لحن الحياه بقلم سهام صادق
المحتويات
يكن يتآلم يوما تشعر بوخزاته
اعتادت تحصل على ماتريد.. اعتادت أن ترى انبهار الرجال بها ورغبتهم ولهثهم خلفها ولكن معه لا تجد إلا البغض والنفور
لما لا تحبني عمار.. ماذا أفعل لك
وتحركت من فوق الفراش برداء نومها القصير وفور أن لمست يدها جسده.. نفرها كالعاده وهو يضحك ساخرا
يعني يوم ماأحب.. أحب واحده كانت متاحه للجميع
.
ضمھا إليه بحب وهو يمسح على وجهها يقظها
ففتحت عيناها.. تنظر إليه مبتسما... فقد انتهى ڠضبها منه وضحك عليها وانساها حنقه منه ومن موظفته الحسناء
صباح الخير
فلمست وجهه بحنان
ضحكت عليا امبارح.. وخلتني اسامحك وانسى
فضحك بصخب
وغمز لها بمرح.. فدفعته علي صدره برفق
ياغرور جاسم الشرقاوي
ورفع يدها
نحو شفتيها يلثم باطن كفها ببطئ
قلبك ابيض بقى ياحببتي
وعاد يداعبها ويشاكسها بلطف وهي تضحك إلى أن اتسعت عيناها تسأله
هي الساعه كام دلوقتي ياجاسم
وفور أن أخبرها بالوقت..ابتعدت عنه
فضحك على اندفاعها بعيدا عنه.. فجذبها إليه بمزاح
انا اجازه النهارده... تعالي قربي هنا
فضحكت وهو يعود لاحضانه
صاحب الشركه محدش قدك
فتعالت قهقهته بقوه..ثم طبع بقبله طويله على رأسها
شايف الحقد في عيونك ياحببتي
وتابع وهو ينظر لها برغبة لم تنطفئ
أنهت اتصالها مع والدتها وهي لا تعلم كيف ستخبره بدعوة والديها لهم على الغداء بعد ما حدث أمس.. فمازال مشهد انتفاضه عنها يدميها.. وأخذت تدور بحجرتها قليلا تفكر مع نفسها فهي لا تريد الحديث معه ولكن اليوم جاء كل شئ ضد رغبتها وخرجت من غرفتها تبحث عنه بعينيها لتجده يقف كعادته في الصباح أمام الشرفه ويرتشف من فنجان قهوته
ماما عزمانا علي الغدا النهارده.. حاولت افهمها انك مش فاضي.. بس هي أصرت
وابتسمت وهي تتذكر كلمات والدتها وعشمها الكبير في ياسر انه لن يكسر خاطرها
قولي ل ياسر اكيد مش هيقول لاء.. جوز بنتي ميرفضش لحماته طلب
فأكثر شئ أصبح يكسرها بتلك العلاقه هم والديها وحبهم لياسر ولمعت عيناها بالدموع وهي تخشى عليهم يوم انا تعود لهم مطلقة.. فسمعت صوته الهادئ ومازال يقف على نفس وقفته يعطيها ظهره
لو كانت نظرات العين ټقتل لقټلته بنظراتها العاشقه.. فخطت للامام تحكم قبضتي يداها ثم عادت بخطواتها نحو غرفتها.. تهوى علي فراشها تمسح دموعها
ليلتف بجسده بعد أن اغمض عيناه بقوه هامسا لنفسه
انت سجين لماضيك يا ياسر وهتفضل سجين لآخر العمر
.
نظرت نرمين لغرفة جاسم الفارغه.. وكادت أن تغلق باب الغرفه فوجدت مني تدلف لحجرة مكتبها متمتمه بعملية تجيدها
جاسم بيه مش جاي النهارده
فطالعتها نرمين بتحديق ثم انصرفت بعدها بخطوات أشبه بالركض دون كلمه
..
وقفت في بهو الشركه تنظر إليه وهو يسير مع إحداهن يتحدث معها ويبتسم وهي تبادله الحديث بكل هدوء.. عيناها كانت تحملق بهم بآلم.. كريم أتقن تجاهلها.. ولمعت عيناها بالدموع وهي تود أن تركض إليه تخبره أن ما يفعله بها حقا مؤلم.. فهي تعشقه ولكن عشقها كان كالمياه الراقده أرادت من يحركها
وها هي جاءت الحركه التي ادمت قلبها آلما
ولمعت عيناها بأصرار.. هو لها وستعيد حبها لقلبه
...
نظرت علياء لمكتبه الفخم بأنبهار رغم أنها أتت إليه من قبل ولكن تلك المره لم تكن ترى أمامها الا خلاص شقيقها ونجدته.. ووضعت لها سكرتيرته العصير الذي لم تطلبه من اساس فشعرت علياء بقيمتها فنظرت للسكرتيره ببطئ تتفحص ملابسها المنمقه
نص ساعه وبشمهندس ريان يوصل
هتفت كلماتها بضيق ثم خرجت لتلوي علياء شفتيها بضيق متسائله
مالها ديه.. ولا كأني مرات ابوها
وألتقطت كأس العصير ترتشفه ببطئ وتلذذ واسترخت في جلستها وهي تنظر حولها مستمتعه بكل ماتراه كطفله صغيره
ووقفت تتفحص كل ما يقابلها بأعين متسعه الي أن انتبهت لاحدي اللوحات الموضوعة على طاولة عريضه... فقد كانت إحدى لوحات مشروع ثم يتم إنشاء وحكت ذقنها بيدها مفكره
شكله مهندس معماري
وظلت هكذا إلى أن انفتح باب الغرفه.. فوجدته يدلف هو وسكرتيرته خلفه.. فأعتدلت في وقفتها بأرتباك تنظر إلى نظراته المصوبه نحوها
انا كنت بتفرج على اللوحه... لاء طلعت فنان بجد هو انت اللي راسمها ولا مقلدها
فأتسعت عين سكرتيرته وهي تستمع لما تتفوه به تلك الفتاه وكأنها علي علاقه وطيدة برئيسها
اتركينا الان هناء
فطالعتهم سكرتيرته بصمت وانصرفت علي الفور مغلقه الباب خلفها ليحدق ريان بتلك التي تقف أمامها مبتسمه
مرحبا علياء
فأتسعت ابتسامة علياء أكثر وهتفت مازحه
مرحبا كمان
وتابعت بمداعبه
مبحبش الرسميات فقولك ريان
فصدحت قهقهة ريان بقوه.. لم يقابل بحياته مثلها وأشار إليها
نحو احد المقاعد
اجلسي علياء لنتحدث
فأزداد حماسها.. فالأن ستعلم ماهي وظيفتها وجلست كما طلب منها فجلس أمامها يتفحص خلجات وجهها البشوش
أخبريني عما تجيده علياء... هل تجيدي لغة ما
فحركت رأسها بالنفي.. فهي لا لغه تجيدها.. هي الي الان لا تعلم إلى الآن ما الشئ الذي تجيده بحياتها
فعاد يسألها عن أعمال السكرتارية
انا مينفعش اشتغل دوام كامل انا محتاجه شغل كم ساعه بس بالكتير ٤ ساعات
وطأطأت رأسها أرضا
عمار لو عرف مش هيوافق
ثم عادت ترفع رأسها ببرآة.. جعلت قلبه يخفق دون شعور
لو ساعدتني هيبقى ده سر بينا.. بس لو هتخون السر خلاص متساعدنيش
كلمات أصبحت تحركه.. كلمات باتت تجعله يريد أن يلتقي بها دوما.. يعلم
________________________________________
أن عقله قد جن ولكن هو سعيد سعاده لم بكر بها من قبل ووجد نفسه ينهض ويحملق بها
هل تجيدي الطبخ
فحركت له رأسها اجابا.. فهي اجادة الطبخ بعد ۏفاة والدتها فالظروف حكمت عليها أن تتحمل مسئولية كامل من أجلها وأجل شقيقتها رغم قديما كانت مدلله لوالديها بمشاغبتها ومرحها المحبب
فأبتسم ريان.. فقد وجد العمل الذي سيجعله يلتقيها كل يوم.. تطهو له ثم تغادر
.....................................
لمعت عين سهير بأعجاب.. وهي ترى العامل الجديد يقف وسط
الزبائن مرحبا بهم بأبتسامه متسعه.. زادته جمالا على جماله
قلبها بدء يرسم لها أشياء ذكرتها بشبابها.. واخرجت المرآة من درج المكتب الخاص بها.. وأخذت تتأمل تجاعيد وجهها ثم تحملق بالعامل الذي لم يتجاوز عمره الثلاثون
ليقترب منها يخبرها عن طلب الزبائن للحديث معها
الزبون عايزك ياست الهوانم
فأبتسمت سهير ابتسامه لم تبتسمها من قبل ونهضت من فوق مقعدها بزيها الأسود وسارت خلفه تطالع حركته وجسده الشبابي
.....................................
وقف مراد يزفر أنفاسه بحنق وهو يحدق برقية النائمه.. ناظرا إلى هاتفه متذكرا حديث والدته معه منذ دقائق عندما أخبرها أن رقيه نائمه لتطلق ضحكه صاخبه تخبره بعدها
براحه علي البنت يامراد بل وعادت تقرر الجمله وهي تضحك
وزفر أنفاسه بقوة وجلس جانبها على الفراش يمسح على خصلات شعرها
رقيه اصحى.. ميعاد طيارتنا بعد اربع ساعات وانتي لسا نايمه.. رقيه باباكي جاي بعد ساعه يطمن عليكي.. رقيه احنا داخلين على المغرب
حاډثها بصوت هادئ ودافئ ولكن هي وكأنها في غيبوبة ونفذ صبره منها فصړخ بقوة جعلها تنتفض فزعا
رقية
فنهضت تنظر حولها تغمض وتفتح عيناها
انا فين... انت بتعمل ايه هنا يامراد.. فين بابا
ليلطم مراد وجهه براحتي كفيه
انا غلطها مره وتوبة.. ليه لازم اقررها تاني.. مالها العزوبيه
وعاد يستجمع صبره معها
ركزي يااخرة بختي.. رقية احنا في شقتنا ياحببتي وفرحنا كان امبارح
فحملقت به بوجوم ثم عادت تضع برأسها على الوساده متمتمه
اه انا فاكره كل ده
وعادت تغفو ثانية إلى أن تآوهت بعد جذبها من ملابسها
قومي ياكائن الوطواط..لأحسن مافيش رحله شهر عسل ولا اقولك هسافر انا وخليكي انتي نايمه عقاپا ليكي
وعندما تذكرت رحلتهم التي سيقضوها بتركيا.. نفضت الغطاء الذي عليها ونهضت من فوق الفراش راكضه... لينظر مراد إليها
الصبر من عندك يارب
...................................
ايقظها بلمساته الحنونه على وجهها.. ففتحت عيناها بكسل تسأله وهي تفرض ذراعيها
ما الأمر كنان.. أريد أن انام حبيي
فضحك كنان وهو يتأملها وهي تغلق عيناها ثم فتحتهما على وسعهما وألتقطت الساعه المجاورة لفراشها ونهضت من فوقه
انا لم اصلي العصر
فحدق كنان بها مبتسما.. منذ أن تزوجها وهي دوما منضبطه في أداء فروضها.. ورد للأسف نقضيه لرجلا مثله قضى عمره مسلما بأسمه فقط.. غيرت به الكثير ولكن إلى الآن لم يعتاد على الإلتزام مثلها حتى أنه احيانا لا يجيب عليها حينما تسأله عن أدائه لفروضه.. وخلع سترته ليجد جواد يطرق باب الغرفه ويدلف بعدها ويحمل بيديه سجادة صلاة صغيره
أين ورد خالو فقد تأخرت عليا
ونظر الي ساعه يده الطفوليه يحسب الوقت المتبقي لاذان المغرب
لم يتبقى الا ساعه
جواد يصلي.. حقيقه لأول مره يكتشفها
ليجد ورد تخرج من المرحاض تنشف يداها بالمنشفه وتنظر إليهم مازحه
لما لم تيقظني جواد.. عقاپا لك اليوم لا يوجد حلوه
فركض جواد اليها معتذرا
داده عظيمه قالت لي انكي نائمه ورد.. سأحفظ عدد آيات أكثر ولكن الحلوى لا
صلاه وحفظ وحلوي كلمات كان يرددها بعقله.. فأنتبهت ورد لشروده وقد تيقنت انها البدايه الصحيحه لزوجها.. كنان لا يأتي بالالحاح وإنما بالتلقائيه كالصغار تسحب يدهم وتخبرهم انك تريده معهم وبالفعل فور أن هتفت
كنان هيا صلي بنا
فتحمس الصغير أكثر راكضا نحو خاله
هيا خالو هيا حتي نكون بالجنه معا
ونظر إلى ورد لتؤكد حديثه
أليس كذلك ورد.. سنكون معا
لتتسع ابتسامتها وهي تحرك له رأسها
نعم حبيبي
.
ضحك ياسر من كل قلبه وهو يرتشف الشاي مع أهل ريم.. فقد احب تلك العائله الطيبه من قلبه.. عائله دفئها يذكره بوالديه
حتى الحديث الذي يدور ملئ بالطيبه والصفاء..ووجد ريم تنسحب خلف والدتها نحو المطبخ بعد أن أشارت لها
مالك ياريم.. طول القاعده وانتي سرحانه ياحببتي
هتفت والدتها بقلق.. لتنظر لها بتوتر تضع بيدها على جبينها
ده إرهاق مش اكتر ياماما.. متقلقيش عليا
فربتت والدتها على ظهرها بحب
ربنا يقويكي يابنتي.. طمنيني عليكي مع جوزك
فدارت آلمها سريعا عنها
الحمدلله.. ياسر مافيش احن منه
فرفعت والدتها يداها عاليا تحمد الله على سعادة ابنتها
لم تكن تعلم أن ياسر فتلك اللحظه كان متجها نحو المرحاض فأستمع إلى عبارتها المكسوره.. أي حنان يغمرها به هو
.....................................
دلفت معه للمطعم الفخم وكل حديثهم دائر عن طفلهما الذي علمت جنسه اليوم.. في المتابعه السابقه لم تكن تريد أن تعلم
أرادت أن يكون مفاجأة
متابعة القراءة