تعلقت بوقاره
المحتويات
اهلا اهلا يا دكتور اتفضل اتفضل يا مېت مرحبا...
وانا لا ازال اقف بجمود ولا اتحرك...
الفصل الخامس
بقيت واقفة وام اشواق ترحب به وتدعيه الى الدخول وانا اقف الى جانب الباب الذي ما زال مفتوحا وفي حالة من الجمود والذهول والارتباك مع القليل من ضغط الډم المرتفع وطرقات القلب السريعة.....
نظر الي وهو يجلس على المقعد...
ام اشواق على البلكونة بتاعتك وعرفت انها هنا ما كنتش جيت
ام اشواق يا اهلا بالدكتور واحنا كمان كنا نتمنى نتعرف عليك غير الظروف دي من يوم ۏفاة سناء الله يرحمها يارب وبعدين الي زييك يتفتحلهم كل الابواب في اي وقت انا سألت عنك اساسا و....
قالت معترضة ابدا...انا الي حعمله...اتفضلي الدكتور جي يعزيكي انتي مش انا ...عن اذنكم...
جلست في المقعد الامامي له قائلة بهدوء بشكرك على الزيارة دي حضرتك .....
لم يرد علييي بل وقف وبدأ يتجول في الصالة ووقف عن رسمة للمطر ووالستاء معلقة على الحائط وقال الرسمة دي جميلة مين الي رسمها
انتي بترسمي
قلت بخجل اه يعني كل فترة وفترة...بس دي من ايام الثانوي انا بقالي فترة كبيرة ما رسمتش...
ابتسم قائلا عندك موهبة جميلة حرام تضييعيها....يعني لازم تهتمي اكتر بالرسم ...انتي درستي فنون جميلة..
لق انا دراستي ادب عربي......
ما كملتيش
قبل كدهه ما كنتش اقدر اسيب ماما الله يرحمها فترات كبيرة لوحدها....بس دلوقت بفكر في حجات كتير اعملها واتابعها بس يعني...على حسب الظروف...وانا ما عرفش ناس كتير...
هززت رأسي قائلة بحجل ان شاءالله....
اتت ام اشواق وفي يدها فنجان القهوة.....
يا اهلا وسهلا بحضرتك اتفضل القهوة...بس ما عرفتش صراحة بتشربها ازاي..
قلت من دون وعي سادة......
نظر الي بتعجب ...وكأنه قال لي بعينيه عرفتي ازاي...لكنه ابتسم وقال مش مشكلة شكرا ليكي....
قال موجها الكلام لي انا اشتغلت فترة كبيرة في الطب وكنت فاتح عيادة قبل كده بس بعدين فضلت انس ادرس في الجامعة ساعات قليلة في الاسبوع مش اكتر وما مارسش الطب كمهنة ...والټفت لكتابة الشعر....
قلت انت بتكتب شعر.
قلت بإبتسامة رقيقة طبعا....
قال ام اشواق انت ساكن لوحدك يا دكتور.
ايوة...ما فيش اجمل من الوحدة...اتعودت عليها او هي اتعودت عليي.....
وضع عندها فنجان القهوة واتسأذن بالرحيل....وقفت اودعه....ولكنني لم اتحرك من مكاني...كنت اخاڤ من النظرات الاخيرة على الباب....اخاڤ من ردة فعلي خاصة ان الا وعي لدي يفضحني كثيرا...كما فعل عندما قلت عن قهوته ..وانا اعرفها من مراقبتي الدائمة له في المقهى فكان النادل يجلب له القهوة من دون ان السكر فقط فنجان القهوة...
غادر وهو يحاول ان يراني من وراء الباب...واقفلت ام اشواق الباب واتت الي مسرعة..
وانا ارتميت على المقعد كالتياتت من سباق مارتون االألف ميل...
وبدأ اسئلتها وقبل ان تكمل مسلسلها المكسيكي قلت فورا...
ام اشواق حبيتي والله انا نعسانة...ممكن ادخل انام ونأجل اي سؤال لبكرة...
لالا مش حنام غير اما اعرف سر زيارتو هنا..
وانا اش عرفني يا ام اشواق ما هو على ايدك الزيارة والكلام حتسأليني انا ايه
عاوزة رأيك..
رأيي في ايه...وانا مالي ..واحد جي يعزي وخلاص انا مالي...تصبحي على خير يا ام اشواق...
خلاص انا مروحة بس بكرة حجيلك من بدري...تصبحي على خير....
مشاعري لم اكن اعلم كيف افسرها....ولا ان احسها ولكن ما حدث يكفيني من دون ان اضع اي تفسيرات..ما حصل قبل قليل واضح كعين الشمس....الأمر لم يعد من طرف واحد...تسلل واصبح من الطرفين والباقي لا اعلم كيف سيكون..رأيته وسمعت صوته وجلس امامي وتحدث معي بل وابدى اعجابه برسوماتي...لا اصدق...لا اصدق...هل الاحلام تتحقق شيئا فشيىء...ام انه وهم لا اكثر....يارب.....الحمد الله...
عدت وجسلت على المقعد نفسه الذي كان يجس عليه واتحسسه بيدي........واشم رائحة عطره في الأرجاء....اقفلت النوافذ كي لا تضيع ...وسرحت في عالمي....عدت وتحسست المقعد...ولمست شيئا....انها علبة سجائره...لقد نساها هنا....امسكتها وكأنني وجدت كنزا.....اخذتها معها الى غرفتي...ووضعتها الى جانب وسادتي.....وكأنني امتلكت الدنيا ومن فيها......
استيقظت وكأنه اجمل يوم في حياتي....وما ان نزلت من السرير حتى سمعت طرقات على الباب ......انها ام اشواق من جديد...يارب ....ولكن معها مفتاح لا تحتاج الي
كي افتح لها.....
فتحت وانا بثياب النوم لأجد امامي امجد...
صباح الخير بنت عمتي...جيت بدري بس كنت معدي قبل ما اروح الشغل فقلت اسلم عليكي..
نظرت اليه وانا لا استوعب ما اراه وقلت ببرود امجد....خير في حاجة
لق بس قلت اشوفك عاوزة حاجة او اوصلك اي حتة...
قلت بعصبية هادئة لق يا امجد متشكرة اوي ...
قال بجرأة ايه مش حتقوليلي اتفضل...
قلت بعصبية واضحة انا اسفة...بس اصل انت عارف انا لوحدي ما قدرش اقلك تتفضل ....
قال بإستغراب انا ابن خالك هو انا غريب....
معلش يا امجد انا اسفة بس ما بحبش كده...
قال وهو منزعج ماشي خلاص...على فكرة انا عاوز رقمك يعني عشان اطمن عليكي
انا ما معايش رقم خاص في بس نمرة البيت ...ما بحملش موبايل
ايه ده معقول في الزمن ده واحدة ما عندهاش موبايل ليها
اه في انا.....ماشي يا امجد سلملي على طانطكأنني طردته
نزل وهو يقول بتأفف الله يسلمك...
اقفلت الباب خلفه بقوة وانا الڼار تشعل داخلي...ماذا يريد هذه التافه مني..يبدو ان الموضوع قد دخل عقله بحق ويعتقد انني من الممكن ان اكون في يوم له...يا له من احمق ودمه ثقيل...
كنت بحاجة الى دقائق من الهدوء بعد الصباح المتعكر الذي حدث لي....
ولم يكن امامي سوى الشرفة....
خرجت ولكنني لم اجده مع انه موعده الصباحي ....
بقيت انتظره..لمحته يأتي من بعيد....لبست ثيابي ونزلت .....اعترضتني ام اشواق قائلة..
على فين مش قلتليي حنفطر سوا....الدنيا مطرة اوي انتي رايحة فين في الجو ده على الصبح...
خليها غدا يا ام اشواق عندي شغل سلام...ما تخافيش معاية الشمسية...
اقتربت منه قائلة...
صباح الخير دكتور جمال...
انزل قبعته من على رأسه وقال مبتسما اهلا انسة مريم ازيك النهاردة..
قلت بخجل كويسة....انا بس جيت اديلك حاجة نسيتها عندي امبارح...احرجت علبة السچائر واعطيته اياها
اخذها محاولا ان بلمس اصابعي فأبعدتهم فورا فقال انا اسف ...وانا بقول وقعو مني فين اتاريهم عندك...
قلت مودعة ماشي عن اذنك....
انتي رايحة فين ...ممكن اوصلك انا بردو رايح الجامعة عندي محاضرة بعد شوية...والدنيا مطرة احسن من المواصلات...
لق شكرا انا بحب امشي تحت الشتا ومعاية شمسيتي...
يعني محاولاتي لاقناعك فاشلة...
ضحكت قائلة لق مش كده بس انا بجد بحب اتمشى ....
خدي بالك المطرة في الشتا ممكن تسببلك زكام ودور برد وسخونية جامدة...
قلت بمزاح مهو بكده ممكن اعيا واكون زبونة جديدة...
قال بأمل بعد الشړ...بس ياريت...
قلت ياريت اعيا.
قال وهو يبتسم لق طبعا بس ...صمت قليلا ثم قال....انا كنت عاوز اطلب نك طلب...
اتفضل...قلتها مسرعة
انا ديواني الشعري حيصدر قريب بس انا
متابعة القراءة
