لا تتركني

موقع أيام نيوز

دعوته وخرجت من المطبخ وبعثت اليه بوالدتها وركضت هى الى غرفتها تحتمي بها منه...
انتهت اسراء من تناول افطارها المجبرة عليه عندما هتف ظافر يحدثها...
بابا قال هيجيلك هو هنا...اتصل بيا الصبح وقالي...
هزت رأسها نفيا بقوة...لا تريد ان تجلس بهذا المنزل دقيقة اخري ...تريد الذهاب الى منزلها الهادئ البسيط...
لا انا مش عاوزة اقعد هنا..انا عاوزة اروح بيتي...
هتفت دارين هذه المرة پغضب...
هو فيه ايه بقي الطفلة اللى انت جيبهالنا ديه!!..عليها عفريت اسمه بابا...م تتصرف يا ظافر انا اتخنقت..اوف...
نظرت اليها اسراء بحدة وعيون مدمعة قائلة بصوت

مرتفع...
وانت مالك ..انا بكلم جوزى متدخليش انت لما ابقي اوجهلك كلام ابقي اتكلمي..
جاءها الرد هذه المرة من ظافر والذي فاجأها اكثر من اى مرة...
ذهب ظافر الى المقعد المتحرك الذي يجلس عليه والده وحركه من مكانه وهو يحدث دارين...
يلا يا دارين هنروح الجنينة...طالما هى مصرة تتصرف تصرفات اطفال يبقي نمشي بقي واكيد هى هتتعب م العياط..وانا مش فاضي بصراحة...
وخرج الثلاثة وتركوها كما هى بعينين متسعتين وفم مفتوح تحاول استيعاب ما اقحمت نفسها به مع تلك العائلة!!...
بعد مرور ساعة تقريبا جاء والدها ومعه صديقتها المقربة ..لم تعطي والدها فرصة حتى يصافحها فقد ارتمت بأحضانه بسرعة وهى تبكي بقوة قلقت والدها عليها..
ربت والدها على ظهرها بهدوء قائلا...
اهدي طيب عشان نتكلم يا حببتي..اهدي وانا هعملك اللى انت عاوزاه...
هتفت هى من بين بكاءها بعد ان اطمأنت ان والدها سيفعل لها ما تريد...
خدني معاك..انا مش عاوزة اقعد هنا يا بابا...طلقني وخدني معاك...
قطب رمضان جبينه بقلق تري ماذا حدث بالامس حتى ټنهار هى بهذا الشكل..هل من الممكن ان يكون ظافر اذاها!!..الټفت رمضان الى ظافر المتجهم حتى يطلب منه الانفراد بابنته ...
ظافر لو سمحت عاوز اقعد معاها لوحدها...
اومأ ظافر برأسه وهو يتوعدها بسره ثم تركهما بغرفة ما حتى يتحدثا بأريحية...
اهدي بقي وامسحي دموعك ديه وقوليلي مالك...اوعي تفكري انى مقدرش اقف ف طريق ظافر وهخاف منه...انا معنديش الا انت يا بنتي وكل اللى بتمناه انك تعيشي مبسوطة...
توقفت عن البكاء اخيرا ومسحت عبراتها ثم قالت...
ربنا يخليك ليا يا بابا...بس انا مش عاوزة اقعد هنا...انا عاوزة اقعد معاك...
لم تستطع الافصاح عن اكثر من ذلك..خۏفها على والدها واخوانها تغلب عليها...فقد ذكرها والدها دون قصد بمكانة ظافر بل وضرورة الخۏف منه فهي ليس لديها دونه بهذه الحياة...
تحدث رمضان وهو يضحك..
طب لما انت عاوزة تعيشي معايا كنت وافقتي على الجواز ليه من الاول بس..
اطرقت برأسها الى الاسفل عاجزة عن الحديث...ماذا تقول له..تقول له انها وبسبب عدم تجاربها فى الحياة وقعت بفخ ظافر لها!!...تقول له انها ولاول مرة تكذب عليه والسبب تعلقها بظافر ايضا!!..
هتفت هى بصوت مخټنق بعد ان ادركت المأزق الواقعة فيه...
بس انا مش عاوزة اسيبك..
ضمھا رمضان الى صدره وقبل رأسها بحنان افتقدته هي..
ومين قال انك هتسبيني!!..انت حتى لو سبتيني انا مش هسيبك...اهو هتبقي اول واحدة ف الدنيا تتجوز راجلين ومحدش يقدر يحاسبها...
ضحكت اسراء بصوتها كله حتى وصل الى مسامعهم بالخارج ...والدها فقط القادر على اسعادها مهما كان حجم حزنها وما تشعر به...
جلس معها والدها وصديقتها فترة لا بأس بها حتى نجحوا فى اخراجها من تلك الحالة التى تلبستها منذ ليلة زفافها واستمرت معها الى اليوم التالي...
بعد مرور يومان طلب عمرو مقابة ظافر علي وجه السرعة وبمكان امن حتى يستطيع صديقهم الثالث ان يتحرك بحريته ...وقد كان فقد طلب منه ظافران يتقابلا بشقة عمرو نفسه التى اشتراها مؤخرا...
تجمع الثلاث شباب اخيرا واول من تحدث كان عاكف صديقهم الثالث...
دلوقتي كل اللى احنا عاوزينه تم فاضل بس خطوة التنفيذ ودراستها كويس كمان يا ظافر...
اومأ ظافر برأسه والتمعت عيناه بفرحة وانتصار فها هي املاكه ستعود اليه فى خلال اسبوع واحد لا اكثر...
تحدث ظافر الى رفيقيه قائلا...
تمام اوي دلوقتي بقي يا عاكف تقولي كل التطورات اللى حصلت ف مقابلة المرة اللى فاتت...
بدأ عاكف بالحديث بهدوء...
من اسبوعين كده لقيت الزفت ده عندي ف المكتب وبيطلب مني نعمل شغل مع بعض صفقة يعني...عاوز اتوبيسات عشان الرحلات اللى بيطلعها لان الشركة اللى بيتعامل معاها فسخت العقد وهو لقي ان ديه نقلة كبيرة ليا بما انى شركة اتوبيسات واسمي مش معروف اوي وهتعامل مع شركة زي الفادي جروب...بكرة ان شاء الله همضي معاه العقد لانه هيتعامل معايا لمدة سنه كاملة والعقد قابل للتجديد...
اومأ ظافر برأسه وهتف...
تمام انت كمان هتمضيه عقد على شرط جزائي لو خل بالاتفاق وبكلام العقد اللى بيقول فيه انك متعاقد معاه لمدة سنة...وفيه ورقة فاضية هتوصلك بكرة ف بوسطة الشركة تتلزق ف ورقة الشرط الجزائي اللى هيمضي عليه...عاوز امضة فادي يا عاكف عشان انا اتخنقت خلاص من الحوار ده...
اومأ عاكف برأسه ثم غادرا كل الى منزله دون ان يفطن اليهم احد ..
الفصل التاسع...
كان ظافر يراقب حركة اسراء بتركيز شديد حتي يعلم اذا ما حاولت معرفة أي شيء عنه أو عن خطته لاسترجاع أملاكه من ذلك الحقېر ...
علي الجانب الآخر كانت اسراء تفكر بشئ واحد فقط..لم لم يمسها زوجها الي الان.. لم لم يحاول معها من الاساس!!...
الثلاثة أيام التي قضتهم بهذا المنزل علمت من خلالهم بما لا يقبل الشك انها كانت عروس مناسبة لظافر فقط ولم يحبها مثلما يدعي...
فقط التزمت غرفتها وتناول الوجبات بمواعيدها المحددة وفقا لقوانين المنزل دون مجادلة فهي قد سلمت أمرها إلى الله بتلك الزيجة التي وقعت بها...
كان ظافر يجلس بالشرفة كمن يتقلب علي صفيح ساخن فها

هو قد مر الموعد المحدد لامضاء ذلك العقد مع الحقېر فادي وعاكف لم يتصل به تري ماذا حدث..
بعد مرور ساعة تقريبا رن هاتفه وكان المتصل عاكف فضغط زر الايجاب فورا...
_ ايه يا عاكف كل حاجة تمام ولا ايه...طمني..
جاءه صوت صديقه عبر الهاتف بفرحة عارمة...
_ تم يا وحش...ورقة بيضا وزي الفل منورة عليها امضة الحيوان فادي...خلال الأسبوع ده تقدر ترجع كل حاجة ملك لعيلة الغيطي زي م كانت وهتكون طول عمرها..
اغلق الهاتف مع صديقه وخرج من الغرفة حتي يذهب الي عائلته ويخبرهم بذلك الخبر السعيد...
ابتسمت اسراء بسخرية ثم غلبها فضولها وذهبت وراءه ولكن بعد ما رأته حتي ادمعت عيناها بقوة ...
كان ظافر يقف أمام شقيقته وفجأة احتضنها ودار بها وسط ضحكهم هما ووالدهم والذي يظهر مدي فرحتهم بهذه الاخبار...
لم تستطع الوقوف اكثر من ذلك فعادت ركضا الي غرفتها رفيقتها هنا بأيامها ...وربما بحياتها كلها...
بشركة عمرو الفارس ...
دلفت اهداء الي عمرو مكتبه حتي تعطيه ما يجب إنجازه من العمل المتراكم عليه...
ابتسم عمرو لها وهتف..
_ صباح الخير يا اهداء...
ردت علي بصوت جاد للغاية...
_ صباح الخير يا استاذ عمرو...
ثم امدت يدها له بما تحمله من ملفات..
_ حضرتك ده الجزء المخصص عشان يخلص النهاردة ...انا خلصت شوية منه قبل م تيجي وقولت هكمل معاك...
اومأ برأسه ثم قال بهدوء مشيرا الي المقعد ...
_ طب اتفضلي اقعدي..
تجاهلته اهداء ثم ذهبت الي طاولة الاجتماعات التي ينجزون عملهم عليها أما هو فتأفأف بضيق منها...فما الذي حدث لكل
تم نسخ الرابط