جاسر
المحتويات
عن ملاحقة جاسر
ردت عليها كاثرينبلى..ولكن كل محاولاتها باءت ب الفشل..لم يستطيعوا أن يؤذوه من ثغراته..جاسر كان حذر وأخبرنا ب الكثير من المعلومات وكنا نساعده..وفجأة إنقطع كل شئ..أظنم يئسوا
تمتمت روجيدا وكأنها تحادث نفسهاهم لا ييئسون أبدأ...
أخذت روجيدا عدة أنفاس لتهدئ نبرتها المضطربة ثم عادت تقول
أشكرك كاثرين..أتمنى أن تلدي على خير...
وعلى الجانب الآخر ما أن أغلقت كاثرين الهاتف حتى إلتفتت إلى ستيف الجالس ب جانبها لتتساءل وهى تشعر ب تعاطف مع روجيدا
لم يفعل ذلك بها! لم لا يخبرها الحقيقة!
همس ستيف ب شرودإنه يحميها...
الفصل ١٩
فهى ظالمة لمن يبحث عن الحق...
قاسېة لمن يبحث عن الحب...
ولكنها ك الچحيم عندما تبحث عن الإثنين...
ومسافرتش إمبارح لما سبتها ليه!
رد عليه جاسر دون النظر إليهكان لازم أظبط أموري الأول..وأرتب شوية حاجات...
أومأ صابر وأكمل طريقه إلى الميناء الجوي ب صمت قبل أن يلتفت إليه جاسر مرة أخرى ثم قال
إبتسم صابر قائلامتخافش ف عنيا
عاد جاسر يقولمش عاوزها تعرف اللي حصل..لو سألتك قولها ناس كان ليها طار مع جاسر وهما اللي ضربوا سامح
وممكن متسألنيش
ممكن..بس أنت أحكي لبسنت كدا ولما تسألها هى هتحكلها على كل اللي أنت قولته
سأله صابر وهو ينظر إليهوأنت مش عاوز تعرفها ليه
أخرج جاسر زفيرا حار..وإلتفت إلى النافذ يشاهد الطريق ليقول صابر وهو يزم شفتيه
يعني مفيش غير الحل دا!
هو لو كان فيه كنت بعدت!..أنا بس مش عاوز أكون أناني وهى مش مستوعبة دا
رد عليه صابر ب بديهيةلأنها بتربط حقايق قدامها..يعني لما كلنا بنقنعها إن دول شوية بلطجية
وهى ليه مقدرتش تكشفك بسهولة!
أكمل جاسر ب نفس الإبتسامةهى شكت فيا عشان كدا إتصلت بستيف
تساءل صابر ب عقدة حاجبعرفت منين!...
أمسك جاسر هاتفه و وضعه امام وجه صابر ليجد رسالة نصية من ستيف..تفيد ب أن روجيدا هاتفت زوجته وقد قصت عليها ما إتفقوا عليه جميعا..هز الأخير رأسه ب يأس وقال
إبتسم جاسر ب تهكم مشبع ب الألممش أكتر من اللي خسرته...
وصلت السيارة إلى الميناء الجوي ليترجل جاسر من السيارة يتبعه صابر ليدلفا وأنهيا الإجراءات اللازمة ليودعان بعضهما ف قال جاسر
أنا ماشي وعارف اني سايبلك حمل كبير..بس أنت أده يا صابر أنا عارف..خد بالك من أهلي ونفسك
عانقه صابر ب قوته وهتفخد بالك أنت من نفسك بس وملكش دعوة ب الباقي...
ربت صابر مرة أخرى على ظهر صديقه ..ثم إبتعد عنه وتركه
تمام..أول أما أوصل هكلمك...
ثم أغلق الهاتف وبقى ينتظر طائرته..حتى أعلن عنها لينهض ب تكاسل راحلا
صعد إلى الطائرة ب قلب ينبض ب ضعف..كم أن الحياه غير عادلة أبدا..هذا ما ردده عقله..حب يأبى الظهور إلى النور وقلب خر صريعا ..عشق دام سرا..وقدر يبقى البوح..كم ود لو تتوقف الحياة عند لحظات اللقاء لكان أخذها ورحل بعيدا دون أن ينظر وراءه..ولكن وما نيل المطالب ب التمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا..وهذا ما سيفعله
وضعت الحقيبة على الفراش و بدأت ب وضع ثيابها وثياب طفلتها ب تبعثر بينما هى تتمتم ب كلمات لاذعة ب حق جاسر..ټلعن قلبها وجسدها اللذان إستسلما له أمس
كانت نادين تشاهدها ب عقدة حاجب على تلك الكلمات المبهمة التي تطلقها لتسألها
بتقولي إيه يا روجيدا!
قفزت روجيدا هاتفة ب حنقمتتكلميش معايا يا نادين...
فهميني مالك بس!..أكيد مش كل دا عشان جاسر سافر وسابك فجأة!
هتفت ب عنادلأ عشان كدا
إبتسمت نادين ب مكرطب عيني ف عينك كدا!...
ضيقت نادين عيناها ونظرت
إلى خاصتها ب قوة..لترف روجيدا ب عيناها مرة قبل أن تخفض رأسها لتبتسم نادين ب إتساع قائلة ب نبرة منتصرة
مش قولتلك!..ها يلا قولي اللي عندك...
عادت تمسك يدها لتجذبها وتجلسان على طرف الفراش لتقول روجيدا بعد وقت طويل من التفكير وقد إرتسم على وجهها خيبة الأمل
بعد أما قررت أسامحه يا نادين..فجأة يقولي مسافر
تساءلت نادينثانية واحدة بس..تسامحيه إزاي!..هو إيه أصلا سبب طلاقكم اللي محدش يعرفه لحد دلوقتي...
طاف عقلها ب ذكرى جاهد الإثنان لنسيانها..إحتبست أنفاسها وهى تعيد تلك الأحداث..لا تزال تشعر ب صڤعته المدوية التي هبطت على وجنتها..لا تزال تسمع صوت تمزق كنزتها تبعها صوت صڤعته وصراخه الۏحشي..لمعت عيناها ب عبرات أبت أن تهبط ف بقت معلقة ب عيناها
أخفضت وجهها تغمض عيناها ثم عادت ترفع رأسها هاتفة ب تنهيدة
معرفش يا نادين..صدقني لو كنت أعرف مكنش دا بقى حالنا
عقدت حاجبيها ثم قالت بعدم فهممش عارفة إزاي!..أومال الطلاق حصل على أي أساس
ضحكت روجيدا ب أسى قائلةعلى أساس إن جاسر قرر..على أساس إنه يختفي ليلة ويرجع يقولي إحنا لازم نتطلق
ومسألتيش!..مشيتي وراه زي الهبلة كدا!
وضعت يدها على خصلاتها قائلةكنت تعبانة ومصډومة إني أعارض أو أسال..كل اللي فكرت فيه إني موجوعة وعاوزة الۏجع يخف
ربتت نادين على كف يدها قائلةوالۏجع خف لما سبتيه!
نفت ب رأسها وهمستأبدا..بالعكس دا الۏجع زاد لحد أما حسيت ب ڼار جوايا..ڼار بتاكل قلبي وروحي..ومسبتش وراها غير رماد..جات شوية هوا صغيرين طيروها بعيد...
جذبت نادين رأس روجيدا لتضعها على رأسها تربت عليها ثم همست وهى تبكي دون علم منهما
حاربي يا روجيدا..حاربي عشان ترجعي الڼار دي تاني..بس أقوى..خليها أقوى عشان ترجعي جاسر ليكي .. حاربي زي ما أنا حاربت زمان مع سامح..لحد أما بقينا زي ما أنتي شايفة...
أبعدت رأسها عنها لتحيط وجنتيها قائلة ب إبتسامة مختلطة مع عبراتها
ف لحظة زمان حسيت إن كل حاجة وكل قصر بنيته ف الهوا إتهدت فوق راسي..كل حلم حلمته فجأة بقى كابوس..کرهت سامح لدرجة إني حاولت أقتله ف يوم
همست روجيدا ب عدم تصديقتقتليه!
إتسعت إبتسامتها ثم قالتأها..
صمتت وكأنها تسترجع أحداث مر عليها الزمن لتضحك وهى تقول
كنت ماسكة سکينة وخلاص أخدت قراري..يا المۏت يا المۏت..المشكلة إنه موقفنيش دا قالي لو دا هيريحك إعمليها..وخلاص كنت واخدة القرار لكن فجأة لقيت نفسي رميت السكنية وبقوله بكل برود...
نهضت نادين وهى تعجز عن كبت ضحكاتها لتقول وهى تدير ظهرها إلى روجيدا تمثل أحداث ما حصل
لأ خلاص غيرت رأيي..أنا أصلا معرفش هخفي الچثة فين...
ضحكت روجيدا هى الأخرى لتجلس نادين قائلة من بين ضحكاتها
والله فكرت نفسي إتجنيت رسمي..فجأة إتحولت رغبة القټل لبرود فظيع..كل ما أفتكر الموضوع دا أفطس على نفسي من الضحك..لأ وسامح جننته ف الفترة دي..بصراحة إستحمل كتير...
هدأت ضحكات نادين ومعها ضحكات روجيدا لتتحول معالم الأولى إلى الجدية ثم هتفت
اللي عاوزه أوصلهولك..مفيش مانع تفقدي عقلك أو تفقدي روحك شوية..أهم حاجة هتعرفي ترجعيها ولا لأ
إبتسمت روجيدا ب إمتنان قائلةشكرا يا نادو
ردت عليها ب مرحيلا أي خدمة..قومي كملي شنطتك وأنا هجهز جلنارتي
هتفت روجيدا ب إعتراضمش عاوزة أتعبك...
نهضت نادين ثم قالت وهى تشيح ب يدها
تعب إيه!..أنا مش بعمل دا عشان خاطرك..أنا رايحة أتوحم على جلنار
ضحكت روجيدا وقالتمتبقيش تيجي ټعيطي بقى...
دلفت نادين إلى الخارج وبقيت هى تكمل حزم حقائبها لترحل معها جدتها..ظل حديث نادين يصول ويجول ب
رأسها حتى هدأت ملامحها وقررت إنتظار عودة جاسر إليها لتبدأ عملية إسترجاعه..هذه المرة هى جادة
وصلت بسنت إلى المجمع التجاري لتشتري منه ثيابها حتى إنتهت ليجلسا في أحد المطاعم يتناولان طعام الغداء لتسألها هاجر ب إهتمام
وروجيدا عاملة إيه!
رفعت بسنت منكبيها وقالتبتحاول تكون كويسة
أومأت هاجر ب رأسها قائلةمعاها حق..اللي مرت بيه مش سهل...
وافقتها بسنت الحديث..إرتشفت من كأس الصودا الخاص بها لتضعه مرة أخرى ثم تساءلت ب جدية
هو أنتي ليه مقولتيليش إن جدة روجيدا تعرف عن جوازك من بابا!...
رفعت هاجر رأسها ب صدمة ألجمت فاها عن الحديث لتتساءل ب صدمة وهى لا تزال تحدق ب إبنتها وكأنها تقول حديث ب لغة تعجز عن فهمها
مش فاهمة!..عارفة إزاي يعني..ومين اللي قالها!!
إرتفع حاجبي بسنت تتساءل هى الأخرى ب صدمةأنتي مكنتيش تعرفي!
ردت هاجرولو كنت أعرف..كنت هخبي عليكي ومش هقولك!..كنت عرفت روجيدا يوم أما حكيت كل حاجة حتى عشان أبرء نفسي قدامها...
صمتت بسنت وبدت وكأنها إقتنعت ب حديث والدتها التي سألتها ب إهتمام
عرفتي منين!..ومين اللي عرفها!
ردت بسنت ب بساطةجدة روجيدا شفتها لما كنت عند جاسر ف الصعيد وحكتلي على كل حاجة..أما اللي عرفها ف بابا الله يرحمه هو اللي قال لها
إتسعت عينا هاجر ب دهشة لتردد ب صدمةجمال!!!
أها..قالتلي إنه من حقه عشان هما اللي ورطوه معاهم وهى مكنش ليها حق الإعتراض...
هزت هاجر رأسها ب صدمة ولم ترد وأكملا طعامها في صمت حتى رحلا
وب طريق العودة كانت بسنت جالسة ب جانب والدتها ب السيارة حتى لمحت ظل شخص تعرفه..لتطلب من والدتها أن تصف السيارة سريعا..ف إمتثلت لما تقول تحت صدمة لتهبط روجيدا سريعا..لتلحق ب ذلك الشخص
إلتفت على يد وضعت على منكبه ليلتفت سريعا ف وجدها فتاة ذات عينان بنيتان..ليتساءل ب عقدة حاجب
خير في حاجة يا بنتي!
إبتسمت بسنت قائلةأنت مش فاكرني يا عمو!
هز الرجل رأسه قائلا ب إبتسامة بسيطةلا والله يا بنتي..مش واخد بالي
ردت عليه ب هدوءأنا بسنت..مرات صابر إبن حضرتك...
إتسعت إبتسامة الرجل ما أن علم هوية الفتاه ليقول ب حبور
أهلا وسهلا يا بنتي..والله مش عارف أقولك إيه غير إني مبسوط إني شوفتك
أهدته بسنت إبتسامة رقيقة هاتفةلا يا عمو أنا اللي
مبسوطة إني شفت حضرتك تاني
أنا أكتر..باين عليكي بنت ناس
تابعت ب نفس الإبتسامةتسلملي يا عمو...
إبتسم والد صابر وساد الصمت لعدة دقائق قبل أن تقطعه بسنت قائلة
أنا وصابر هنتجوز كمان تلات شهور
إبتسم الأخر ب حزن قائلاألف مبروك يا بنتي..ربنا يتمملكوا على خير
إختفت إبتسامة بسنت وهى تقول ب إستنكارإيه ألف مبروك دي!..هو حضرتك مش هتشرفنا ولا إيه!
هاجي إزاي وإبني وبنتي مش طايقين يبصوا ف خلقتي!
ربتت بسنت على منكبه قائلةلو على دي ف سبها عليا
ردد الآخر ب أملبجد!..يعني ممكن أحضر فرحك أنتي وصابر!
أبتسمت مرة أخرى قائلةإن شاء الله..إعتمد على ربنا وبعدين على العبد لله بسنت جمال...
ضحك والد صابر وباتت تعابير وجهه منفرجة وكأنه عاد صغيرا مرة أخرى..هنا وعلمت بسنت أن هذا الرجل لا يريد سوى إصلاح ما مضى..يريد إسترجاع ما فقده ب لحظة سيطر على عقله الشيطان ليتركه نادما بعدها طوال حياته
إبتسمت بسنت ب رقة لتهتف وهى تنظر إلى والدتها التي تشير إليها
معلش يا عمو أنا مضطرة أمشي عشان ماما مستنياني..بس أكيد هشوفك تاني!
إبتسم والد صابر قائلالو ربنا رايد أكيد
حضرتك ساكن هنا!
نفى ب رأسه ثم هتف وهو يشير إلى أحد المحاللأ يا بنتي..أنا بشتغل ف محل الأدوات الصحية اللي هناك دا..هتلاقيني هناك على طول..لو عوزتيني هتلاقيني هنا
خلاص يا عمو ف
متابعة القراءة