عانس ولكن بقلم إيمان فاروق
ويشعره انه على معرفة بصاحبه انت بتاع الميلامين الجامد المتين ..صح
صح . . ياراجل ياشقي ..قالها ابو سيهام ضاحكا تحت نظرات القابعات بجواره يشاهدون وصلة الذكريات وتبادل المزاح الذي ينم على علاقة قوية بينهم برغم الابتعاد الزمني الذي تعدى سنوات كثيرة .
صبري كامل عنيتر ..صح ..قالها الشيخ صالح بثقة فهو يعرف لمن يتحدث الأن برغم مرور السنوات بينهما الا انه يتذكر مزاحهم سويا فكلما كان صديقه يسأله عبر الهاتف المنزلي انت مين .. يجيبه الأخر قائلا انا الميلامين جامد ومتين .كنوع من الممازحة بينهما مما جعله يتيقن انه هو صديقه صبري . . ليكمل بسعادة كمن لقى كنز ثمين في أيام مقحلة بالحض يابو الصبر ..قالها وهو يقف ليتوجه نحو الصوت ليجزبه الأخر في سعادة الى احضانه التي بادلها الاخر بحبور وهو يربت على كتفيه لتنتهى وصلة الذكريات وتبادل السلامات وتبادل الأخبار بينهم الي ان وصل كل منهما للأخر ليقول له صبرى مستفسرا لكن قولي يا شيخ صالح . . ايه الي خلالك توصل لكده .
جعل الاخر يحرك رأسه بيأس من مزاح صديقه ليردف بصدق تصدق ياصالح أنا عايز اعرف الحالتين اولا انت كنت زينا كده طبيعي وعيونك صحيح كنت لابس نظارة بس كنت بتشوف .
صالح بمزاح وصبر لما هو فيه فطريقته تلك هى التي تهون عليه مما جعلة يردف قائلا تقصد نظارة قعر كباية ياراجل ..وعلى العموم انا اتعرضت لحاډثة فقدتني النظر ..النظراة اتكسرت من قوة الخبطة والرايش بتاعها دخل في عيني الكلام دا من سنين بسيطة لكن بقى موضوع المشيخة والصيت دا لأنى زي ما أنت عارف انا حافظ للقرآن ومرة من المرات كان في ولد من ولاد الجيران تعبان واهله ياولداه لفو بيه على الدكاترة وكنت انا والحجة في زيارة ليهم كنوع من الواجب ..طلبت من ولدته احضار كوب من المية وقريت عليه ايات الرفية الشرعية وبعض الادعية وناولته للولد ..بعدها لقيت الولد جايلي بنفسه بعد اسبوع وبيقولي عايز يشرب من المية بتاعتي لأنه معدته ارتاحت لما شربها .. فعملتله ميه ومن يومها الأمهات بتيجي للحجة وتجبلي ولادهم اديهم حلويات ولبس واشربهم ماية مرقية .ويتوكلوا على الله .
الشيخ صالح بخفة ظله الكروان دي بنتك يا أخر صبري .
ايوا يا شقى دي سيهام بنتي الوحيدة كان ليها اخ توفاه الله من سنين ..اوعي تلون على بنتي ليضيع فيها رقاب ..انت عارفزي دمي حامي ..قالها ابيها ممزاحا ليجاري صديقه قليلا في مزاحه لتخفيف الموقف .
امين يارب العالمين قالها الجميع متمتين بها في أجلال .فهم جميعا حزنو على فراق الصبي الذي مازلت ذكراه خالدة حتى وان مر علي ۏفاته سنوات كثيرة .
لتبتلع هى ماء ريقها مرة أخرى قائلة بتوجز بردوا مردتش عليا ياعم الشيخ ..سبتها .
صالح بمداعبة لسيهام اهي ياست سمسة الحلاوة الطحينية بتاعتي .
حدقته الاخري بوجه يكسوه الخجل فزوجها دائما ينعتها بهذا اللقب ولكن اليوم يزداد امام الأخرون الذين اتوا دون موعد كحال كثيرين من الذين يترددون عليهم من أجل الرقية ..اي نعم هى تعرف ام سامح الجارة الطيبة ولكنها تجهل الأخرون فليس من حقه احراجها هكذا أمامهم مما جعلها تردف مستنكرة لما يقول وهى تتوجه للفتاة قائلة معلش يا عروسة ..راجل كبير ..متخديش على كلامه هو كده بيحب يخلط الجد بالهزار دايما.
اه والله ياحبيبتي انتي تستهلى كل خير قالتها ام سامح وهى تتمني أن تنول كلمة ثناء من زوجها مثلما يفعل هذا الشيخ مع زوجته .
سناء وهى تبتسم من خجل السيدة أمامهم لتتذكر حالها هى الأخرى وهذا الغادر الذي كان يصبها بعزب الحديث ولكنه تركها من أجل امرأة اخرى تفوقها بالجمال متعللا بنعتها بالارض البور ولكن هذا الرجل واخيها هو الأخر جعلاها تتيقن الدنيا مازلت بخير هناك رجال مازالو ينعمون بالوفاء لزوجاتهن يحتفظون بعشقهن الى مالا نهاية مما جعلها تردف بصدق ماشاء الله عليكم ..ربنا يحفظكم لبعض ..كفاية كده يا عم الشيخ لتتحسدوا ..ربنا يجعل عيونا بردة عليكم .
الشيخ صالح بمداعبة لهذا الصوت الحزين لا ياست الكل ..الناس الطيبين الي زي حلاتكم مبيعرفوش يحسدوا ..