تعلقت بوقاره
المحتويات
كل مرة اتذكرها....
ابداعي في الرسم الأن كان بسب سعادتي وعشقي للحياة واملي الكبير وليس من الألم...
رسمت العديد والعديد ...ولكن فضلت ان ارسم لوحة معبرة للمطر كالتي وجدتها في بيت راشيل وكن بطريقتي الخاصة...واسميتها تراتيل المطر...كان عبارة عن فتاة تهرب من المطر من على مقعد الانتظار وهي تنتظر من يأتي اليها ليأخذها بعيدا......وعيون من بعيد تراقبها بحب وتريد ان تنتشلها من كل العالم ...فتذهب الفتاة تاركة وردتها الحمراء التي اخذتها الرياح...
كنت احضر للمعرض الذي كان بالاشتراك مع العديد من الكتاب والشعراء والرسامين ايضا.....وقمت بدعوة الجميع....وكنت في الاستقبال...رحبت برانية وزوجها و اتى ذياد مصطحباص معه والدته واخته الصغرى....
قبلتها بحرار ة وهي تبتسم لي اهلا يا مريم..ذياد بيحكيلي عنك كتير..وانا جية مخصوص عشان اشوف ابداعتك ورسمك ده عملنا البيت معرض بلوحاتك..
ابتسمت وانا انظر اليه قاټلة ده من ذوقك يا طنط..انا لولا الدكتور ذياد ما كنتش واقفة على رجلية يمكن واكيد....
ماشي...
وقفت انتظر المذيد ممن اعرفهم....رأيت من بعدي الاستاذ محمد صديق جمال فأيضا قد دعوته...
اهلا استاذ جمال انا سعيدة انك جيت..
وانا اسعد..وشكرا على دعوتك...وانا متأكد حشوف حاجة جميلة..
ان شاءالله..
قال بإحراج انتي كويسة ..
قلت بثقة في احسن حالاتي...وانا عارفة انت قصدك ايه...الي راح راح يا استاذ محمد وانا مش عايزة اي حاجة تفكرني بقبليها....واتمنى تقضي وقت حلو في المعرض كلو واخر جناح فيه رسوماتي...
مريم تعالي سلمي على الاستاذ شارل هو مهتم بالفن العالمي وبيدور على الرسامين الكويسين والشعراء والكتاب في العالم العربي وصدقيني لو عجبو الي رسماه حيخليك يتشتركي في معرض عالمي...
اتتيت معها اليه وسلمت عليه وطلبت منه ان يلقي نظرة على لوحاتي....
فوافق مرحبا......
قلت له عجباك
اوي...مش عارف ليه حاسس كأنها انتي..فيها منك كتير..
قلت وانا اهز رأسي بأمل اه....ده انا دلوقت...
ابتسم قائلا مع اني اعرف انك بتحبي المطر بس في الصور انتي بتهربي منو...
انا بجد سعيد بيكي....لوحاتك تجنن والكل زي ما انتي شايفة اكتر حاجة بيوقف هنا وبيتفرج وهو سعيد...
الفضل ليك..انا من غيرك كان حصلي ايه غير اتني فضلت عمري كلو في مصحة نفسية...
اتت رنية وحضنتيني بحب هي وبناتها...
ايه الجمال ده يا مريم الكل هنا مذهول ومعجب اوي وانا بقلهم الي راسمة دول اختي...
ضحكت قائلة اتشهري على حسابي بقة...يا بختك....
اتى زوجها قائلا ما هي بقالها يومين عمالة تفكر تلبس ايه...فكراها حفلة..
قالت معاتبة اه حفلة واخت الرسامة الكبيرة العالمية مريم..
لا لا عالمية ايه استني شوية انا يادوب صغنونة بقة....
ضحكنا جميعا وكان هذا اليوم من اسعد ايام حياتي....فبعد يومين تلقيت دعوة من مدير المكتبة.....الى مكتبه ...وتلقيت الخبر السعيد...
لوحاتي ستشارك في معرض عالمي سيقام في فرنسا فالسيد شارل اختارني من ضمن الجميع لأمثل بلدي في الرسم .....
كانت فرحتي كبيرة....لأول مرة في حياتي يكرمني احد بهذه الطريقة....والايام الصعبة التي عشتها لم تكن الا خيرا لي كتبه الله ليعوضني عن ما عانيته قبلها....
اول شخص اخبرته بذلك كان الدكتور ذياد...اخبرته وانا ابكي على الهاتف..
طب انتي بټعيطي ليه دلوقت..
قلت وانا امسح دموعي مش مصدقة كده متاخدة وقلبي بيدق..
انا فرحان اوي يا مريم ...يارب يوفقك يارب...
انا مش عارفة اعمل ايه ولا ايه وكده اروح لوحدي مش عارفة...
انتي تقدري وقدها....افرحي بقة ما يلقش بيكي الزعل...وخلييكي مع ربنا ...ديما....
سافرت تحت اشراف عالمي الى فرنسا لأمثل بلدي في الرسم وكان في استقبالي وفد مهم وكأنني رسامة عالمية الجميع ينتظر ان يرى ما رسمته....
مكثت في الفندق في العاصمة الفرنسية باريس...وخلال فترة ما قبل المعرض العالمي استغليت وجودي لاقوم بجولة فيها لأتفرج على المتاحف الجميلة والمسارح وارى الابداع على حقيقته....
وكانت فرصة جديدة لأعيش جو المطر....هذا الطقس الذي يلاحقني اينما ذهبت ليشرد افكاري ويتعبني من جديد....
حاولت قدر المستطاع ان لا احزن ولا ابكي عندما يهطل المطر....تارة كنت استجيب له وتارة كنت لا استجيب....
كنت ارى الجميع وهو يهرب من المياه اما انا فكنت احمل مظلة....رميتها ورفعت
رأسي الى فوق وكأنني اقول له لن اخاڤ منك بعد اليوم ولن استجيب لك وسأحارب مهما حييت لأنسى ..وسأنسى....
واتى يوم المعرض العالمي في المركز الثقافي الفرنسي...
تلقيت قبل ان انزل من الفندق اتصالا من ذياد...
انا عاوزك تكوني قد الحمل وما تخافيش من حاجة..
نزلت من عيوني الدموع انا ديما كده ما اقدرش ما اعيطش...في الفرح وفي الحزن..
لا مش عاوزين حزن من هنا ورايح ما فيش غير الفرح يا مريم لية وليكي...
انا ايامي طالما انت فيها مش حيبقى فيها الا الفرح
وانا ايامي لما مسحت حزنك كانت فرح....ده يومك....ارفعي راسك لفوق ديما....وخليكي قوية....لا اله الا الله
محمد رسول الله...
نزلت وثقتي بنفسي ليس لها حدود....واملي كبير.....وحلمي اكبر....
وكان بصحبتي مترجمة من اصول جزائرية واسمها شاهندا.....
وكانت تحاول دائما ان تترجم للحضور ما اشرحه عن لوحاتي.....كنت ارى الاعجاب في عيون كل من يشاهد لوحة ترااتيل المطر....
وقفت امامها فقالت لي شاهندا...
في حد هنا جبي عم يسأل عن اللوحة وشو قصدك فيها احكيلي عنها لترجم للناس الي هني...
اقتربت منها وهي تتوسط حائطا كبيرا وشاهندا ورائي والناس وراءها...
وقلت المطر بيجي من غير استئذان زي الحب الي يفاجأك ويدق قلبك.....واما ترد عليه عندك حاجة من الحاجتين يا تستنى وتسمع كلامه عشان فكرت بقلبك وبس وتكون النتيجة انك تعيش طول عمرك معلق نفسك بمجرد وهم مش اكتر زي ما جيه زي ما راح ....يا تهرب منو وتبعد ووتفكر كتير قبل ما تعمل اي حاجة ممكن ټندم عليها....
ومهما حصلك في حياتك ديما في عيون بتحبك بتراقبك من بعيد...وحتمد ليك ايد المساعدة وتوصلك للطريق الصح....
بقيت واقفة وانا اسمع همسات من ورائي وشاهدا تعلق قائلة..
بيقولو انو كتير مزيان ورائع.....
هززت اليها برأسي وانا لا اريد ان استدير كي لا يرى الناس دموعي وبقيت واقفة للحظات...وعندما استدرت وجدت الجميع يبتعد الى لوحة اخرى وظهر من بينهم رجل يقف وينظر الى اللوحة والدموع في عينيه......نظر الي...وبقي في مكانه....وانا تسمرت في مكاني.......
انه جمال.................................
جمال امامي.........
عاد من جديد.....
الفصل الاخير
وقفت اتأمله بصمت وقدماي تعجز عن التحرك ولساني انعقد تماما....تمنيت ان تنشق الارض وتبلعني...فلم اكن مستعدة لهكذا لقاء وفي هذا التوقيت وهذا الوضع وهذا المكان وخاصة انني لوحدي.....
ولكن عندما وجدته يقترب مني هرعت مسرعة وتركت المكان وخرجت من الباب ....لا اريد ان اسمع منه اي شيىء لا اريد ان اراه....سمعت دعسات قدميه وكأنه يلحق بي فأسرعت اكثر ونزلت الادراج لأخرج الى الشارع وابتعد ...لم يعد يهمني لا المعرض ولا لوحاتي ولا اي شيىء...فقد اريد ان ابتعد...لا اريد ان اراه....
استمر يلحق
متابعة القراءة