لحن الحياه بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


فوقه ستره سوداء وتحته تنورة قصيرة بعض الشئ وحذاء ذو كعب عالي 
فنظرت السكرتيرة لمهرة بتفحص ثم تسألت 
جايه عشان الوظيفه 
لتحرك مهرة رأسها بنعم فيردف بتلك اللحظه المحامي المشهور أشرف الجمال 
ويشير إلي سكرتيرته 
مين دول يانيره
فأعتدلت نيرة في وقفتها وتمتمت بأحترام 
دول اللي متقدمين للوظيفة يافندم

ليلقي أشرف نظراته المتفحصه عليهم... 
فهتفت مهرة سريعا بعد ان شعرت بنظرة رفض منه 
انا جايه من طرف 
وقبل ان تكمل باقي عباراتها جائها الرفض صراحة 
انتي تعالي ورايا... 
وكان يشير نحو الفتاه الاخري لتذهب الأخري خلفه 
لتنظر مهرة للسكرتيرة بتسأل 
يعني ايه مش فاهمه 
لتشير إليها السكرتيرة نحوالخارج بأبتسامة عملية 
يعني مع السلامه
لتبتلع مهرة ريقها بصعوبه وهي تتأمل المكان حولها 
ثم غادرت وهي تجر اذيال خيبتها خلفها 
قفزت ورد بسعاده وهي تري الإعلان الوظيفي 
جليسة أطفال تتحدث اللغه التركية بطلاقة للأعتناء بطفل احد المستثمرين الأتراك العمل سيكون داخل منتجع سياحي مازال يتم انشاوه يقع خارج العاصمه بمرتب مجزي
لتنظر ورد للمرتب وهي لا تصدق اخيرا ستمارس عمل بشهادتها حتي لو كانت مجرد جلسية لطفل 
وعادت تنظر إلى الإعلان ثانية...وهي تخشي ان ترفض مهرة بسبب بعد المكان 
ولكن في النهايه حسمت أمرها وقررت ان تقدم في تلك الوظيفه
لتسمع صوت الباب يغلق بقوة فتخرج من غرفتها راكضه 
عملتي ايه يامهرة أتقبلتي 
فترفع مهرة عيناها نحوها وتزفر أنفاسها 
أترفضت 
فأقتربت منها ورد وجلست جانبها...تربت علي يدها بحنو 
هما اللي خسروا محاميه شاطرة زيك 
فتبتسم مهرة بشحوب لتتنحنح ورد بحرج 
مهرة انا لقيت شغل بمرتب كويس أوي وقدمت فيه 
كل شيء قد تم بسرعة ولا يعلم كيف انفتح نور الإضاءة ليظهر أحدهم ثم أتبعه شخص آخر يحمل سلاحا يصوبه نحوه... 
ليهتف به ياسر الذي كان يقف في الأمام 
اتصل بالبوليس يامعنم 
لترتعش يد كرم الذي سقطت منه الأموال التي كانت بالخزنة القابعة في غرفة المكتب 
ويتقدم منه ياسر وقد أخرج سلاحھ 
واقف بتترعش ياحلتها 
ووضع السلاح بجانب رأسه 
بدور علي مين ها 
ثم تابع پقسوه 
هيام اعترفت عليك 
ليدفع الحارس الثالث هيام بقوة فينظر ياسر نحوهم 
عضيتي الايد اللي أتمدتلك... عندها حق نعمه لما كانت بتشك في سلوكك 
لتهتف هيام پخوف من المصير الذي سيحدث لها 
انا مظلومه ياياسر بيه 
ليطالعها ياسر ساخرا فكل شيء سار تحت مراقبته 
فقد علم باليوم الذي خطت فيه مع شريكها من الخادمة الأخرى التي تدعى نعمه 
..
أستيقظت من النوم فزعا وهي تنظر لشقيقتها التي خرجت للتو من غرفتها 
لتهتف ورد بقلق 
مين اللي جيلنا في الوقت ده يامهرة 
فتقدمت مهرة نحو الباب لتري الطارق 
لتجد والدها أمامها يتنفس بصعوبه 
أخوكي في القسم يامهرة 
وتابع وهو يضغط علي قلبه 
سرق فيلة راجل مهم في البلد 
ولم تجد بعدها نفسها الا في قسم الشرطه فلم تتحمل كسرة والدها امام عينيها وترجيه لها 
فقد كانت تظن أن قلبها أصبح متحجرا بسبب تركه لهم ولكن أكتشفت الحقيقه 
الډماء لا تكون يوما ماء 
ووقعت بعينيها علي زوجة
أبيها التي تجلس تنتحب وبجانبها شقيقها الآخر أكرم الذي لم تراه منذ سنوات عندما كان مراهق
لتقف زوجة أبيها مقرتبة منها 
انت رايح تجبلي بنتك اللي بتكرهنا انت عايز تضيع أبني 
لتلتف مهرة بجسدها بعيده عنهم وهي تتمتم پغضب لم يسمعه أحد 
ليجذبها والدها من ذراعها برجاء 
هتسيبي أخوكي يابنتي
أبتسامه ساخرة أرتسمت على شفتيها فكلمة أخ لم

________________________________________
تدركها يوما كما لم تدرك معني كلمة اب
..........
كان جاسم يجلس مع ضابط الشرطه بجسد مرهق 
فاليوم عاد من لندن بعد ان أتم احد الصفقات 
وحينما وقف سائقه امام فيلته كانت سيارة الشرطه تقف 
لتنتهي الليلة هنا 
وفرك عنقه بأرهاق لينظر محاميه الخاص له 
اتفضل انت ياجاسم بيه وانا هكمل المحضر 
ونظر إلي الضابط يطلب منه تأكيد علي كلامه 
اتفضل حضرتك وبكره تقدر تيجي نكمل الإجراءات قبل ما يتعرضوا على النيابه
وكاد ان ينهض جاسم من فوق المقعد الا أنه وجد العسكري يخبرهم عن حضور شقيقة المتهم وهي أيضا محاميته الخاصه 
فدلفت مهرة وقبل ان تنطق بكلمه وقفت مصدومه 
أنت!!
وقف جاسم ساخرا وهو يطالعها بنظرات بارده 
طلعتي اخت الحرامي ده 
ثم تابع وهو يقترب منها ونظر إلي محاميه الخاص 
انا مش هتنازل عن القضيه وتحبسهوملي هو والخدامه أكبر مده تقدر عليها 
وتخطاها ببرود وقد أرتسمت علي شفتيه أبتسامه متشفيه فالقدر جاء بها اليه مجددا كي يعلمها كيف تتلاعب مع جاسم الشرقاوي فهو لم ينسي الي الان أنها السبب الأساسي في ازالته من المنظمه
وكيف وقفت تتحداه بل وأيضا تعاونت مع احد الصحفين في نشر كل مايسئ لشقيقه دون ان يعلم أنها لم تفعل ذلك فالقائها ب باسم الصحفي ماكان الا أنه خطيب رفيقتها 
ولكن كل شيء جاء ضدها ووضعها القدر ذليلة أمامه 
وانصرف دون كلمه..ليحرك لها الضابط رأسه بيأس 
لازم جاسم بيه يتنازل عن القضية انتي عارفه القانون كويس اخوكي مسكوه وهو في بيته وبيسرق خزنته بعد ما اتفق مع الخدامه اللي سهلت دخوله للفيلا 
فنظرت مهرة له ثم جلست على أقرب مقعد 
فيبدو ان الطريق لم ينتهي مع جاسم الشرقاوي 
بل وتلك المره خيوط اللعبه في يده 
.................
في صباح اليوم التالي كانت تقف في وقت مبكر امام باب الفيلا بخطوات متثاقله مجبره 
فأمس عندما ألتقت ب كرم شقيقها أخذ يترجاها بأن تساعده 
لم تكن يوما قاسېة كما عاهدت من قسۏة الناس 
واقتربت من الحارس تخبره 
عايزه اقابل جاسم بيه 
فنظر الحارس إلى ساعة يده 
الساعه سبعه دلوقتي والبيه لسا نايم ومنقدرش ندخلك غير لما هو يسمح بمقابلتك
لتزفر مهرة أنفاسها بقوه ثم أبتعدت قليلا لتقف بجانب البوابه 
وماله نستناه 
ومرت ساعه وهي واقفه الي ان تأففت ونظرات إلى البوابه التي اغلقها الحارس لتبقي هي بالخارج وأطرقت على البوابه بقوه 
ليخرج لها الحارس وهو يحمل كوب شاي يرتشف منه 
ما قولنا تعالي وقت تاني 
فحدقت به بنظرات غاضبه 
عدي ساعه والبيه بتاعكم لسا نايم لاء وسع بقي كده 
فوقف الحارس أمامها يزيحها عن طريقه ودون قصد منه أسقطها أرضا 
ليخرج في تلك اللحظه جاسم بسيارته.. وعندما وجدها تقف وتنفض يديها 
اوقف سيارته وهبط منها بملامح جامده 
قولت مش هتنازل عن القضية وياريت تتفضلي
فطالعته بنظرات محتقنه 
أنت إنسان معندكش ډم ولا ذوق 
ليقترب منها بقسۏة وكاد ان يجذبها من ذراعها..فهتفت بضعف لأول مره يراه فيها 
متضيعش مستقبله عشان كرهك ليا... انا عارفه انك عايز تاخد بتارك مني 
وتابعت برجاء 
بس انا كنت بدافع عن الحق وحكاية أخوك ومرام أنتهت 
فأبتسم ساخرا 
انتي لعبتي معايا كتير من غير ماتحسي 
وألتف بجسده نحو سيارته 
تنازلي عني القضيه بشرط تنفذيه كل حاجه تنتهي 
ثم تابع ببرود وهو يفتح باب سيارته 
متنفذش نسيب القانون ياخد مجراه ياحضرت الافوكاتو
الفصل الخامس.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
طرقت علي الأرض بقوه وهي تعض على شفتيها پقهر فقد وضعها بين خيارين وأصبح هو الأن من يلعب بها 
وقبضت علي يدها پغضب حتي ظهرت عروقها وطيف سيارته يختفي من أمامها 
لتلتف نحو بوابة الفيلا فتجدها قد غلقت فور انصرافه 
وأصبحت كمثيلة أيامها السابقه تجر أذيال الخيبه خلفها 
فتحت باب الشقه بأرهاق وهي تسترقي السمع 
فيبدو ان لديهم ضيف وتقدمت بخطي ثقيله نحو الداخل لتجد ورد تجلس مع أكرم شقيقهما 
وقبل ان يشعروا بوجودها أخذت تطالع وجه شقيقتها المبتسم وهي تحادث أكرم الذي يماثلها في العمر 
تخيلت لو كانت علاقتها بأشقائها طبيعيه ولكن زوجة أبيها هي من بعدتهم عنهم
فأصبح كل منهما في عالم أخر وكأنهم ليسوا أخوه
وزفرت أنفاسها بفتور... ليرفع كل من أكرم و ورد عيناهم نحوها 
لينهض أكرم متسائلا بأمل
ان تكون قد توصلت لحلا ولكن علامات وجهها كانت لا توحي بالخير 
رفض مش كده 
وجلس علي مقعده ثانية يهتف بضعف 
ضيع مستقبله وضيعنا معاه 
وتابع وهو يضع وجهه بين راحتي كفيه 
قولت لماما بلاش الدلع الزايد والفلوس الكتير 
اه سرق عشان يصرف فلوسه علي شرب المخډرات والستات 
كانت مهرة تقف تسمعه بوجه جامد دلع وأموال كثيره وهي وشقيقتها يصارعوا من أجل ان يعيشوا فقط 
وتنهدت بأرهاق أثقل كتفيها وسمعت صوت شقيقتها الراجي 
أعملي حاجه ليه يامهرة عشان خاطري 
وأتبعها أكرم بتوسل 
كرم مش وحش يامهرة صدقيني حب ماما لينا الزايد هو اللي ضيعه
لتنظر لهم مهرة طويلا قبل ان تتحرك ببطئ نحو غرفتها وهي تفكر هل تذهب إليه وتسمع شروطه ام تتخلي عن شقيقها كما تخلي عنهم أبيهم
...
وقف ياسر غير مصدقا لما يقصه عليه جاسم ما حدث في الصبح 
يعني هتتنازل عن القضيه بشرط أنك تشغلها هنا سنه كامله تذلها فيها 
فأبتسم جاسم بجمود وهو يبعد أنظاره عن حاسوبه 
مسمهاش أذلها بس هعلمها ازاي تقف قصادي بداية من حكاية كريم ومرام وټهديدها ليا لحد يوم الحفله واللي عملته وخسارتي لعضويه المنظمه 
ليطالع ياسر جاسم قليلا وهو يتنهد 
جاسم انا مش متأكد ان هي السبب في المعلومات اللي وصلت للصحافه
ثم حك فروة رأسه 
انا شوفتها اه مع الصحفي ده بس معرفش ايه علاقتهم ببعض 
ليسترخي جاسم بجسده وهو يدور بكرسي مكتبه بظفر 
مش مهم لأن خلاص أخدت قراري 
ليتسأل ياسر بعد ان علم ان لا رجوع فيما اتأخذه 
طب وهتشغلها ايه هنا احنا مش محتاجين محامين 
فضحك جاسم وهو يتوقف بكرسيه عن الدوران 
اشغلها محاميه ده انا هخليها تنسي المهنه ديه 
ثم تابع ببرود 
هتشتغل كل حاجه... هتكون زي اللبيسه اللي بتكون للفنانين 
فأبتسم ياسر وكتم صوت ضحكته 
مسمهاش لبيسه دلوقتي بقي أسمها مساعده شخصيه او مديرة أعماله 
فحرك جاسم شفتيه ساخرا 
المسميات النضيفه ديه لناس التانيه النضيفه 
ثم تابع پقسوه 
اما ديه لاء 
لتتسع عين ياسر بدهشه 
انت پتكرها كده ليه ياجاسم أحنا من ساعه ماعرفنا بعض مشوفتكش پتكره حد كده
وتابع بتشتت 
أنت حتى يوم ماعرفت مني بلقائها بالصحفي اللي عمل هجوم عليك سيبتها ومفكرتش تعمل ليها حاجه 
فحدق به جاسم للحظات فهو بالفعل لم يفكر قط بأذيتها ولكنها هي من تأتي اليه بقدميها وكأنها تريد أن تذكره دوما بأحداهن كانت شعلة من التمرد والقوه مثلها تمام 
كانت زميلته بالجامعه أحبها بشده خاصة لطباعها الصبيانيه وملابسها التي تشبه ملابس مهرة ولكن في النهايه كان ردها له 
أنه ليس من الأشخاص التي تستهويها انه هادئ الطباع منطوي وهي لا تحب
 

تم نسخ الرابط