تعلقت بوقاره

موقع أيام نيوز

الفصل الاول
كلما بحثت عن شيىء ما ابرر به ما يختلجني....اشعر بالذنب أكثر ....اخجل ...واتراجع....لأعود من جديد واقف على الشرفة انتظره....
هذا الشعور الذي ضړبني بدون ان اقاوم ما عساي افعل به
ما عساي افعل بقلبي الذي يطرق عشرات المرات قبل ان يأتي كل صباح وألاف المرات بعد المحه وملايين المرات وانا انظر اليه ...

هل خطيئتي في حبي العذري له
ام في شعوري الذي يكبر كل يوم وحيدا
ام في قلبي الذي لا استطيع ان اسكت عشقه
كلما افكر فيه اشعر انني سعيدة.....رغم انه لا يعلم بي..ولا يعرف من اكون...اراقبه من بعيد...من على شرفة منزلي وهو يجلس في المقهى المقابل لمنزلنا...يقرأ كل صباح الجريدة بصمت ويحتسي فجانا من القهوة ويغادر بصمت....
اصبحت اشرب القهوة كل يوم مع انني لا احبها واقرا معه نفس الجريدة التي لم تكن لتعني لي شيئا في يوم من الايام لا هي ولا اخبارها السياسية البلهاء..سوى انه يمسك بها هي نفسها ويشرب ويتذوق نفس الطعم الذي اشربه انا ايضا.....شعور غبي ولكنه عظيم بالنسبة لي ...اتشارك انا وهو نفس الامور بدون ان يشعر....
اجلس كل يوم وانتظره.....داهمني المطر هذه المرة وقاومته...وبقيت انتظره على الشرفة...عصفت الريح بي وانا لا احرك ساكنا ولم تزعزعني من مكاني قط .....لا شيىء اقوى من سعادة رؤيته حتى ولو لثواني....وسأبقى اتحمل....الى ان يأتي....
تبلل شعري...وثيابي...وفنجان قهوتي الذي برد واختلط بمياه الامطار....ولم يأت......
شعرت باليأس ودخلت الى غرفتي....وكان المړض حليفي...
ثلاثة ايام كنت اقاوم فيها مرضي كمن يقاوم وحشا يريد ان يفترسه....وخلالها كنت اتسلل لأقف خلف زجاج الشرفة علي اراه ولكنني اعود لارتمي على السرير من شدة التعب .......
كنت انظر الى السماء وهي تمطر وانا راقدة في مضجعي...ابعث اليه سلامي مع كل قطرة تنزل....واتمنى ان تلامس وجهه الأبيض الصامي .....وعيونه العسليتين....وقبعته التي يضعها بإستمرار...وجبينه المجعد قليلا....وسيجارته التي تبقى في يده وكأنه اشعلها ليحرقها فقط كما احترق انا الان لرؤيته....
يارب....ماذا افعل بقلبي......
وحنيني وشوقي القاټل هذا
ما الحل
كيف استطيع ان اكلمه ان اقول له انني اعشقه هكذ....بصمت الملائكة ...لقد تعبت....حقا تعبت.....اريده ان يعرف بوجودي....بعدها ليحصل ما يحصل.......
فتحت عيوني هذا الصباح على صوت اولاد اختي رانية ....ياه ...انه يوم الجمعة....لم اعد اعرف الايام من بعضها......فهي تأتي الينا يوم الجمعة من كل اسبوع.....
خرجت من غرفتي لأسلم عليها ولأجرب قدماي قليلا ....
رانية سلامتك يا مريم ....ايه ده ماما دلوقت لسه بتقولي ان كان عندك دور برد جامد
مريم اه يا رانية اعمل ايه بقة الي حصل ما حبتش اقول لحد..
امي هي تملي كده كل حاجة عندها بشويش حتى المړض ما بتحتبش تقول لحد انها عيانة لولا انا من يومين دخلت قودتها بليل ولا حظت انها بتغلي ڼار من السخونية ما كنتش عرفت...
رانية بعتب ليه بس كده يا مريم حتى في العية لوحدك مش كفاية قعدتك في البيت ليل نهار لوحدك ....
امي بقلها والله بقلها....اذا كان المتعلمين كده...اشحال الجهلة....
مريم يادي اسطوانة كل صباح ومسا ...يا ماما ...انا اتعلمت عشان نفسي مش عاوزة اشتغل .....اعمل ايه يعني اروح اشتغل مدرسة بكم جنيه واصرفهم مواصلات ...خلاص دراستي للادب العربي لنفسي...
رانية لق بجد يا مريم والله ماما عندها حق انتي اكتر واحدة اتعلمتي فينا انا واختك سهى مش لازم تسيبي نفسك كده العمر بيجري لازم تأمني على نفسك يا بعريس يا بشغل...
ضحكت قائلة ليه هي ورقة يناصيب ...كله بأيد ربنا...انا مش زعلانة بقضي وقتي مع امك في البيت مش احسن ما تقعد لوحدها ..زفي القراية شوية..بكتب شوية...واهو....
ماما بحزن انا يا بنتي مضايقة علييكي...كل اخواتك البنات الحمد الله جوزتهم وشفت ولادهم وده كل الي كنت عاوزاه من الدنيا بعد ابوكي ما ماټ الله يرحمه ...وانتي اخر العنقود ...يا حبيتي عاوزاكي تخرجي يبقى عندك اصحاب تشوفي ناس ...
قلت بأسى ان عارفة ان المصاريف ذادت بعد عياكي يا ماما بس....
قالت بعصبية اسكتي ما تكمليش...انتي عارفة ان معاش ابوكي بيكفي وذيادة وايجار المحلين الي عندنا كمان.....انا مش بتكلم في فلوس...بس رانية اختك عندها حق انتي بردك لازم يا تشتغلي يا تقلبي حد من الي بيتقدمولك...
رانية ليه هو
في حد جديد اتقدم
قلت بحيرة يا دي العرسان...لق هو نفس الموضوع بتاع ابن عمك حسن...
قالت امي وهي متجهة نجو المطبخ لق في حد جديد ابن صاحبتي سمر جاي من استراليا وسمر عاوزاه يشوف مريم...
قلت وانا انسحب كويس ابقى خليه يشوف جارتنا ام اشواق...
ضحكت رانية قائلة ما تحبيش سيرتها يا مريم تطب علينا.....
وما هي الا دقائق حتى قرع جرس الباب وكانت طبعاصام اشواق
........
السلام عليكم...ازيكم...انا عارفة انك هنا عشان انتي يوم الجمعة بتيجي يا رانية ازيك...
دخلت الى غرفتي وقد تركتهم مع ام اشواق جارتنا العجوز السعيدة...
هكذا اسميتها دائما...فرغم وحدتها بعد سفر ابنائها الا انها دائما سعيدة وتقضي اغلب وقتها في منزلنا مع والدتي....اشعر احيانا بالشفقة عليها واحيانا بالفرح من اجلها فالوحدة شيىء جميل رغم ما تشعرنا به من الضعف والخۏف ولكنها في اماكن كثيرة تصبح ملاذا وشغفا يستحق المجاذفة....
كنت ارى في ام اشواق وحدتي التي ابتغيها دائما.....ولكنني انزعج من فضولها الذائد وتدخلها وكأنها فرد من العائلة...ولكنني تعودت عليها ....
عدت ووقفت على الشرفة وطرق قلبي بشدة هذه المرة...لقد كان يجلس في الخارج.....
لم ادري بنفسي ماذا افعل ...دخلت بسرعة...حاولت ان اهدأ.....ثم خرجت...كان قد غادر.....
لبست ثيابي ووضعت معطفي عليي وخرجت بسرعة البرق... ...
نازلة اجيب كتاب وجية.....
ام اشواق جيبي معاكي شوية لوز وبندق عشان القعدة بينها حلوة النهاردة...
لم اسمع ما قالته ام اشواق...ولم ار امامي ...وانا اتجه الى الخارج ....مررت بجانب المقهى احاول ان اراه في الداخل....لكنني لم اجرؤ على النظر كثيرا.....الى ان اصدمت بأحد .....
انا اسفة...رفعت رأسي لاراه امامي......وقف قلبي
حصلك حاجة يا انسة...
سمعت صوته...انه هو.........نعم انه هو...
الفصل الثاني
لم أرد عليه بل بقيت متسمرة في مكاني...اكتفي بنظراته وتساؤلاته التي لمع في عينيه وتمنيت انه عاد وطرحها علي مرة اخرى لأسمع صوته من جديد ...لأردده في داخلي أكثر ويبقى في روحي لأكبر وقت ممكن...
كل ذلك حصل في ثواني وعندما ادركت نفسي التي سحبها اليه عدت ادراجي من حيث اتيت من دون ان انطق بأي كلمة ولم انظر خلفي ....ولكن الذي كنت متأكدة منه انه بقي ينظر الى شبحي الذي حضر على غفلة وانسحب بهدوء
لم اعرف كيف وصلت الى منزلنا ...تجاهلت اختي رانية وأمي وام اشواق وبنات اختي الصغار اللواتي لحقن بي يردون ان يلعبن معي ...وعدت الى غرفني واقفلت الباب وارتميت على سرير وضعت الوسادة على وجي لا اريد ان ارى اي شيىء يشوه صورته التي التقيتها منذ قليل ولا اي صوت يشوش صدى موجات صوته التي تسبح في اذناي....
لم اتوقع هكذا لقاء وبهذه السرعة...لم اكن مستعدة له...حضر الي كالربيع الذي ازهر بعد شتاء قاسې على غفلة ففرح الجميع...لقد اخذ روحي معه ولثواني شعرت انني لا اقوى على التنفس....
بقيت صامتة وجالسة في سريري لا اجرؤ حتى على الوقوف الى النافذة لأراه من جديد...الصدمة اربكت كياني وروحي قبل جسدي الذي بدأت أشعر
تم نسخ الرابط