تعلقت بوقاره
المحتويات
لم يحضر الا صديق له يدعى محمد وعندما اخبر ابناؤه كان المعارضة شديدة جدا من طرف ابنه نزار اكثر من ريهام .....
في يوم اتصل بي وبدأ يقول لي كلمات شديدة القسۏة ويتهمني فيها بأنني مچنونة وان هذه العلاقة فاشلة وانه لا يرضى لوالده هكذا زيجة...وانا لم ارد عليه بل اقفلت الخط بهدوء ...لم اخبر جمال بما حدث....
لم نسكن لا في بيتي ولا في بيته...اقفلنا الاثنين واخذنا منزلا اخر منفردا وامامه حديقة صغيرة...كان بيت احلامي حتى اثاثه انتقيته كما اردت ......بسيط ومريح وعصري باللون الرمادي والاسود والوردي حتى الاضاءة والستائر جميعها كانت على ذوقي لم يتدخل جمال مطلقا كان يقول لي دائما اريد ان اعيش في جنتك
لم نقم بحفل زفاف بل في يوم عقد قراني لبست فستانا ابيض بسيطا للغاية وعلى رأسي وضعت تاجا من الزهر... كنت كأميرة اغريقية فاتنة ولم يكن يهمني احد ولا ما كانت عائلتي تقوله ولا اعتراضهم ولا اي شيىء...فقط جمال وان اعيش معه وفي كنفه وفي جنته فالناس لن تجلب لي السعادة وكلامها لن يدفىء برد قلبي..فلم ابالي....
كنت اشعر انني ملكة...اميرة....سلطانة...في كل ليلة كانت تمر اشعر انني اكبر اكثر واضاهي جمال في العمر ....فأستفيد في كل لحظة معه من خبرته في الحياة ووعيه وشعره وفنه وادبه حتى في العلم والطب كنت اشعر انني اصبحت تلميذته ....كان يعطيني دائما افكار لأرسم ويبدي دائما رأيه ويحاول ان يطور من فني ويطلب مني ان اثابر ولا اتوقف ...
لم تزرني رانية الا عندما دعيتها هي وزوجها على العشاء...
انتظرتها كثيرا.....خفت ان لا تأتي ولكنها في النهاية وصلت...
استقبلتها بحرارة...كنت اريدها ان ترى كم انا سعيدة مع جمال وكم انا اعيش في مكان جميل وليس كما تخيل الجميع....
نظرت اليها بشوق قائلة وحشتيني اوي يا رانية كده شهر ما شوفكيش...
قالت بيأس انتي قررتي تبعدي عن الكل بإختيارك ده...
مين قلك كده....
انا بقلك كده عشان بحبك وانتي اختي الصغيرة..بس خلاص الموضوع ده دلوقت ما منوش فايدة..
وانتي عشان بتحبيي لازم تكوني مبسوطة عشاني...عشان انا مبسوطة يا رانية..عمري ما حسيت الي انا حساه دلوقت ...عمري ما حسيت لا بالحب ولا باحنان ولا بالاهتمام ولا اني طايرة وماسكة النجوم...انتي يمكن تستغربي كلامي بس هو ده الواقع وانا ما بحلمش يا رانية....جمال اروع من ما تخيلتي وكلكم ظلمتوه....وانتي شايفة بعينك هو ما بيخلنيش عاوزة حاجة....وقاطعتني قائلة...
قالت معارضة انتي فهمتي قصدي غلط ليه.
انتي الي بتغلطي فية دلوقت يا رانية ومصرة ...وانا مش حزعل منك...بردو انتي اختي الكبيرة الي احترمها من غير ما تدخل في خصوصياتي....
قالت بحزن انا اسفة يا مريمادمعت عينيها قائلة والله بحبك...ومضايقة عليكي انا كنت بتمنى ليكي احسن حد في الدنيا وتعيشي معاهاجمل ايام حياتك...بس هو خد كل حاجة منك وبعدك عن كل الناس
مين قلك هو يعني ما بعدوش عنو الناس ...اقرب الناس ليه سابوه وما عادوش يكلمو واهمهم ولادو....بنتو بتتهرب منو وابنو كل ما يتصل بأبوه يتكلم معاه بشكل جارح حتى هما معارضين وبردو كان بيقلي طنشي......عشان احتا عايشين مبسوطين وده الاهم
مش عايشاها يا مريم وحتحسي بكلامي ده مع الوقت كله قشور...
قاطعتها انا عايشاها والله عايشاها يا عالم صدقوني يا ناس صدقوني....قلتها بصوت عال..فأتى جمال الي قائلا
حبيتي مالك...پتصرخي ليه...
اقتربت منه وحضنته قائلة ما فيش بس شوية افتكرنا ماما الله يرحمها
قال بحنان ربنا يرحمها يا حبيتي بكرة نروح نزور قپرها وندعيلها انا اتمنى لو كانت عايشة عشان اشكرها على الهدية الجميلة الي جبتهالي اميرة حبي ووجودي....وعشقي ...
قال زوج اختي رانية ممازحا يا سلام على الحب لازم نتعلم منك يا دكتور جمال بقة عشان انا نسيت بقة...
غادرت رانية وتركت في قلبي غصة وحسرة والم ....وطوال الليل كنت على غير طبيعتي وانا كلما اتذكر كلمات اختي اشعر بۏجع ....لماذا لا يريد احدا ان يصدقني...لماذا لا يريدون ان يتركوني اعيش نبض سعادتي...وهل ان كانت فقط مع شخص في سني او اكبر قليلا كانوا سيصدقون. ما دخل العمر بالسعادة ما دخل العمر بالفرح ما دخل العمر بحياتي .......انا ارى فيه ما اريد وهذا يكفيني والناس لا ترى فيه ما تريد ولا يهمني....
كنت لا احب الاحتكاك الكبير بالناس...وخاصة الجيران...ولكن دقت باب منزلي مساء يوم جارة لي .لم يكن بيني و بينها سوى صباح الخير ومساء الخير ولا تعلم اي شيىء عن حياتي .......وكان جمال عندها في البيت.....وطلبت مني ان يبقى ابنها قليلا في منزلنا وهو عمره فقط ثلاث سنوات واسمه ربيع لأنها مضطرة لأن تذهب الى طبيب الاسنان...ولم امانع.
حملته بيني يدي....واقتربت من جمال....نظر الي مبتسما...
الاطفال لايقين عليكي يا مريم..
ضحكت قائلة وانا بحب الاطفال اويشايف ربيع جميل ازاي...عينيه عسلي زييك..
حمله جمال وقبله وبدأ يداعبه....شعرت عندها بشعور غريب ....اني ارغب بطفل من جمال.....اتمنى ان يربطني به اعمق من الحب الذي يجمعنا...شيىء ملموس ومحسوس كلما اشتاق الى نفسي اكثر انظر اليه....والى جمال انظر اليه.....طفل يجمعنا بحب....ومعه ننسى كل شيىىء.....
قضنا انا وربيع وجمال وقتا ممتعا بين اللعب والركض واخيرا نام بين يدي......مع انه اخذ من وقتي ساعتين ومن وقت جمال لكنه لم ينزعج على العكس عندما تت والدته لكي تأخذه وجدت الحزن في عينيه وكأنه يريده ان يبقى اكثر.......
حملته والدته تشكرني قائلة..
متكشرة اوي انا بجد مش عارفة كنت حعمل ايه اهلي بعاد عني وضرسي وجعني وجوزي في شغله ما عرفتش اعمل ايه....
ابتسمت قائلة ما تقوليش كده ....ربنا يخليهولك فرحنا اوي..
بس ما يكنش ازعجك انتي ووالدك
جاءت كلمتها كسکين في قلبي....لم ارد بل هززت اليها برأسي قائلة بفخر وانا انظر الى جمال الذي
وجدت علامات الانزعاج على وجهه ...
جمال جوزي مش ابوية..
شعرت جارتي بالحرج وقالت بسرعة وهي تغادر ومعها ربيع انا اسفة عن اذنكم...
دخل عندها جمال مسرعا الى غرفتنا وجلس على السرير....وجدت الدموع في عينيه......وقفت على طرف الباب ......بصمت...كنت اريده ان يبدأ هو بالكلام...فأي كلمة مني ستكون دليل عطف .....وانا اريده ان يبقى هو الاقوى وان يتكلم ويخرج ما بداخله ....فسمعنا الكثير من الناس ونقابله ببرود ولكن
متابعة القراءة