لا تتركني

موقع أيام نيوز

ما تفعله !!... هو فقط سألها عن عائلتها ...لم تصر على تلك الطريقة التي تعامله بها!..
نهض عمرو من مكانه وذهب الي الطاولة التي تجلس عليها اهداء ...
كانت تتعامل معه بجدية شديدة تبدلت تصرفاتها معه تماما وهذا ما لم يعجبه ابدا...
بعد أن انتهيا من العمل نهضت اهداء من مكانها وتلملم اشيائها حتي تخرج من المكتب لكن صوته اوقفها وهو يقول ..
_ اهداء ممكن تقعدي شوية عاوز اتكلم معاكي...
_ بخصوص ايه..
تنهد عمرو ثم هتف...
_ اقعدي الاول وانت تعرفي بخصوص ايه...
لم تجد مفرا من الجلوس ففعلت وبدأ هو الحديث يقول....
_ ممكن اعرف يا اهداء انا عملتلك ايه...
ابتلعت ريقها بصعوبة فماذا ستقول له الان !!..
_عملتلي ايه يعني!!.. حضرتك معملتش حاجة...
هتف هو بنبرة قوية ..
_ لا يا اهداء انت اتغيرتي معايا من ساعة م سألتك ع اهلك...بس انا كنت بدردش معاكي عادي زي م انت لو سألتيني اي سؤال هجاوبك عليه ولو السؤال حساس ف انا هقولك مش هقدر اجاوبك....
تكلمت هي اخيرا وقالت بصوت منخفض...
_ وانا مكنتش هقدر اجاوبك علي السؤال اللي سألتهوني..
ابتسم عمرو لها واردف...
_ وانا مليش الحق اني اجبرك ع حاجة اصلا...احنا زي م قولتلك بندردش مع بعض بس وكل واحد ليه الحرية أنه يقول حاجه او لا...
ابتسمت اهداء بقوة حتي كادت الابتسامة أن تصل إلي أذنيها واحتضنت تلك الملفات بيدها قائلة...
_شكرا يا استاذ عمرو...بعد اذنك..
بادلها عمرو الابتسام ثم هتف ...
_ طالما عربون صداقة بقي تعالي اتغدي معايا انا طلبت اكل...
حاولت اهداء الاعتراض لكنه أحبط محاولاتها بقوله الصارم...
_ يلا يا اهداء انا عملت حسابك خلاص ...
لم تستطع الاعتراض مرة أخري فجلست مكانها شاركته تناول الطعام بسعادة داخليه غامرة...
اغلق باب منزله وخرج منه الي المكان المحدد...فقد رأي ضرورة تلك الزيارة الي ابنه الاكبر حتي وإن كانت الحقيقة عكس ذلك...
ذهب رمضان الي الورشة التي يعمل بها مصطفي فرأه يعمل بإحدي الطاولات بشرود تام....
_ ازيك يا مصطفي...
انتفض مصطفي والټفت الي مصدر الصوت ...
_ اهلا يا عمي ازيك ....اتفضل اتفضل...
قالها مشيرا الي المقعد الموجود أمام الورشة....
جلس رمضان علي المقعد وهو مبتسم الوجه ثم قال...
_ روح يلا هات كرسي وتعالي اقعد معايا ...
اومأ برأسه وجلب مقعد وجلس أمامه كما طلب فبدأ هو الحديث قائلا...
_ عامل ايه يا عمي...
ربت رمضان علي قدم مصطفي قائلا...
_ الحمد لله يا حبيبي...انا كويس اوي...انت ايه اخبارك واخبار الورشة ايه ..
هتف مصطفي قائلا برضا...
_ الحمد لله يا عمي..ماشية اهي احسن م الاول ..
_ دايما يا ابني ف احسن حال...مش ناوي تفرحني بيك بقي ولا ايه...
تجهم وجه مصطفي علي الفور وعادت ذلك الحزن يحفر معالمه بوضوح علي وجهه...كيف يطلب منه الزواج ...وهل بقي للدنيا مذاق بعد تلك التي تسري بأوردته!!..
اڠتصب ابتسامه علي وجهه وهتف...
_لسه النصيب مجاش يا عمي...وانا دلوقتي مش ف حالة تسمحلي اني اتجوز...
ابتسم رمضان وهتف يحاول سبر اغواره....
_ بس انت اشتريت الشقة خلاص يا ابني والمفروض انك محرتها كمان يعني خلاص مفاضلش كتير عشان تظبط نفسك وتبقي قادر تفتح بيت...
وبعدين هتقعد اكتر من كده ايه .. عندك ٣٠ سنة كفاية عذوبية بقي...وانا ادك كان معايا البت اسراء وعندها ٧ سنين باين...
ابتسم مصطفي بهدوء عكس ما بداخله من نيران مشټعلة بحب تلك التي تنعم بأحضان زوجها الان...
_ اللي فيه الخير يقدمه ربنا يا عمي...الله اعلم النصيب

فين وهييجي أمتي...
اومأ رمضان برأسه موافقا ثم نهض من مكانه وربت علي كتف مصطفي قائلا ...
_ صح يا ابني الله اعلم...بص قدامك يا مصطفي واوعي تبص علي حاجة عدت...اوعي ترجع بضهرك ورا..الدنيا مبتستناش حد لو رجعت ورا يا ابني هتسيبك محتاس ف مكانك لا هتلحقها ولا هتلاقي اللي رجعتلهم...سلامو عليكو...
ذهب رمضان الي منزله وترك مصطفي يعيد ما قاله بأذنه رغم أن كلامه مفهوم جيدا إلا أنه طالما خرج من رمضان بنفسه فمن المؤكد أنه يقصد شئ ما..وهذا ما عليه معرفته...
ارتدت اسراء ملابسها حتي تذهب الي والدها فقد ملت من الجلوس وحدها كالمنبوذين...ورغم خۏفها منه إلا أنها عزمت على تنفيذ ما تريد وليذهب ظافر الي الچحيم....
نزلت اسراء درجات السلم عندما اعترضت طريقها السيدة سامية مديرة المنزل...
_ رايحة فين يا هانم..
قطبت اسراء جبينها باستغراب فلم تسألها سامية عن وجهتها من الاساس وما ډخلها هي...
_ خارجة يا مدام سامية...
ردت سامية بتهذيب..
_ تحبي اقولهم يحضرولك العربية يا هانم..
هزت رأسها نفيا قائلة..
_ لا شكرا انا بعرف اتحرك لوحدي ...ممكن امشي بقي ولا فيه حاجة تانيه!!..
أفسحت لها سامية الطريق دون أن تتفوه بكلمة أخري حتي خرجت اسراء فركضت نحو الهاتف تتصل بالحراس المكلفين بمراقبتها...
_ المدام هتخرج قدامكوا دلوقتي..وراها زي ضلها...
ثم اغلقت الهاتف وأجرت اتصالا اخر ب ظافر ..
_ أيوة يا مدام سامية فيه حاجة حصلت..
ردت هي عليه...
_ أيوة يا ظافر ...اسراء خرجت من البيت ورفضت انها تروح بالعربية وقالت إنها بتعرف تمشي لوحدها...وانا بلغت الحراسة أنهم يراقبوها زي م انت قولت...
اومأ ظافر برأسه ثم هتف ...
_ طب اديني سعاد ...
اعطت الهاتف لتلك الخادمة التي تكره اسراء منذ دخولها الي هنا وزاد كرهها لها اكثر بعد أن تزوج بها ظافر الذي لطالما حلمت به...
_ المدام كلمت حد النهاردة يا سعاد..
لمعت عينا سعاد بخبث شديد فها هو ظافر يشك بزوجته ولا يثق بها وقد جاءتها الفرصة علي طبق من ذهب تتيح لها نسج الحكايات والاقاويل...
_ اه يا بيه كلمت واحد كده ف التليفون وقالت إنها هتشوفه قريب اوي بس مقالتش المعاد ..انا يا بيه خاېفة علي اكل عيشي..هو فيه حاجة...
رد عليها ظافر قائلا...
_ لا يا سعاد مفيش حاجه...بسألك عادي يعني...
اغلق الهاتف معهم وهو يتوعدها اذا ما اكتشف شيئا عن خيانتها له....
علي الجهة الأخري كانت اسراء تجلس مع عائلتها الصغيرة وبالطبع تغيب مصطفي عن تلك الجلسة فقط والدها وصديقتها اهداء...
كانت تجلس وتضحك معهم...ولا تحمل للدنيا هما فقط تلك الغلطة بحياتها هي زواجها بظافر...وستسعي بكل قوتها لاصلاحها...
بمنتصف الليل عادت اسراء الي المنزل اخير...رغم حالة العند التي تلبستها الا ان الخۏف عاد يخالجها ما أن خرجت من منزل والدها وكانت تعد نفسها حتي ترد عليه إذا لامها...
لكن ظافر وللمرة التي لا تعرف عددها يذهلها بتصرفه فقد كان جميع من بالمنزل نيام فالوقت متأخر جدا ولم ينتظرها زوجها حتي وكأنها لا تعنيه في شئ ...
تمددت بجانبه علي الفراش بعد أن بدلت ملابسها بدموعها التي انهمرت ولم تتوقف حتي نامت بالفعل....
الفصل العاشر..
باليوم التالي...
ذهب ظافر وشقيقته الي شركته وشركة عائلة الغيطي فها هو قد ټوفي بوعده أمام نفسه ولم تطأ قدمه بها الا وهي ملكه لا شريك له فيها..
دلف الي الشركة ومنها الي مكتبه بالطابق الثالث الذي احتله ذلك الحقېر ودلف إليه بثورة عارمة وابتسامة خبيثة تزين ثغره...
انتفض فادي من مكانه ونظر پغضب الي ذلك الشخص الذي اقتحم مكتبه وهتف پغضب..
_عاوز ايه يا ظافر ..مكتبك مش هنا..يلا طرقنا وانا هيبقي اجي اقولك شغلك ايه مش فاضي انا القرف بتاعك ده..
ضحك ظافر بصوته
تم نسخ الرابط