تعلقت بوقاره

هذا العشاء وودعني بإبتسامة وانصرف.....
ما ان غادر حتى نظرت الي اختي رانية قائلة...
..
مين ده يا مريم
قلت بثقة جمال ....
جمال الي حترتبطي بيه ولا ابو جمال
ايه التلبيخ ده رانية...بقلك جمال..
قالت بعصبية انتي اكيد اټجننتي.....ايه ده يا مريم....ليه كده
تدخل احمد قائلا مالك يا رانية ....بتتكلمي كده ليه
رانية پغضب ايه يا احمد لو كانت اختك مكانها كان ردك حيكون
كده
احمد بإنزعاج ليه يا رانية كده ومين قلك مريم مش اختي بس الراجل محترم عيبه ايه ...مثقف ودمه خفيف ...راجل يملا العين....
قالت پغضب وسنه مش فارقة خالص ما لاحظتش ده الي كل الناس حتلاحظه وبوضوح الشمس ده في 25 سنة بالاقل فرق.....
قلت ببرود دي حياتي يا رانية انا....كده خلص الموضوع....
سرحت قليلا وهي تضع يدها على وجهها محتارة ثم قالت انت ما لاحظتيش حاجة مهمة
قصدك ايهسنه ما تفرقش...
مش سنه يا مريم وبس...شكله
ماله شكله وحش..
لق....ده شبه بابا يا مريم..شبه بابا.....
نظرت اليها بحيرة وقلت قصدك ايه.......
ادمعت عيونها وقالت انتي بتحبي حد قد ابوكي ومش بس قد ابوكي ده يشبه والدك كتير اوي ليه كده بس يا مريم......انتي ما حبتيش جمال انتي حبيتي... الي افتقدتيه من زمان وما ربكيش وما شفتيهوش.........عشان ماټ من وانتي صغيرة....فوقي بصي ليه كويس اوي واتأكدي من صورة بابا ........مريم اصحي يا مريم.....ده اكبر منك يجي 25 سنة .......ازاي
انتي بتقولي كده ليه لو الي بتقولي ده صح هو حيحبني ليه بردو .....هوة عنده بنت مش محتاج يشعر معاية اني بنت ليه....هو بيحبي...
قالت بعصبية اكتر وكمان عنده بنت...يعني متجوز..
عنده بنت وولد كبار عايشين في اكيركا هو منفصل عن مراته من زمان.....
لق انتي فعلا اټجننتي ومرات خالي عندها حق..
لم ارد عليها ...بل انسحبت مسرعة بعد ان اخذت حقيبة يدي واتجهت الى الخارج ...وقفت على باب منزلها وقلت..
انا ما تدخلتش في حياتي في حد فيكن.....لا انتي ولا سهى الي اخدت جوزها ڠصب عن والدتك وسافرت .......واعتقد اني واعية كفاية عشان اعرف ازاي اختار....فياريت اي كلام عندكم توفرو....تصبحي على خير يارانية ومتشكرة على العزومة اللطيفة دي انا بكده عملت الي علية....عن اذنكم...
الفصل الثامن
هل حقا هو يشبه والدي الذي لم اراه ابدا
هل لهذه الدرجة تعلقت بجمال فقط لأنه مثل والدي
كانت كلمات اختي تعصف في ذهني ده قد ابوكي..ده شبه والدك....وتتكرر وتتكرر وانا في طريقي الى البيت...فجأة شعرت انني لم اعد ارى شيئا...توقفت لأخذ نفسا عميقا وانا لا اريد ان اتصور انني سأفقد جمال في يوم.....لم يعد هناك شيىء في حياتي اهم من اكون معه وبقربه ...
ما ان وصلت الى البيت حتى اتجهت نحو غرفة والدتي وبدأت اعبث في اغراضها الى ان خرجت البوم صورنا عندما كنا اطفال انا واخوتي ومعنا ووالدتي ووالدي رحمهما الله....
امسكت صورة له وهو يحملني عندما كان عمري عشرة اشهر .....نظرت كثيرت وحدقت....وملأتها دموعي...انه حقا يشبه جمال....نفس لون العيون نفس لون الشعر والقامة العريضة....
قضيت ليلتي بين الصور ونمت وانا احضن صورة والدي ....لا اعرف هل لأنني اشتقت اليه ام لأنه يشبه من احب ....تداخلت كل المشاعر في جسدي وروحي ولم اصل الى اي نتيجة...
سوى انني احب جمال......
امام كل ما يحصل كانت ام اشواق لا تعلم اي شيىء عن الموضوع سوى ما اريد ان اخبرها به...ولكنها كانت تشعر ان جمال هو شخص مميز في حياتي ...وتلمح بين الفترة والاخرى...
في ايه بينك وبينو.....مش كبير شوية....لالا انا اتمنالك عريس احسن من كده
وكانت تسكت فورا عندما تشاهد انزعاجي منها لتعود وتقول..
انتي المهم تكوني سعيدة ومبسوطة ده اهم حاجة يا بنت سناء
ولمعت في رأسي فكرة بسيطة......
اذا كان هو اكبر مني هذا لأنني انا اظهر دائما كفتاة صغيرة بملامحي البسيطة وتسريحة شعري وقصر قامتي........
استطيع حتما ان ابدو اكبر ....اذا تغيرت...وسأفعلها...وفعلتها....
دعاني الى العشاء...وطلب مني ان البس احلى ما عندي وان اكون مميزة...
وقررت ان اكبر.....وان اتغير....
....
ولأول مرة في حياتي ادخل صالون تجميل ......وضعت احمر شفاه احمر وكحل داخل عيون وظلال جفون .....وطلاء اظافر احمر.....وعطر اخر غير الي كنت اضعه ...لقد رميته....رميت كل ثيابي واحذيتي وغيرت كل شيىء....كل شيىء.....
وشعري هذه المرة لم افرده..بل رفعته ووضعت على جانبه فوق اذذني اليمنى وردة حمراء ......
اشتريت فستانا اسود وحذاء احمر بكعب عال لاول مرة حصل في التاريخ .....ان البس هكاذ واكون بهذا الشكل....
لبست الفستان ووضعت فوقه على اكتافي شالا من الفرو الأبيض ولبست الحذاء الاحمر فتخيلت سندريلا التي سيضيع حذاؤها عن الساعة الثانية عشرة ويلتقطه هو لي
لأصبح اميرته...
نظرت قبل ان اخرج في المرأة لأجد امامي امرأة مكتملة الانوثة وفاتنة وليست مريم البسيطة والناعمة....
عند الساعة التاسعة كان بإنتظاري في سيارته تحت البيت...
تقدمت منه وهو ينظر الي ثم ازاح نظره لأنه اعتقد انني واحدة اخرى ...ثم عاد ونظر بإمعان وهو غير مصدق انني هي هي مريم بشحمها ولحمها.....
اقترب مني والكلمات كلها ضاعت منه....لكنه ابتسم وفتح لي باب السيارة قائلا...
اتفضلتي سيدتي الجميلة....
عباراته الاخيرة اكدت لي انني كبرت ....وانني الان لم اعد مريم....بل اصبحت سيدة تليق برجل مثه بكل ما في الكلمة من معنى....
طوال الطريق كان يبتسم ويضع يده على جبينه غير مصدق ما رأه ولم يتكلم معي ابدا وكأن لسانه قد انعقد...
بدأت ارتعش فأنا في حياتي لم ېلمس يدي رجلا....ولكنني طاوعته....امسك يدي ووضع الاخرى على كتفي فقط كان رقصا نوعا ما ملتزم.... لم اتخيل نفسي في هكذا وضع حتما مع اي رجل سوى في منزلنا ....ولكنني اريد ان ارقص اريد ا ن اعيش اريد ان افرح اريد ان اصړخ واقول للعالم كله انني احب هذا الرجل....
كان ينظر الي بشكل اربكني فضحكت ....
انا اسفة مشع ارفة ارقص كويس اصل دي اول مرة...
ضحك هو الاخر قائلا وانا دي اول مرة....بس ما قدرتش اشوف الجمال ده قدامي واقعد كده...
انت كده بتكسفني...
انا مش مصدق..انتي مريم
اه...مريم....
انا كل يوم بشوفك فيه بندم على كل لحظة كنتي فيها جنبي وما حستش بيكي..
المهم انك في الاخر حسيت....وانا مش ندمانة كانو اجمل ايام حبيتهم فيك من غير ما تحس...
وكانت العيون اكبر متحدث في هذه السهرة....وبدأ الشعر.....شعره كان يضرب رأسي بكميات من الۏلع والشوق ليأخذني الى عالم اخر بعيد غير الذي نعيشه .....وانا مستعدة لان ابقى عمري كله استمع فقط الى شعره من دون طعام او شراب فكلماته تكفيني مدى الحياة لتمدني بطاقة لا ټنهار ولا تيأس...
الى ان اخرج من جيبه علبة صغيرة وضعها امامي قائلا...
افتحيها ارجوكي ..
فتحتها وقلبي يطرق بشدة....وجدت في داخلها خاتم زواج مرصع بحبة الماس صغيرة من فوقه....سرحت للحظات ثم ادمعت عيوني وابتسمت قائلة...
ايه ده...
اميرة ايامي وعشقي
هل حان الوقت
لأبوح لكي بأنكي 
حبي ومتيمتي 
واعلن امام الجميع
انني اريدك ملكتي
متربعة على عرش قلبي
طلب يدي...ووافقت....
قلت له...
انا موافقة..................
وتزوجته...
الفصل التاسع
وتزوجته...
ڠصبا عن الجميع...ولم يحضر عقد قراني سوى اختي رانية رغما عنها وكانت كأنها في عزاء اما زوجها فكان يشد على يدي ويشجع قراري بما انه يسعدني..عمي ناصر الذي لا يتدخل بأحد وتمنى لي السعادة وكان وكيلي ........
حتى جمال