونهضت نعمه وامسكت بالصينية حتى تضعها بالمطبخ وتعود الى ابنتها تحاول اقناعها بذلك الشاب جارهم لكن امالها تحطمت عندما دق باب الشقة ووجدت امامها رمضان ومصطفي وراءه...
افسحت لهم الطريق وهتفت بترحيب...
اهلا وسهلا اهلا...اتفضلوا اتفضل يا حاج..
دلف رمضان الى المنزل بضحكته البشوشة تلك ووراءه مصطفي الخجل قليلا من الموقف برمته...
تحدث رمضان معتذرا...
اعذرينا يا ام مريم اننا جينا من غير معاد كده بس فيه موضوع مهم...
اؤمرني اي حاج البيت بيتك ف اى وقت...
الله يخليكي...انا ومصطفي جايين النهاردة عشان نطلب ايد مريم بنتك لمصطفي ابني...مصطفي ابنك وانت عارفة ظروفه كلها ان شاء الله عروستنا معاها مهلة تفكر براحتها وتبلغونا عشان نيجي نتفق بقي على كل حاجة عشان نطمن عليهم...
ثم نظر الى مصطفي قائلا....
يلا يا مصطفي واول م يجيلنا الرد هنكرر الزيارة باذن الله...
على الجانب الاخر كانت مريم تكاد تمون من فرط فرحتها ودقات قلبها التى تتراقص بين اضلاعها ...غدا سيصلهم الرد انها وافقت عليه فهو حبيب العمر ورفيق
دربها حتى ولو بداخلها لم تتمني زوجا لها دون..ستحرص على جعله ينسي حب اسراء وينبض قلبه بحبها هي فقط...
رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الثالث
من البارت الرابع عشر الى الاخير 
الفصل الرابع عشر...
مر شهر على تلك الاحداث جميعها...تمت خطبة مصطفي ومريم بعد موافقتها عليه ..وتمت خطبة اهداء وعمرو ايضا والذي ما ان اقترح فكرة عقد القران حتى اسرعت اهداء بالموافقة خشية ان يغضب منها مرة اخري كما ان نصائح رمضان لها ان الناس ليست كبعضهم كما ان عمرو اثبت حسن نيته فى عدم اعتراضه على اي شئ تقوله ...
دارين وعاكف تقربا من بعضهما اكثر فى تلك الفترة التى عملا بها مع بعضهما كما انهما يحملا مشاعر لبعضهم لكنهم لم يتفوهوا بها لبعض...كما ان دارين لازالت لا تثق به كثيرا فتجربتها السابقة اثرت عليها...
اسراء
تم نسخ الرابط