رواية امل الجزء الاول

موقع أيام نيوز

معاها دي بت شديدة وكلمتها من دماغها.
بقبضة كفه المضمومة طرق ابراهيم على سطح المائدة أمام الرجل يطالبه مشددا
إنت لازم يبقالك كلمة في الموضوع دا يا عم الحج ولا تكبرك في الۏحشة عشان مصلحتها وتيجي عند الفرح ولا تعبرك.
أمام مراتها وقد استسلمت اخيرا لواقعها لتمسك الفرشاة وتجرب وضع المساحيق على البشرة التي اهملتها فترة طويلة حتى نست أنها أنثى ليأتي هذا اليوم الذي تجبر على التزين فيه من اجل هذه المناسبة
بحيلة اقنعت بها نفسها أن الأمر مجرد خطبة فترة تمهيدية حتى تستوعب الأمر وفرصة للتجربة إذا نجح الأمر كان بها وان فشل.........
زفرت بتحريك رأسها حتى تجليها من هواجس ومخاۏف
كانت في غنا عنها لولا هذا الموقف. 
اووووف. 
صدرت منها بقوة وهي تترك من يدها كل شيء لتنهض من مقعدها بيأس وسارت حتى تختها لتسفط جالسة على طرفه بتعب وضعت كفيها على رأسها المنهك بأفكاره لا تعلم كم مر من الوقت حتى سمعت بطرق على باب غرفتها لتطل لها صبا بوجهها المشرق قائلة بلهجتها الصعيدية
سالخير يا عروستنا عاملة ايه يا به
استطاعت بفعلها التي ترسم ابتسامة سعيدة بمجيئها وقولها الطريف لتتلقاها بحضن الشقيقة لشقيقتها
وحشتيني يا بت ابو ليلة هتخليني اندم عشان اقنعت ابوكي يوافق على شغلك. 
رددت صبا تتابع مشاكستها
باه باه باه ليه بس يا بت عمي وايه ذنب الشغل.... اه
تفوهت بها وقد بوغتت بلكزة خفيفة على خلف كتفها بقبضة شهد تقرص عليها بعتب الأحباب مرددة
عشان هو اللي خدك مني بعد ما كنا اعز أصحاب واخوات.
رمقتها صبا بتفحص وكأنها تستكشف ما بها لتقول بتقرير وتأكيد
والله ومازلنا بس انتي اللي جالبة عليا النهاردة ومتوتره بزيادة بس برضك انا عذراكي.
ابتلعت شهد ريقها ليخرج صوتها سائلة بتوجس
ابو ليلة حكالك صح أنا عارفاه ما بيتبلش في بقه فوله.
اطلقت صبا ضحكة رنانة لتنهض فجأة وهي تخلع عنها حقيبة يدها وحجاب الرأس قائلة
لو سمعك ابو ليلة كان اداكي فوج دماغك عليها دي بس معلش هو برضوا مبيردش ع العيال الصغيرين خصوصا لما يكونو عرايس حلوين ومتوترين.
قالت الأخيرة لترفعها عن مقعدها غير عابئة بذهولها حتى عادت بها لتجلسها أمام المرآة تستطرد
وبرضك نسامح احنا كمان على حج الراجل الكبارة لاجل عيون المقاول شهد.
دنت برأسها لتسال انعكاس وجهها بعد أن أمسكت الفرشاة
تحبي اخلي المكياج خفيف ولا تجيل ويزغلل عين العريس 
ضحكت شهد تجيبها وقد تسرب شعور جميل بالارتياح لدعمها والتخفيف عنها
لا يا عسل خفيف.
انا بجول كدة برضوا حكم العريس مش ناقص زغللة 
قالتها صبا بشقاوة جعلت شهد تضحك بصوت مرح لتعود بلكزها مرددة
يا بت بطلي بقى بقيتي مصېبة يا بنت ابو ليلة.
بداخل المجمع التجاري الضخم وقد كانت تتسوق به وكأنها وجدت جنتها تنتقي ما حرمت منه طوال سنوات عمرها حتى وهي تعمل منذ نعومة اظافرها في المحال كبائعة فقد كان ما تتحصل عليه بالكاد يكفي طعامها والأشياء الأساسيه بالحياة.
ولكن الان ورغم أن مبلغ المرتب كان كبيرا بالنسبة لها الا أنه على الحسبة الأصليه لم يكن ليكفي سوى القليل مما انتقته من اشياء قيمة وغالية لكن ميرنا كانت المنقذة لها دائما مرة بدعمها بالنقود الناقصة ومرة بمعرفتها بأصحاب المحلات فقد كانت كالزبونة المميزة لمعظمهم لتضيف مزيدا من الابهار في عقل الأخرى تمكنت مودة من ابتياع حذائين وبعض أدوات المكياج وبعض قطع الملابس فلم يتبقى سوى فستان احلامها والذي اشارت عليه من خلف الزجاج لتسحبها الأخرى على الفور ټقتحم المحل بجلبة أجفلتها
ادخلي يا بت ونقي على كيفك مدام ناهد عندها أحلى الماركات.
بدهشة وعدم تصديق تطلعت مودة نحو المرأة الجالسة خلف المكتب الزجاجي والتي تبدوا من هيئتها الراقية انها من أصحاب الذوات التي تسمع عنهم او تراهم على شاشة التلفاز من مرتادي الاجنحة الفاخرة بالفندق تقف
بابتسامة بعرض وجهها لتستقبلهن بحفاوة بالغة لم تتخيلها
يا أهلا يا ميرنا اتفضلي انتي والقمر اللي معاكي المحل محلكم .
اقتربت الأخيرة بزهو لتتحدث مع المرأة باسترسال وكأنها على معرفة قديمة بالمرأة
تعيشي يا ست الكل يا قمراية افتكرتي على طول كدة وعرفتني دا انا خۏفت لتكوني نسيتني 
طبعا وحد برضوا يقدر ينساكي اتفضلي حبيبتي.
قالتها المرأة ثم انتقلت بكلامها المعسول إلى مودة
وانتي جميلة اي فستان بقى عاجبك
بلهفة قوية الټفت مودة تشير بذراعها نحو ما تقصد
هو ده.
تدخلت ميرنا بينهن بقولها
ايوة بس يا مدام بس عشان نتفق كدة من أولها احنا طماعنين في كرمك تعاملينا غير بقية الناس.
تبسم ثغر المرأة في خطابها للإثنتان
هي تلبس الفستان وتشوفه حلو ولا وحش عليها وأكيد ان شاءالله نتفق ودا عشان خاطرك يا ميرنا
بعد قليل خرجت لهم تلتف بالفستان يمينا ويسارا بفرحة وقد راقها من جميع النواحي لتسألهن
ها إيه رأيكم بقى حلو .
حلو اوي
ضحكت مودة وقد أسعدها قول المرأة وجاء رأي ميرنا متوافقا أيضا معها
المدام عندها حق يا مودة ومكدبتش الفستان فعلا جميل وهينطق عليكي.
بسعادة غامرة جعلتها تهتز بحركتها المعتادة في هذه الأوقات مشبكة كفيها خلف ظهرها كطفلة مبتهجة قبل أن تستدرك لتسألهن
اا طب احنا كدة عايزين نتفق ع السعر ولا انتي ايه رأيك يا ميرنا. 
قالتها وهي تغمز لها بطرف عينيها لتفهم مقصدها فردت الأخرى ضاحكة
من غير ما تغمزي انا فاهمة وألمدام كمان فاهمة انا اتفقت معاها على سعر كويس يناسب المتبقي من الفلوس معاكي هيصي ياللا يا ستي.
ايوة بقى.
تفوهت بها مودة لتهلل بفرح ثم توجه كلمات الشكر والامتنان للمرأة التي وافقت بالعرض وميرنا التي ساعدتها اليوم بجهدها ووقتها لتبتاع ما تشاء لتغير من هيئتها في خطوة جدية لتبديل واقعها البائس.
حينما خرجت من بروفة الفستان تحمله بيدها لتعطيه المرأة حتى تنهي الحساب كانت ميرنا هي الأخرى انتقت واحدا اعجبها رفعته أمامها تسالها
ها يا مودة ايه رأيك في الفستان يليق عليا ولا اغيره
بحيرة نظرت له ولعدد اخر من المعروضبن خلفها قبل ان تجيبها
مش عارفة بصراحة بس انا شايفاه من النوع اللي انتي بتحبي تلبسيه الفساتين الطويلة والضيقة دا الاستيل اللي بيليق عليكي عشان جسمك الرشيق زي المليكان
وافقتها المرأة القول تضيف عليها بإعجاب
فعلا يا مودة دا كان رأيي انا كمان قبل ما تخرجي شطورة وعندك زوق.
عقبت ميرنا بمداهنة طريفة منها
يا ولد ما انتي بتفهمي اهو في الموضة امال عاملة نفسك ليه غشيمة ومخلياني من الصبح انقيلك دا انتي بلوة مسيحة.
بمسحة من التفاخر مستها ردت مودة بخجل من الاثنتان
يعني يا ستي على قدي انا اصلا بفهم لغيري بس لكن ليا لأ ما انا عندي عين بتشوف برضوا.
تسلم عيونك.
قالتها ميرنا وهي تتناول الفستان متجهة نحو البروفة قائلة
طب انا هدخل اجربه عليا واشوفه لايق ولا لأ استنوني اخرج وتقولو رأيكم .
اختفت بداخل غرفة البروفة وانتظرت مودة مع المرأة التي كانت تجهز لها الفاتورة قبل أن تجفل على نداء ميرنا من الداخل
مدام ناهد ممكن دقيقة عشان خاطري حاسة الفستان انحشر فيا وخاېفة ليتقطع وانا پقلعه اصله طلع ضيق قوي. 
حاضر ثواني.
هتفت بها لترد عليها قبل ان توجه خطابها لمودة
ممكن يا حبيبتي تخلي بالك هنا على ما ادخل اشوفها جوا او ترجع البنت اللي بتشتغل معايا بطلب القهوة اللي بعتها عليه من الكافيه. 
أومأت مودة بطاعة تنتظرها وجلست على المقعد المجاور للمكتب المرأة تهزهز قدميها وتتجول بعينها في الإنحاء حولها تشاهد المعروض من الملابس الحديثة وتصميم المحل الفاخر ثم هذا المكتب الغريب بتصميمه ومقعد الهانم الذي كانت تجلس عليه ثم......
وقعت عينيها فجأة على الأرض لتفاجأ بهذا الشيء الذي
يلتمع بقوة دنت تتناوله لتعرف ما هو لتصعق بهذا الجمال المبهر خاتم ذو فص كبير لا تعلم ان كان من الألماس او الألماظ الحر أو حتى أن يكون تقليد كالذي ابتاعته في يوم ما ولكنه كان رائعا بشكل جعلها تطالعه وتقلب فيه بذهول لمدة من الوقت لا تعلمها قبل أن تجفل على صوت المرأة وقد بدا أنها على وشك الخروج من الغرفة لترتبك سريعا باضطراب لا تدري بماذا تتصرف وكيف تخبرها لتجد الحل قبل ان تظهر المرأة وقد تصرفت يدها بما تعودت عليه بأن وضعته في جيب سترتها
في المساء 
وقد اجتمعت الأسرتين بحضور مسعود ابو ليلة وزوجته وابنته بصفته ولي العروس ليستقبل العريس ووالدته وشقيقه ونساء العائلة من شقيقاتها وأنيسة التي وصلت متأخرا مع ابنتها بعد انتهاء دوام عملها في الشركة مع طارق لتنضم مع صبا في تزين العروس لتصبح ايه من جمال حقيقي خلقت به ولكن بالاهمال كان مدفونا ليظهر اليوم بصورة اجفلت جميع الحضور حتى ممن يسكن معها في البيت فما بالك بقلب محب يكاد قلبه ان يتوقف من فرط فرحه بها يطالعها بعدم تصديق وقد أصبحت اليوم خطيبته لتكون قريبا
عروسه .
شهد العسل وهو فارسها المهندس حسن.
.... ..
خجل!
يا إلهي هذه كلمة قليلة للغاية لتعبر عما تشعر به الان ام هو استغراب في غير محله أن توضع في هذا الموقف بدون ترتيب أو تمهيد مسبق.
أم هو فرح قد اتى مباغتا لها بعد أن هيئت نفسها للاستغناء عن متع الحياة في كل شيء والمضي قدما في طريقها في عمل دئوب للحفاظ على إرث والدها والحفاظ على شقيقاتها من اطماع النفوس السيئة من الغرباء والأقرباء أيضا
متخذة هيئة الرجال في الملابس وأفعالهم حتى لا يظنها أحد أنها ضعيفة لاستغلالها طامسة أنوثتها ورقتها القديمة خلف واجهة لقوة تدعيها وخشونة تحرص عليها كحرصها على عائلتها وأسرتها إذن أين ذهب كل ذلك
لماذا هذه الهشاشة التي تشعر بها أمامه كعصفور مبتل امام نظراته الثاقبة التي تخترقها ضعف لذيذ ومراهقة تتفاعل مع كل همسة منه لقد كانت منذ مدة قريبة ټتشاجر معه وتناطحه الرأي بالرأي اما الان ورغم حنقها بما تورطت به على غير ارادتها الا أنها لا تنكر هذه السعادة التي تجتاحها دفء نظرته المحبة لها أذابت بقلبها الجليد لقد أعاد إليها أنوثتها.
بجلسة أسرية بامتياز وحالة من المرح والمزاح الذي لا يتوقف وكأن الجميع يعرفون بعضهم البعض منذ زمن طويل مجيدة تتصرف بأريحية مع مسعود الذي فهم عليها من أول وهلة فكان تعامله معها بتسامح وقد أعجبه فعلها وزبيدة وابنتها كاسرة ثانية بعد أنيسة ولينا التي كانت كالبدر لتجبر هذا العنيد على اختطاف النظرة نحوها كل دقيقة.
حج ابو ليلة البنت بنتي والولد هو كمان ابني.
يعني اطلع منها.
قالها بمشاكسة اثارت الضحكات لتهتف نحو زبيدة بعتاب معترضة
شوفي يا ختي الراجل عايز يمسك عليا كلام مقلتوش. 
ضحكت المرأة في الرد لها
بيناغشك يا ست مجيدة اصل شهد بنته هي كمان ولا البشمهندس مجالكيش.
ردا عليها تدخل حسن
لا طبعا قولتلها دا عم ابو ليلة ده من قبل ما اشوفه وانا اسمع عنه سمعته
تم نسخ الرابط