بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


الخدش .
بعض الناس تكون حياتهم رحلة من الضياء 
يمضونها في إنارة الطريق للآخرين 
فأحيانا يضيئون لمن حولهم بكلمة تسعدهم 
و أحيانا برأي يعيدهم إلى رشدهم 
و أحيانا بإبتسامة تؤنس قلوبهم 
و أحيانا بدعاء لهم بظهر الغيب يفرج همومهم
الف تحية وسلام لهم .
وصل جميل وريم الى مكتب المحاماة التي ستنهي في معركتها مع هؤلاء الذين آذوا روحها ولكن رزقها الله بأب اقترح عليه ما يبرئها منهم 

جلسوا جميعا بعدما ألقى جميل تحية السلام بكل وقار معتاد عليه فتحدث المحامي الخاص بهم وهو يمد لهم اوراق الإرث كى تمضيها وينفض ذلك الڼزاع
كانت نظرات اعتماد لها كالڼار الحاړقة وخاصه انها تراها جميلة ولا ترى انكسارها التي افتعلت كثيرا كي تراه أما ذلك الزاهر كان ينظر اليها برغبة فقد كانت عيناه تراها انثى لم يرى مثلها قبل 
رأت نظراته الدنيئة لها عندما مرت عيناها بعيناه صدفة فقابلت نظراته باحتقار وحمدت ربها انها قلعت جذورها من هذا البيت 
اخذ جميل الورق ورماه بإهمال مرددا
ومين قال لك ان احنا عايزين نتنازل عن القضية بالسهولة دي يامتر 
وتابع بنظرات تحوي قوة بداخلها 
انا بنتي ليها حق عند الناس دي اكتر من الميراث الست دي اذتها نفسيا ومعنويا وبهدلتها وعيشتها ايام سودا ما يعلم بها الا ربنا وعايزنا نتنازل كده بسهولة .
ذهل ذلك المحامي مرددا
انا اللي فهمته من المتر تبعكم ان النهاردة هنفض كل حاجة والاستاذة ريم هتتنازل عن المحضر في مقابل هتاخد حقها كامل بما يرضي الله .
سكت جميل كي يلعب بأعصابهم الى ان اشار بعينيه الى
ابنته ان تتحدث
رفعت قامتها لأعلى بكبرياء وهي تنظر لهم تلك النظرة كي تثأر لكرامتها
من هؤلاء الذين أهانوها ورددت 
انا عندي اقتراح أحسن يا بابا اظن هيعجب زاهر وهيخليه راضي اكتر وخاصة ان انا اطلعت على الأوراق دلوقتي ولقيت نص الميراث مش متسجل فيها اصلا
ما انصدمتش ولا حاجة ده العادي بتاعه واللي كان دايما باهر الله يرحمه بيحكي لي عنه وانا اقول له كبر دماغك وما تخسرش اخوك وارضى بالموجود واحنا مش محتاجين .
اتسعت مقلتيه على آخرها وأردف ناكرا لكلامها بالافتراء 
كلام ايه اللي انتي بتقوليه ده!
انا لا يمكن اكل حق اليتيم مش محتاج اني اعمل كده اصلا ولو عندك حاجة تثبت انه غير ده اتفضلي طلعيها .
اهتز فكها بنبرة سخرية من آكل مال اليتيم ذاك وأردفت بكيد تعلمته خصيصا لأجلهم
مش محتاجه حاجه اثبت بيها اللي انا بقوله لك لأن انا وانت والست دي عارفين كويس ايه اللي لينا بس هي منيمة ضميرها ومسكتاه بالأوهام اللي هي عايشه فيها 
واسترسلت كلماتها بذاك العرض
زي ما قلت لك قبل كده انا ريم المالكي اللي تشم ايديها تشبع فأنا جايه اعرض عليكم عرض هيريح الجميع 
انصتوا اليها بشدة ولفتت انتباههم بكلامها وتابعت حديثها
انا جايه اقول لك ان انا عايزة اتنازل عن ميراثي وميراث ولادي بالكامل ومش عايزه اي حاجه منكم وهتنازل عن القضية كمان في مقابل تتنازلوا لي عن اولادي وانكم ما لكمش علاقة بيهم ابدا طول العمر وحتى بعد مماتي .
انفتح فاه تلك الاعتماد على وسعه اما زاهر فقد جالت الفرحه على علامات وجهه وكانت ظاهره للأعمى يراها فهو عاشقا محبا للمال بشدة فرددت تلك الاعتماد
ده ايه الكرم ده كله يا ست ريم هانم يا ترى في دماغك ايه عايزه تعمليه علشان كده عايزه تتنازلي عن الميراث
انتفض جميل بشدة وقام من مكانه وامسك يد ابنته مرددا بأمر وهو ينظر لتلك الاعتماد بقوة
مش قلت لك العالم دي ما بتجيش بالحسنى خلينا مكملين بالمحاكم زي ما احنا وخليكي انت يا ام باهر على سوء الظن عايشه ربنا يعينك على اللي انتي فيه واللي ربنا هيحاسبك عليه وانتي ما تعرفيش اثر الكلمه السوء ايه وحساب قڈف المحصنات ايه 
وتابع كلماته وهو ينظر إلي ابنته 
يلا يا بنتي نمشي احنا اصلا غلطنا ان احنا سمعنا كلام المتر بعد ما قعد يتحايل علينا قد كده علشان نيجي وطالما فيها قعده حريم وهم اللي بيحكموا والرجالة ما لهمش لازمة يبقى ما يشرفناش نقعد في القعدة دي .
انتفض زاهر عندما رأى وجوم جميل وانه على وشك المغادرة فأمسك يداه قائلا
استنى بس يا استاذ جميل الكلام أخد وعطا اهدى وكل حاجة هتتحل في القاعدة دي بإذن الله 
واستطرد كلماته وهو ينظر إلي والدته هاتفا بتحذير أحرجها أمامهم كلهم وما توقعته منهم 
لو سمحتي يا ماما انا موجود وانا هنا اللي أقرر ايه اللي هيحصل وايه اللي مش هيحصل
ممكن نهدى بقى علشان نخلص الموضوع ده ونفضنا من المحاكم والحوارات دي .
استشاطت اعتماد ڠضبا من احراج ولدها لها وصمتت عن الحديث باكراه لما راته من ڠضب ابنها والذي لم تراه من قبل وتحدث زاهر بموافقه تدل على دنائته
احنا موافقين يا استاذ جميل على عرضك هي حره مش هنجبرها تستلم ميراثها بالعافية وبالنسبة للأولاد وقت مانحب نشوفهم هنشوفهم فمش هتفرق تنازل من غيره
 

تم نسخ الرابط