رواية امل الجزء الاول

موقع أيام نيوز

بتاع اختكم وبتندهوا عليا كدة عادي طب انا هفتن عليكم
ضحكت أمنية معقبة وهي تحصي عدد الأوراق النقدية التي في يدها
روحي افتني يا اختي هي علم بكل شيء أنا أصلا واخداهم لعبد الرحيم عشان يلف بيهم ع العمال ويقبضهم ما انتي عارفة يا عسل اختك في الصالون دلوقتي ومش فاضية. 
أنا كدة معايا ست الاف.
هتفت بها رؤى قبل أن تتناولهم من أمنية لتضعهم على الحزمة التي معها لتردف
ع التمانية اللي معايا يبقى كدة اربع تاشر حلو اوي على أجرة العمال احنا لسة ورانا مصاريف كتير.
رمقتها شقيقتها الكبرى بإعجاب لتكمل بخطواتها حتى وصلت لتجاورهم على الفراش قائلة بفخر
ما شاء الله عليكي يا أمنية خدتي ع الوضع وبقيتي تتكلمي زي شهد بالظبط باين الشغل نفعك. 
أبت الاخيرة أن تتطرق للماضي المخزي بنظرها وردت بقوة جديدة عليها
طبعا أكيد الشغل للست أحسن من أي شيء وأي راجل حتى وانا الحمد لله مش بشتغل عند حد انا بشتغل في ملك ابويا الله يرحمه وبكرة المكتب بتاعه يبقى أكبر مكتب مقاولات فيكي يا جمهورية بإيد بناته ان شاء الله أسيبك بقى.
قالت الأخيرة وهي ترفع الحقيبة التي امتلأت بالنقود أعلى كتف ذراعها ثم لفت حجابها على عجالة وخرجت على الفور عقبت فريال في أثرها
اختك يا رؤى اتغيرت وبقت شخصية تانية دي حتى في شكلها الخارجي عودها خس وبقت مظبوطة.
ردت رؤى بابتسامة مبتهجة
ومتخسش ليه وهي استلمت تقريبا معظم الشغل مع الشهد وطول النهار على رجليها ما هي الانتخة زمان هي اللي كانت متخناها.
اومأت فريال تهزهز في ابنتها بتفهم قبل أن تقول
سبحان الله بعد ما فاقت من الوهم بتاع الحب مع الزفت ابراهيم اللهي ربنا ياخده اختي حست بنفسها ياريتها اڼصدمت بحقيقته من زمان. 
كل حاجة بتيجي في وقتها.
تفوهت رؤى بالعبارة ثم تناولت منها الصغيرة تداعبها وتشاكسها وسألتها اثناء ذلك
ماما فين مش سامعة صوتها يعني
مصمصت فريال بشفتيها لتقول بامتعاض
اهي اللي عايزة الصدمة صح هي امك تصدقي بالله الست دي لحد الآن بتكلم خالتك وحزينه ع اللي حاصلها هي وابنها.
سمعت رؤى وامتعض وجهها بضيق تتمتم
ربنا يهدي.
بداخل المحل الذي افتتح حديثا خطت حتى توقفت بجوار العارض الزجاجي تستند عليه بمرفقها مستغلة انشغال الأخرى بترتيب بعض البضائع من هدايا وأغلفة وعلب أدوات مكياج مختلفة تأملتها قليلا بتسلية قبل أن تجفلها بصيحتها ممازحة
عندكم شامبو يا انسة
شهقت مودة بخضة قبل أن تلتف اليها بوجه مزعور لكن سرعان ما استعادت توازنها لترد مستجيبة للمزاح وتهتز بجسدها تقليدا للمشهد المشهور
لأ يا ختي عندنا دباديب.
ضحكت صبا بملأء فمها حتى ظهرت أسنانها البيضاء لتردف بمرح
أموت أنا في قفشات الأفلام. 
رمقتها مودة بتفحص يعجبها هذا الإشراق الذي يزين ملامح صديقتها فقالت بمشاكسة
انا شايفة الحلوة مزاجها عالي النهاردة إيه ناوية تحققي أمل الأستاذ شادي وتخرجي معاه
أطلقت شهقة تصنعت بها الصدمة لتنكر قائلة
اطلع مع مين يا ست مودة عايزة بت ابو ليلة تطلع مع عريسها اللي كتب كتابه عليها بس امبارح كمان مش كفاية انه رضي بيه وسلمه جوهرته النفيسة كمان عايزاه يسمح بالسرمحة والكلام الفارغ ده
يا شيخة! 
قالتها بتهكم قبل أن تتابع وتسألها بفراسة وتوجس
بت انتي كلامك مش راكب على بعضه معايا إيه اللي وراكي.....
قلم يا مودة.
انتفضت مجفلة وخرجت هذه المرة شهقتها بغير افتعال لتستدير إليه وتجده أمامها مباشرة يرمقها بأعين مشټعلة يعتلى تعابيره الغيظ مكررا نحو مودة
التي أردفت تحييه
أهلا يا استاذ شادي نورت المحل.
أهلا بيكي يا مودة ناوليني قلم حبر لو تسمحي. 
اردف بالكلمات وأبصاره لم تحيد عنها فقد كانت شهية بشكل موجع وجهها المشرق بابتسامة ساحرة كشمس أخرى تضيء المكان من حوله تلهث بابتهاج طفلة انتهت من الركض واللعب اللون المميز بعينيها يشع بشقاوتها المحببة حتى وهي تجعله يدور حول نفسه بأفعالها 
إيه بتبصلي كدة ليه
سألته تدعي عدم الفهم وقد امتدت يده على العارض الزجاجي وكأنه يحاصرها ليجيب بتحفز
هي مين اللي مينفعش تخرج مع خطيبها حتى وهو كاتب كتابه عليها امبارح وعشان ما هي جوهرة نفيسة
توسعت عينيها تتصنع الأجفال لتردف
يا نهار أبيض هو انت سمعت الكلمتين اللي جولتلهم من شوية...... دا كانوا هزار.
طالعها بتشكك يجسر نفسه حتى لا يتأثر وقد كانت كقطعة السكر أمام عينيه فتابعت تزيده
وعلى فكرة الهزار مكانش مع مودة دا كان معاك انت عشان كنت متأكدة انك جاي ورايا بعد ما عديت جصادك وعملت نفسي مش واخدة بالي منك وانت بتفتح باب العربية جبل ما تمشي على شغلك. 
كالعادة تأخذه بيدها إلى البحر وتعيده عطشان كما يقال في الفلكلور الشعبي زمجر بوعيد وتشكيك يتمتم
عارفة يا صبا لو ما بطلتي عمايلك دي هيحصل إيه
بتحدي نابع من ثقتها في عشقه رددت بلهجة يغمرها الدلال
يعني هتعمل إيه يا أستاذ شادي أنا مغلطتش فيك أنا بت مؤدبة وماشية في طوع ابويا اللي جاعدة في بيته فيها حاجة دي
لم يرد على الفور بل ظل على تواصله البصري معها عدة لحظات بملامح مبهمة قبل أن يغلبه طبعه وابتسم ليردف متوعدا
خليكي في طوع ابوكي اللي مطلع عيني ده ومحرم عليا حتى القعدة معاكي كلها تلت أسابيع شايفة
رفع كف يده أمامها ليشير على الأصابع الأخيرة مرددا
التلاتة دول بس يعدوا يا صبا وانا هطلع عليكي انتي وابوكي القديم والجديد. 
خلاص على ما يعدوا يعدلها ربنا عن إذنك.
قالتها وتحركت مغادرة على الفور لتختفي كالزئبق في كل مرة يلتقي بها زفر أنفاس خشنة وظلت ابصاره معلقة بأثرها يضغط بأسنانه على شفته السفلى مغمغما
ماشي يا صبا ماشي.
حينما التف نحو الأخرى وجدها ممسكة بالقلم صامتة وقد بدا أنها كانت مندمجة في المشاهدة امتدت ذراعه نحوها ليفيقها بقوله
القلم يا مودة.
ها 
بقولك القلم يا مودة.
اه اه خد اهو.
تناوله منها ثم أخرج ورقة نقدية أعلى من سعرها وضعها أمامها ثم غادر على الفور.
طب استنى خد الباقي طيب .
حينما لم يتراجع أو يلتف جعدتها لتضعها في جيب سترتها وابتسامة غزت محياها تردد
الله ېخرب عقلك يا صبا جننتي الراجل. 
عادت لترتيب المتبقي من بضائعها تلقي بنظرة شاملة على مملكتها الصغيرة بعد أن تمكنت اخيرا من الحصول بمساعدة من صبا التي أصبحت
شريكتها بالسر وشادي معها بالإضافة إلى النقود التي تحصلت عليها من جدتها بمجهود مضني ليصبح مشروعها الصغير بداية لحياة جديدة لها وقد وجدت أملها به كل أشياء الفتيات بحوزتها بالإضافة للعائد الجيد ليمكنها من حياة كريمة والأهم من كل ذلك أنها حلال .
مزعل عروستك ليه يا أمين
قالها حسن ويده على مقبض الباب الذي كان يغلقه ليدلف إليه بداخل الغرفة التي اقتحمها دون استئذان
الټفت إليه الاخر من أمام مراته يهتف بضيق
يا عم ما تزعل ولا تتلفق هي حرة.
طقطق حسن بفمه يصدر صوتا مستنكرا ليخاطبه بمهادنة
يا بني براحة بس هو ايه اللي حاصل بالظبط لكل ده انا شهد لما كلمتني مفهمتش منها حاجة وبصراحة الخناق في اليوم ده بالذات مينفعش. 
أجفله بهتافه الساخط.
لأ ينفع مع المچنونة دي ينفع اوي طب هي متوترة وبتخانق دبان وشها انا ايه ذنبي كل دقيقة إتصال
الوو شوفت يا أمين اللي حصل مع البنت اللي بتظبط الفستان شكلها مش هتلحق تظبطه انا بقول نأجل الفرح أحسن يا أمين الوو مبترودش ليه يا أمين 
ضړب بكفيه أمام شقيقه الذي كان يضحك غير قادرا على التوقف واستطرد بغيظه
حتى لما روحت أوصلها على صالون التجميل اتخانقت مع الراجل اللي بيضرب ولد صغير في الشارع وكانت عايزة تسلمه للبوليس ولما اتدخلت معاها اكتشفت إنه ابوه والولد نفسه اتخض لما سمع حكاية القسم وبرضوا مش مقتنعة فين على ما قعدت أحايلها عشان تسيبه وبعد ما وصلتها ما ارتحتش ساعة ولقيتها بتتصل بيا وتصرخ الحقني يا أمين اتاريها اتخانقت مع الست اللي سبغت شعرها بدرجة لون مش عاجبها وخد عندك بقى انا شعري باظ ومش هينفع اكمل الليلة انا بقول نأجل يا امين.
من غير حلفان لو كانت قصادي لكنت طبقت في زمارة رقبتها.
ضحك شقيقه حتى بانت نواجزه فتناول ذراعه ليجلسه على التخت بجواره يخاطبه بلهجته الهادئة
طب صلي على النبي كدة واهدى انت عارفاها أكتر مني قلبها أبيض بتقوم تقوم وتنزل على مفيش دا غير انها متوترة زي انت ما قولت بنفسك ودا حقها عشان يعني ما كل حاجة تمت بسرعة والخطوبة والجواز في شهر واحد قدر دي يا عم.
طرد من صدره زفرة متعبة ليفرك كفيه ببعضهما ثم تمتم بتفهم
اللهم صلي عليك يا نبي ما هو دا اللي مصبرني عليها مچنونة وبتقلب في ثانية دلوعة ولذيذة وفي نفس الوقت حرشة وبتلسع.
اسهب في الوصف بعدم انتباه وقد غفل عن الاخر والذي تبسم باتساع فمه يستدرجه بمرح
حلو أوي ده وايه تاني كمان
استدرك ليناظره بقرف مرددا
هو إيه اللي حلو اوي إمشي ياللا من جمبي إمشي وروح اشغل نفسك بعروستك مالك انت ومالنا يا بارد
وفي صالون التجميل كانت بحالة من البكاء الذي لا يتوقف حتى بتوسلات المرأة مديرة المكان لها كي تهدأ وتعمل على إصلاحه بلون آخر على الرغم أنه نال استحسان الجميع من عاملات او زبائن مثلها وكلمات الثناء تنصب عليها وعلى العروسة الهادئة بجوارها كما تم تصنيف شهد اليوم والتي لم تكف عن تهدئتها
اهدي يا لينا ربنا يسعد قلبك كل دا بكا بتجيبي الدموع دي منين بس
بنهنهات عالية والمحارم الورقية التي كانت تمسح بها على وجهها قد ملأت الأرضية أسفلها ردت بصوت عاتب
هو السبب يا شهد مش معبرني وكأنه زهق مني دا احنا لسة متجوزناش رسمي أمال نبقى في بيت واحد هيعمل معايا ايه
ختمت بوصلة عالية جعلت شهد ټضرب بكفها على ذراع المقعد الجلدي الذي تجلس عليه بتعب لتعود إلى محدثها في الهاتف
أيوة يا حسن لسة زعلانة ومش راضية تهدى....... إيه
خاطبتها تعيد ما أخبرها به
بيقولك افتحي الفون وشوفي الرسايل عليه.
سمعت منها لتستجيب لطلبها على مضص ثم رفعت رأسها إليها بدهشة قائلة
إيه ده دا أمين باعت صورتي ع الوتس وبيقول انه يجنن صورتي باللون الجديد وصلتله ازاي
ردت شهد بانفعال
انا اللي صورتك يا لينا عشان اخد رأيه واهو بيقول انه عاجبه ردي بقى عليه دلوقتي أكيد هو اللي بيرن عليكي.
قالتها وقد نبهها صوت الهاتف فرددت الأخرى بزهول اكتنف ببهجة تخفيها
دا هو اللي
بيرن بجد..... أنا هروح اكلمه جوا في غرفة اللبس براحتي. 
اشارت لها بكفها لتخرج تنهيدة قوية تغمرها الراحة ثم عادت لزوجها
ايوة يا حبيبي اهي قامت ترد عليه عشان يصالحها براحته.
وفي مكان اخر خارج مصر وفور أن حطت طائرته العاجلة على أرض البلدة التي بها زوجته وأولاده دلف داخل القصر المهيب بقلب وجل أول ما التقاه بعينيه
تم نسخ الرابط