لحن الحياه بقلم سهام صادق
المحتويات
من ريان
اتفاقهم كان ان تأتي لتطهو وتنصرف قبل ميعاد مجيئه وليس لها علاقه بباقي الشقه وجهتها المطبخ فقط
رغم أن فضولها ېقتلها أن تذهب للتأمل الشقه الا انها تمنع نفسها بصعوبه تركز على الوجبه التي ستصنعها اليوم.. واندمجت في المكونات التي يجب عليها أن تخرج منها وجبه رائعه رغم أنه لم يعلق أمس علي الطعام ليأتي ظنها دون محله.. فقد لمحت اخيرا الورقه الملتصقه علي الثلاجه لتجد فيها ملاحظته
فنظرت لمحتوي الورقه بأمتعاض.. لتقبض على الورقه بضيق
مافيش كلمه شكر.. عامل زي اخته.. ايه العيله ديه
مسح كريم وجهه بالمنشفه بعد أن
اتنهي من حلاقه ذقنه.. فأنعكست صورتها بالمرآة.. فكانت تقف خلفه برداء نوم قصير قد اشتراه لها من قبل ولكن لم تبلى به أي اهتمام رغم أنها أخبرها عن رغبته في رؤيته به.. ووجدها تطوق خصره
فأغمض عيناه وهو يشعر بملمس يداها على جزعه العلوي العاړي.. مازال غاضب منها ومن نفسه قبلها وازاح يداها عنه وألتف نحوها
انا مطلبتش منك اعتذار يامرام.. المفروض تعتذر لنفسك مش ليا.. بدايه نجاحك ظهرك ومتقلقيش هتبقى سيده أعمال ناجحه
وتخطاها ثم وقف
وكاد أن يكمل سيره.. فجذبت ذراعه تخبره بصدق
محستش بالنجاح من غير حبك.. وحشني حضنك واهتمامك.. انا مش عايزه النجاح ده من غيرك
اهتزت مشاعره وهو يجدها تبكي.. أراد أن يضعف ولكن لو ضعف الان لن يحقق شئ
كريم
فندم أشد الندم على ضعفه واعطاها ظهره
لتقولي اني هجرك بعد المبادره اللي قدمتيها
.................................
تنهد مراد بسأم وهو يجدها تتثاوب بعد يوم طويل في التجول في شوارع اسطنبول والتصوير.. فهي لم تترك مكان الا وصورته
الواحد تعب بشكل.. بس صورت صور حلوه
واتجهت إليه تسأله
مالك يامراد انت بتبصيلي كده ليه
ببص عليكي من خبتي يارقيه
فنظرت إليه دون فهم
لاء انت فيك حاجه غريبه.. حتى ديما مخڼوق مني هو انا مزعلاك في حاجه
فربت علي وجهها وهو يتودع لها داخله.. فهو سيتركها تنعم بالرحله كما تشاء
حاولي تفكري كده وهتعرفي الاجابه لوحدك
وتركها متجها للمرحاض ينعش جسده من ارهاق اليوم متذكرا حديث والدته كلما هاتفته تسألها عنها.. فأما تكون نائمه أو تستحم وفي النهايه تختم والدته اتصالها
وبعد دقائق خرج من المرحاض ينشق شعره بالمنشفه.. لتتسع عيناه عندما وجدها نائمه على الفراش بملابسها
انا حاسس اني اتجوزت طفله
واقترب من الفراش ومال نحوها يدفعها برفق على جسدها
رقيه قومي غيري هدومك
ولكن كالعاده ذهبت مع أحلامها تتركه يكتوي طيله الليل وهو يطالعها كيف تتميل على الفراش إلى أن تصل لاحضانه فتلتصق به فيضمها إليه بحنو ويقبل رأسها
...
استيقظت على رائحة فطورا شهيا.. فأتجهت نحو المطبخ لتجده يقف يعد لها عجة البيض التي تعشقها
صباح الخير
فألتف ياسر نحوها مبتسما
صباح النور.. لحد ما تجهزي هتلاقي الفطار جهز
فتقدمت منه وبتلقائيه اعتادت على فعلها مع والديها قبلته على خده برقه
تسلم ايدك
وانصرفت بعدها راكضه نحو غرفتها.. لتتجمد ملامحه ودفئ شفتيها على خده.. ولكن للحظه تبدل كل شئ بعد ملس على قبلتها.. ليبتسم وهو يهتف داخله يقنع قلبه
مجرد قبلة شكر لا أكثر
اليوم الخامس لها في عملها.. لتجد ورقه كل يوم لتقرأها بحنق
قللي التوابل
فمزقت الورقه كمثيلتها
مافيش كلمه شكرا حتى
وبدأت تندمج في وجبتها.. فالعمل ممتع فلا أحد يقف علي رأسها حتى أنها أصبحت تشعر بالراحه.. ف ريان لم تراه منذ اليوم الذي عرض عليها العمل
ومع مرور الوقت أنهت الوجبه سريعا.. لتنطر للوقت في هاتفها تفكر بالتجول في الشقه وخاصه غرف النوم فلم تعد تسيطر على فضولها
ذهبت مهره للنادي بعدما تلقت دعوة ندوة ستقام تحت رئاسة الجمعيه التي تترأسها خاله رقيه ووقفت أمام الصاله التي سيتم فيها الحضور لتجد صورة عايدة فهي ضيف الشرف المستضاف.. فأحتقن وجهها بتهكم
لو كنت اعرف بوجودك مكنتش جيت
كانت تحبها كوجه اعلامي تراه من خلف شاشه التلفاز ولكن بعد لقائهم أدركت كم هي منافقه وتيقنت من الأمر عندما علمت من رقيه انها رفضت أن تزوج ابنتها لمن تحبه لانه من اسره لا تناسب أسرتها العريقه
وفتحت حقيبتها تخرج قلما ثم ألتفت حولها فلم تجد أحدا مهتما بمطالعتها.. ومالت نحو اللوحه المعلقه بها صورتها
وبعد دقائق اتسعت ابتسامتها وهي ترى اللوحه الفنيه التي أصبحت عليها صورتها.. ودلفت للقاعه بثقه تكتم ضحكاتها على الشارب الضخم الذي فعلته لها.
الفصل الخامس والخمسون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
تقدمت بخطوات متوتره نحو غرف النوم بعد أن سارت في باقي اركان الشقه منبهرة من روعتها وفخامتها.. وفتحت فمها كالبلهاء وهي تتأمل الغرفه الكبيره.. فدلفت داخلها تحادث نفسها
معقول في شقق بالجمال ده
كانت الغرفه واسعه فهى غرفة النوم الرئيسيه.. وانتقلت بعيناها على الفراش الوثير.. فأتجهت نحوه تلمسه بأنبهار
شبه اوض النوم اللي بشوفها في التليفزيون
واتجهت نحو كل ركن من أركان الغرفه.. تنظر لكل ما تقع عليه عيناها بتدقيق حتى كانت الصدمه أمام ملابسه واحذيته
ووقفت كالصنم بعد أن سمعت صوته خلفها
اراكي تتجولين بمنزلي..ونسيتي حدودك هنا
هتف بنبرة خبيثه ليحرك لسانها الذي أشتاق إلى لذاعته
فجف حلقها وتسمرت قدميها.. فرغم سلاطة لسانها الا انها تخجل.. فهي في
غرفته وأمام ملابسه.. لعنت نفسها وفضولها الذي اوصلها لهنا.. يكفيها عملها في منزله وهي تعلم أنه اعزب
هل أكلت القطه لسانك انسه علياء
فأستدارت إليه ببطئ وهي تحرك لسانها على طرفي شفتيها وبتعلثم هتفت
انا سمعت صوت.. فخفت يكون في حاجه..قولت اطمن
كانت عيناه تجول على خلجات وجهها المرتبك وكلماتها الكاذبه من شفتيها فهو يعلم أن الفضول هو من دفعها لهذا الأمر
وارخي ساعديه عن صدره
________________________________________
واقترب منها محدقا
تكذبين ياصغيره
فأستاءت من نظراته
اكيد بكذب.. ما الحقيقه واضحه بتفرج على الشقه
وتابعت وهي تتخطاه
اصل بفكر اشتري واحده زيها
ادهشه ردها بل واستطاعت أن تتلاشى توترها سريعا واخرحت نفسها من حصاره بكل بساطه جعلته يقف محتارا من أمرها
لا يظن انها تفعل كل ذلك بكنحه لجذب انتباهه.. علياء نوع لم يسبق أن صادفه يوما
وسار خلفها يرسم على ملامحه الجديه حتى وصل للمطبخ فوجدها ترتبه سريعا قبل أن ترحل
حضري الغداء قبل أن ترحلي.. واتمنى ان تكون طهيته جيدا لأنني افكر في استبدالك بطاهية اخري
وقبل أن تهتف بأعتراض.. انصرف نحو غرفته مجددا يبتسم ولا يفكر بشئ الا الاقتراب منها حتى يفك شفرات قلبه الذي أصبح راغب بشده بها ليس كرغبه جسديه إنما رغبه أخرى متلهفه
..........................
نصف ساعه قضتها في التعرف على بعض المدعوين من قبل خاله رقيه.. وعايده تنظر لها بضيق لا تعلمه فهي تفرض روحها المحبه سريعا ومن وقت لآخر تتذكر الشارب الذي كان على صورتها وتتمنى أن تعرف من فعلها.. أما مهره من حين للآخر تنظر لها مبتسمه بتحدي وكأنها تخبرها انها أقوي من أن تكون فأر جبان تقضي عليها بعض كلمات
إلى أن بدأت الندوه وكانت الكلمه الأولى لرئيسه الجمعيه وبعض الأعضاء.. تصفيق وحماس ورغم كل ذلك مجرد كلام تعلم أن القليل من سيفعل به.. فهدف الندوة كان عن التنمر وكيف نصبح مجتمع واعي
وجاء دور كلمه عايدة والتي وقفت بفخر.. تسير بزهو نحو المنصه لتلقي كلمتها وعلى وجهها أروع ابتسامه.. وبدأت حديثها بشكر
احب اشكر رئيسة واعضاء الجمعيه على الدعوه الجميله ديه.. موضوع فعلا يستحق اننا نسلط الضوء عليه
كلمات مرتبه ورائعه كانت تلقيها فمن يرى عايدة الان لا يظن انها امرأة خبيثه تمثل التعاطف والدعم لمن يعانون من ظلم المجتمع
كانت عين مهرة ثاقبة عليها تركز في كل كلمه تتحدث بها عن أشخاص دعمهم برنامجها التليفزيوني..الى ان بدء الحوار يذهب للمساواة ولا احد يتميز عن غيره الا بعمله الصالح ثم اجتهاده الشخصي
اليوم فهمت معنى التنمق وعلمت لما الحية تبدل جلدها كل فتره..عايده هانم تتحدث بالسلوك والأخلاقيات.. ترغب بالضحك ولكن مهلا لتنتظر إلى نهايه الحديث
وحملقت في أعين الجالسون المنبهرين إلى أن فتح باب المناقشة معها.. كانت هذه فرصتها لتخرج كل مايقف في حلقها.. فتلك الندوه ما زادتها الا كرها للرياء
فرفعت يدها تطلب السماح لها بالسؤال.. فدار أعين الكثير نحوها منتظرين اول من ستبادر بالسؤال لعايدة الدميتري السعداء بوجودها.. فنظرت إليها عايدة بترفع
اتفضلي اسألي سمعاكي
وارتشفت من كأس الماء الذي جانبها ثم مالت نحو إحداهن تتحدث معها ثم عادت تنظر إليها منتظره بدء حديثها
حضرتك قولتي في كلامك انك بتدعو للمساوه وضد العنصريه بكل أنواعها سوا اضطهاد معنوي أو مادي وانا كل متساوي بصراحه يامدام عايده تستحقي أن الكل يصقفلك
فأتسعت ابتسامه عايدة بترفع بعد أن سمعت تصفيق الحضور
اشكركم جميعا
وتابعت مهره وهي تدقق النظر فيها وأكملت في رفعها لأعلى درجات الزهو والفخر
عايده هانم الدميتري قدوه مشرفه في البلد
وابتسامه عايده تنير وجهها الي أن تلاشت فجأه
عشان كده دلوقتى انا محتاجه اجابه لسؤالي.. مدام انتي مع كل الكلام اللي قولتيه ممكن نعرف سبب رفضك لجواز بنتك من مجرد شاب لسا على أول خطوات طريقه.. مع انه مستقبل كويس بس للأسف من عائله بسيطه
فتعالت همهمات البعض ووقعت عيناها على الفتاه الجالسه تحدق بها.. فهي علمت انها ابنتها
مش لازم ندعم الشباب ونديهم فرص يختاروا طريقهم ولا انتي مع الفروق الطبقيه يامدام عايدة
فرفعت عايدة كأس الماء ترتشف منه وهتفت بتوتر تخاف أن تخطئ فهي دوما تستعد للمواجها ولا تستهان بخصمها ولكن اليوم سقطت في الحفرة التي صنعتها
لاء طبعا انا كلامي بطبقه في حياتي قبل أي شئ
فأبتسمت مهره وهي تنظر للجالسين
هايل وهو ده اللي احنا منتظرينه من اعلاميه كبيره زيك ورمز مشرف في البلد
ونظرت للاعين المحدقه بها
اكيد احنا معزومين على خطوبة بنتك الانسه ميار
ونظرت للفتاه مبتسمه.. فبادلتها الفتاه بأبتسامه خجله ڤضحت مشاعرها فالكل الان تأكد من قصه الحب.. أما عايدة كانت تحدق بأبنتها تود لو أن ټصفعها
الكل بدء بالتصفيق والمباركه لعايدة رغم أن سيدات المجتمع الجالسين أغلبهم يسيرون على قاعدتها الا ان مدام الأمر ليس معهم لا بأس أن يظهروا تحضرهم.. فالقليل هو من يعي كيف يكون التحضر قلبا وقالبا
وعندما وجدت عايدة انها محاصرة ببعض الاسئله وقد نفعها أن هناك بالفعل من يكرهها
اكيد ياجماعه
متابعة القراءة