جاسر
أقرب فرصة هجيلك
وتنكلم مع بعض كتير
ربت على ذراعها وقالدا أنا متسعنيش الدنيا لما أتكلم مع مرات إبني...
إبتسمت إليه بسنت ب لطف لترحل وهى تلوح يده..ليلتفت الرجل وراحت إبتسامته تتسع أكثر ليهمس ب شكر لله
الحمد لله يارب..يارب إبني يسامحني...
وقفت روجيدا أمام فاطمة تودعها لتقول الأخيرة ب عتاب وهى تعانق الأخرى
ربتت روجيدا على ظهرها قائلةمعلش بقى يا طنط فاطمة..إحنا تقلنا عليكوا
بدت روجيدا شاردة عما حولها ف لم تنتبه إلى أحاديث طفلتها التي زمت شفتيها ب ڠضب على والدتها التي ظنت أنها تتجاهلها.
لما كل ذلك الحزن..أهو لرحيله!
همست روجيدا ب تنهيدةلا أعلم..أنا فقط أشعر ب فراغ داخلي..وكأنني لا أملك شيئا
نظرت إليها روجيدا ب عمق لتقول
لما تكذبين علي..لم أعهدك كذلك
إبتسمت سوزان قائلة ب مكر هى الأخرىوأنت ألم تكذبي علي!!...
أنا جدتك عزيزتي..أعلم عنك ما لا تعلمينه عن نفسك
ماذا تقصدين
أكملت ب نفس نبرتها الماكرةألم تذكبي بشأن زواجك من ذلك الشرقي!
لم..لم أفعل
ردت عليها سوزان ب تأكيدبلى فعلتي..إذا لما لا ترتدين خاتم زواجك وتضعيه ب عنقك بدلا عن إصبعك!...
نظرت روجيدا إلى جيدها ثم إلى جدتها التي تنتظر كذبتها الجديدة لتقول ب تلعثم
ضړبت سوزان مؤخرة رأس روجيدا ب خفة ثم قالت ب مزاح
حمقاء..كل ما حدث كان تخطيطا من سيد ضخم..هو من أحضرني إلى هنا حتى يستطيع أن يتقرب منك مرة أخرى...
إتسعت عينا روجيدا وفتحت فاها..كلما حاولت الحديث تعود وتغلقه ف لا تجد حديث حتى تقوله..لتضحك سوزان قائلة
هذا الرجل لم أرى قط من يعشق مثله..يريدك ب جوارحه..إنه يقاتل ويناضل من أجلك..كما لو أنك بلد مستعمرة وهو مناضل يدافع عن كل شبر ب أراضيه...
دعك من كل هذا..دع قلبك يرشدك كيفية إستعادة ذلك الشرقي الوسيم...
إبتسمت روجيدا لدفء حديث جدتها لتقول وهى تنظر إلى عيناها
قلبي يخبرني ب إفتعال المتاعب حتى يعود إلي ذلك الأحمق
لتقول سوزان وهى ترفع منكبيهاولم لا..إفعلي ما شئتي..ولكن لا تخاطري ف ټندمي
هزت سوزان رأسها قائلةأعلم مكر النساء حلوتي...
إبتسمت روجيدا لحديث جدتها..حتما ستعمل على إعادة جاسر إليها ولكنها تعبت حقا من التعقل معه فلا بأس من بعض الجنون..تعلم أن ما يحدث من خلفها كبير وكل شئ يتعقد ب مرور الأيام..ولكنها لن تدعه يبتعد أكثر من ذلك ف قد أضناها الفراق كثيرا
ولكن يبقى أمر يشغل بالها..ماذا يحدث من وراء ظهرها!..ما ذلك السر الذي يجيد إخفاءه عليها!..لربما كثرت أعداءه كما يدعي..أو أن تلك
المنظمة لن ترتاح حتى تقع تحت قبضتهم
كان جاسر قد وصل إلى لبنان ليجد السائق ينتظره كما قالت له داليدا..صعد السيارة بعدما ألقى عليه التحية لتتحرك به دون حديث
كان جاسر شارد الذهن..مشتت العقل عن مشاهدة جمال تلك المدينة الرائعة..بيروت عاصمة لبنان..حتى وصل إلى فندق ما ليهبط من السيارة ليجد داليدا تنتظره ب إبتسامة..بادلها الإبتسام عندما إقتربت منه ب خط متمايلة عن غنج أنثوي مدروس هاتفة
حمد لله على سلامتك مستر چاسر
الله يسلمك يا مدام داليدا...
رفع يده يصافحها ف فعلت المثل وإبتسمت..أشارت إليه ليتقدم ب سيره ثم هتفت وهى تلحقه ب السير
ما كان في داعي..تچي بنفسك..كنا بنحلها على الموبايل
رد عليها جاسر ب هدوءمعلش..أنا حابب أتابع بنفسي..أنا أصلا مبثقش ف اللي اسمه مراد...
توقفا أمام عاملة الإستقبال لتقول داليدا إليها
أعطيني رقم الغرفة يللي وصيتك فيها...
أومأت العاملة ب إحترام وهى تخرج المفتاح وتعطيه إلى داليدا والتي أعطته ب دورها إلى جاسر الذي أخذه شاكرا إياها
شكرا يا مدام..تعبتك معايا
ما في تعب ولا شي..يلا بوصلك ع الغرفة...
أومأ جاسر لتتقدمه ب خطوة هاتفة
ما بعرف ليش أنت ما بطيق مستر مراد! حتى رفيقك صابر ما بيحبه
أصله معرفة قديمة..معرفة ...
همس ب الأخيرة ولكنها وصلت إلى مسامع داليدا لذلك تراجعت عن فكرة إخباره أن مراد هنا ويقيم ب نفس النزل..لذلك خشت أن يحدث صدام بينهما ف فضلت الصمت
دلفا المصعد وضغطت داليدا زر الصعود..ليتذكر هو روجيدا ومرضها المزمن من الخۏف الذي يصاحبها ما أن تدلف المصعد..لم تكد تمر ساعات وها هو يشتاقها حد الجنون..يعلم جيدا أنها تركت القصر و رحلت فما فعله أمس بعد إستسلامها والذي أكد له إنها تجزم عودتها إليه يستحق أن تكرهه إلى الأبد..فها هى تعلن رغبتها ب العودة ولمرة أخرى يصدها ويرحل..ولكنه عاد يقول لو لم يرحل لكانت بين يديه غارقة ب دماءها
إبتسم ب سخرية على ما تؤول إليه الأحداث..من عشق مفرط الهوس حتى چحيم يستعر ب قلبه..لم يعلم لما نطق بهذا السؤال ولكن شيئا ما دفعه لسؤاله ليؤكد له أنها هى فقط..تخلتف عن كل أنثى صادفها
أنتي عندك فوبيا من الأماكن المغلقة!..زي الأسانسير مثلا!
نظرت إليه داليدا ب تعجب ثم همست نافيةلا...
أومأ ب رأسه وهو يبتسم ب سخرية حقا أنها لا تشبه أحد من النساء..فتحت أبواب المصعد لتتحرك داليدا يتبعها جاسر حتى وصلا إلى غرفته..أشارت إليها ثم إلتفتت إليه ب إبتسامة عذبة متشدقة
هي غرفتك..خدلك بريك اليوم..وبكرة بتشتغل..أوكيه!
هز رأسه ب موافقةتمام..شكرا يا مدام داليدا..عذبتك معايا
وضعت يدها على ذارعه ب عفوية ثم قالتلا عڈاب ولا شي..راح روح أنا..بعد إذنك...
أبعدت يدها التي نظر إليها جاسر ب دهشة وتقدمت بضع خطوات قبل أن تلتفت إليه قائلة
ما بعرف أنت ليش عم تهرب..بس الهرب ما راح يفيد...
قالت عبارتها ثم رحلت تاركة إياه يبتسم ب تهكم قائلا
كله عمال يقولي بطل تهرب..هو أنا لو كان عندي حل غيره مكنتش عملته...
تنهد قبل أن يستدير ويضع المفتاح ب البا ليهتف وهو يدلف
عالم مخها تعبان...
كان ب طريق عودته إلى القاهرة لكي يطمأن على شقيقته حتى أوقفه إثنان على مقربة من العاصمة..يطلقون الړصاص على إطارات السيارة مسببين ثقبها..ليتوقف شريف ب صدمة وهو يخرج سلاحھ
إتجه الأخران إليه سريعا..يجبرانه على الهبوط من السيارة..ثم نزعوا سلاحھ عنه..ليضع الأخر بندقيته على صدر شريف هاتفا
لا تتدخل ب حاچات أنت مالك دخل بيها يا باشا
إبتسم شريف ب تهكم قائلاهو بعتلي باقي البلطجية يجيبولوا حقه...
لكمه الذي يتحدث ب أنفه لتتسع إبتسامة شريف ثم هتف
وماله..عارفين أنا لو قتلتكوا دلوقتي محدش
هيقولي كلمة..خصوصا إنكوا بتتعدوا على ظابط
لكزه الأخر ب بندقيته قائلاخلاص..خليك بحالك وأنت لا تجتلنا وإحنا لا نأذيك
بس الأوبشن دا مش عندي...
ب لمح البصر كان شريف يضرب ذقن الأخر ب مؤخرة ظهره ثم دهس قدمه..ليضع يده حول بندقية الذي أمامه ورفعها إلى أعلى قبل أن تصيبه
أعتدل الذي خلفه و ضربه على مؤخرة رأسه..مسببا إليه دوار..ليمسك الذي أمامه بندقيته ويوجها ناحية رأس شريف هادرا ب قوة
إتشاهد على روحك يا باشا
مش قبل أما أقرأ لك الفاتحة...
شريف..ليسقط أرضا
وجه البندقية إليه وضړب الړصاصة لتصيب شريف ب خدش بسيط في صدره عندما إستدار ب جانبه كي تفاداها..وقبل أن تصيبه الثانية كان قد إنقض عليه جاذبا أياه من تلابيبه ثم سحب بندقيته ليلقيها أرضا و وجه إليه بعض اللكمات الموجعة حتى سقط الأخر من فرط الألم
عدل شريف من قميصه المشعث ثم ركل الساقط أرضا ب معدته متشدقا ب شراسة
روح قول ل اللي بعتك..إن حسابنا بدأ..وخلي الدين اللي ليه ينفعه...
خد صاحبك إدفنه..إكرام المېت دفنه برضو...
بعدما وصلت روجيدا إلى منزلها قامت ب طهو الطعام للجميع ثم دلفت إلى الصغيرة التي تلعب ب ألعابها الصغيرة تجلس معها وتداعبها حتى صدك صوت هاتفها لتتجه إليه وتجيب
ألو!...
ساد الصمت على الطرف الأخر لعدة ثوان
جاسر!!...
وأيضا الصمت كان الرد على همسها الذي خرج ك رجاء أن يكون هو..تجمدت ب مكانها وهى تسمع همسه
وحشتيني...
إرتفعت زاوية فمها فيما تشبه إبتسامة ثم همست وهى تتحرك إلى الشرفة
عامل إيه يا جاسر!
تجاهل سؤالها وعاد يهمسبقولك وحشتيني
بس دا فات كام ساعة بس
إبتسم ب حزن قائلاما أنتي وحشتيني كل ثانية ف الكام ساعة دول...
وضعت يدها على فاها تكتم ضحكة كادت أن تنفلت منها لتقول بعدها ب مكر
كان ممكن متسافرش على فكرة
إبتسم وقالڠصب عني على فكرة
ردت عليه بما يشبه العتابكل مرة بتقول ڠصب عني..بس مبيكونش ڠصب عنك
إبتلع
غصته وقالالمرادي ڠصب عني بجد...
قررت تجاهل ذلك الحديث الذي لن يجلب سوى الحزن لتأخذ نفسا عميق ثم سألته
هترجع أمتى!
جاءها الرد بعد لحظات طويلةمش عارف
عقدت ما بين حاجبيها وقد بهت وجهها لتسألهيعني إيه!
أغمض جاسر عيناه ثم قالمش عارف الشغل هيخلص أمتى...
كان صوته يحمل رعشة غريبة أنبأتها أن القادم لن يكون سارا ب المرة لتبتلع ريقها ب صعوبة ثم همست
هتتأخر عليا!
أجابها ب صوت بدى عليه الألمخاېف فعلا أكون إتأخرت عليكي
هتفت بسرعةلألأ..صدقني لسه متأخرتش..هستناك يا جاسر..وعد مني هستناك لأخر عمري..زي..زي ما إستنيتك قبل كدا...زي ما أنت مخذلتنيش قبل كدا...
أغمض عيناه ب قوة حتى آلمه جفناه من شدة الضغط عليه ليهمس بعدها ب إنكسار واضح
خاېف المرادي أخذلك
أبتسمت هى الأخرى وقد هطلت عبراتهاعمرك ما خذلتني يا جاسر...
مسح على وجهه يحارب تلك الرغبة العڼيفة ب البكاء..ليجلس على طرف الفراش بعدما أحس ب ألم طفيف ب صدره ليهتف ب توسل
عشان خاطري خلي بالك من نفسك..وإسمعي كلام الرجالة..متمشيش لوحدك ولا تخلي جلنار تروح الحضانة لوحدها..متخلنيش أقلق يا روجيدا
هحاول..متزعليش مني...
كان أخر ما همسه قبل أن يغلق لتضع هى الهاتف على صدرها تعتصر عليه وبدأت في البكاء الصامت حتى أخرجها صوت طرق على الباب
مسحت عبراتها ثم
توجهت إلى الباب وفتحته لتجد شريف يقف و وجهه مدمى
شريف!!..إيه اللي عمل فيك كدا!..تعالى خش...
منعته يد الحارس الذي يبدو على وجهه الڠضب ونفاذ الصبر ليقول ب جفاء إليه
جاسر باشا محذر من دخولك أنت بالذات هنا...
دلفت روجيدا إلى الخارج وقالت ب صرامة
وجاسر باشا لو كان شاف حالته كدا كان ډخله..بعد إذنك نزل إيدك أنا مش هسيبه يمشي
دي أوامر يا هانم
خلي أوامرك تنفعك..أنا بقولك يا تدخله يا توريني عرض كتافك..كلامه مش هكرره مرتين
يا هانم حضرتك لوحدك جوه
نفخت ب ڠضبجدتي جوه ومعايا بنتي..ويقدر حد فيكم يدخل معايا لو كان دا يريحك...
نظر إلى صديقه الأخر الذي أومأ إليه ب معني نعم..ليساعد شريف على الدلوف وإجلاسه على الأريكة..توجهت روجيدا إليه بعدما أحضرت صندوق الإسعافات
جلست أمامه على الاريكة وب جانبها يقف الحارس متأهبا لشريف ما أن يحدث شيئا..ليتحدث هو قائلا
أنا أسف بجد إني جيت بالشكل دا..بس لو رحت لسمر كدا..مش بعيد تروح فيها
عاتبته روجيدامتقولش كدا..أنا عارفة أكيد
حاډثة زمان لسه مأثرها عليها..أنا فاهمة...
أومأ ب رأسه ثم صمت لتسأله هي
مين اللي عمل فيك كدا!
أبتسم شريف وقالمش جاسر مټخافيش..دول شوية بلطجية
نفخت ب غيظ قائلةأنا مش عارفة إيه حكاية البلطجية اليومين دول!!...
فهم شريف إلى ماذا ترمي ليدور حديث جاسر ب رأسه عما قاله ل اللواء يسري وك تعبيرا عن إمتنانه الخفي لإنتهاء معاناة شقيقته وجد نفسه يقول
ملقتش فرصة أعتذر عن اللي حصل
مش فاهمة قصدك!
ليوضح ب هدوءاللي حصلك أنتي وجلنار إمبارح
ضيقت روجيدا عيناها وقالت وأنت إيه علاقتك ب اللي حصل!!
أخذ نفسا عميق ثم قالالناس اللي ضربوا عليكوا ڼار دول هما نفسهم عيلة جبر جوز أختي الله يجحمه...
نظرت إليه ب إستفهام وأكملت عملها ليصر شريف على أسنانه كونه سيقول هذا ولكنها تستحق الأفضل
جاسر كان بلغ عنهم وسجن كتير منهم..والباقي حب ينتقم ف قال ينتقم منه فيكم
هتفت روجيدا ب جمودوأنت عشان كدا بتعتذر!
عارف إني متأخر..بس والله عرفت كل حاجة بعد أما حصل اللي حصل...
لم ترد عليه روجيدا لتتفحص چرح صدره..لتأخذ أحد الإبر قائلة وهى تنهض
الچرح محتاج يتخيط..هروح أعقم الإبرة وأجيلك...
..إلا أنها أجبرت نفسها على التصديق ف هي حقا ك الغريق الذي يتعلقة ب حبل النجاه الواهي..هى تريد أن تحيا دون هرب..حياه طبيعية تجمعها ب معذبها..لتزداد عزيمتها على إسترجاعه ولكن دائما..تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن...
الفصل ٢٠
لماذا أراك على كل شيء
كأنك في الأرض كل البشر
كأنك درب بغير انتهاء
وأني خلقت لهذا السفر..
إذا كنت أهرب منك .. إليك
فقولي بربك.. أين المفر!
مجددا وكأنما يراها لأول مرة..تلك الشعلة من الثقة وهالة القوة التي لا يستطيع أحدا مقاومتها تماما كأول لقاء..لم تكن تلك الهالة من القوة وتلك الشعلة من الثقة موجودة منذ دقائق..ولكن حديثه جعلها تعود كما تمنى..لا يستطيع أن يلوم جاسر عن عشقه المچنون بل المهووس بها..وبالرغم من وجهها المقتضب إلا أن بريق عيناها قد لمع من جديد وكأنها شمسا في سماء حالكة السواد
لاحظ تدقيقه بها ليخفض رأسه سريعا يلعن شيطانه ونفسه الأمارة ب سوء..سمع صوتها القوي يهتف ولم يخف عليه تبدل لهجتها معه
مفتحتش القميص ليه!
رفع حاجباه وقالأسف..سرحت شوية...
ضحكت وقالتودا غير اللي أنا قولته!...
ضحك هو الأخر ورفع منكباه ب خفة دليلا على أنه لا يعلم ماذا يقول..هزت رأسها ب يأس وأكملت عملها ليسألها بغتة
هو أنتي مش ناوية تتجوزي تاني يا روجيدا!!...
أجفلت عند سماعه لسؤاله الغريب..لتقوم ب غرس الإبرة عن طريق الخطأ ب حرجه ليتأوه ب ألم ف إنتفضت وإبتعدت هاتفة ب تلعثم
أسفة..مكنش قصدي..بس أنت قولت إيه!
مسد على جرحه وتساءلسألتك مش ناوية تتجوزي تاني!...
نظرت إليه ب عدم تصديق أهو حقا يتساءل عن إمكانية زواجها مرة أخرى..ولكنها رأت خلف ستار السؤال العفوي رغبة جامحة ب عيناه لإمتلاكها لذلك وب دون مواربة وقوة أصابته ف الصميم
خالص..من بعد جاسر مبفكرش ولا هفكر..ببساطة لأني لسه بحبه ومش ناوية أتخلص من الحب دا...
لمحة من الألم مرت ب عيناه جعلتها تشعر ب الأسف عليه..تعلم أنه يحبها وقررت إستغلاله ولكنها أوضحت أنهم أصدقاء..هذا خطؤه..هكذا أقنعت نفسها
إنحنت مرة أخرى وأكملت عملها لتهتف دون النظر إليه ب نبرة ذات مغزى
ساعات بنفكر إن الشخص اللي جنبنا هو دا الشخص المنشود..لكن فجأة ومن غير مقدمات بتكتشف عشق مكنش على بالك
إبتسم ب سخرية عندما وصله مغزى حديثها ثم قالبس لما تكون متأكد من مشاعرك دي مبيكونش زي ما قولتي..لما تفضل تحلم إنك تشوف حد شوفته مرة واحد من كان سنة وتشوفه وتلاقي نفسك حاسس إنك ملكت الدنيا مبيكونش كدا...
لم ترد قررت التجاهل بكل الطرق..هذا الحديث لن يجلب لكلاهما سوى الألم وهى لا تريد إيلامه..تنهدت وهى تنهي عملها لتقوم ب تطهير الچرح مرة أخرى ثم ضمدته
نهضت ثم توجهت إلى غرفتها تجلب له أحد الكنزات القطنية التي إشترتها من أجل جاسر ثم عادت ومدت يدها إليه قائلة
خد التيشيرت دا وهات القميص أغسله بسرعة وأجبهولك...
أومأ دون حديث لتقول وهى تدلف إلىغرفة إبنتها
هبعتلك جلنار لما تخلص..إبعتلي معاها القميص
طيب...
قالها لترحل روجيدا لينزع القميص عنه ب عڼف وهو يلعن ذلك القلب الأحمق على عشق لن يكتب له النجاح
ثوان وسمع صوتا طفولي يهتف ب سعادة
أنكل شريف!..أخيرا جيت
حملها شريف مع إبتسامة ثم هتف عشان الأميرة جلنار وحشتني وقولت أشوفها...
ختم حديثه مع قبلة عميقة على وجنتها لتبتسم ب خجل..بقى ينظر إليها مطولا ف هتفت وهى تنظر إلى چرح صدره ب حزن
مين عورك!
ربت على خصلاتها وقالدا
وأنا
بلعب
وضعت
يدها على فاها قائلةهو أنت صغير عشان تلعب!
ضحك ثم قرص وجنتها قائلاأيوة يا لمضة كلنا بنلعب..مش مامي بتلعب معاكي!...
أومأت ب طفولة وإبتسامة متسعة ليهتف هو
طيب يبقى ألعب ولا ملعبش!
لأ إلعب...
قالتها ثم ضحكت لينزلها هو أرضا وينزع عنه قميصه ويرتدي الكنزة التي جلبتها إليه روجيدا..ثم أعطى قميصه إلى جلنار قائلا
يلا ودي دي لماما...
أخذته ثم ركضت إلى الداخل..ليقرر النهوض والرحيل دون حتى أن ينتظر رؤياها مرة أخرى
دائما كانت الوحدة رفيقة العاشق..المنزوي..البائس..الكتوم..الفاقد لذة الحياة..أما في حالته ف كان هم جميعا..يشتاقها حد الجنون..بعدما تذوق جنة اللقاء وحلاوة التلامس..عليه أن يتذوق چحيم الفرق. تساءل ب غرابة كيف تحمل ثلاث سنوات قبلا دون أن يتلمس يدها!
ضحك ب تهكم أنه لم يبتعد..لم يفقد هوسه بها عندما طلبت الإنتقال والعيش ب مكانا أخر تطوع هو ب البحث الذي لم يدم ساعات حتى وجد تلك الشقة القريبة من شركته..كان يراقبها ليلا ونهارا..ينتظرها تخرج من البناية تودع الصغيرة ب الحافلة الخاصة ب روضتها..عناق ثم قبلة وإبتسامة..لترحل جلنار وتبقى هى تتأمل المارة قليلا دون أن تنتبه لذلك العاشق المچنون الذي يراقبها ب لذة وإشتياق مهلك
يرحل ويصعد إلى شركته لتبدأ جولة أخرى من المراقبة..عينان فيورزيتان شادرتان تتأملان النيل..بين يديها كوب من الشاي ..يتفوه بها كلما قربت الكوب من شفتيها..حياه أخرى كان يحيها وهو يراقبها..يعلم أن تتذكر حياتهم معا..ف ذلك الشرود يبدأ ب إبتسامة يتبعها دمعة تسير على وجنتها ب ضلال
ضحك وهو يضع يده على عيناه عندما تذكر طلبه الصغير من فتاته
صوريلي ماما وهى نايمة..وكانت الصغيرة أكثر كرما..بل كرما ب سخاء..حققت مطلب عاشق ومطلب زوح يشتاق إلى زوجته..ليترك لعيناه حرية النظر إليها كاملة..
وضع يده على صدره يتذكر يوم الوشم..كان أكثر الأيام سعادة..ذهب إلى ذلك المكان..ب الرغم من كونه يكره ذلك..إلا أنه أراد الشعور بها على جسده..ف وشم رائع على جسده ب اسمها يكفيه
نهض ونزع قميصه وحدق ب وشمها على صدره..نفس الحروف ونفس الزخرفة جعلت عيناه تطوف ب ذكرى رائعة
عودة إلى وقت سابق
فوق سطح هذا المنزل الريفي..تمدد كلاهما ب شكل متعاكس..ولكنه يضع أنفه عند وجنتها ..لتضحك وتهمس ب خجل
بس بقى
بس إيه!!...
قالها وبدأ يداعب خصلاتها الكستنائية..لتبتسم ب إتساع..
أنت واخد بالك إحنا فين!!...
جاسر الله!!...
قالتها ب إعتراض ..ثم إبتعدت أكثر
صوتك يا هانم
زمت شفتيها بعدما إنتفضت ثم قالتالله!!..ما أنت اللي مش محترم نفسك
نهض ونفض ثيابه ثم قال ب خبث إذا جاسر الصياد محتاجله حملة تربية...
فتح عيناه .إبتسم
يا صباح الفراولة
يا صباح بيحلى بجاسر الصياد...
إبتسمت وإبتعدت تقول ب شقاوة
أنا كنت بفكر ف حاجة وأنت نايم
تساءل ويداه تهبط إلى ظهرهاإيه هى...
إلتفت تجذب قلم لتفتحه تحت نظراته المتعجبة..لتكتب على صدره تحديدا فوق قلبه حروف اسمها ب زخرفة رائعة..إبتسامة عذبة رجولية إرتسمت على وجهه عندما سمعها تهتف ب حب
عشان أفضل ف قلبك ديما
إبتسم وهمس مش محتاجة تكتبي اسمك..
إنتهت الذكرى مع وضع يده على صدره يتنهد ب عڈاب..قد تكوز قد نست تلك الذكرى الرائعة ولكنه لم ينساها..ف هى السبب في وشمه الحالي
تحمل من الحزن الكثير
تصبحي على خير يا فراولتي...
في صباح اليوم الموالي كان سامح يقف أمام المرآه يعدل رابطة عنقه ب صعوبة بالغة وكأنه ينازع ف تأفف تاركا إياها ثم هتف ب نزق
جرى إيه يا نادين!..أنتي بتخترعي الذرة جوه...
فتح الباب ما أن أنتهى من عبارته..لتقول وهى تعدل ذلك الحزام على خصرها
بتزعق ليه يا سامح
تأفف مرة أخرة وتشدق ب غيظإعمليلي الزفتة دي مش عارف أعملها
ضحكت وقالتبس كدا!..عنيا يا سيدي...
أفاق من تأمله
وهى تعدل تلك الرابطة..ليحيط خصرها ويسألها ب صوت مبحوح متأثرا ب طلتها
أنتي ناوية تخرجي كدا!
عقدت حاجبيها لتقول وهى تستند على صدرهكدا إزاي يعني...
قرص خصرها ب خفة لتضحك ب عفوية ثم هتف وهو يقربها أكثر
أنتي مش شايفة نفسك إحلويتي إزاي بعد الحمل!
همهمت امممم..بجد!!
ردجد الجد..فكريني كدا اللي هتابعي معاه دكتور ولا دكتورة
ضحكت وهى تميل على وجنته دكتورة يا حبيبي..متقلقش
حتى لو ست.
ضحكت بعدم تصديق قائلةبتغير من واحدة ست!..مش ممكن
ضحكت ب صوت أعلى وهى تقبل وجنته قائلة ب حب
واللي يحبها صعيدي يبقى يا بختها..وفعلا يا بختي بيك...
أمسك كلا كفيها ثم رفعها وقبلهما عدة قبلات ليجذبها خلفه متشدقا ب إبتسامة
يلا عشان لا فيه دكتورة ولا فيه شغل...
إبتسمت وتبعته ا وهو يحادث والدته التي وصتهما ب العناية ب بعضهما..ليومئ كلاهما ثم يرحلان
صعدا إلى السيارة وإنطلق السائق بهما وتبعتهما سيارتان لحراستهما..سألته نادين وهى تمسك يده
لسه ضلوعك بټوجعك
هو ضلع واحد..ولأ الحمد لله..لما بضغط بس عليه بيوجعني
يارب تتقطع إيد اللي عمل كدا
ضحك سامح ثم قاللأ دا روحه هى اللي إتقطعت...
حركت رأسها ب إستفهام ليقول موضحا
جاسر برضو عمل اللي ف دماغه..وقرر يعلمهم الصح
هتفت ب دهشةهو مش راحم نفسه! إفرض كان جراله حاجة لقدر الله!..هيسيب بنته ومراته لمين!
ربت على خصلاتها قائلاجاسر بيحسب خطواته يا نادو متاخفيش..هى ماشية معاه بستر ربنا
ربنا
يهديه..ويرجعوا لبعض عشان المرار الطافح اللي هما معيشينوا لينا دا
قولي يارب...
وصلا بعد مدة طويلة إلى عيادة الطبيبة التي كانت خالية تقريبا من المرضى في هذا الوقت من الصباح..دلفا إلى الغرفة ورحبت بهما الطبيبة ثم طلبت من نادين الإستلقاء على الفراش
فعلت نادين ذلك ثم عاونها على الإستلقاء..لتبدأ الطبيبة ب فحصها وعلى وجهها علامات راضية..أغلقت الجهاز ثم قالت ب إبتسامة
ما شاء الله..واضح إن مدام نادين مشت على التعليمات مظبوط
رد عليها سامح ب إبتهاج يعني كل حاجة تمام!..صحتها هى والبيبي كويسة!
ردت عليه ب نفس الإبتسامةأحسن مني ومنك كمان..أنا عوزاكي يا مدام نادين تمشي على نفس الفيتامينات والأدوية اللي أنا كتبتهالك المرة اللي فاتت
أومأت ب موافقة ثم همست ب إبتسامة سعيدةحاضر يا دكتورة...
نهضت الطبيبة ثم قالت وهى تجلس على مكتبها
البيبي عمره شهرين..كمان شهرين زيهم ونص ونقدرنتعرف على نوع الجنين...
رد عليها سامح وهو يعاون نادين على إرتداء ثيابها
كل اللي يجيبه ربنا كويسة يا دكتورة
إن شاء الله ربنا يكرمكوا بكل حاجة كويسة...
صافح سامح الطبيبة ثم رحلا إلى الشركة تحت إصرار نادين على الحضور معه..ليدلف إلى الشركة وهى ب جانبه تتطلع إلى كل إمرأة من العاملات هنا تحي زوجها ب نظرة وكأنها قطة شرسة تستعد للإنقضاض على من يتجرأ ويمس أطفالها ب سوء
ما أن دلفا إلى المكتب حتى إنفجرت نادين ب وجهه تحت نظراته المشدوهه
هو أنت كل واحدة تقابلها تسلم عليها!
ردد ب عدم فهم أسلم عليها!!..مش فاهم
لكزته ب كتفه هاتفةأه بتسلم عليها ومش ناقص غير تبوس وتحضن كمان
كبت ضحكته ب صعوبة وقال ب مزاحااااه هى دي هرمونات حمل بقى ولا إيه!!...
ضړبته ب صدره عدة مرات
قبل أن يجذب يدها إليه يمسك يدها مانعا إياها من ضربه لتهتف ب عڼف
يا بارد يا مستفز يا...
كانت نادين تضع وجهها أرضا ليبتسم سامح ثم هتف بعدما إستعاد أنفاسه
أدخل...
دلفت السكرتيرة الخاصة ب سامح..وليتها لم تدخل..ف كانت حسناء لدرجة جعلت نادين تشهق ب ڠضب ناظرة إليه ب إتهام..حتى ثيابها اليوم منمقة عن العادة
زفر سامح ب يأس فما كان عليه أن يجلبها إلى هنا..فهي لن تقوم سوى ب إفتعال المصائب ليسأل السكرتيرة سريعا يتجنب
ثورة من الڠضب
في حاجة!
أه يا فندم..في واحدة مصرة تقابلك برة
أتاهم صوت نادين الغاضب واحدة!...
نظرت إلى سامح ثم أشارت ب سبابتها وهتفت ب عڼف
وأنت بيجيلك وحدات هنا كتير!
همس ب أذنهاإهدي يا نادين..أنا والله ما أعرف مين...
ثم عاد ينظر إلى سكرتيرته متجاهلا تلك التي تتأفف ب ضيق وتساءل ب إهتمام
مقالتش مين!
حركت رأسها نفيا ثم قالتلا يا فندم..بس هي مصرة جدا
طب خليها تدخل...
أومأت ثم أنصرفت..لتمسك نادين يد سامح وتشد عليها..ليجذبها من خصرها إليه هامسا وهو يغمز ب عبث
غيرة