جاسر
المحتويات
ننزل الجنينة تحت...
أومأت روجيدا وكأنها مسيرة لا مخيرة لتهبط الدرج وتعود للخارج مرة أخرى..جلست على تلك الأرجوحة وب جانبها أختها لتسألها وهى تملس على ذراعها ب حنو
أنتي كويسة يا حبيبتي!
نفت ب رأسها
قائلةأنا تعبانة جدا يا بسنت..تعبانة لدرجة إني مش حاسة ب حاجة
جذبت رأسها إليها وهمستجربي ټصرخي يمكن تحسي ب حاجة...
في إيه يا روجيدا!
سألت روجيدا ب فزعفين جاسر!
نفت ب رأسها قائلةلأ..جاسر حصله حاجة...
نهضت بسنت تمسك يدها ثم قالت وهى تبتسم ب إطمئنان تقدر ما بها من قلق
والله صابر مكلمه وإحنا ف الطريق وقاله إنه رايح القسم يكمل التحقيقات وصوته كان طبيعي
ظهر ب صوتها الرجاءبجد يا بسنت!
ربتت على يدها قائلةبجد يا روجيدا..متقلقيش...
كنت أبحث عنك
سألتها روجيدا دون أن تلتفتما الأمر جدتي!
نظرت إلى بسنت ثم قالتبسنت هل لك أن تبقي مع الصغيرة!...
أومأت ب رأسها وقد فهمت أنها تريد الحديث مع روجيدا ب مفردها لذلك نهضت دون حديث..جلست سوزان ب جانب حفيدتها وتساءلت
أومأت روجيدا ب رأسها وبدأت ب سرد ما حدث وأوصالها ترتجف رغما عنها..كانت سوزان تستمع ولم تظهر أي تعابيرة على وجهها حتى قالت بعد مدة من صمت روجيدا
ومن تظنين أنه فعلها!
أجابت روجيدا ب حقدومن غيرهم
تنهدت سوزان قائلةأنا لا أعتقد أنهم من تظنين
ولما!
ب بساطة..هم لا يفتلعون شيئا ب وضح النهار..لا ينفذون ب العلن..ب الإضافة أنهم يسعون خلفك كل ذلك الوقت وها أنت أمامهم ف لم لا ينتهون من أمرك!
وضعت سوزان يدها على ساق روجيدا وقالتأما أنا ف أفعل..من فعل ذلك يكره زوجك..أو ربما ذلك الضخم إفتعل شيئا أغضب أحدهم ف قرر تحذيره..لذلك قام بما حدث...
أزاحت روجيدا يدها عن وجهها لتنظر إلى سوزان قائلة
لا أظن ذلك جدتي..أنا أعلم جيدا أنهم تلك المنظمة
عزيزتي..إنتهى أمر تلك المنظمة منذ زمن..ف منذ زوجك
ضحكت سوزان قائلةوهل تعتقدين أن سيد ضخم ليس ب ندا لهم!...
نظرت روجيدا إليها ب تعجب لتكمل سوزان حديثها وهى تبتسم
أومأت روجيدا ب عدم إقتناع ف هى لن تهدأ حتى تعرف بما يحدث..لتنهض قائلة
حسنا جدتي..سأذهب إلى النوم..تصبحين على خير...
أومأت سوزان ب رأسها ب إبتسامة خفيفة وبقت هى جالسة تفكر فيما حدث
رد عليها
ب جموديلا طلعيها مش محتاجة مخدر
تنهدت الطبيبة وقالتتمام زي ما تحب...
ممكن تميل رقبتك شوية عشان الچرح!...
أنت كويس يا جاسر!..حصلك حاجة
نفى ب رأسه وقاللأ..أنا كويس...
جلس يسري على أحد المقاعد أمام جاسر وبجانبه شريف الذي أخذ يرمقه وكأنه شخص غريب عن الذي يلاحقه..بالرغم من تلك القسۏة البادية على وجهه لا يتستطيع أن يخفي ذلك الحزن الذي إلتهم عيناه
تشدق يسري وهو ينظر إلى جاسر ب أسف
حمد لله ع السلامة يا بطل...
أومأ ب رأسه ولم يرد..يبدو أنه لم ينتبه إلى وجود شريف بعد وإلا لكانت أعلنت المشفى حالة الطوارئ..سأله يسري
إيه اللي حصل!
زي ما أنت شوفت..لما شوفت الواد دا ومسكته..حاولت أعرف منهم أي حاجة بس هما قتلوه
يعني مش أنت اللي قټلته...
إنطلق هذا السؤال من فم شريف ليترفع رأس جاسر سريعا ونظر إليه ب نظرات أكثر قسۏة وظلمة مما كانت عليه..إكتفى ب تلك النظرات ولم يقم ب أي فعل..ليتساءل صابر عله ينهي حرب النظرات تلك والتي لن تنتهي على خير
طب هتعمل إيه!
أخذ نفسا عميق ثم قالمش وقته..
نظر إلى يسري ثم تشدق ب برود
عاوز الموضوع دا ميتعرفش..يعني اللي حصل والناس دي مين...
بتر حديثه وهو ينظر إلى شريف ب تهكم ثم أكمل قائلا
الناس دي عيلة جبر الرشيد..عشاه دخلتهم السچن وهما حبوا ينتقموا
طب واللي حصل وسط الناس!
رفع جاسر منكبيه وهتفعادي..رصاصة طايشة ..تهويش يعني
أومأ يسري قائلاتمام يا جاسر..روح أنت بيتك وإستريح...
لم يرد جاسر بل نهض وإتجه ناحية شريف لينهض صابر هو الأخر إستعدادا لما قد ينشب من شجار
وقف جاسر أمام شريف الذي نهض ب دوره ليميل جاسر ويهمس ب حدة
متفكرش إني بعمل كل دا عشان خاطر عيونك السود..دا عشان خاطر أحمي مراتي اللي كلب زيك حاطط عينه عليها..بس صدقني لما أخلص من كل دا هيكون الدور عليك يا سيادة الملازم...
وربت على كتفه ب ذراعه السليم ورحل ليتبعه صابر حتى دلفا خارج المشفى..عاونه صابر على الصعود إلى السيارة ثم إلتف هو حول مقعده وأدار المحرك وإنطلقت بهم
أثناء القياد تساءل صابر دون أن ينظر إلى جاسر الذي عاد يتلبسه قناع القسۏة لتجعل ملامحه مخيفة
مقولتليش هتعمل إيه!
تنهد جاسر ورد بعد فترةهعمل إيه يعني!..هبعد
ردد صابر ب صدمةهتبعد!..ليه
هما عاوزين كدا...
صمت صابر قليلا يستوعب ما قيل أن جاسر قرر الإنسحاب والإبتعاد ليعود ويقول ب حذر
طب وإيه الجديد..ما هما طول عمرهم عاوزين كدا
رد عليه جاسر ب تعبالمرادي غير
غير إزاي!!
مسح جاسر على وجهه ثم هتف ب قلة حيلةوصلوا لجوه بيتي..صوروا مراتي وبنتي وهددوني..عاوزني أعاند أكتر عشان يضيعوا مني!...
قال عبارته الأخيرة ب حسرة وإنكسار ليرد صابر سريعا نافيا ب تبرير
لأ طبعا..بس أنت كل مرة بتلاقي حل..مش هتصعب عليك المرادي
رد جاسر ب غموضأنا فعلا عندي حل بس...
ثم صمت وكأنه لم يستوعب فكرة الإبتعاد حتى الآن ليحثه صديقه على الحديث
كمل بس إيه!
محتاج أبعد..عشان أعرف أفكر فيه كويس
إيه هو!
هز رأسه يمنة ويسرة قائلامش وقته..لما أتأكد
منه يا صابر الأول...
أنا هسافر لبنان أتابع الشغل هناك
طب ما تخلي حد تاني
لأ..عاوز أبعد عن هنا نهائي
إبتسم صابر من زاوية فمه وقالقصدك تبعد عنها نهائي
إبتسم جاسر هو الآخر قائلالو فضلت هنا هضعف يا صابر..وأنا مش عايز أضعف وأدفع تمن ضعفي..بس التمن دا هيكون غالي أوي
عاذرك يا صاحبي..ربنا يقويك...
ربت على فخذه ب مؤازرة ليقول جاسر وكأنه رجاء
بس عاوز أشوفها قبل ما أسافر..عاوز أودعها هي وبنتي..خاېف تكون أخر مرة
ونعم بالله..ونعم بالله...
كان شريف قد وصل إلى منزله..صف السيارة وهبط منها..إلتفت إلى باب المنزل ليجد ذلك الرجلان اللذان أتيا صباحا إلى منزل تلك الفتاة..أبتسم من زاوية فمه وإقترب منهما متسالا ب تهكم
إيه سبب الزيارة اللي مش سعيدة دي خالص!
أتاه صوتا من خلفهچايين نصفوا حسابنا معاك يا باشا...
جابه شريف ب نظره ثم تساءل وهو يعلم الجواب
حساب إيه يا ريس!
إبتسم الآخر ب لؤمطب فين واچب الضيافة يا باشا
رد عليه ب سخريةموچود..إتفضل...
لم يخف على ذلك الرجل نبرة التهكم ب صوت شريف وهو يقلد لكنته الصعيدية ولكنه تجاهلها حاليا..دلف الجميع المنزل ليجلسوا ثم هتف شريف ب وقاحة وهو يجلس
أعذرني مقدرش أضيفكوا أصل مفيش سكر ولا شاي بالمرة
أبتسم الآخر وهو يهز رأسهوماله..ملوش لزوم الشاي..نجضيها إكدة..ندخل بجى ف المفيد
أيووووة أنا عاوز المفيد يا ريس
أولا أني المعلم رچدي أكبر معلم مواشي ف الصعيد كلاته
إتشرفنا..بس دا مش موضوعي...
صبرك عليا يا باشا..أني چاي أتحدت وياك
هدر شريف ب نفاذ صبروأنا بصراحة مش فاضي لقعدة حكاوي زمان دي
فهم شريف ما يرمي إليه ليتماكر معه ب الحديث
أكيد..بس لما تكون فلوسي مع حد قادر يسدد..واللي بيسترد..بيسترد ب الإحترام..مش يبتعلي بلطجية ويقول عاوز حقي...
كاد أن ينهض الرجلا ولكن رچدي أشار إليهم ب الجلوس..ليعاودا الجلوس..كان شريف يتابع ما يحدث ب إبتسامة متهكمة ليتشدق الأول ب هدوء
عندك حج يا باشا..لكن أني عطيته فرص كتير و برضو مردش الفلوس..جالي مش معايا..جولت وماله يبجى نعجد إتفاج..كدا عداني العيب ولا إيه...
لم يرد عليه شريف ليكمل رچدي حديثه
جولتله أتچوز بنتك مجابيل الفلوس وهو موافقش..يبجى أخد حجي بيدي ولا لع!
الله الله..وليه الغلط بس!!
أمسكه شريف من تلابيبهأنت لسه شوفت غلط..ورحمة أبويا لو هوبت ناحيتهم تاني لكون معلق راسك قدام باب بيتك..الدنيا مش فتونه..ويلا خد كلابك وغور...
ثم دفعه ب حدة وقبل أن يستل الرجلان سلاحمها كان شريف الأسرع و وجه ناحيتهم..إعتدل رچدي ب وقفته وعدل من ثيابه ليشير إلى رجاله قائلا ب توعد
بينا يا رچالة..حسابنا لسه موجفش لحد إهنه...
ثم رحل تاركا شريف يتنفس ب حدة..وها قد إكتسب عدوا جديد
وبين نفسه
جاسر!!..أخيرا جيت...
أنت كويس...
بقيت كويس لما شوفتك..جلنار كويسة!
تساءلت ب غرابةأنت لسه مشوفتهاش!
لأ شوفتها بس كانت نايمة
تعبت النهاردة
أومأ موافقاأه تعبت...
إيه اللي حصل!
بلاش تعرفي
وضع جبينه على خاصتها وقالناس ليهم عدواة معايا..كنت حطيتهم ف السچن عشان أعمال غير مشروعة..وأهلهم حبوا ينتقموا مني ..دي كل القصة..مش كل شوية تقوليلي هما
متأكد يا جاسر!
إبتسم إبتسامة مزيفةمتأكد يا عيون جاسر...
خفت تكون أخر مرة أشوفك
إبتسمت أكثر وقد أشعرها حديثه ب بعض الراحة..ظلا يحدقان ب بعضهما حتى إقترب جاسر يتحدث
عاوزك تعرفي إن كل حاجة عملتها عشانك أنتي وبس...
روجيدا..أنا مسافر...
نهضت روجيدا ب وجه مقتضب..نظرت ب الهاتف جابنها ولم تجد أي إتصال منه
مسافر فين وسايبني هنا!..مش أنت اللي كنت ھتموت ونرجع..دلوقي بتقولي مسافر!!!...
نهض جاسر عن الفراش وإتجه ناحيتها حاول أن يمسك ب ذراعيها يهدأها ولكنها أزاحته بعيدا..وضع يده على وجهه وقال ب هدوء
يا حبيبتي..أنا مسافر شغل مش أكتر..يعني مش مسافر العمر كله...
إستدارت إليه لينكمش وجهه ب تألم دون أن يوضح لها..ثم تشدقت ب عصبية
روح يا جاسر..يلا..أفتكر أنك أنت اللي بتهدم كل .ظلت هى تتلوى ولكنه لم يسمح لها أن تبتعد وهمس ب نبرة إلتمست فيها الحزن
سامحيني يا روجيدا...
هذا أخر ما نطق به قبل أن يقبل وجنتها ب عمق وكأنها أخر مرة سيفعلها..بعدها رحل تاركا إياها تبكي جالسة أرضا..حتى جفت عبراتها وصعدت فراشها ونامت
سافر وأنا هرجع القاهرة...
قالتها ب تحدي لتنهض عن الفراش ولكنها عادت وأمسكت هاتفها وإتصلت ب أحدهم حتى أتاها الرد
من الطرف الأخر
روجيدا!..فتاتي الثرية..كيف حالك!
إبتسمت روجيدا وقالتبخير..كيف حالك أنت!
وضعت كاثرين يدها على بطنها وأردفتكيف تحملت فترة الحمل تلك..أنا أكاد أموت
ضحكت روجيدا وقالتعلى العكس..إنها فترة رائعة..ستمر...
نحنحت روجيدا وتساءلت ب حرص
هل ستيف ب جانبك
ردت عليها كاثرين ب غرابةلا..أنه بالعمل
أخذت روجيدا نفسا عميق وقالتسأسألك شيئا ما ولكن عديني ألا تكذبي
حسنا..أعدك...
وضعت روجيدت يدها على قلبها تخشى الإجابة وتخشى أن تسأل..ولكنها تشجعت وسألت ب خفوت
هل المنظمة هى من إفتعلت حاډث أمس
تحدثت كاثرين ب دهشةهل حدث شيئا ما أمس!
ردت عليها روجيدا ب غرابة أكبرألم تعلمي!
نفت كاثرين قائلةكلا..منذ
ما حدث من خمس سنوات لا نعلم شئ..توقفت أنشطة المنظمة وتوقفت ملاحقتها لك
ولكنها لم تتوقف
متابعة القراءة