اكثراث لما تقول فهو اغلق اذنيه لا يستمع الأن الا لأصدقائه الذين رسموا له مخطط الهجرة وسهلوا له الطرق والسبل حتى يصل إلى هناك لهذا قرر عدم اصطحابها بعدما عرف خطة الهجرة التي تعتبر غير شرعية ولكنه سيجاهد من أجل ان تلحق به هي بصورة مشرفة وكريمة حتى لا تقابل العقبات ولكنه يخشي عليها لذلك قرر الارتباط قبل ان يسافر ولم يكن يتخيل أن تقف هى امامه كما تفعل الأن ..لربما هى محقة في رأيها ولكنه لن يقبل ان تتحكم هى وتنفذ كلمتها ..سيقف امامها ويثبت لها ان رأيه الارجح والصائب ..سيسافر وينول مايتمني وسيرسل من المال ما يغني اسرته حتى تعلم انه محقة..لقد غادر عوض وتركها ټصارع الايام ..لم يفكر سوي في جمع المال الذي فضله عليها ..هى لم تكن عاشقة للمال ..هى اتخذت من التواضع والرضيةحليةلها ..ونسجت من الثقة بالنفس سباب من العفة تكتسي به امام كل عابر سبيل يود النيل منها ولو بالقليل ..اغلقت بابها على جرحها الذي لم يندمل مهما عدت من الايام الكثيرة والسنين التي ظنت خاطئة انها تستطيع النسيان ..هاجر عوض وتركها تواجه مجتمع غافل عن مشاعر الأخرين ..مدمر للحالات الانسانية التي تحتاج مؤازرة من الاخرين ..ليته عاد من اجلها لكانت الأن في احسن حال ..ظلت تجتهد وتجتهد حتى اصبحت عالية في عملها ..لقد تحسن وضعها المالى ..كم حاول الكثيرين التقرب منها بغرض الاقتران ولكن دوما كان الرفض عنوانها ..لم تتخيل نفسها يوم بدون عوض ..هى لن تستطيع ان تكون زوجة سوي لعوض ..ولكن اين العوض ..ستنتظر العوض الحقيقي من الله .
اما الاخر فهرب من خلال سفينة شراعية القته في باطن البحر المتوسط يحاول الوصول إلى الجانب الأخر منه ..ظل بداخله ايام حتى كاد ان يغرق في باطنه ..ظل يصارع المۏت بين صراع أمواجه العالية حتى كاد ان يفقد الوعي لولا رعاية الله له التي حفظته وارسلت له بعض الاشخاص الذين ساعدوه فور روئيتهم له وساعدوه في الاقامة معهم وعمل معهم لبعض الوقت فكم كان يشتاق اليها كل يوم ولكنه لم يجراء على التواصل معها فهو الذي تركها وهاجر إلى هناك قبل ان يزيل العقبات بينهم ..لقد سيطر عليه العناد وقتها ..وهو اليوم يقاسي الحرمان من حنينه اليها فكم حاول ان يتواصل بها ولكنه يتراجع حتى لا يظهر ضعيفا أمامها .
كان هناك من يحاول الوصول لها فهو شاب وسيم يعمل معها في نفس الهيئة التي تعمل هي بها ..كان يطمع فيها كزوجه حاصلة على مؤهل عال ووظيفة مرموقة ومبلغ محترم تحصل عليه شخصيا بشكل شهري فهو راتبها الذي اصبح مبلغ محترم وهى لم تكن تعلم بما يريد هذا الزميل الذي لم يصل إلى قدر اعلى من هذا عندها ..حاول ان يتقرب لها في مؤازرة لها بعدما علم بأمر تركها الذي يتشدق به الاخرون فهو أيضا جار لهم ويعلم كل الأخبار التي تسعده في هذا الأمر ..فعوض ذهب ولن يعود واصبح الباب مفتوح امامه الأن ..سيتقدم نحوها باسطا يديه ومؤكد انها ستوافق خيفة من ان يلقبها الناس بمن تركها عريسها وسافر دون أن يكتب عليها ..سيكون هو الفارس مما جعله يتقدم قائلا بعد ان استوقفها في احد الأيام وهم عائدون من العمل سيهام ..ممكن اتكلم معاكي شويه .
حاولت استجماع نفسها وقررت أن تعطيه فرصة فهى تريد الٹأر من هذا الغادر المهاجر ..ستكون لغيره ..ستكسر اللقب الذي وصمت به ..اعطة الفرصة وسمحت لنفسها بان تكون برفقة احد اخر غير عوض .. نعم ستكون زوجة لغيره وستكون ام لأولاد ابيهم غير عوض .. تمنت من الله ان يكون منصور هو العوض الحقيقي الذي سيعوضها ما اقترفته مع عوض في السابق .. ليتها تستطيع تقبل الوضع ولكنها تحاول وتجاهد لربما تكون هناك عاطفة تجمعها بمنصور هذا الذي يحاول ان يظهر دائما بدور الفارس ..فهو دائما يذكرها بهروب عوض ..هو دائم المعايرة لها فهو الذي أنقذها من هذا اللقب ..كان يظن انه بهذا الفهل سيتملكها ويكون صاحب الفضل عليها فهو الذي سيمحو تلك السبة من فوق جبينها ولكن اين المشاعر واين الاحساس الحقيقي فهذا المنصور كل يوم يثبت لها انه انسان مستفز ..مستغل هو يطالبها بأشياء كثيرة ليست من حقه ..فليس عليها شراء الهداية بالاجبار لاصدقائه ولا افراد اسرته ..هو دائما يظهر امامها بدور المفلس ويحاول ابتزازها بكلماته المعسولة ..لقد اصبح امر لا يطاق ..حاولت مرارا وتكرارا ان تصل معه لطريق مفتوح ليسيرا من خلاله ولكنه دوما يخزلها ويتهمها بالبخل وكأنها فرض عليها ان تحمل لقب جديد فوق هذا اللقب المشين ولكنها بعد فترة لم تستحمل وواجهته بانها لن تتحمل اي شئ من تجهيزات منزلهم سوي الاشياء الخاصة بهى كعروس وعليه هو استكمال الشقة واعدادها وهى لن تتحمل شئ