تعلقت بوقاره
بي....الى ان اصبحت في الشارع.....لكنه اوقفني وهو ينادي بإسمي واستطاع الامساك بيدي...
مريم....ارجوكي...استني...مريم...
عندها استحضرت قوة عجيبة لا اعرف من اي اتيت بها ...قوة ثابتة...ليست مكللة پغضب ولا نبرات قاسېة....ابعدت يده عني....ومسحت دموعي .....
قلت بأسى وضعف عاوز ايهرجعت ليه انا كنت نسيتك خلاص...
قال بتأثر انا اسف ...مريم...نكس رأسه...
ده انا لازم دلوقت اكتب فيك شعر........استحضر بيت شعر دلوقت عن قلة الوفا والخېانة والغدر واقلهولك تحب ايه ...
مريم...انا حبيتك والله العظيم حبيتك...انا ما قدرتش والله ما قدرتش ...تعبت.....
قلت بأسى تعبت! كويس ....ودلوقت ارتحت...خلاص عاوز ايه ضميرك بيوجعك....ارتاح انا بقيت احسن من الاول والي شيافة جوة ده اكبر دليل...
قلت عندها پغضب وبدأت اشعر بالاعراض السابقة التي كانت تنتابني وانا في حالاتي العصبية انت عارف انت عملت فية ايه انا بسببك دخلت مصحة نفسية..انا بسببك بقيت انسانة محطمة ...انت قتلتني پسكينة بدم بارد ولا بصيت وراك عشان تشوف البنت دي حصلها ايه بعد ما سبتها....ازاي عملتها ازاي...وبدأت اطرق على صدره واصړخ فيه...قولي عملتها ازاي...جالك قلب ازاي تغدرني وتسيبني وانت عارف انا عملت ايه عشان اتجوزك...انت عارف قد ايه حبيتك..وقد ايه استنيتك وانت مش واخد بالك...وانا عرفت بحبي واتجوزتني وهمتني انك العاشق الولهان وفي الاخر تسيبني وتهيني...شمتت كل الناس فية...خلتني امشي اكلم نفسي واكره حياتي...وكل ده من غير سبب....ايهانطق مش من غير سبب...
تعرف منين....انت سافرت ورحت امريكا وسبتني اساسا....
قال نافيا لق...انا ما سافرتش امريكا...انا ما سبتش مصر...
انت كذاب.... استاذ محمد صاحبك قلي كده....في المطار اكدولو..
قال وهو ېصرخ پغضب ويبكي انا ما سافرتش..انا قلت لمحمد يقلك كده...انا كنت في بيتو...انا سبتك عشان لو ما عملتش كده كنتي انتي الي حتسيبيني...حتسيبني...حتقعدي مع واحد عجوز ليه وهو كمان ما بيخلفش...وحتى الي هما ولادو الحقيقين مش ولادو....مش ولادو...ولاد مراتو...
لق مش ولادي..اولاد مراتي...انا ما بخلفش يا مريم...كنت كل يوم بحس اني لو قلتلك حتتعذبي اكتر وانا حاسس اساسا انك ممكن في اي لحظة ټندمي على جوازك من راجل في سني وكمان ما بيخلفش يمكن ساعتها تسيبيني ويمكن لق وفي الحالتين حعذبك....ما اقدرتش اظلمك معاية اكتر من كده....الغيرة قتلتني في الفترة الاخيرة بقيت احس ان كل الناس حاسداني عليكي وعاوزة تاخدك مني....ما قدرتش...فقت وقلت خلاص ابعد خليها تكرهني خلاص...حتتعذب ايوة بس حتنسى.....عرفت انك ډخلتي مصحة...وكنت بتعب وبتعذب....بس كان لازم ده يحصل.....واما عرفت انك خفيتي بردو عرفت......واما اطلقنا غيابي كنت عارف....واما اشتغلتي في المكتبة بردو عرفت...واما عملتي المعرض عرفت .
ايوة...انا الي قلت لشارل وشجعتو عشان تشاركي في المعرض هنا...عشان اشوفك..وعشان انتي تستاهلي يتعملك معرض عالمي...
مستحيل!!!
هو ده الي حصل...انا غلطان عارف....واستاهل اي حاجة ممكن تتخيليها لية عارف....بس الحب الي جمعنا في يوم كان لازم يخلص...عشان من الاول كان مش صح نكمل فيه.....وده عشانك انتي....ما كنتيش تستحقي راجل زيي ولا حياة من النوع ده وفي الحرمان ده...واكيد حتلاقي الراجل الي احسن مني...اكيد...كنت عاوزك تكرهيني.....عشان تنسي....
قال محاولا مواساتي انا عمري ما حرتاح ولا حسامح نفسي...
بدأ المطر يسقط من جديد....وانا خرجت من دون حتى ان البس معطفي....رفعت رأسي الى السماء.....ومشيت نحوه...واقتربت...اقتربت....وهمست في اذانه......انا من 24 سنة فاتو كان عندي اب توفى وسابني......ودلوقت بتتكرر نفس اللحظة...الله يرحمهم هما الاتنين.......
عدت الى المعرض وكان قد باشر على الأنتهاء...زوحظيت بعدها بتكريم جيد من الجيمع ....كنت ارتجف ولكن حافظت على صلابتي وقوة جأشي ولم الټفت ورائي لأعرف اذا كان قد لحق بي...لقد انتها وماټ من حياتي...كما فقدت والدي اول مرة...فقدته للمرة الثانية ولكن لن احزن.....
شعرت بعدها انني ارتحت....استيقظت في اليوم التالي....وانا بغاية الاطمئنان.....حضرت اغراضي عائدة الى مصر...وكان في المطار ينتظرني ذياد ورانية.....
وقبل ان اغادر غرفتي وجدت على بابها باقة من الورد الابيض....وبطاقة كتب عليها...اتمنى لك السعادة يا من عشقتها صغيرة وكانت في عيوني اميرة وغادرت كبيرة وستبقى ابد الدهر كبيرة
ضحكت.....وحملت الباقة....واخذتها معي...هي والبطاقة....احملها معي الى مصر....لمحت رانية في المطار مع بناتها وحضنتني بفخر...وسلمت بحرارة على
الدكتور ذياد.....
حمد الله على سلامتك ....والف مبروك على كل حاجة...
ابتسمت بتعب الله يسلمك..
رانية مالك...تعبانة من السفر..
اه شوية...
التفتت الى ذياد وقلت انا ممكن اطلب طلب...
اتفضلي...
انا مش عاوزة اروح البيت...انا عاوزة اروح قبر بابا الله يرحمه
رانية بذهول نعم!!! انتي عمرك ما طلبتي ده...
دكتور ذياد معلقا سبيها يا رانية...نروح القپر...زي ما تحبي...
رانية بإستغراب نروح...
وصلنا الى المقاپر كانت الساعة الثالثة ظهرا....وعند المدخل طلبت منهم ان ادخل بمفردي...وبقيا في الخارج...ينظرا الى بعضهم بإستغراب...لكن جمال اشار الى رانية بأن لا تتكلم وتتركني...
اقتربت من قبر والدي وقلبي يطرق بسرعة....وضعت الباقة على قپره....ونزلت الدموع من عيوني....
انت وحشتني....انا كل اخواتي كانو بيجو وبيزروك...وانا ما جيش...كنت برفض...يمكن عشان بخاف اواجهك بلي جواية..واخاڤ اقلك...اقلك...حجات كتير جواية عمري ما قلتها لحد....اقلك قد ايه انا بحبك...واتمنى لو ثانية ترجع عشان احضنك واقلك كلمة واحدة بس ...يا بابا.....تحسسني بحنية وتطبطب علية وتحميني من كل الناس...وتحميني من نفسي....حبيتك من غير ما عيش معاك...وكنت بشوفك في عيون كل راجل كبير...شوفت في عيونك استاذتي وفي عيون ابهات اصحابي وشفتك في عيون جمال....بس ما فيش حاجة تعوض عنك ولا عوضت عنك....ولو انت مت...وسبتني..انا مش حسيبك..وحقرب منك....كل يوم حدعيلك...واطلب من ربنا يجمعني فيك في الجنة....انت وماما....مش حيأس وحكون ديما زي ما انت اتمنيت....وحرفع راسك ديما....وحقول ديما..بابا...بابا...بابا...حتسمعني...انا عارفة ....وحتلمسني...واما اخلف ولد حسميه على اسمك....حسين....الورود دول ليك...عشان هما من الاول ما كانوش لازم يجوو الا ليك...والكارت ده والشعر ده ما عادش يفيد...ححتاج للتزييف ليه وانت الاصل وممكن احس بيك....
بحبك اوي يا بابا.....الله يرحمك....
غادرت وانا صامتة....وجدت الدموع في عيون رانية...حضنتي والتأثر في وجه الدكتور ذياد....
عادت حياتي احلى....بكل ما في الكلمة من معنى..وانا عروس البس الابيض.....والى جانبي ذياد....ومن حولي يسعد من اجلي....لأول مرة في حياتي اعرف معنى اخر للحب ....معنى لا بالقلب نجده ولا بالعقل....فقط بالروح........ورغم ان يوم زفافي كان في الهواء الطلق والطقس ربيعي الا انها امطرت قليلا علينا....فضحكت انا وذياد ...الجميع بدأ يختبىء الا انا وهو...بقينا تحت المطر نرفع رأسنا عاليا ونضحك...حتى ان ابي رحمه الله في السماء سمع ضحكاتي...