عانس ولكن بقلم إيمان فاروق

موقع أيام نيوز


وعموما انا برقي الحلاوة الطحنية كل يوم علشان متسحش مني .
اردفت زوجته ضاحكة فهو سيظل ساخرا هكذا ولا يترك فرصة الا وداعبها فيها دون أن يكترث لوجود أخرين مما جعلها تهتف بضجر مصطنع يوو أنت مش هتبطل هزارك ده ..طب انا هقولهم حقيقتك علشان يعرفوا انك نكدي والفرفشة دي مبتظهرش غير قدام الحاجات الحلوة دي قالت جملتها الأخيرة وهى تشير إلى سناء وسيهام اللاتي يرتمين على بعضهن من شدة الضحك فهى وزوجها كتلتان من خفة الظل .

انتهى اليوم في منزل الشيخ صالح بعدما توعد الصديقان الذين اجتمع شملهما بفضل تلك الفتاة التي ظلت تتحدث مع الشيخ الطيب وزوجته وتشاركت معهما في سرد قصتهن سناء هى الأخرى وام سامح وكل واحدة تسرد ضيقها لهذا الرجل الذي ظل يحدثهم في امور دينهم واثلج صدورهم بكلامة الطيب والذي يرفقه بآيات مؤيدة له من القرأن تبشرهم بالخير بعد الصبر على البلاء وبشر الصابرين فما كان عليهم الا الرضى بما قسم لهم واهداهم هذا الشيخ بعض الزجاجات المملؤة بماء مرقي وبعض من المسابح التي جلبها معه من العمرة الاخيرة كنوع من التذكار ..لينهى بها المطاف وهى ترقد فوق فراشها وهى عازمة على مواجهة التحديات التي تقابلها كل يوم وترافقها العمة الصغري التي صمم اخيها وزوجته ان تقضي معهم بعض الايام فهى تسكن بمفردها بعد ۏفاة امها ورفضت ان تشارك أخيها منزلة خشيتا من ان تثقل عليه ولكنها اليوم استسلمت لرائيه فهى وجدت الراحة بينهم فهى منذ فترة طويلة لم تشعر بهذا الشعور الذي يجعلها مقبلة على الحياة مرة أخرى وقررت هى الأخرى ان تواصل عملها بحماس وتتميز به ليكون لها سندا وعوضا من الله فهى لن تنظر لنظرة المجتمع لها بكونها مطلقة فأحيانا يكون الطلاق خير لمن يصعب لهم الحياة مع الشريك كما حدث معها هى التي برغم مامرت به الا أنها لم تتمنى له اي شړ برغم جرحه لها ليغفين وكل واحدة تتمنى ان يكون الاتي افضل لكليهما .
بات الأب في انتشاء وسعادة بفضل صديقه الذي بثهم بالأمل فبرغم تلك العلة التي تحكمت به وجعلته اسير بعا الا انه راضي بما قسم له من ابتلاء فهل سيعترض هو على ما اتاه الله . . سيكون ك افرا بما اتاه الله من نعم اكثر فهم برغم تلك الابتلاء الذي يصيبه في ابنته وابنه سابقا الا انه لديه مقدرات الحياة ما يدعو للشكر والرضى به .. ظل يخبر زوجته بما حدث هناك مما جعلها تضحك على هذا الرجل الذي يتحدى الحزن برغم ما يعتريه ..وجعلها تدعو له فهو اليوم جعل زوجها يعود مجددا الى الابتسامة التي غادرته منذ فترة طويلة بفضل الأحداث التي وقعت عليهم منذ سنوات عديدة ..هم جميعا اتو وعلى وجههم اشراقة جعلتها تتيقن ان هذا الشيخ لديه طاقة بفضل الله عليه ..ظلت تبتهل إلى الله داعية لهم جميعا بصلاح الحال حتى أذان الفجر لتوقظ زوجها ليأم بها وتشاركهم الصلاة سيهام التي استيقظت مستبشرة وخلفها العمة سناء التي استيقظت هى الأخرى كعادتها لأداء فريضتها ..ليستقبلا يومهما مستبشرين بعدما انعما بنوم هادئ لم يحظين به منذ فترة .
. . .
اما على الجانب الآخر هناك قلوب ارهقها الفراق واتعبتها الغربة ..مازال غارقا بنومه بعدما جافاه النوم طيلة ليلته الماضية ومازال الصغير مستغرق بين أحضانه ويتشبس بيده حتى لا يغادر ..يلج اليهما حتى يوقظهم ليبتسم من هذا المشهد فعوض يحتوي الصغير بين أحضانه والصغير يتشبس به خوفا من أن يتركه ليقوم بالتوجه الى النافذة ليسحب تلك الستائر المنسدلة ليدخل الضوء اليهما وتداعبهما اشعة الشمس الذهبية لتوقيظ الصغير الذي هتف بضجر ايقظ الغافي بجواره اووو داد نزل الستارة علشان الشمس المزعجة دي .
أمجد بجدية يالا ياكسلانس.. الفطار جاهز .
عوض وهو يعتدل بتثائب صباح الخير يا أمجد باشا ..ايه النشاط دا كله .
انا راجل نشيط طول عمري ..يالا انت وهو علشان نجري شوية ونرجع نفطر هلى طول انا جهزت الفطار خلاص ..قالها أمجد بحماس فهو اليوم لديه همة ونشاط زائد بعدما اتخذ هذا القرار الذي اسعده قبل ان يبوح به للأخرين .
استقام عوض وهو يرمقه بشك فحاله اليوم يختلف عن الأمس مما جعله يتمتم بمكر مصطنع ادينا قمنا ياعم ..يالا يافادي واكمل بمزاح حكم القوي على الضعيف يابني .
فادي بتكاسل يعني ايه حكم القوي ومين الضعيف 
عوض من بين ضحكاته على الغلام الذي لفت انتباهه تلك الكلمات مما جعله يهتف قائلا قوم بس ادخل الحمام علشان نصلي وبعدين افهمك الموضوع وابوك بيجري .
اومى الصغير اليه بالموافقة وتوجه الى الحمام ليفعل ما ارشده به عوض ..تحت نظرات ابيه السعيدة من أجل تجاوب الصغير لأرشاداته مما جعله يتمتم بأعجاب وامتنان برافو عليك عوض انا مش عارف اشكرك ازاي على مجهودك ورعايتك لفادي .
فادي انا بعتبره ابني الي مخلفتوش يا امجد باشا ..فيريت توفر شكرك وامتنانك الي بتقول عليه دا ولو حد لازم يشكر التاني فهو أنا واظن أن انت خيرك مغرقني .
تمام ياعوض وانا كمان مش محتاج انك تشكرني ..كفايه عليا اني لقيت عم لأبني وعيلة مستنيانا في مصر . قالها أمجد وهو يرمي لشئ جهله الأخر من بين كلماته التي استقبلها عوض بهدوء ولكنه
عاد ليرمقه باستفهام رافعا احد حاجبيه وهو يقول 
تقصد ايه بمستنيانا في مصر !.
هقولك عوض بس الأول غير هدومك وحصلني انت وفادي ..قالها أمجد وهو يتوجه للخارج بحماسة للتريض في حول المنزل من الخارج
 

تم نسخ الرابط