بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


أفراد الأمن الماثلين أمام المصنع 
فهو خلوق جدا وليس فيه داء الكبر علي عماله ولا هو صاحب النظرات المرعبة التي يعانيها الجميع 
بل هو معتاد مع عماله علي السلام والكلام والتواضع والمحبة 
دخل إلي مكتبه بعد ما ألقي التحية
باحترام علي السكرتارية المخصصة لمكتبه 
وفور دخوله خلع نظارته الشمسية ونزع الجاكيت الكلاسيكي ووضعه في الشماعة المخصصة الموجودة في استراحة مكتبه 

وجلس علي كرسيه ممسكا الهاتف يطلب من مديرة مكتبه أن تبعث للأستاذ علي صديقه الصدوق ومدير المصنع أن يأتي له 
استجابت له على الفور وهاتفت مكتب الأستاذ علي وطلبت من الإتيان إلي مكتب مالك 
بعد عشر دقائق وصل علي ودق على الباب بأدب ودخل ملقيا السلام وأردف بجدية وهو يجلس
ازيك يامالك حمد لله على السلامة .
أجابه مالك بوجه بشوش
الله يسلمك يا علي أنا تمام الحمد لله 
أخبار التصميمات الأون لاين ايه 
شغالين تمام ولا مقصرين 
أمسك بالملفات المطبوعة الموضوعة أمامه وأعطاها له بعملية مرددا
بصراحة شغالين كويس جدا أكتر من المصممين إللي شغالين وجها لوجه معانا هنا 
أتمني إن ولو واحدة فيهم توافق تيجي تشتغل معانا هنا علي أرض الواقع 
علشان الفنانين والناس المهمة إللي بتجي لنا ومبيكونوش عايزين تصاميم اون لاين للأسف 
مش بيقتنعوا إلا لما يقعدوا مع المصمم ويعرفوه إللي عايزينه بالتفصيل بيبقوا كدة مستريحين .
اختلف مالك معه في وجهة النظر وأدلي رأيه بعملية رجل محنك مدرك بالتصاميم
أختلف معاك في النقطة دي
ياعلي المصمم ده فنان خيالي بيسرح بخياله في صورة ويفضل يسرح فيها لحد ما يحس إنه قرب منها يقوم بقي مشغل الموسيقى إللي بيحبها 
ومشروبه المفضل ويقعد في حتة هدوء علشان يبدع رسمته ويطلعها زي ماهو راسمها في خياله بالظبط ويمكن تطلع أحسن كمان
واسترسل بتوضيح أكثر
علشان كدة أنا حابب شغل التصاميم الأون لاين وخاصة صاحبة ماركة ريما ستور 
بجد التصاميم بتاعتها عاجباني وفي حتة تانية خالص ليها لمحة إبداعية في التصميم مريحة جدا 
أكيد صاحبة الماركة دي إنسانة هادية وراقية علشان تتطلع لنا التصاميم بالروعة دي 
وأكمل بتمني 
مصممة بالخبرة المتجددة دي أكيد سنها معدي ٤٥ سنة علشان خبرتها في التصاميم متطورة جدا عن الباقيين إللي بيبعتوا لنا واللي نعرف عنهم كل حاجة إلا دي رافضة أي طريقة للتواصل معاها 
بجد أتمني في يوم من الأيام إني أقابل فنانة زي دي ومصممة عظيمة مينفعش تبقي مغمورة جوة التصميمات كدة ومتخرجش للعالم الخارجي وتحضر أتيليهات أنا واثق ومتأكد إن دي لو ظهرت هتكسر الدنيا.
حمحم علي بصوته وأخذ التصميمات المطبوعة وأعطاها له قائلا
أتمني ذلك بس ساعتها لما منافسين كتير يحاولوا يخطفوها أو يحتكروها متزعلش 
واسترسل وهو يمد يده بالتصميمات 
إتفضل ياسيدي التصميمات الجديدة أهي 
إللي استلمناها أول الأسبوع بص عليها كدة وشوف إللي هيعجيك ايه وشوف إللي عايز تعديل أبعته تاني يتعدل .
أخذ منه التصميمات وتحدث بعملية وهو يتطلع إليها دون أن ينظر له 
السوق علمني إن الكف السابق غالب يابني يعني دي أول مايجي في بالها فكرة الظهور مش هتعدي من تحت إيد مالك الجوهري 
ودة مش غرور مني ولا حاجة لأ دي خبرة سنين اكتسبتها من خلال ممارستي للعمل من أول مابتديت إنت عارف أنا المصانع دي ولا ورثتها ولا
جات لي كدة من الهوا 
تعبت فيها وعملتها من الصفر وطبعا نجاحها يرجع أولا لفضل ربنا عليا في إنه رزقني التوفيق وللعمال إللي وقفت جمبي وسندتني من البداية لحد إللي وصلت له 
واسترسل بدهاء
وبعدين إنت قلت لي قبل كدة إنها اتعرض عليها عروض كتيرة جدا من منافسين حوالينا وهي كانت دايما بترفض 
وقالت لك إنها يستحيل تسيب الكيان إللي ابتدت واتطورت وحققت نجاح معاه 
صح ولا أنا غلطان 
وافقه علي حديثه وأجابه بتأكيد 
صح جدا يامالك ريما ستور بالذات فيها حتة الوفاء للي بتشتغل معاهم ومش ماشية بمبدأ اللي يغريها بفلوس أكتر تروح وراه 
هي شايفة إن إسم الجوهري أضاف ليها ولسه هيضيف لها كتير علشان كدة مكملة وهتكمل معانا إن شاء الله 
وظلا يتحدثان في أمور المصنع والتصميمات لمدة 
إلي أن دق الباب ودخلت السكرتارية مرددة بعملية
مالك بيه الأستاذة نهال برة وعايزة تقابل حضرتك 
ضيق عينيه بزهق وردد باستنكار
قولي لها مالك بيه مشغول 
وكاد أن يكمل إلا أنه وجدها ټقتحم المكتب بكل غرور وابتسامة سمجة قائلة باستسماح 
معلش يامالك عايزاك في حاجة مهمة ومش هعطلك كتير
ممكن
أشار بعينيه للسكرتيرة أن تتركها وتغادر 
وقام علي من مقعده وهو يلملم أشياؤه قائلا باستعجال
طيب أنا همشي أنا بقي ورايا مقابلات كتير اشوفك في الميتنج بالليل متنساش سلام .
لأ مش هنسي مع السلامة 
رددها مالك بهدوء ثم نظر إلي الجالسة تنظر له بتبجح وقال ببرود 
خير إن شاء الله إللي جايب نهال هانم لحد عندي وبدون ميعاد سابق 
رمشت بأهدابها بتوتر ورفعت مقلتيها تنظر داخل عيناه كطريقة منها للتأثير عليه كقبل ذلك وأردفت بعتاب 
كدة يامالك دي مقابلة تقابلها لي بعد المدة الطويلة إللي مشفتكش فيها 
مكانش العشم برده .
دق بقلمه على مكتبه ليبين لها عدم اهتمامه لثرثرتها وأوضح بسخرية
عشم إيه إللي بينا يانهال إللي بتتكلمي
 

تم نسخ الرابط